السودان وروسيا .. علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية متطورة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
دافعت موسكو عن السودان بشكل مستميت داخل أروقة مجلس الأمن قبل يومين وأعتبرت مايقوم به مجلس السيادة الإنتقالي وأعضائه ورئيسه هو امتداد للشرعية التي أولاها له الشعب السوداني، ونحن بحاجة إلى دعم ومساعدة المؤسسات في تلك البلد خاصة عقب تعيين رئيس وزراء لإدارة تلك المؤسسات بدلًا عن مساعي بعض الدول في فرض العقوبات والنظر بعين الإستياء والإحباط.
ووصف عدد من المراقبين للشأن السوداني أنه يستوجب الانتقال بطابع العلاقة مابين موسكو – الخرطوم من التنسيق الدبلوماسي إلى الاستراتيجي والعسكري بما يضمن للسودان حلفاء جدد قادرون على الدفاع عنه بصورة كبيرة متى ما تعرض للإبتزاز والتهديد في المحافل الإقليمية والدولية.
بالمقابل على السودان أيضًا بأن يخطو خطوات جادة نحو “موسكو” – وتوقيع اتفاقيات لها أبعاد ومردود اقتصادي، وسياسي، وعسكري وهو مايتطلب اتخاذ قرارات بقيمة الدولة التي تقتضي التحالف معها والتنسيق حول رسم السياسات المشتركة.
وكانت روسيا قد وقعت اتفاق قبل نحو ست سنوات مع السودان أثر قمة “سوتشي” نصت على إنشاء قاعدة للدعم اللوجستي على متن المياه الإقليمية السودانية بمنطقة البحر الأحمر الأمر الذي أثار مخاوف بعض الدول وحتى الآن على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية وعدد آخر من دول الخليج العربي.
ويقول الباحث في الشؤون الدولية الرشيد محمد أحمد أن إقامة تحالف بين السودان، وموسكو بات هو الأرجح على مستوى المستقبل القريب، وعزا ذلك إلى حاجة الخرطوم لحليف إقليمي ودولي لوقف معها عقب تعرضها لضغوط جراء ماتخوضة من حرب. كذلك إدراك موسكو بشكل جيد بأن السودان بإمكانه ان يلعب لها دور المدخل الرئيسي نحو أفريقيا متى ماتوفرت لديه عوامل الاستقرار بصورة عسكرية، وسياسية نسبة لموقعة الجغرافي، و الجيوسياسي معًا.
أيضا زحف موسكو نحو أفريقيا نفسها خلال السنوات الماضية يدلل على أنها تتطلع لتطبيق سياسات جديدة من شاكلة تبادل المصالح أكثر من كونها سلب واغتنام موارد تلك الدول في منطقة القرن الأفريقي وشمال القارة مقارنة مع بعض دول الاتحاد الأوربي سابقًا.
لذا فإن مساعي التموضع للدب الروسي عن طريق السودان يظل رهينًا لعوامل وأبعاد تحمل في طياتها عناصر سياسية، عسكرية سيما وأن حرب 15 من شهر أبريل لعام 2023 أفرزت وقائع جديدة على صعيد السياسة الداخلية والخارجية بالنسبة للسودان.
ويوضح الكاتب الصحفي عبد السخي عثمان الموقف الروسي الأخير في مجلس الأمن ليس بغريب فهو فعل قديم متجدد أي ماقبل الحرب باعتبار أن “موسكو” كان لها موقف واضح تجاه جملة السياسات التي كان يقودها رئيس الوزراء سابقًا عبدالله حمدوك وتحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
والآن عقب ظهور عده تطورات إقليمية ودولية فقد بات السودان أكثر استقطابًا من قبل “موسكو” فقط هو يحتاج لتسخير هذا التطور والاستفادة منه داخليًا بعد أن امتدت تأثيرات الحرب إقليميًا ودوليًا.
ويضيف عبدالسخي: في تقديري تدرك القيادة في السودان بشقيها العسكري، والمدني مامعنى الالتحاق بالمعسكر الشرقي والاستفادة من تلك الخطوة وسط مايتعرض له بصورة يومية من عقوبات. ونصح الكاتب الصحفي متخذي القرار في السودان التفكير بشكل دقيق في كل خطوة يخطوها متى ما أقرت الذهاب للعمل سويًا مع “موسكو” سياسيًا، وعسكريًا.
أمدرمان: الهضيبي يس
الوان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس السيادة يلتقي الرئيس العراقي
التقى السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتــاح البرهــان، الاثنين، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، وذلك على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المنعقد بمدينة إشبيلية الأسبانية.وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وأوجه تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدوليةوالقضايا ذات الاهتمام المشترك.وأكد رئيس مجلس السيادة أزلية العلاقات بين البلدين منوها إلى التعاون المشترك في المجالات كافة ، مؤكداً حرص السودان الراسخ والثابت على توطيدها خدمة للمصالح العليا للبلدين.وأطلع الفريق البرهان، الرئيس العراقي على مجمل تطورات الأوضاع في السودان وجهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار، والانتصارات التي حققتها القوات المسلحة، في كافة المحاور، بجانب الجرائم الممنهجة التي قامت بها مليشيا آل دقلو الإرهابية ضد المواطنين وتدمير البنيات التحتية للدولة السودانية.من جانبه، وصف الرئيس العراقي العلاقات السودانية العراقية بأنها متميزة وتشهد تطوراً كبيراً في مختلف الاصعدة ، مؤكداً اهتمامه بتطويرها وتقويتها بما يعزز مسار العلاقات إلى آفاق أرحب.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب