العاهل الأردني: العالم يتجه نحو انحدار أخلاقي أوضح أشكاله في خزلان غزة.. وهجمات إسرائيل ضد إيران تصعيد خطير
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
عمّان، الأردن (CNN)-- قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، إن العالم يتجه نحو "انحدار أخلاقي، وإن "أوضح أشكاله تتمثل في غزة" ، فيما حذر من تداعيات هجمات إسرائيل الأخيرة على إيران، التي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط، بحسب قوله.
ومن مقر البرلمان الأوروبي، ألقى ملك الأردن خطابا "مؤثرا" حمل عدة رسائل سياسية وإنسانية واستمر لقرابة 26 دقيقة، سبقه ترحيب كبير به وبمواقف الأردن السياسية، ورجّح في حديثه بأن يكون هذا العام هو عام القرارات المحورية للعالم.
وقال العاهل الأردني حول ما وصفه بـ"الانحدار الأخلاقي" في العالم :"واليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة. يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها".
وقدّم العاهل الأردني "صورة مقلقة" عما يشهده العالم نتيجة الاضطرابات التي تحدث الواحدة تلو الأخرى، وقال إن "ما يحدث في غزة يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية وقيمنا المشتركة... كيف يُعقل أن تصبح المجاعة سلاحًا يُستخدم ضد الأطفال؟".
وقال: "ومنذ ذلك الحين، مر مجتمعنا الدولي بالعديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية؛ من جائحة فيروس كورونا، وتهديدات أمنية جديدة، وتسارع تكنولوجي غير مسبوق، إلى المعلومات المضللة التي تفشت بشكل مفرط، وحرب شديدة في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها".
وأضاف: "لا يمكن معرفة أين ستنتهي حدود هذه المعركة".
ورأى العاهل الأردني في كلمته أن الكراهية والانقسام يزدهران، وأضاف: "لا عجب أننا نشعر بأن عالمنا قد ساده الانفلات، وكأنه قد فقد بوصلته الأخلاقية، فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة، والكراهية والانقسام يزدهران، والاعتدال والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي".
وتوقف العاهل الأردني مرارا في خطابه عند الحرب على غزة، وما اعتبره لحظة اختبار للمجتمع الدولي، قائلا إن "مرور20 شهرا على هذه الوحشية يجب أن يثير قلقنا جميعا، لكن ليس بوسعنا أن نتعجب من ذلك، لأنه عندما يفشل مجتمعنا العالمي في سد الفجوة بين القول والفعل، وعندما لا تُمارس القيم السامية، فإنها تصبح ادعاءات فارغة ومستهلكة".
كما تطرق الملك الأردني إلى الانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية، محذرًا من أن الجرافات الإسرائيلية لا تكتفي بهدم منازل الفلسطينيين، بل "تهدم الحدود الأخلاقية" كذلك، على حد تعبيره.
وأكد الملك مجددًا أن "الفلسطينيين، مثلهم كمثل جميع الشعوب، يستحقون الحق في الحرية والسيادة، ونعم.. إقامة دولتهم المستقلة"، معتبرًا أن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضرورة للأمن العالمي.
وفي رسائل واضحة إلى دول أوروبا، دعاهم إلى استذكار القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن "السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدًا"، وأن "الأمن الحقيقي لا يكمن في قوة الجيوش بل في قوة القيم المشتركة".
وأكد الملك عبدالله الثاني أن الأردن سيظل شريكًا موثوقًا في السعي نحو استقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، باعتبارها جزءًا أصيلًا من "حماية الهوية التاريخية متعددة الأديان للمدينة".
وأشار العاهل الأردني إلى الدوري الحيوي لقيادة أوروبا المتوقع هذا العام، في اختيار الطريق الصحيح، مبينا أنه يمكن الاعتماد على الأردن كشريك قوي، ومنوها إلى أن بلاده مستعدة للتعاون في مجالين أساسيين هما، دعم التنمية واتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة لضمان الأمن العالمي.
وأضاف: "اتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة لضمان الأمن العالمي. ولن يكون أمننا المشترك مضمونا حتى يتصرف مجتمعنا العالمي، ليس فقط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن أيضا لإنهاء أطول بؤرة اشتباك في العالم وأكثرها تدميرا، ألا وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية عقود".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البرلمان الأوروبي البرنامج النووي الإيراني الجيش الإسرائيلي الجيش الإيراني الضفة الغربية القضية الفلسطينية الملك عبدالله الثاني غزة العاهل الأردنی
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير: إسرائيل تلوّح بالخطة الكبرى ضد إيران
مجندة إسرائيلية مع نتنياهو (منصات تواصل)
في لهجة تصعيدية غير مسبوقة، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات الجوية التي تنفذها قواته ضد إيران تسير بنفس النهج الذي اتبعته في غزة ولبنان والضفة الغربية، مؤكدًا: "ما فعلناه هناك، نفعله الآن في إيران".
وأوضح المتحدث أن الهجمات الأخيرة استهدفت قيادة سلاح الجو الإيراني، بمشاركة أكثر من 50 طائرة، ضربت أكثر من 120 هدفًا استراتيجيًا، مؤكدًا أن إسرائيل تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية.
اقرأ أيضاً كارثة نقدية تلوح في الأفق: الريال اليمني ينهار ويسجل أدنى مستوى في تاريخه اليوم 16 يونيو، 2025 ما بعد بارس الجنوبي: هل بدأ نقل المعركة من إيران إلى الخليج؟ 15 يونيو، 2025وأضاف أن الجيش دمر حتى الآن ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، وسيمضي قدمًا في تحركه شرقًا لمواجهة ما وصفه بـ"التهديد النووي الإيراني".
هذه التصريحات تعكس تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك، وتفتح بابًا واسعًا لاحتمال مواجهة شاملة في المنطقة.