دخان الحرب يتصاعد من دير البلح: توغّل إسرائيلي يشعل جبهة وسط غزة
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
دفعت إسرائيل، صباح الثلاثاء، بقواتها إلى داخل مناطق في دير البلح وسط قطاع غزة، في أول توغل من نوعه داخل المدينة، ما يشير إلى تصعيد جديد في العمليات البرية ضمن الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا. اعلان
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة، كما رُصدت تحركات للدبابات الإسرائيلية قرب السياج الحدودي، في حين أكد مسؤول عسكري إسرائيلي، الإثنين، التوغل البري، الذي يأتي ضمن ما يبدو أنها محاولة جديدة لتقسيم القطاع إلى مناطق معزولة من خلال ممرات عسكرية.
وتُعد دير البلح آخر المدن الرئيسية في غزة التي لم تشهد حتى الآن عمليات برية واسعة أو دماراً شاملاً، ما جعلها ملاذاً للعديد من المنظمات الإنسانية. وقد أثار التوغل الإسرائيلي المخاوف بشأن مصير الرهائن المحتمل وجودهم في المنطقة، إذ رجّحت بعض التقديرات أن حركة حماس تحتجز أعداداً كبيرة منهم هناك.
Related باريس تطالب بدخول الصحافة إلى غزة.. وكالاس: قتل مدنيين ينتظرون المساعدات أمر لا يمكن الدفاع عنهفي ظل الجوع المتفشي في غزة.. ماذا يحدث لجسم الإنسان حين يُحرم من الطعام؟بطريرك اللاتين في القدس بعد عودته من غزة: الوضع الإنساني هناك "غير مقبول أخلاقيًا"من جانبها، عبّرت الهيئة الممثلة لعائلات الرهائن عن "صدمتها وقلقها الشديد" من العملية الإسرائيلية الأخيرة.
وفي سياق متصل، قُتل ما لا يقل عن 18 فلسطينياً خلال الساعات الماضية نتيجة غارات جوية إسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة. ووقعت الضربات في مدينة غزة ومخيم لاجئين قريب، في حين أفاد سكان محليون في دير البلح بوقوع قصف جوي مكثف أيضاً.
وترافقت العمليات مع دمار واسع في البنية التحتية، في وقت وُثقت فيه لقطات مصوّرة لآليات عسكرية إسرائيلية تتحرك قرب الحدود، وأخرى تُظهر آثار الدمار داخل القطاع، وسط استمرار أصوات الاشتباكات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا سوريا إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا سوريا قصف قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا سوريا ضحايا الصحة قطاع غزة تحقيق بريطانيا أحمد الشرع دیر البلح
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن تدهور صورة إسرائيل في الخارج خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، محذرة من أن الحملة العسكرية أفقدت تل أبيب دعمها الدولي ودفعت عواصم غربية لاعتبارها طرفا متوحشا، مقابل الإشادة بذكاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في توظيف الرواية الإعلامية لصالحها.
وكشفت قناة "12" الإسرائيلية أن مسؤولا سياسيا بارزا في الحكومة حذر في الأيام الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مغبة تجاهل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن المجاعة المحتملة ستؤدي لانهيار الدعم الدولي بالكامل وتحوّل الغضب الشعبي نحو إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟list 2 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياend of listوفي نص تم الكشف عنه للإعلاميين السياسيين، شدّد المسؤول الإسرائيلي على أن استمرار الحرب مشروط بأمرين: هدف واضح، وإدخال المساعدات الإنسانية، محذّرا من أن مليوني فلسطيني سيحمّلون إسرائيل المسؤولية إن حلّ الجوع، ولن يحاربوا حماس بل سيوجهون غضبهم نحوها.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام، فإن هذه الإحاطة الصحفية جرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن التصريحات عكست قلقا مبكرا من الانعكاسات السياسية والدبلوماسية لاستمرار الحصار والتجويع دون إستراتيجية واضحة.
وانتقدت مراسلة الشؤون السياسية في موقع "تايمز أوف إسرائيل" تال شنايدر ما وصفته بغياب القيادة الإعلامية الإسرائيلية، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف كما لو كان "سيد الرواية"، بينما الحقيقة أنه فشل في إدارة الرواية الرسمية للدولة أمام المجتمع الدولي.
تآكل الدعموفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأميركية على قناة "i24" عميت ليفنتال إن الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل، مشيرا إلى تآكل الدعم لها حتى داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك أوساط كانت مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، الذي يدرك تراجع التأييد الشعبي لحرب غزة.
إعلانأما المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية أيليت فريش، فكشفت عن حظر غير معلن على صادرات الصناعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مصانع محلية تعجز عن تصدير مركبات أو تصنيع مكوّناتها، وسط تقارير عن توقف تصدير السلاح أيضا، معتبرة أن ذلك نتيجة حرب استنزاف بلا هدف.
وأكدت فريش أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن غزة تُظهر مجاعة وأطفالا يعانون وسط دمار شامل، معتبرة أن ذلك دفع الرأي العام في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة إلى التساؤل عن جدوى الحرب ومآلاتها، وهو ما يُلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل.
وانضم مقدم البرامج السياسية في قناة 12 حاييم إتغر إلى قائمة المنتقدين، قائلا إن إسرائيل أصبحت "أضحوكة العالم" بسبب تدهور الدبلوماسية الخارجية وسوء الأداء السياسي، مشبّها ما يجري في إسرائيل بالسيرك، في حين تبدو حماس "كأنها تدرّسنا في العلاقات العامة".
وقال إتغر إن حركة حماس أثبتت براعة فائقة في التأثير الإعلامي وتوجيه السردية، بينما تتخبط إسرائيل في عجز تواصلي جعلها تبدو كما لو كانت في بداية الطريق، وحماس في موقع المتفوّق بدرجة الدكتوراه، على حد وصفه.
أخطاء إسرائيلواعتبر المتحدث السابق باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي أن المشكلة لا تكمن فيما تفعله حماس، بل فيما ترتكبه إسرائيل من أخطاء، مؤكدا أن كل الأخطاء الممكنة وقعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال تتكرر حتى اليوم، دون مراجعة أو تصحيح.
وفي تعليق من داخل الأستوديو على التصعيد، أشارت إحدى المتحدثات إلى أن الصورة المتشكّلة عالميا أصبحت تصور إسرائيل كقوة متوحشة، وأن الخطاب الدولي بات يقول على العالم أن "ينقذ الفلسطينيين من الإسرائيليين المتوحشين".
ورأى رئيس شعبة الاستخبارات والساحة الدولية السابق في جهاز الموساد حاييم تومر أن أوروبا الغربية على وجه الخصوص لن تقبل استمرار مشاهد قصف المدنيين وتجويع الأطفال في غزة، محذرا من عزلة إسرائيل في أهم أسواقها إن واصلت الحرب على هذا النحو.
وأضاف تومر أن التساؤل الجوهري المطروح اليوم هو: هل يستحق "الانتصار المطلق" -الذي لا نعرف ما هو تحديدا- هذا الثمن الباهظ من العزلة الدولية، لا سيما في ظل شكوك متزايدة حول جدوى استمرار العملية العسكرية وأهدافها الحقيقية