مركز الأزهر العالمي للفتوى يعقد صالونه الثقافي والفكري
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، صالونه الثقافي والفكري الشهري، بمشيخة الأزهر، تحت عنوان: "التمييز بين الأبناء وأثره في السلوك المجتمعي"، حاضر فيه أ.د محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، وأ.د محمد الجبة، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة مروه لطفي عبد الهادي، الأخصائية النفسية، وأداره الشيخ محمد عماد أبوالهدى، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بمشاركة مجموعة من متدربي برنامج المقبلين على الزواج.
قال أ.د محمد المهدي، إن التمييز بين الأبناء ينتج عنه الكثير من الاضطرابات السلوكية لدى الأبناء، مثل الكذب والعدوانية والغيرة، وأن العدالة والمساواة بينهم هي بمثابة العلاج والوقاية من هذه السلوكيات المضطربة، مشددًا على ضرورة أن يساوي أولياء الأمور بين أبنائهم في مدح صفاتهم الحسنة، حيث أن لكل طفل ذكاءه الخاص، فمنهم من يتميز بالذكاء اللغوي، وآخر يتميز بالذكاء الاجتماعي، وثالث يتميز بالذكاء الوجداني، وعلى الآباء إدراك نقاط القوة لدى أبنائهم والمساواة بينهم في المدح لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي لديهم.
وأوضح أ.د محمد المهدي أنه، وفي حال، ما لو كان هناك تفضيل من الآباء لأحد أبنائهم لتميزه عن إخوته، فمن الواجب عليهم السيطرة على تلك المشاعر وعدم إظهارها، لمنع أي غيرة أو ضغينة بينهم، مشيرًا إلى أن المساواة بينهم في العطايا والهدايا هي أيضا من أهم طرق العلاج التي تمنع الإحساس بالقهرة والظلم، لافتا إلى أن الاهتمام الزائد من قبل الآباء بأبنائهم، وتلبية جميع متطلباتهم، قد تكون سببا في ظهور بعض السلوكيات المرفوضة لديهم مثل الطمع والأنانية، وهو ما يجب الحرص على تجنبه.
ومن جانبه، قال أ.د محمد الجبة، إن للإسلام موقف واضح من التمييز، حيث تشير جميع الأدلة الشرعية إلى وجوب تحقيق العدل بين الأبناء، وعدم التمييز بينهم، ومن ذلك قوله تعالى "يوصيكم الله في أولادكم"، ولم يقل في أبناءكم، في دلالة واضحة على المساواة بين الإناث والذكور، ومنه أيضا قصة عمرة بنت رواحة مع زوجها بشير بن سعد، حين سألته بعض الموهبة من ماله لابنها، فأجابها بذلك، فقالت: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور، وقال اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.
وشدد أ.د محمد الجبة على أن التمييز ليس مسوغ لعقوق الوالدين، موصيًا الآباء بضرورة الاهتمام الشديد بتحقيق العدالة والمساواة بين أبنائهم منعا لأي كراهية من أبنائهم تجاههم أو تجاه إخوتهم، تطبيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "رحم الله والدا أعان ولده على بره"، مؤكدًا ضرورة أن لا يكون الآباء سببا في عقوق أبنائهم لهم، وأن العدالة والمساواة هي المنهج القويم والأساس للتربية السليمة، طبقا لتعاليم ديننا الحنيف.
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة مروة لطفي عبد الهادي، الأخصائية النفسية، أن الأسرة هي النواة الأساسية لتربية الأبناء بالشكل السليم والصحي، عبر الاعتماد على الطرق التربوية السليمة البعيدة عن التمييز، مضيفة أن التمييز نوعان، السلبي والإيجابي، وأن له الكثير من الأسس التي يقوم عليها ومن أهمها التمييز القائم على الجنس (مثل التمييز بين الذكور والإناث)، والتمييز القائم على المعاملة (كالتفضيل في الميراث)، والتمييز القائم على الهبات الربانية (كالتفضيل القائم على الجمال أو الذكاء) أو غير ذلك من الهبات الربانية، والتي يجب على جميع الآباء الوعي بها وعدم الوقوع فيها.
وأضافت الدكتورة مروة لطفي أن التمييز ينتج عنه الكثير من الأمراض النفسية مثل "الانطواء" و"الوسواس القهري" وغيرها، والتي قد ينتج عنها لجوء الأبناء للسلوكيات السيئة والمرفوضة، بالإضافة لتسببه في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاضطرابات السلوكية، مشيرة إلى أن شخصية الطفل تتكون وهو في عمر 2-5 سنوات، وعلى الأهل في هذه المرحلة العمرية دور كبير في أن تتكون لدى أبنائهم شخصيات سوية.
جدير بالذكر أن مركز الأزهر العالمي للفتوىٰ الإلكترونية بدأ فعاليات صالونه الثقافي والفكري لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية في سبتمبر من عام 2021م، والذي يعتبر معالجة ميدانية وفكرية لما رصده المركز من مشكلات أسرية وظواهر مجتمعية سلبية، وتعزيزا لتعاونه مع كافة المؤسسات والمراكز المتخصصة والهيئات الفاعلة في المجتمع المصري، لتحقيق استقرار الأسرة المصرية، بما يسهم في استقرار المجتمع وتقدمه، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030م.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر مرکز الأزهر العالمی للفتوى صلى الله علیه وسلم التمییز بین القائم على الکثیر من رسول الله أ د محمد
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يعقد ندوة عن «الهجرة النبوية» ضمن فعاليات برنامج المرأة والأسرة
ينظم الجامع الأزهر الشريف اليوم، السبت، فعالية جديدة ضمن سلسلة برامجه التوعوية الموجهة للمرأة، وذلك من خلال عقد ندوة علمية تحت عنوان: "الهجرة النبوية"، في إطار اهتمام الأزهر الشريف بقضايا المرأة والأسرة، وبرعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
ملتقى المرأة بالأزهر.. ودور المرأة في الهجرةتعقد الندوة ضمن فعاليات البرنامج الخامس والعشرين للرواق الأزهري، وتحمل عنوان: "الأدوار المشرقة للمرأة في الهجرة النبوية"، وهي الندوة الرابعة في هذا الموسم من البرنامج.
ويشارك في تقديم المحاضرات كل من الدكتورة فاطمة هنداوي، أستاذ البلاغة والنقد ووكيل كلية الدراسات للقطاع الشرعي والعربي، والدكتورة منى الشاعر، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.
وتدير اللقاء الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة في الجامع الأزهر الشريف.
وأوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أن البرامج الموجهة للمرأة والأسرة تهدف إلى مناقشة أبرز القضايا التي تشغل المجتمع، خاصة ما يتعلق بالمرأة العربية والمسلمة، مشيرًا إلى أن الأزهر يقدِّم من خلال هذه اللقاءات خطة عملية لحل الإشكاليات الأسرية والمجتمعية، ويعمل على توعية المرأة بحقوقها وواجباتها في ضوء تعاليم الإسلام.
وأكد فؤاد أن ندوة اليوم تعد الرابعة ضمن الموسم الخامس والعشرين، ضمن سلسلة متكاملة من المحاضرات التوعوية التي تُعقد أسبوعيًا كل يوم سبت، حيث يتناول كل لقاء محورًا مختلفًا مرتبطًا بعنوان البرنامج، بواقع أربع محاضرات خلال الشهر الواحد، يحاضر فيها نخبة من كبار المتخصصين في علوم اللغة والدراسات الإسلامية والاجتماعية والنفسية.
وأشار المشرف على الرواق الأزهري إلى أن الموسم الحالي يُعد امتدادًا لسلسلة مواسم سابقة حافلة، تؤكد اهتمام الأزهر الشريف المستمر بقضايا المرأة والمجتمع، حيث يتم اختيار المحاضرين بعناية من بين أهل الاختصاص والخبرة في المجالات العلمية والأسرية.
ونوه إلى وجود بعض الشروط المنظمة لحضور البرنامج، ومنها أن يكون الحضور مقتصرًا على النساء فقط، وأن يتم التسجيل المسبق قبل انطلاق أول محاضرة من البرنامج، مع الالتزام بحضور جميع المحاضرات.
وفي نهاية البرنامج، يتم منح المشاركات شهادة اجتياز معتمدة من الجامع الأزهر.
كما أكد فؤاد أن البرامج الموجهة للمرأة والأسرة تعد من أبرز ملامح استراتيجية الأزهر الشريف في السنوات الأخيرة، تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ووكيل الأزهر، حيث أطلق الجامع الأزهر العديد من المبادرات العلمية والندوات التوعوية التي استهدفت دعم المرأة وتمكين الأسرة، ومعالجة القضايا التربوية والاجتماعية برؤية شرعية وعلمية.