صراحة نيوز- بقلم: نادية إبراهيم نوري
في كتاب لغز الحياة للكاتب العبقري والمفكر الفذ الدكتور مصطفى محمود، وردت تجربة مذهلة أجراها البروفسور “ويلسون” أستاذ علم الحيوان. حيث أخذ قطعة من الإسفنج، وقطعها إلى أجزاء صغيرة بدبوس، ثم طرقها بالمطرقة، وهرسها، وعصرها في قماش دقيق الثقوب. ورغم هذا التمزيق والتشويه، استطاع الإسفنج أن يعيد تشكيل نفسه، ويعود إلى حالته الأصلية، ليصبح إسفنجاً جديداً!
وفي تجربة أخرى، أجرى أحد الباحثين دراسة على سلوك النمل.
تلك الحشرة الصغيرة، التي نعتقد نحن البشر أنها بلا عقل أو تفكير، أثبتت بتصرفها أنها أذكى من كثير منّا!
أما النحل، فنحن نعلم جميعاً أن مملكته تتكوّن من ملكة وذكور وعاملات، ولكل فرد منها دوره. ولكن إذا ماتت الملكة فجأة، تتصرف العاملات بسرعة لاختيار عاملة صغيرة، ويقمن بإطعامها الغذاء الملكي، لتتغير تركيبتها البيولوجية وتتحول إلى ملكة، فتُكمل دورة الحياة وتستمر الخلية.
سبحان الله الذي علم هذه الحشرات البسيطة حب الحياة، وغرس فيها غريزة البقاء، ولم يخلقها عبثاً، بل وصفها بأنها “أممٌ أمثالكم”، كما قال سبحانه:
“وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ”
[الأنعام: 38]
وفي المقابل، نرى بعض البشر ينهار أمام أول أزمة، فينهي حياته انتحارًا دون وازع ديني، أو تفكير في ذويه ووجعهم بعد غيابه. ونجد آخرين يستسلمون لليأس بعد أول فشل، فيتسكعون في الطرقات أو ينغمسون في طريق الإدمان.
هذا ونحن الذين كرّمنا الله، وفضّلنا على كثيرٍ من خلقه، وسخّر لنا ما في السموات والأرض. قال تعالى:
“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”
[الإسراء: 70]
هذا التفضيل الإلهي يجب أن يُحفزنا على التمسك بالحياة، والاجتهاد في بناء ذواتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. فإن تعثرنا، ننهض. وإن سقطنا، لا نستسلم. ولا تسمح لأزمة أو خذلان أن تهزمك.
تذكّر دائمًا: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ”، والتوفيق من الله، والنجاح لمن أصرّ وسعى
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الـ12.. .ندوة «إرادة شعب بمجمع إعلام طنطا تحتفي بثورة 30 يونيو
نظمت إدارة إعلام الغربية، اليوم، ندوة تثقيفية كبرى تحت عنوان "ثورة 30 يونيو.. إرادة شعب" بقاعة المؤتمرات بمجمع إعلام طنطا، وذلك ضمن احتفالات الدولة بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، التي مثلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر المعاصر.
تأتي الندوة في إطار خطة الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الدكتور ضياء رشوان، وتحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، لتسليط الضوء على ما حققته الثورة من مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية، وضمانًا لترسيخ الهوية الوطنية ودعم مفاهيم الانتماء.
شارك في الندوة عدد من القيادات التنفيذية والدينية والمجتمعية البارزة، منهم اللواء أحمد أنور سكرتير عام محافظة الغربية، واللواء سعيد طعيمة مساعد وزير الداخلية ورئيس لجنة النقل والمواصلات السابق بمجلس النواب، والعميد د.عبد الرحمن أغا مدير منطقة التجنيد سابقًا، وفضيلة الشيخ د.نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف، وحسناء أحمد إبراهيم وكيل وزارة التضامن، إلى جانب الإعلامية أميرة التطاوي مقرر فرع المجلس القومي للمرأة، و إبراهيم زهرة مدير عام إعلام وسط الدلتا، والإعلامي إبراهيم عبد النبي مدير مركز إعلام طنطا، وبمشاركة واسعة من ممثلي الجهاز التنفيذي والمجتمع المدني.
وفي كلمته، أكد الإعلامي إبراهيم عبد النبي أن ثورة 30 يونيو كانت بداية لحقبة جديدة في تاريخ مصر، صححت مسار الدولة وحمتها من السقوط، بفضل وعي الشعب المصري وتكاتفه مع الجيش والشرطة.
من جانبه، أوضح إبراهيم زهرة أن الثورة جاءت حفاظًا على الهوية المصرية الأصيلة، ودعمت الاستقرار والبناء، وكانت نموذجًا لانتصار الإرادة الشعبية.
أما اللواء أحمد أنور سكرتير عام محافظة الغربية، فتناول الأبعاد الاستراتيجية لموقع مصر وأهميته في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن ثورة 30 يونيو تصدت لحروب الجيل الرابع وأسست لانطلاقة تنموية شاملة.
واستعرض اللواء سعيد طعيمة الأسباب التي فجّرت الثورة، مؤكدًا أن احتشاد الشعب المصري كان الحاسم في نجاحها.
في السياق ذاته، شدد الشيخ نوح العيسوي على أن الثورة كانت تجسيدًا لإرادة شعب حر، لا يُجبر على القبول بأي نظام لا يمثله، وأشاد بدور القوات المسلحة والشرطة في حماية الوطن من الانقسام والانهيار.
وأكدت حسناء إبراهيم أن من أبرز ثمار الثورة تحقق الأمن والاستقرار، وشارك فيها كل أطياف الشعب، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على الوطن باعتباره حضنًا للجميع.
واختتمت الندوة بكلمة الإعلامية أميرة التطاوي التي سلطت الضوء على دور المرأة المصرية في ثورة 30 يونيو، معتبرة إياها "خط الدفاع الأول" حيث كانت الأكثر وعيًا وحضورًا، لتبدأ بعد الثورة مرحلة جديدة من التمكين والمشاركة في صنع القرار.