مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدومة وطاقم يصارع للبقاء
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
تحوّل المجمع الطبي الأكبر في غزة، والذي شكّل لعقود حجر الأساس في النظام الصحي للقطاع، إلى بيئة لا تصلح "للشفاء"، بعد أن فتكت به الحرب الإسرائيلية. اعلان
"لا شيء معقّم"، هكذا يصف الأطباء غرف الإنعاش في مستشفى الشفاء، حيث العدوى متفشية والرائحة الكريهة لا تُحتمل، والذباب لا يغيب. المرضى يتلوّون ألمًا على أسرّة معدنية في الممرات، بلا مسكنات، بلا كهرباء، بلا تهوية.
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تلقّى مجمع الشفاء ضربات متتالية: قصف متكرر، غارتان، وحصار طويل. وفي آذار/ مارس 2024، عادت القوات الإسرائيلية لتقتحمه مجددًا، وزعمت مقتل نحو 200 مسلح، ما أشعل أيامًا من المعارك العنيفة.
داخل ما تبقّى من المستشفى، لا يزال طاقم طبي مرهق بإمكانات شبه معدومة يحاول إنقاذ الأرواح. بعض العمليات تُجرى في قسم الطوارئ، فيما يُترك بعض المصابين دون تدخل جراحي بسبب عدم توفّر أسرّة، إذ لا تزال ثلاث فقط من أصل 21 غرفة عمليات تعمل. أما الساحة الخارجية، فتحوّلت إلى مساحة مكتظة بالمرضى، محاطة بالركام، وأكوام الرمل التي خلّفتها القنابل والجرافات.
المستشفى لم يعد كما كانعاد الدكتور جمال صالحة، جرّاح الأعصاب البالغ من العمر 27 عامًا، في كانون الثاني/ يناير إلى المستشفى، بعد تهجيره قسرًا إلى الجنوب. "هذه ذكرياتنا. كلها دُمّرت. الاحتلال دمّر كل شيء"، قال صالحة، الذي تدرّب في الشفاء وقرّر فيه تخصصه، وابتعد عنه 450 يومًا قبل أن يعود.
بعد تخرجه عام 2022، قرر هو وصديقه بلال التخصص في جراحة الأعصاب. بقي بلال في مدينة غزة، فقُتل بعد أسابيع من بدء الحرب. أما صالحة، فانتقل جنوبًا مع عائلته حين دخلت القوات الإسرائيلية شمال القطاع، وأكمل تدريبه في مستشفى آخر.
لم تمضِ أيام على خروجه حتى اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى للمرة الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، مدّعية أنه مركز قيادة لحماس، دون أن تقدم أدلة تُذكر.
الطب في عين العاصفةبدأ مستشفى الشفاء كنقطة طبية صغيرة في قاعدة عسكرية بريطانية عام 1946، وتطوّر ليصبح مجمعًا بمساحة سبعة ملاعب كرة قدم، يضم أكبر مبنى لجراحة التخصصات في غزة. اليوم، بالكاد يتنفس.
عندما سُئلت الهيئة العسكرية الإسرائيلية (كوغات) عن نقص المعدات، تهرّبت من الإجابة، مكتفية بالقول إن الجيش يُمكّن استمرار عمل الخدمات الطبية عبر منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
Related يوميات الجوع في غزة: 8 وفيات جديدة و43% من النساء الحوامل والمرضعات في خطر صندوق مساعدات يقتل ممرضًا في غزة ومنظمات الإغاثة تحذّر من خطورة الإنزال الجويتقارير إسرائيلية: نتنياهو يقر خطة لاحتلال كامل غزة وترامب يمنحه "الضوء الأخضر"في المقابل، يشير الطاقم الطبي إلى أن الاقتحامات أودت بحياة مرضى كان يمكن إنقاذهم.
وفي حين تُشير إسرائيل إلى أن المستشفيات تفقد حمايتها القانونية إذا استُخدمت عسكريًا، تنفي حماس ذلك. ورغم ما تدّعيه إسرائيل من التزام بحماية المدنيين وتسهيل الدعم الطبي، الواقع في مستشفى الشفاء يقول إن النظام الصحي لم يكن بمنأى عن الاستهداف والتدمير.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة مرضى طب مستشفيات قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا دونالد ترامب حركة حماس غزة الصحة فلاديمير بوتين قطاع غزة بنيامين نتنياهو بريطانيا حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستشفى الشفاء فی غزة
إقرأ أيضاً:
هيئة الرعاية الصحية تقدم 1.4 مليون خدمة طبية بمستشفى الرمد ببورسعيد
أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية وعلاجية بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد، إحدى المستشفيات التخصصية التابعة للهيئة بمحافظة بورسعيد، وذلك منذ بدء تشغيل المنظومة بالمحافظة وحتى الآن.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن المستشفى تمكّنت من إجراء أكثر من 30 ألف عملية جراحية دقيقة في طب وجراحة العيون، وأبرزها جراحات زراعة القرنية والشبكية، الحقن، المياه البيضاء، وغيرها من الجراحات التخصصية الدقيقة، وذلك بنسب نجاح عالمية
وأضاف أن العيادات الخارجية بالمستشفى قدمت أكثر من 500 ألف خدمة طبية عبر 10 عيادات تخصصية تغطي فروع العيون الدقيقة (الرمد العام، الشبكية، الحول، المياه البيضاء، القرنية، الجلوكوما، الليزر، التجميل)، إضافة إلى تخصصي الباطنة والتخدير، بما يعكس تكامل منظومة الرعاية الطبية داخل المنشأة، فيما استقبلت المستشفى أكثر من 96 ألف حالة طوارئ تم التعامل معها بكفاءة وسرعة استجابة، إلى جانب إجراء عدد كبير من الفحوصات والتحاليل الطبية والأشعة المتقدمة، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال.
وأوضح رئيس هيئة الرعاية الصحية أن المستشفى كانت سبّاقة في تقديم مبادرات مبتكرة، حيث أطلقت أول خدمة للكشف المنزلي على مرضى الجلوكوما غير القادرين على الحركة، مع توصيل العلاج حتى منازلهم، وذلك ضمن مبادرة "احذر السارق الصامت"، التي تهدف للكشف المبكر عن الجلوكوما باعتبارها أحد أخطر أمراض العيون التي قد تتسبب في فقدان البصر دون أعراض واضحة.
ولفت الدكتور أحمد السبكي أن مستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد أول مستشفى تخصصي تابع للهيئة حاصل على الاعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراءGGHH، باعتبارها من المنشآت الصحية الصديقة للبيئة، والتي تتبنى ممارسات مستدامة في تقديم الرعاية، تماشيًا مع التوجه الوطني نحو الاستدامة البيئية في القطاع الصحي.
وتؤكد الهيئة العامة للرعاية الصحية أن مستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد يُعد نموذجًا متكاملًا للرعاية التخصصية، من حيث البنية التحتية المتقدمة، الكوادر المؤهلة، التكامل في التخصصات، والخدمات الذكية بما يعكس توجه الهيئة نحو تقديم خدمة صحية ذات جودة، ومستدامة، تُلبّي احتياجات المواطنين وتُعزز أهداف التغطية الصحية الشاملة ورؤية مصر 2030.