لجريدة عمان:
2025-12-13@21:35:03 GMT

المزاج الشعبوي

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

وحَّدت الحرب الأخيرة السواد الأعظم من شعوب العالم تحت مزاج شعبوي موحّد، رافض للمواجهات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ومؤيد لضربات الصواريخ الإيرانية ضد دولة الاحتلال.

هذا التشكل في الوعي الجماهيري جاء نتيجة تراكمات طويلة من الممارسات اليومية العدوانية التي تنتهجها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني على مدى 76 عامًا، ما لم يترك مجالًا لأي مسوغات معاكسة.

وقد أظهرت المواجهات الأخيرة الصورة السلبية التي كانت كامنة في الوعي الجمعي، بعد أن تراجعت مسوغات القتل للأبرياء، وانكشف الزيف الذي طالما رُوِّج له.

في المواجهات السابقة بين إيران ودولة الاحتلال، لم تبلغ الأمور مستوى التصادم العسكري المباشر كما هو الحال الآن، الأمر الذي ضاعف من حجم الأصوات، ليس فقط في العالمين العربي والإسلامي، بل أيضًا في مختلف أنحاء العالم، والتي نادت بضرورة استمرار إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بهدف إيجاد حالة من الردع أمام وحشية الاحتلال، الذي قاد المنطقة منذ نشأته إلى الخراب والدمار وافتعال الحروب في الشرق الأوسط، وإدامة شلال الدماء.

من بين أبرز المكاسب الشعبوية التي ظهرت مؤخرًا، انضمام أصوات عالمية واسعة إلى جانب الأصوات العربية التي تعاني من هذه الإبادة التاريخية، والاعتداء السافر على غزة، إلى جانب التهديدات التي تطال إيران، والاستيلاء على الأراضي السورية، واحتلال الأراضي اللبنانية، والغارات المتكررة على اليمن. كل هذه الأفعال مجتمعة كانت كفيلة بتغيير المزاج العالمي، الذي غفل عن الحقيقة لعقود سبعة، لتخرج الشعوب في مظاهرات ضخمة واحتجاجات مؤثرة في مختلف عواصم العالم، مطالبة بوقف العدوان، بل وداعية إلى الاستمرار في قصف المدن المحتلة، بعدما سقطت كل الحجج والمسوغات التي طالما قدمها الاحتلال لتبرير القتل والتدمير.

تاريخ الأمم جميعها يثبت أن الطغيان والتغطرس لا يدومان، وأن من يرفض التعايش مع الآخرين ويسعى إلى التفرد بالهيمنة، يسقط في نهاية المطاف في وحل الهزيمة، ويكتب نهايته بيده. فكل من أشعل الحروب تحت ذريعة «التوسع للبقاء»، انهار في لحظة، والتاريخ مليء بالعبر.

هذا المزاج الشعبوي الذي برز مؤخرًا، وكانت غزة شرارته، كشف للمجتمعات الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حقائق لم تكن معروفة سابقًا، بفعل التضليل الإعلامي والعزلة المتعمدة. هذا التحول أوجد قناعة جديدة بأن بقاء هذا الكيان أمر غير ممكن، طالما لا يُردَع ويعتقد أنه فوق الجميع، وهو ما يشكل تحولًا فكريًّا في الرأي العام، ورافعة قوية للقضية الفلسطينية، ودعمًا كبيرًا على طريق استقلالها.

اليوم، تبلغ الأمور ذروة التصادم، ليس مع الفلسطينيين فقط الذين لا يملكون الوسائل الكافية لمواجهة ذلك الكم من التحالفات ضدهم في غزة، رغم صمودهم الأسطوري لنحو عامين، بل مع دول المنطقة أيضًا، وعلى رأسها إيران، التي يراد سحق قدراتها العلمية والعسكرية. ومع ذلك، يبدو أن صواريخ الردّ التي ضربت عمق المدن المحتلة، ساوت بين معاناة الإسرائيليين من تشرد ودمار، ومعاناة أهل غزة، بعد أن تلقى الاحتلال ضربة مؤلمة على الأقل، شتتت أسطورته وسطوته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)

كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.

وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".

حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.

وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"

وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.

وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.

الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.


وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."

العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"

وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".

مقالات مشابهة

  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • إيران تحتجز ناقلة وقود في خليج عمان وتعتقل طاقمها
  • إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
  • بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)