ما هو التصرف الشرعي لشخص انقطع عنه الماء أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن انقطاع الماء أثناء الوضوء قبل الانتهاء من غسل الأعضاء كاملة يؤثر على صحة الطهارة، موضحًا أن الاستمرارية أو ما يُعرف فقهيًا بـ"الموالاة" تمثل شرطًا أساسيًا لصحة الوضوء.
وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية، أنه إذا انقطع الماء في أثناء الوضوء، ولم تُغسل جميع الأعضاء، فإن الطهارة تكون غير مكتملة، وبالتالي لا تصح الصلاة المبنية عليها.
وأشار الشيخ عبد السلام إلى أنه إذا كان الانقطاع لفترة قصيرة ولم تجف الأعضاء المغسولة، فيجوز إكمال الوضوء دون الحاجة إلى إعادة غَسل ما تمّ، بشرط بقاء بلل الماء على الجلد، ما يعني أن الاستمرارية لا تزال متوفرة.
وأضاف أن جفاف الأعضاء أو مرور وقت طويل بين الغسلات يُوجب إعادة الوضوء بالكامل، إذ يُعد ذلك قطعًا للمولاة، وهو ما يبطل الطهارة.
وأوضح أن في الظروف الطارئة مثل انقطاع المياه لفترات طويلة أو السفر أو عدم وجود ماء طاهر، يجوز التيمم، ويكفي فيه مسح الوجه واليدين بالتراب النقي أو أي مادة طاهرة، وتصح الصلاة حينها بهذا التيمم إلى حين توفر الماء مجددًا.
هل النية شرط لصحة الوضوء؟
قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن النية يجب أن تكون حاضرة في كل عبادة، بما في ذلك الوضوء، موضحةً أن محلّ النية في الوضوء يكون قبل الشروع فيه، لا أثناءه.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن النية تتحقق عندما يعزم الإنسان على الطهارة امتثالًا لقوله تعالى: "فإذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم"، مشيرةً إلى أن "القيام إلى الصلاة" فسّر عند الفقهاء على أنه يشمل نية الوضوء، قائلة: "أنا دلوقتي عزمت، يعني نويت أني رايحة أتوضأ، عشان أستبيح الصلاة بالوضوء ده، فدي النية، وده مكانها الصحيح".
وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن بعض الفقهاء أجازوا استمرار النية طالما الوضوء قائم، موضحة: "يعني وأنا بتوضأ، أنا عارفة إني بتوضأ للصلاة، مش تبريدًا من الحر أو لأي غرض آخر، حتى لو كنت غضبانة ورايحة أتوضأ، ما دمت مستحضرة نية الصلاة، فالوضوء صحيح".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء انقطاع الماء الوضوء الطهارة أمين الفتوى
إقرأ أيضاً:
حكم الشرع الشريف في الوضوء بماء المطر
يعد ماء المطر ماءٌ مطلق يجوز الوضوء به ما لم يختلط بشيء يغيّره تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن له فضلًا عظيمًا، فقد وصف في القرآن بالرحمة والبركة والطهورية، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَتَعرَّض له عند أول نزوله رجاء بركته، وصورة التعرض المستحب ملاقاة المطر البدن مباشرة أثناء نزوله.
حكم الوضوء بماء المطرومن المقرر شرعًا أنَّ الطهارة لا تكون إلَّا بالماء الطهور المطلق، وهو الباقي على أصْلِ خلقته؛ إذ الماء المطلق طاهرٌ في نفسه مُطهِّرٌ لغيره، وهو الذي يُطلق عليه اسم الماء بلا قيدٍ أو إضافة، ومن الماء المطلق: ماء البحار، والأنهار، والعيون، والآبار، وماء المطر، كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني الشافعي (1/ 116، ط. دار الكتب العلمية).
ولا خلاف بين العلماء في أن مياه المطر من الماء المطلق، والتي يجوز الطهارة بها، ما لم تختلط بشيء يغيّرها تغيرًا كثيرًا يمنع من إطلاق اسم الماء المطلق عليها، كأن تختلط بماء ورد أو مسك، والأصل في جواز الوضوء بماء المطر قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48].
قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (13/ 41، ط. دار الكتب المصرية): [المياه المنزلة من السماء والمودعة في الأرض طاهرة مطهرة على اختلاف ألوانها وطُعومها وأرياحها حتى يخالطها غيرها] اهـ.
وقال الإمام البغوي في" تفسيره" (3/ 448، ط. إحياء التراث): [﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ والطهور هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.
ماء المطر
وقال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 83، ط. دار الكتب العلمية): [الماء المطلق، ولا خلاف في أنه يحصل به الطهارة الحقيقية والحكمية جميعًا؛ لأن الله تعالى سمى الماء طهورًا بقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وكذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «الماء طهور لا ينجسه شيء، إلا ما غير لونه، أو طعمه، أو ريحه»، والطهور: هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره] اهـ.
وقال الإمام ابن رشد الجد المالكي في "المقدمات الممهدات" (1/ 85-86، ط. دار الغرب الإسلامي): [فالأصل في المياه كلها الطهارة والتطهير، ماء السماء وماء البحر وماء الأنهار وماء العيون وماء الآبار، عذبة كانت أو مالحة] اهـ.
وقال الإمام الرملي في "نهاية المحتاج" (1/ 60، ط. دار الفكر): [قال: (قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48] أي: مطهرًا، ويُعبر عنه بالمطلق، وعدل عن قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11] وإن قيل بأصرحيتها؛ ليفيد بذلك أن الطهور غير الطاهر، إذ قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [الفرقان: 48] دل على كونه طاهرًا؛ لأن الآية سيقت في معرض الامتنان وهو سبحانه لا يمتن بنجس] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين الزركشي الحنبلي في شرحه على "مختصر الخرقي" (1/ 115، ط. دار العبيكان): [كل طهارة -سواء كانت طهارة حدث أو خبث- تحصل بكل ماء هذه صفته سواء نزل من السماء، أو نبع من الأرض على أي صفة خلق عليها، من بياض وصفرة، وسواد، وحرارة وبرودة، إلى غير ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾] اهـ.