توقعات بارتفاع النفط وزيادة الإقبال على ملاذات آمنة بعد الهجوم على إيران
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
توقع مستثمرون أن يؤدي الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية إلى رد فعل فوري في الأسواق العالمية عند إعادة فتحها، الاثنين، لترتفع معه أسعار النفط ويندفع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الهجوم عبر منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي، وتزيد الضربات من تورط الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط.
وفي أعقاب الإعلان عن الهجوم مباشرة، توقع المستثمرون أن يحفز التدخل الأمريكي عمليات بيع في الأسهم وربما إقبالا على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند بدء التداول، لكنهم قالوا أيضا إن مسار الصراع لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.
وقال مارك سبيندل كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال "أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع".
وأضاف سبيندل لرويترز: "ليس لدينا أي تقييم للأضرار وسيستغرق ذلك بعض الوقت. على الرغم من أنه قال إن الأمر ’انتهى‘، فإننا مرتبطون به. ما الذي سيحدث بعد ذلك؟".
ويعتقد سيبندل أن "حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق حيث سيتأثر الأمريكيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط".
ومع ذلك، قال سبيندل إن هناك وقتا لاستيعاب التطورات قبل فتح الأسواق، مضيفا أنه يقوم بترتيبات للتحدث مع المشاركين الآخرين في الأسواق.
أسعار النفط والتضخم
سيتمحور القلق الرئيسي للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط وبالتالي على التضخم. وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.
وقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار لدى كريسيت كابيتال "يضيف هذا الأمر مستوى جديدا معقدا من المخاطر التي سيتعين علينا أخذها في الاعتبار والانتباه إليها، وسيكون لهذا الأمر بالتأكيد تأثير على أسعار الطاقة وربما على التضخم أيضا".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18 بالمئة منذ 10 حزيران/ يونيو حزيران لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريبا عند 79.04 دولار يوم الخميس، إلا أن المؤشر ستاندرد آند بورز 500 لم يشهد تغيرا يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو حزيران.
قبل الهجوم الأمريكي على إيران، وضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في مذكرة إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية".
وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولارا للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من ستة بالمئة بحلول نهاية هذا العام.
وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة التي صدرت قبل الضربات الأمريكية "على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتما إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".
وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأمريكي، رجح جيمي كوكس الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية أيضا صعود أسعار النفط بسبب الأنباء الأولية. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال كوكس لرويترز: "مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام".
ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية.
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابرا. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلىأوضاع ملتهبة في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية لكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.
وأظهرت بيانات ويدبوش سيكوريتيز وكاب آي.كيو برو أن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع في المتوسط 0.3 بالمئة في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3 بالمئة في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.
محنة الدولار
يمكن أن يكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأمريكي.
وقال محللون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد يفيد الدولار في البداية بفضل الطلب على الملاذ الآمن.
وقال ستيف سوسنيك كبير محللي السوق في آي.بي.كيه.آر في جرينتش بولاية كونيتيكت "هل نشهد توجها نحو الملاذ الآمن؟ هذا سيعني انخفاض عوائد السندات وارتفاع الدولار".
وأضاف "من الصعب تصور عدم تأثر الأسهم سلبا، والسؤال هو إلى أي مدى؟ سيعتمد الأمر على رد الفعل الإيراني وما إذا كانت أسعار النفط سترتفع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الإيرانية النفط إيران النفط الاقتصاد العالمي ضربة أمريكية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملاذ الآمن أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
الكونغو الديمقراطية تغازل رجال النفط بتكساس لتطوير قطاع الطاقة
تسعى جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى استقطاب رجال النفط الأميركيين، في وقت تتطلع فيه الدولة الأفريقية الكبرى إلى الاستفادة من اهتمام واشنطن بمعادنها لتوسيع نطاق قطاع الطاقة لديها.
ومع انطلاق محادثات السلام المدعومة من الولايات المتحدة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، التي من شأنها أن تحقق قدرا من الاستقرار في شرق البلاد المضطرب؛ بدأ المسؤولون الكونغوليون في جذب مستثمري النفط والغاز الأميركيين، إلى جانب شركات التعدين.
وقال جويل فومبوي المستشار الفني لوزير الهيدروكربونات في الكونغو -خلال منتدى الطاقة الأميركي الأفريقي المنعقد هذا الأسبوع في مدينة هيوستن- "نعتقد أن الوقت قد حان لتقديم تجربة الكونغو في مجال التعدين، وأيضًا لإطلاق الإمكانات الكامنة في قطاع النفط لدينا. الاستثمارات والخبرة الأميركية ستساعدنا في تحويل هذا القطاع".
وأضاف أن الإصلاحات التي تم تنفيذها هذا العام "يجب أن تسهم في تغيير الصورة النمطية لقطاع النفط في الكونغو"، مشيرا إلى أن الحكومة تأمل إطلاق جولة كبيرة لتخصيص بعض المواقع النفطية في العام المقبل.
وتهدف الحكومة إلى رفع نسبة السكان الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الكهرباء من نحو 22% حاليًا إلى 60% بحلول عام 2030.
وقال فومبوي "نتطلع إلى تعاون قوي مع الولايات المتحدة، لما لها من خبرة واسعة في صناعة النفط. يمكننا استكشاف وإنتاج النفط والغاز، ومن ثم بناء الاستقرار لشعبنا، وتوفير الطاقة لشركات التعدين والسكان الذين يعيشون في بلد غني ولكن بلا كهرباء".
ثمرة السلاميرتبط هذا الطموح بشكل وثيق بإنهاء النزاع الإقليمي بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وتفكيك جماعة "إم 23" المتمردة المدعومة من رواندا، والتي تواصل شن هجماتها في شرق البلاد.
وقد وقع وزراء خارجية البلدين اتفاق سلام في البيت الأبيض يوم 27 يونيو/حزيران الماضي، ومن المتوقع أن يوقع الرئيسان فيليكس تشيسيكيدي وبول كاغامي اتفاقا نهائيا في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.
إعلانوبلغت المحادثات مرحلة جديدة الأسبوع الماضي بإعلان البلدين نيتهما إنشاء إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي خلال 90 يوما.
وقال جيمس تشيستر الرئيس التنفيذي لشركة "إنيرجي كابيتال آند بور" المنظمة للمنتدى إن "الشراكة الأمنية في مجال المعادن بين الولايات المتحدة والكونغو الديمقراطية تمثل نموذجا جديدا للتعاون، كما أن اتفاق السلام المدعوم من واشنطن سيكون حاسما في فتح هذا السوق الأفريقي المركزي".
المستثمرون ينتظرون سيطرة كنشاساقال بول هينكس الرئيس التنفيذي لشركة سيمبيون للطاقة -ومقرها نيويورك- إن لديه مستثمرين جاهزين لمشروع محطة غاز بقدرة 140 ميغاواتا على بُعد نحو 30 كيلومترا من مدينة غوما، لكنه يعتبر الاستثمار محفوفا بالمخاطر ما دام المتمردون يسيطرون على المنطقة.
وتعد خطة "سيمبيون" لاستخراج غاز الميثان من بحيرة كيفو وتحويله إلى كهرباء من بين المشاريع الأميركية القليلة في شرق الكونغو.
وقال هينكس لأفريكا ريبورت "لن نستثمر حتى تسيطر حكومة الكونغو على المنطقة. الجميع يريد أن يكون جاهزا إذا بدأت جماعة إم 23 في الانسحاب".
فتح مكاتب بأميركا لجذب الاستثماراتوفي إطار سعيها لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأميركية، بدأت الكونغو الديمقراطية افتتاح مكاتب لوكالة إدارة وتنسيق ومراقبة اتفاقيات التعاون في أنحاء الولايات المتحدة.
وتأسست هذه الوكالة عام 2022، وتشرف على اتفاقيات التعاون بين الكونغو وشركائها من القطاع الخاص، والتي تتجاوز قيمتها مليار دولار في مجالات البنية التحتية والموارد الطبيعية، وتُسهّل الحصول على التأشيرات والتصاريح والتواصل مع المسؤولين المعنيين.
وقال مدير الدراسات والتخطيط في الوكالة إيف تالانغاي إن الولايات المتحدة هي البوابة الرئيسية للاستثمارات الكبرى في الكونغو.
ويقع مكتب الوكالة في واشنطن داخل السفارة الكونغولية، ومن المتوقع افتتاحه رسميا هذا الشهر، يليه مكتب ثانٍ في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا قبل نهاية العام.
كما يُخطط لافتتاح مكتبين إضافيين في تكساس وكاليفورنيا، وفقا لما صرّح به نكندا نزينغا نائب مدير الوكالة وممثلها في الولايات المتحدة.
كما أجرت الكونغو تغييرا في قيادة سفارتها بواشنطن، حيث تم تعيين إيفيت نغاندو كابينغا التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، خلفا للسفيرة ماري-هيلين ماثي بو.
ومع ذلك، لا تزال الاضطرابات السياسية في الكونغو عاملا مقيّدا، فقد تعذر على وزراء الطاقة والتعدين والهيدروكربونات حضور المنتدى بسبب تعديل وزاري في كينشاسا.
وقد دفع ذلك المستشار الأول في السفارة سيليستين لومبي إلى تقديم اعتذار الحكومة عن غيابهم قبيل انعقاد مائدة مستديرة رفيعة المستوى بعنوان "استثمر في الكونغو" أمس الخميس، وهو اليوم الأخير للمنتدى.