فرضية تقترح أن الزمن له ثلاثة أبعاد والمكان ليس إلا نتيجة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
لطالما اعتقدنا، أن الواقع مبني على ثلاثة أبعاد مكانية (الطول والعرض والارتفاع) وبعد رابع يمثل الزمن، يمكن لنا التحرك بسهولة داخل الأبعاد المكانية، بينما نحن مجبولون على المضي في اتجاه واحد يخص البعد الرابع، إنه المستقبل.
لكن جونتر كليتيتشكا، عالم الفيزياء من جامعة ألاسكا فيربانكس، يقترح تصورا جذريًا، حيث يفترض أن الزمن هو الأساس الحقيقي للواقع، وله ثلاثة أبعاد، بينما المكان ينشأ كنتيجة ثانوية من تلك الأبعاد الزمنية، بحسب دراسة نشرت بدورية "رِبورتس إن أدفانسِز أوف فيزيكال ساينسِز".
ولغرض التبسيط تخيل أن لدينا لوحة رسم قماشية بيضاء، هذا القماش هو ما يُبنى عليه كل شيء، في التشبيه فإن الزمن بأبعاده الثلاثة هو هذا القماش الأساسي، أي أن الزمن ليس مجرد "خلفية" تمر فيها الأحداث، بل هو الإطار البنيوي الحقيقي للكون.
على نفس القماش، فإن الألوان والأشكال التي نرسمها على القماش تمثل الأبعاد المكانية الثلاثة، هذه "الألوان" لا توجد بذاتها، بل تظهر فقط عندما نرسمها على القماش.
كذلك، في تصور كليتيتشكا، المكان لا يوجد بذاته، بل يظهر فقط كنتيجة أو أثر للتفاعلات داخل بنية الزمن الثلاثي.
وعندما ننظر إلى اللوحة الفنية، نراها مزيجا من القماش والألوان. كذلك، الواقع الذي نعيشه يبدو لنا مكانا وزمانا معًا. لكن حسب هذه النظرية، الزمن هو الأصل، والمكان مشتق منه، تمامًا كما لا وجود للوحة بدون قماش، لا وجود للمكان بدون الزمن.
في هذا السياق، فإن النموذج الجديد الذي يقترحه كليتيتشكا يفترض وجود ستة أبعاد في الواقع، ثلاثة زمنية وثلاثة مكانية، ويربطهما بمعادلة رياضية تدعم هذا التصوّر، جدير بالذكر أن تعدد الأبعاد ليس افتراضا جديدا، فنظرية الأوتار مثلا تسمح بوجود أبعاد متعددة، تصل إلى 26 بُعدا.
إعلانومن هذه المعادلة الجديدة، استطاع الباحث حساب كتل الجسيمات المعروفة، مثل الإلكترون والكواركات بدقة، وهو أمر مهم نادرًا ما ينجح به أي نموذج رياضي في هذا النطاق..
كما أن النموذج الجديد يحافظ على السبب والنتيجة، تمامًا كما في الزمن الأحادي، حيث تبقى العلاقة سببية؛ السبب يسبق النتيجة حتى في البُعد الزمني الآخر.
ولكنك في هذا السياق قد تسأل: وأين تلك الأبعاد الزمنية الأخرى، والإجابة، كما يعتقد بعض الباحثين، ولا سيما الفيزيائي النظري إسحاق بارز من جامعة جنوب كاليفورنيا، أن البعدين الثاني والثالث يظهران أو يتكشفان عند مستويات طاقة قصوى، كما هو الحال في بدايات الكون أو في تفاعلات الجسيمات عالية الطاقة.
لكن لفهمها يضرب العلماء مثالا مبسطا في بيان صحفي رسمي أصدرته الجامعة، تخيل أنك تسير في مسارٍ مستقيم، تتحرك إلى الأمام، وبالتالي تختبر الزمن كما نعرفه. تخيّل الآن مسارًا آخر يتقاطع مع المسار الأول، ويسير جانبيا.
إذا استطعت أن تسلك هذا المسار الجانبي، وتبقى في نفس اللحظة من "الزمن العادي"، فقد تجد أن الأمور قد تختلف قليلًا، ربما نسخة مختلفة من اليوم نفسه. يُمكنك السير على طول هذا المسار الثاني العمودي من استكشاف نتائج مختلفة لذلك اليوم دون الرجوع إلى الوراء أو التقدم في الزمن كما نعرفه.
وجود هذه النتائج المختلفة هو البُعد الثاني للزمن. أما وسيلة الانتقال من نتيجةٍ إلى أخرى فهي البُعد الثالث.
نظرية كل شيءيعتقد عدد من الفيزيائيين النظريين أن السعي وراء "نظرية الزمن ثلاثي الأبعاد" يُمثل سبيلًا للمساعدة في الإجابة عن بعض الأسئلة الفيزيائية الكبرى التي حيرت العلماء، وبخاصة في نطاق توحيد ميكانيكا الكم (النظرية التي تدرس سلوك الجسيمات على أصغر المقاييس) والنسبية العامة (النظرية التي تدرس المقاييس الكبرى)، في نظرية كمية واحدة للجاذبية.
يمكن لنظرية الجاذبية الكمومية، أن تُصبح نظريةً شاملةً للكون (ما يُسمى "نظرية كل شيء")، حيث ستُوحّد هذه النظرية القوى الأساسية الأربع للطبيعة: الكهرومغناطيسية، والقوة النووية القوية، والقوة النووية الضعيفة، والجاذبية.
يعتقد كليتيتشكا أن نظريته عن الزمن ثلاثي الأبعاد يُمكن أن تُساعد في هذا المسعى، حيث يُعيد الإطار الرياضي الذي ابتكره بدقة إنتاج الكتل المعروفة لجسيمات مثل الإلكترونات والميونات والكواركات، ويُفسّر أيضًا سبب امتلاك هذه الجسيمات هذه الكتل.
ولكن على الرغم من أن نظرية كليتيتشكا عن الزمن ثلاثي الأبعاد تقدم أفكارا جديدة مثيرة للاهتمام، إلا أن نتائجها لم يقبلها بعد المجتمع العلمي الأوسع.
إلى جانب ذلك، لا تزال النظرية في مراحلها الأولى من التدقيق، ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل من التجارب، ولم تخضع بعد للتقييم النقدي من مجتمع الفيزياء الأوسع، كما أن هناك حاجة لنشر دراسات أخرى عن نفس النظرية في مجلات متعددة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مع تربع مصر على عرش الإنتاج.. سباق مع الزمن لزراعة تمور التصدير
تتسارع الخطى في سباق مع الزمن للتوسع في زراعة نخيل تمور التصدير في كل أرجاء مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها لجنوبها ومن الدلتا والوادي إلى الواحات والصحراء.
وتتسابق الدولة والشركات الاستثمارية مع الجمعيات الخيرية والأهالي في زراعة ملايين الأشجار من النخيل والمضي قدما بخطوات سريعة أيضا نحو زراعة ملايين أخرى في السنوات القادمة.
وتعد محافظة الوادي الجديد هي أهم مناطق زراعة وإنتاج وتصدير التمور في الوقت الحالي في مصر.
ووفقا لتقرير لمديرية الزراعة بالوادي الجديد، فقد بلغ عدد النخيل في الوادي الجديد عام 2023 حوالي 3.8 مليون نخلة ارتفع عددها حتى وصل في عام 2024 إلى حوالي 4.3 مليون نخلة والمستهدف في عام 2025 أن يصل إلى خمسة ملايين نخلة بلغ إنتاجها لعام 2024 حوالي 175 الف طن أغلبها من البلح الصعيدي والذى يتم تصدير غالبيته.
وتعد الواحات البحرية تعد من أفضل المناطق الجاذبة للاستثمار الزراعي لهذه الأصناف لقربها من القاهرة وجوها الملائم وتربتها الخصبة، فيما تشير تقارير زراعية إلى أن أعداد النخيل في واحة سيوة حاليا تتراوح ما بين 400 ألف لـ 750 الف نخلة.
ويعد تصدير التمور أحد المحفزات الهامة و الباعث للرغبة الشديدة في زراعة النخيل خاصة الأصناف ذات الجودة العالية التي تلقى قبولا جيدا في الأسواق العالمية مثل البلح المجدول والبرحي والصقعي وغيرها، والتي تباع بأسعار عالية تعادل أربعة او خمسة أضعاف أسعار الأصناف الأخرى الموجودة حاليا.
ورغم أن مصر تتصدر دول العالم في إنتاج التمور بنسبة 19.13% من الإنتاج العالمي بواقع 1.87مليون طن سنويا، إلا أن نسبه التصدير بالنسبة للإنتاج لا تتعدى 2.5%، لأن الغالبية العظمى من الإنتاج من أصناف لا تصلح للتصدير.
ومنذ عام 2018 ظل الاتجاه العام للمستثمرين والأهالي والجمعيات الخيرية هو زراعة نخيل تمور التصدير المجدول البارحي السقعي السكري والخلاص وغيرها.
المهندس الزراعي هشام صلاح عبد الظاهر يعد أول من عمل في مشروع توشكي الضخم لزراعة النخيل والذي دخل موسوعة جينز للأرقام القياسية كأكبر مزرعة تمور في العالم بمساحة تبلغ حوالي 37500 فدان وتستهدف زراعة 2.5 مليون نخلة لحوالي 50 صنفا من التمور.
يقول عبد الظاهر إن ما تمت زراعته حتى الآن يبلغ ما بين 1.6 مليون نخله إلى 1.8 مليون نخلة من هذه الأصناف، مشيرا إلى أنه أصبح يمتلك مشتلا لجميع أنواع فسائل النخيل وتوريدها إلى جميع مناطق مصر.
وعن أسعار الفسائل يوضح عبد الظاهر أن سعر الفسيلة الواحدة من نخلة المجدول يتراوح ما بين 2800 إلى 3200 جنيه بينما يتراوح سعر فسيلة النخل الصعيدي ما بين 300 و 600 جنيه.
وعن مدى الإقبال على شراء الفسائل يقول عبد الظاهر: «إن الإقبال كبير خاصة في شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وفبراير ومارس وأبريل وهي الشهور التي تكون ملائمة للزراعة».
ويوضح المهندس الزراعي هشام هلال، المشرف على عدة مزارع للنخيل إلى أن أشجار النخيل الآن تزرع في أكثر من ثلثي المساحة الزراعية بالواحات البحرية والتي قدرت إعدادها في عام 2017 بحوالي 2.7 مليون نخلة مثمرة حسب إحصائية وزارة الزراعة بلغ إنتاجها ما بين 40 إلى 50 الف طن كما تشير الإحصائيات أن عدد النخيل لعام 2023 بلغ 3.8 مليون نخل مثمرة ويقدر خبراء الزراعة أن عددها سوف يصل إلى حوالي 5 مليون نخلة مثمرة في عام 2030.
ويشير حمادة مبروك، المدير السابق لإدارة التموين الواحات البحرية ومن أكبر مصدري التمور في مصر إلى أن ما تم تصديره من تمور الواحات البحرية بلغ في عام عام 2022 يبلغ حوالي 30 الف طن بقيمه 30 مليون دولار، 90%منها من البلح الصعيدي.
ويؤكد الدكتور احمد رجب عبد المجيد المسؤول بالمعمل المركزي للنخيل التابع لمركز البحوث الزراعية ان المردود الاقتصاد الكبير لتمور التصدير جعل الاقبال شديدا من الدولة وشركات الاستثمار الزراعي والأهالي والجمعيات الخيرية على حد سواء بالتوسع في زراعتها خاصة مع فتح أسواق جديدة في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين وجنوب شرق اسيا والمغرب.
وأوضح عبد المجيد أن أصناف المجدول والبرحي والصقعي والسكري عجوة المدينة تعد الأكثر تصديرا والتي يصدر منها ما بين 80% الى 85%، لافتا إلى اتجاه الكثير من المزارعين والشركات الى عملية احلال للاصناف القديمة مثل السماني والامهات والزغلول بالأصناف الجديدة بغرض التصدير.
ويشير عبد المجيد إلى أن الأصناف الجديدة تم جلبها من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والولايات الامريكية، وتزرع في توشكي و الوادي الجديد «واحات الفرافرة والداخلة والخارجة» والواحات البحرية وواحة سيوة وسيناء وادي النطرون وبعض محافظات الوادي والدلتا.
اقرأ أيضاًمجلس الوزراء: منظومة توريد القمح مستمرة بانتظام وسط إقبال المزارعين
وزير الزراعة: صادراتنا تجاوزت 5.2 مليون طن ونستهدف 10 ملايين بنهاية العام