التين الشوكي يُنعش حركة الأسواق في عسير
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
في كل عام يتجدد حضور التين الشوكي أو ما يُسمّى “البرشومي” في أسواق منطقة عسير؛ مما يمنحها جاذبية خاصة وموسمًا فريدًا يجمع بين القيمة الغذائية والبعد السياحي.
ويشهد موسم التين الشوكي في عسير انتعاشًا ملحوظًا في أسواق الفواكه، مدفوعًا بإقبال المصطافين والزوار على اقتنائه وتذوقه، حيث تزينت الأسواق والطرقات المؤدية إلى المتنزهات بثماره المتنوعة ذات الألوان المختلفة بين الأخضر والأصفر والأحمر؛ مما يعكس حيوية النشاط الزراعي الموسمي في المنطقة، ودوره في تنشيط الحركة التجارية وتعزيز السياحة الريفية التي تمثل أحد مقومات الجذب في صيف عسير.
وأوضح الباحث في المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها “وقاء” المهندس الزراعي حسن الوادعي أن التين الشوكي نبات عصاري من عائلة الصباريات، ينتشر في المناطق الحارة والجافة حول العالم، ويتنوع بحسب لون الثمار وشكلها، مثل التين الشوكي الهندي الأكثر انتشارًا عالميًّا بألوانه المتعددة بين الأصفر والأحمر والبرتقالي والأخضر الفاتح، والتين الشوكي البنفسجي الذي يتميز بأزهاره وثماره الداكنة، إضافة إلى التين الشوكي البري الذي ينمو طبيعيًّا في البيئات الجافة، والتين الشوكي الأحمر القاني الذي يتميز بلونه الغني بالصِّبغات الطبيعية.
وبيّن أن التين الشوكي في عسير ينمو على سفوح الجبال ووديانها، متأقلمًا مع التضاريس الوعرة والمناخ المعتدل، ويبدأ موسم حصاده في منتصف الصيف ليستمر حتى أوائل الخريف، إذ يقطفه المزارعون باستخدام أدوات خاصة لتجنب الأشواك الدقيقة التي تغطي قشرته, مشيرًا إلى أن هذا المحصول يُعد مصدر دخل موسمي مهم للأسر الريفية، إذ يلقى رواجًا واسعًا في الأسواق الشعبية وعلى الطرق المؤدية إلى المتنزهات، ويمثل عنصر جذب سياحي لزوار المزارع والقرى الجبلية.
وأفاد أن التين الشوكي يتمتع بقيمة غذائية عالية لاحتوائه على الألياف التي تحسّن صحة الجهاز الهضمي، وفيتامين C الذي يقوي المناعة، إضافة إلى معادن مهمة كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، فضلًا عن مضادات الأكسدة والفلافونويدات والمركبات الفينولية التي تسهم في مكافحة الالتهابات وتعزيز صحة القلب, وتشير الدراسات إلى أن تناوله يساعد في خفض سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وحماية الكبد من الإجهاد التأكسدي، وضبط ضغط الدم، وخفض الكوليسترول الضار، إضافة إلى ترطيب الجسم في الأجواء الحارة.
واختتم الوادعي حديثه بتأكيد أن التين الشوكي في عسير ليس مجرد فاكهة موسمية، بل هو أيقونة زراعية تختزل في مذاقها حكاية الأرض وكرم الطبيعة، وتختزن في ألوانها روح الجبال وأصالة المزارع، لتبقى كل صيف شاهدًا على هوية المنطقة وثرائها، وجسرًا يربط بين إرث الماضي وآفاق السياحة والاقتصاد في الحاضر والمستقبل.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی عسیر
إقرأ أيضاً:
مزارع عسير.. وجهة سياحية تجمع بين التنوع وجمال الطبيعة
تحولت مزارع منطقة عسير، لا سيما الواقعة في المناطق الجبلية والمرتفعات الممتدة على طول يقارب 200 كيلومترٍ، إلى محطات جذب سياحي بارزة خلال فصل الصيف، مستفيدة من الرقعة الخضراء المتنامية وتنوع المحاصيل الزراعية التي تُزين مرتفعات المنطقة.
ويأتي هذا التحول بالتزامن مع جهود الجهات الحكومية والأهلية في دعم السياحة الزراعية والريفية، مما أسهم في خلق فرص استثمارية حيوية للمزارعين المحليين، فقد نجح مزارعو عسير في تحويل منتجاتهم الزراعية -من الورد والفاكهة والعسل والحبوب- إلى مشاريع سياحية ريفية مزدهرة، من خلال تهيئة مزارعهم لاستقبال الزوار وتوفير الخدمات اللازمة، وأسهم هذا التوجه في إيجاد بيئة سياحية متكاملة تتميز بجمال الطبيعة وتنوع المنتجات الزراعية، مما جعل هذه المزارع وجهات مفضلة للسياح من مختلف مناطق المملكة.
وتوفر السياحة الزراعية في عسير تجربة فريدة تتيح للزوار الاندماج مع الطبيعة، عبر التجول في بيئات خضراء تزدان بالنباتات المحلية مثل: العرعر والسمر والطلح والسدر، إلى جانب الحيازات الزراعية المنتشرة على ضفاف الأودية ومدرجات الجبال، كما تمنح هذه التجربة فرصة لاكتشاف أساليب الزراعة التقليدية والحديثة، وزيارة المناحل، ومزارع الورد، وبساتين الفاكهة، التي تحظى بإقبال واسع من العائلات والأطفال، خاصة مع تنظيم رحلات سياحية متخصصة لهذا الغرض.
ومع تزايد الإقبال، بدأت مزارع عسير تتنافس في جودة الخدمات والمرافق، إذ بيوتًا محمية وحقولًا مفتوحة تزرع عشرات الأصناف من المحاصيل على مدار العام، ولا يقتصر هذا التطوير على الجوانب السياحية والترفيهية فحسب، بل يمتد إلى الجانب التثقيفي والبيئي، في إطار مساعٍ لتعزيز الاستدامة وتنوع مصادر الدخل.
وفي هذا السياق، أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير المهندس أحمد بن محمد آل مجثل، أن منطقة عسير تتصدر مناطق المملكة في عدد الحيازات الزراعية التي تجاوزت 159 ألف حيازة، كما أنها الأولى في إنتاج العسل بنسبة 20% من إجمالي إنتاج المملكة، مضيفًا أن المنطقة تضم 40 مزرعة سياحية نشطة، منها أكبر مزرعة للورد في المملكة، وتسهم بنسبة 14% من الإنتاج الوطني للفاكهة.
وأكد آل مجثل أن هذه المقومات جعلت من مزارع عسير نموذجًا متقدمًا للسياحة الزراعية المستدامة، حيث تلتقي الطبيعة بالتراث، ويندمج الزائر في بيئة زراعية غنية بالتجارب والأنشطة، مشيرًا إلى أن المنطقة ستواصل تعزيز مكانتها وجهة زراعية وسياحية رائدة على مستوى المملكة.