أفريقيات في سدة الحكم.. تجارب رائدة وتحديات متجذرة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
على مدار العقدين الماضيين، شهدت القارة الأفريقية وصول عدد من النساء إلى سدة الحكم في ظروف سياسية واقتصادية متباينة، مما شكّل تحوّلا نوعيا في الحضور النسائي ضمن مراكز القرار. ومع تعاظم هذا الحضور، بات لزاما الوقوف على "تجارب النساء في الرئاسة" في القارة، وتحليل أوجه نجاحها والتحديات التي واجهتها.
كانت البداية عام 2006 حين أصبحت إيلين جونسون سيرليف أول امرأة تتولى رئاسة جمهورية أفريقية بعد انتخابها في ليبيريا، قبل أن يعاد انتخابها لولاية ثانية عام 2011 وتنهي فترة حكمها في يناير/كانون الثاني 2018.
قادمة من خلفية اقتصادية وخريجة جامعة هارفارد، تسلمت سيرليف الحكم في بلد أنهكته حرب أهلية خلّفت مئات الآلاف من الضحايا ودمّرت مؤسساته، غير أنها نجحت -وفق تقارير محلية ودولية- في تحقيق الاستقرار، وترميم البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وإعادة إحياء مؤسسات الدولة.
في عام 2011، فازت بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان، تقديرا لدورها في دعم السلام وحقوق النساء. لكن تجربتها لم تَخْلُ من الانتقادات، حيث واجهت اتهامات بالمحسوبية إثر تعيين نجليها في مناصب اقتصادية مرموقة.
ورغم ذلك، حرصت سيرليف في أكثر من مناسبة على التأكيد أن تجربتها يجب أن تلهم نساء أخريات في أفريقيا، وهو ما حدث جزئيا بعد تولي جويس باندا رئاسة ملاوي عام 2012 إثر وفاة الرئيس بينغو وا موثاريكا، لتكمل ولايتها حتى عام 2014.
يرى الأكاديمي الكيني الأميركي ديفيد موندا، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة نيويورك سيتي، أن القيادتين النسائيتين الأبرز -سيرليف وباندا- قدمتا نموذجا في دول تطغى عليها هيمنة الذكور على مراكز القرار.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الرئيستين وصلتا إلى الحكم مدعومتين بخبرات سابقة في مناصب حكومية، وتمكنتا من تهدئة الأزمات السياسية في بلديهما.
إعلانفبينما عملت باندا على إدارة فراغ مفاجئ في الحكم، أعادت سيرليف بناء ليبيريا من رماد حرب أهلية.
ويرى موندا أن التحديات التي واجهتهما كانت متباينة: ففي ليبيريا، تعاملت سيرليف مع إرث الانقسامات العرقية والصراعات بين المكونات السكانية، بينما واجهت باندا في ملاوي تبعات الاستعمار البريطاني والتوترات العرقية المستمرة.
وخلص موندا إلى أن كلتا القائدتين قدمتا أداء فاق توقعات السياقات السياسية والاقتصادية لدولتيهما، وفتحتا الباب واسعا أمام القيادات النسائية رغم استمرار السيطرة الذكورية على الفضاء السياسي.
إلى جانب سيرليف وباندا، تولّت سيدات أخريات مناصب رئاسية في ظروف انتقالية، مثل كاثرين سامبا بانزا التي قادت جمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2014 و2016، وسعت لتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار والدفاع عن ضحايا العنف.
وفي موريشيوس، تولّت أمينة غريب فقيم الرئاسة عام 2015، وهي عالمة بيولوجيا بارزة، ركزت على التوعية البيئية وتشجيع العلوم، قبل أن تستقيل عام 2018 إثر قضية فساد.
وفي تنزانيا، تولّت سامية سولوهو حسن الرئاسة عام 2021 بعد وفاة الرئيس جون ماغوفولي، لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد، ومن المتوقع أن تُكمل ولايتها حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025.
أما في إثيوبيا، فرغم أن منصب الرئيس شرفي، فإن تعيين سهلورق زودي رئيسة للجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 اعتُبر خطوة رمزية مهمة نحو إشراك النساء في أعلى هرم السلطة.
كما شهدت دول أخرى تجارب مماثلة لنساء في مواقع متقدمة، سواء كنائب رئيس أو رئيسة وزراء، من بينها بوروندي وتونس وجنوب أفريقيا والغابون وغينيا بيساو.
صوت نسويترى الناشطة السودانية ندى فضل، رئيسة منظمة "الاستجابة للتنمية الدائمة"، أن التحديات التي تواجهها النساء في طريقهن إلى القيادة لا تزال جسيمة، على خلفية تهميشهن عن دوائر القرار، وضعف التمكين المؤسسي والمجتمعي.
وأوضحت، في حديثها للجزيرة نت، أن النظم السياسية في العديد من الدول الأفريقية "لم تُصمم" في الأصل لاحتضان القيادات النسائية، داعية إلى إصلاح عميق يشمل فتح المجال أمام النساء وتعزيز ثقافة المساواة.
ولفتت إلى ظاهرة تكليف النساء بالقيادة في أوقات الأزمات، كما حدث مع سيرليف، معتبرة أن ذلك يكشف في الوقت ذاته عن مدى قدرة النساء على القيادة في أصعب اللحظات، مطالبة بدعمهن في جميع الأوقات وليس فقط عند اشتداد الأزمات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
5 علامات شائعة للعقم لدى النساء يجب أن تعرفيها
تواجه ملايين النساء العقم في جميع أنحاء العالم، ويعد الكشف المبكر عن علامات مثل عدم انتظام الدورة الشهرية والجماع المؤلم والاختلالات الهرمونية وآلام الحوض أمرا حيويا.
يمكن أن تؤثر حالات مثل متلازمة تكيس المبايض وبطانة الرحم على الحمل.
ويمكن الاعتراف بهذه المؤشرات المرأة من طلب المشورة الطبية في وقت أقرب، ما يحسن فرص الحمل الناجح والصحة الإنجابية بشكل عام.
يؤثر العقم على ملايين النساء في جميع أنحاء العالم، وفهم علامات الإنذار المبكر أمر بالغ الأهمية للتدخل في الوقت المناسب والعلاج الفعال.
ونشرت فيستاتبيرلز دراسة تشير إلى أن اضطرابات الإباضة تمثل ما يقرب من 25% من حالات العقم عند الإناث، ما يسلط الضوء على أهمية الاهتمام بأنماط الحيض والتغيرات الهرمونية والمؤشرات الصحية الدقيقة الأخرى.
يسمح الكشف المبكر للنساء بطلب المشورة المهنية في وقت أقرب، ما يمكن أن يحسن بشكل كبير من فرصهن في الحمل الناجح.
قد تتجاهل العديد من النساء أو ترفض أعراضا مثل الدورات غير المنتظمة أو التقلبات الهرمونية أو عدم الراحة المزمنة في الحوض، على افتراض أنها طبيعية أو مؤقتة.
ومع ذلك، يمكن أن تشير هذه العلامات في كثير من الأحيان إلى حالات كامنة مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) أو بطانة الرحم أو اضطرابات الغدة الدرقية أو مشاكل الجهاز التناسلي التي تؤثر على الخصوبة.
إن إدراك المؤشرات الشائعة للعقم يمكن النساء من السيطرة على صحتهن الإنجابية، والتخطيط للاستشارات الطبية بشكل استباقي، واعتماد تعديلات على نمط الحياة قد تعزز الخصوبة.
لا يتعلق التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر بزيادة احتمال الحمل فحسب، بل يتعلق أيضا بدعم الصحة الإنجابية والهرمونية بشكل عام.
يمكن أن يساعدك فهم العلامات الشائعة للعقم لدى النساء في تحديد المشكلات المحتملة في وقت مبكر والبحث عن الدعم الطبي المناسب.
فيما يلي ستة مؤشرات رئيسية يجب مراقبتها:
فترات غير منتظمة أو غائبة
دورات الحيض المنتظمة ضرورية للإباضة، ويمكن أن تشير الدورات التي تزيد على 35 يوما، أو أقصر من 21 يوما، أو غائبة إلى اضطرابات الإباضة.
غالبا ما ترتبط حالات مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) واختلالات الغدة الدرقية بمثل هذه المخالفات.
الاختلالات الهرمونية
قد تشير أعراض مثل زيادة الوزن أو فقدانه غير المبرر، ونمو الشعر المفرط، وحب الشباب، واضطرابات النوم إلى اختلالات هرمونية.
يمكن أن تؤدي هذه الاختلالات إلى تعطيل الإباضة والدورات الشهرية، ما يؤدي إلى تحديات الخصوبة.
ألم الحوض المزمن
يمكن أن يكون ألم الحوض المستمر أحد أعراض حالات مثل بطانة الرحم أو الأورام الليفية، والتي يمكن أن تتداخل مع الحمل. .
من الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية إذا استمر هذا العرض.
السمنة أو صعوبة فقدان الوزن
يمكن أن تؤثر زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن على التوازن الهرموني والإباضة.
وترتبط السمنة بحالات مثل متلازمة تكيس المبايض، والتي يمكن أن تضعف الخصوبة.
إفرازات مهبلية غير طبيعية أو عدوى
قد تشير الالتهابات المهبلية المتكررة أو غير العادية أو الإفرازات غير الطبيعية أو التهيج المزمن إلى حالات تؤثر على الجهاز التناسلي، مثل الالتهابات التي تسبب تندب أو التهاب في الرحم أو قناتي فالوب، ويمكن لعلاجها على الفور أن يمنع المضاعفات مع الخصوبة.
يمكن أن يسهل التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر التشاور والتدخل الطبي في الوقت المناسب.
إذا واجهت أيا من هذه الأعراض، استشيري أخصائي الرعاية الصحية المتخصص في الصحة الإنجابية لاستكشاف الأسباب المحتملة وخيارات العلاج.
المصدر: timesofindia