هل نسيان التسبيح في الركوع تستوجب سجود السهو؟ يتساءل عدد كبير من المسلمين عن أحكام الصلاة، حيث يرغب كل شخص في معرفة كل شيء عن هذه العبادة العظيمة ومنها سؤال يتكرر بين الناس وهو حكم نسيان التسبيح في الركوع أو السجود أثناء الصلاة وهو ما نتعرف عليه في السطور التالية..

هل نسيان تسبيحة الركوع تستوجب سجود السهو؟

وفي هذا السياق، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة التي تتم بدون تسبيحات الركوع والسجود تكون صحيحة، لافتا إلى أن نسيان تسبيحة السجود "سبحان ربى الأعلى" أو الركوع أثناء الصلاة لا تؤثر على صحة الصلاة ويمكن تعويض ذلك بسجود السهو.

وخلال تصريحاته تلفزيونية سابقة له، أكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن تكبيرة الإحرام ركن أساسي في الصلاة نسيانها يبطلها، أما تكبيرات الانتقال فهي سُنة وليست ركنًا، وإذا نُسيت فلا داعي لسجود السهو.

طريقة سجدتي السهو

وفي السياق، أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، كيفية سجود السهو بأن يؤدي المصلي سجدتين يفعلهما بعد انتهائه من التحيات عليه أن يقول الله أكبر ثم يسجد، ثم قول الله أكبر ويقعد المصلي، ثم قول الله أكبر ثم يسجد، ثم بعد ذلك الاعتدال والتسليم.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية ، في فيديو منشور لصفحة دار الإفتاء المصرية على منصة يوتيوب بين خلاله أحكام الصلاة وما يتعلق بها، "يجوز للمصلي أن يقوم بسجدتين السهو سواء كانت في صلاة السنة أو صلاة الفرض".

وأوضح أمين الفتوى، أن أي صلاة فرض أو سنة غير صلاة الجنازة لو حصل فيهم سهوا يستدعي سجود السهو فعلى المصلي.

أسباب سجود السهو

يعد سجود السهو بمثابة سد للخلل الذي يغفل عنه المصلي في الصلاة، لذلك هناك أسباب تستدعي من أجلها سجود السهو وهي:

حكم سجود السهو في صلاة السنة.. الإفتاء تجيبحكم من قرأ التشهد كاملا في الركعة الثانية سهوا؟.. الإفتاء توضح

-الشك في الصلاة: أي أن يشك المصلي في صلاته وعليه يجب أن يصحح المصلي خطأة، واختلف العلماء في هذه الحالة ، قال الأحناف أنه إذا شك المصلي في صلاته، فإنه يتم صلاته على غلبة ظنة أي الاعتقاد الأكبر له، فإذا لم يكن لديه غلبة ظن، فإنه يتم الصلاة بناء على ما يتيقن به في نفسه، واستدلوا بحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين).

ذهب المالكية والأحناف أنه إذا شك المصلي في صلاته فلا يعلم هل سجد مرة أم مرتين، ففي هذه الحالة يتم المصلي صلاته بناءً على يقينه، ثم يأتي بما شك فيه وبعد ذلك يسجد للسهو، واستدلوا بحديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلي أو اثنتين؟ فليبن على واحدة فإن لم يدر اثنتين صلى أو ثلاثًا فليبن على اثنتين فأن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعًا؟ فليبن على ثلاث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم) ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: (إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشك، وليبن على اليقين، فإذا استيقن التمام سجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة له والسجدتان، وإن كانت ناقصة كانت الركعة تمامًا لصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان).

ذهب الحنابلة إلى التفريق بين الأمام والمنفرد، فإذا كان الشخص يصلي منفردًا بنى صلاته بناءً على يقينه، وإذا كان إمامًا فيذكره المصلون خلفه بالخطأ، وفي حالة أن المصلي راوده شك بعد انتهاء الصلاة فلا أثر له، أما في حالة شكه بالزيادة أو النقصان حين أداء الصلاة فإنه يسجد للسهو.

-الزيادة في الصلاة: ولها حالتين وهما كالآتي:

الزيادة في أفعال الصلاة: في حالة زاد المصلي في الصلاة يتوجب عليه سجود السهو، كما جاء في السنة النبوية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإما زاد أو نقص، قال إبراهيم: وايم الله ما جاء ذلك إلا من قبلي، قال فقلنا سيا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ فقال: لا قال فقلنا له الذي صنع، فقال: إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين قال: ثم سجد سجدتين)، ومن أمثلة الزيادة في الأفعال: زيادة نفس الفعل أو تبديل فعل مكان آخر مثل السجود محل الركوع، أو زيادة ركعة على العدد المطلوب، وفي حالة أن المصلي علم بأنه زاد ركعة فعليه أن يجلس فورًا ويتشهد ثم يسجد سجود السهو ثم يسلم، أما في الجماعة فينبغي على المأموم أن ينبه الإمام بأي زيادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني).

الزيادة في أقوال الصلاة: وهو أن يأتي المصلي بقول مشروع في الصلاة في غير محله مثل القراءة في السجود أو التسبيح في موضع القراءة وكان ذلك من غير قصد، فهنا يستحب سجود السهو، إما إذا كان الكلام الصادر من غير جنس الصلاة وعن قصد فقد بطلت الصلاة.

النقص في الصلاة: ويكون ذلك على حالتين، الحالة الأولى وهي ترك ركن من أركان الصلاة: مثل السجود أو الركوع فتبطل الصلاة بترك هذا الركن عمدًا، أما إذا كان سهوًا الترك سهوًا ماعدا تكبيرة الإحرام، فإذا تذكر المصلي النقص قبل وصوله إلى موضعه، فعليه أن يرجع ويأتي بالركن الناقص ويكمل صلاته، أما إذا كان الذكر بعد وصوله ففي هذه الحالة عليه أن يجعل الركعة التي هو قائم بها عوضًا عن الركعة التي حدث فيها النقص، وفي حالة تذكره بعد السلام من الصلاة فإنه يكمل ما نقصه من صلاته، وما يليه منها، الحالة الثانية وتكون بترك واجب من واجبات الصلاة مثل التسبيح في السجود أو تكبيرات الانتقال في الركعات، فإذا كان عن عمد تبطل الصلاة، أما إذا كان سهوًا ففيه حالات: إذا تذكر المصلي الركن اقبل أداء الركن الذي يليه، يترتب عليه سجود السهو.

طباعة شارك نسيان التسبيح في الركوع سجود السهو طريقة سجدتي السهو سجدتي السهو أسباب سجود السهو السهو في الصلاة الصلاة أحكام الصلاة دار الإفتاء الإفتاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نسيان التسبيح في الركوع سجود السهو سجدتي السهو السهو في الصلاة الصلاة أحكام الصلاة دار الإفتاء الإفتاء أمین الفتوى فی دار الإفتاء المصریة صلى الله علیه وسلم سجود السهو الزیادة فی التسبیح فی فی الصلاة المصلی فی فی صلاته علیه أن فی حالة إذا کان

إقرأ أيضاً:

ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب

يستغفر الاناء لصاحبه.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي سؤال يقول: هل مقولة “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه” من الأحاديث الصحيحة؟

ما صحة حديث “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه”؟

وقالت دار الإفتاء، في بيان هل يستغفر الإناء لصاحبه؟ إنه بالرجوع إلى كتب الحديث الصحيحة لم نجد هذا اللفظ بنصه المسئول عنه؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان قد روي بمعناه في أحاديث أخرى بغير هذا اللفظ.

دعاء للغنى والرزق.. ردده بيقين يوسع الله عليك ويفتح لك أبواب الخيرأدعية جامعة لكل خير .. اغتنمها ورددها الآن

وأضافت الإفتاء: “هذا، ومما تجب معرفته أن هذه الأحاديث وأمثالها -وإن صحت روايتها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فإنها ليست من الأحاديث التشريعية التي يجب على المسلم اتباعها والعمل بما جاء بها، وإنما هي من الأمور المباحة التي لا يفترض اتباعها ولا يعاقب تاركها”.

ولفتت إلى أن الشريعة الإسلامية شريعة متكاملة جاءت لسعادة الدارين، وشرع الله تعاليم الإسلام وأحكامه وآدابه لينظم للإنسان كل شئون حياته -من العبادة، والمأكل والمشرب والملبس، ومواكبة الحضارة، والتعلم والتعليم-، ويرتقي بسلوك الفرد والمجتمع في ذلك كله؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطبراني في "الأوسط".

وأوضحت الإفتاء أن من الآداب التي اهتمت بها الشريعة: آداب الطعام والشراب؛ فعقد المحدِّثون في كتب السنة الأبواب والفصول لها، وأفرد بعضهم كتبًا لرواية السنن الواردة فيها؛ كابن حنبل وابن أبي عاصم النبيل في كتابيهما في "الأشربة"، والدارمي وابن أبي عاصم في كتابيهما في "الأطعمة"، وتكلم الفقهاء عن هذه الآداب في كتب الفقه واستفاضوا في تقريرها وأفردوا لها أبوابًا وفصولًا، وصنف بعضهم في أحكامها وآدابها استقلالًا؛ من ذلك "آداب الأكل" للأقفهسي، و"آداب المواكلة" لأبي البركات الغزي، والذي ذكر فيه واحدًا وثمانين عيبًا مِن جملة العيوب التي مَن علمها كان خبيرًا بآداب المؤاكلة، وهذا يدل على عناية الشريعة الإسلامية بهذا الجانب من الآداب في الإسلام، وحرصها على أن يتكمل الإنسان بالمحاسن ويتجمل بالذوق الرفيع ويظهر بالمظهر اللائق في طعامه وشرابه؛ ابتداءً وانتهاءً، واكتسابًا واختيارًا، وتنظيمًا وتناولًا.

إحداث صوت أثناء المضغ والشرب هل هو تشبه منهي عنه؟ الإفتاء تجيب
آداب الطعام والشراب،
وأكدت أن من السلوكيات التي نهت عنها وأرشد الفقهاء إلى التنزه عنها وأنها لا تليق بالآداب العامة والذوق الرفيع: إحداث صوت أثناء المضغ والشرب، ووردت النصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة بالنهي عن التشبه بالحيوانات في طبائعها المذمومة كالشره والجشع والنهم عند الأكل والشرب؛ منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ». والعَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ، وعَبَّتِ الدَّلْوُ: إذا صوَّتَتْ عند غَرْف الماء. والكُبَادُ: وجعُ الكبد. والمقصود من هذا التوجيه النبوي: الإرشاد إلى التروي في الشرب شيئًا فشيئًا، لا أن يُجرَعَ جرعًا كما تفعل الدوابُّ مُحدِثةً صوتًا عنده، مع ما في ذلك مِن ضرر على الشارب، وحصول الضيق لِمَن حوله، وقد تقرر في الإسلام أنه "لا ضرر ولا ضرار".

وشددت الإفتاء على أنه نص العلماء أيضًا على أن من الصفات المذمومة عند الأكل: التكلم في حال مضغ الطعام، وإحداث صوت لأشداقه وفمه عند المضغ والبلع، وعدُّوا ذلك من العيوب التي ينبغي على الآكل تَوَقِّيها والبعد عنها، وسمَّوا الأول "مُبَعْبِعًا"، والثانيَ "مُفَرْقعًا" و"رَشَّافًا"؛ قال العلامة ابن الملقن: "ولا يجعل اللقمة في فمه يَرشُفُها ويُسمَع لها حسٌّ".

طباعة شارك يستغفر الإناء لصاحبه ما صحة حديث “يستغفر الإناء لِلَاعِقِه” تناول الطعام

مقالات مشابهة

  • أقوم بإلقاء بقايا الطعام فى القمامة فهل علي إثم؟.. الإفتاء تجيب
  • أريد التوبة من تتبع عورات الناس فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صلاة الإمام بالقراءات الشاذة.. دار الإفتاء تجيب
  • هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ ص حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • ما فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة؟ الإفتاء تجيب
  • هل يوم القيامة يتم النداء علينا باسم الأم أم الأب؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم تطويل الركوع انتظارًا لمن يريد الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب