يبدو أن عالم "مارفل" الممتد منذ سنوات طويلة بات يعاني من داء "التوسع المفرط"؛ فقد تحول إلى عالم متشابك من الشخصيات والأفلام والمسلسلات التي يجب أن يشاهدها كل متفرج حتى يفهم حبكة العمل القادم. وبدت هذه الخطة في البداية كوسيلة عبقرية من "مارفل" و"ديزني" لإشباع توق المشاهدين للمزيد من أبطالهم الخارقين المفضلين، وبالطبع طريق لمكاسب تجارية هائلة، غير أن ذلك لم يقد في النهاية سوى إلى التخمة، وفقد الكثيرون الشغف، وبدأت الإيرادات في التراجع، وعدد المشاهدين في النقصان.

احتاج عالم الأبطال الخارقين إلى أكثر من فيلم بإيرادات ضعيفة، وعدة سنوات، للوصول إلى هذه الحقيقة، ليعود القائمون عليه عدة خطوات إلى الخلف، ويبدؤوا من جديد بأفلام لا تعتمد حبكتها على خبرة المتفرج في عالمها السينمائي ومشاهدته 35 فيلما و10 مسلسلات، وتميل "ديزني" مرة أخرى إلى البساطة، وتقدم أفلاما تذكرنا بخطوات "مارفل" الأولى. وأحدث الأفلام في هذا الاتجاه كان فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" (The Fantastic Four: First Steps) الذي طُرح في صالات العرض أواخر يوليو/حزيران المنصرم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحصارlist 2 of 2الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر المتكررةend of list"فانتاستيك فور".. فريق يحتاجه مارفل

"فانتاستيك فور" (الخارقون الأربعة) هم فريق من الخارقين أبدعهم ستان لي وجاك كيربي في القصص المصورة منذ سنوات طويلة، وظهروا على الشاشة الكبيرة عدة مرات من قبل، غير أن أفلامهم لم تحقق طموحات صانعيها أو محبي القصص المصورة. في تلك الآونة لم تمتلك "ديزني" حقوق هذه الشخصيات، لذلك لم ينضموا إلى عالم "مارفل" سوى مؤخرا، ليتم إعادة إطلاقهم بممثلين جدد، ودمجهم مع هذا العالم من الخارقين.

يتكون فريق "فانتاستيك فور" من 4 شخصيات رئيسية: ريد ريتشاردز – مستر فانتاستيك (بيدرو باسكال)، وزوجته سو ستورم – المرأة الخفية/إنفزبول وومان (فانيسا كيربي)، وصديق العائلة بن غريم – الشيء/ذا ثينغ (إيبون موس باكراك)، وأخو الزوجة جوني ستورم – الشعلة البشرية/هيومان تورش (جوزيف كوين).

إعلان

أعفى فيلم "فانتاستيك فور" مشاهديه من قصة بداية الشخصيات، واختصرها في فيديو قصير يُعرض على شاشات التلفزيون في العالم الفيلمي بمناسبة مرور 4 سنوات على ظهور الأبطال، وفيه نتعرف سريعا على ماضيهم عندما كانوا مجرد 4 من رواد الفضاء سافروا في مهمة انتهت بتعرضهم للأشعة الكونية، والتي منحتهم قواهم الخارقة التي يستخدمونها لحماية الأرض من الأخطار.

اختار صناع العمل كذلك التطرق لفكرة العوالم الموازية بخفة، فالأحداث تدور على "الأرض – 828″، أي كوكب الأرض في بُعد آخر، يتشابه مع كوكبنا، أو بالأحرى كوكب أبطال "مارفل" الخارقين الآخرين في العديد من التفاصيل، غير أنه يختلف في تفاصيل أخرى.

يعيش الأبطال في سلام، ويؤدون مهامهم في حماية الكوكب من وقت لآخر، وتنتظر سو ستورم إنجاب طفلها الأول الذي انتظرته وزوجها طويلا. غير أن هذه الطمأنينة لم تستمر طويلا، بعدما ظهرت بشكل مفاجئ امرأة معدنية برسالة واضحة: هذا الكوكب على وشك التدمير على يد الوحش الكوني غالاكتوس ملتهم الكواكب، ويصبح على الفانتاستيك فور البحث عن حل لهذا المأزق.

يقدم "فانتاستيك فور" أكثر شرير مميز في عالم "مارفل" الممتد منذ غياب ثانوس عن هذا العالم، فبينما قابل الأبطال الخارقون أشرارا متعدّدين، إلا أن أيّا منهم لم يستطع مضاهاة جاذبية ثانوس أو مدى التهديد الذي يمثله لعالم البشر. لكن "غالاكتوس" العملاق الذي يلتهم عوالم بأكملها وكواكب بمن عليها خطر مرعب، ويمثّل ضغطا على أبطالنا بطرق متعددة، فهو من ناحية قادر على إنهاء الحياة على كوكب الأرض، ومن ناحية أخرى يضع الأبطال في مأزق أخلاقي عندما يطالب بطفل سو وريد قربانا.

الملصق الدعائي لفيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" الذي طُرح في صالات العرض أواخر يوليو/تموز الماضي (الجزيرة)هوية بصرية متفردة

أخرج "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" مات شاكمان، الذي أسهم في عالم "مارفل" من قبل بمسلسل "واندا فيجن" (Wanda Vision)، أول مسلسلات "مارفل" على الإطلاق، والعمل الذي رفع توقّعات المشاهدين والنقاد تجاه مسلسلات "مارفل" بشكل عام.

يجمع بين الفيلم ومسلسل "واندا فيجن" رابط بصري قوي، فكلا العملين استلهم صورته من ماضي الولايات المتحدة، أو على وجه التحديد صورة الماضي في المسلسلات الأميركية. فتدور أحداث "واندا فيجن" مستلهمة كل حلقة من عقد من عقود المسلسلات التلفزيونية الماضية، بداية من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى بداية الألفية، بينما يقدم "فانتاستيك فور" ستينيات متخيّلة تشبه كثيرا عالم مسلسل "ماد مِن" (Mad Men) الشهير.

بينما استلهم شاكمان الحبكة الرئيسية من فيلم الرسوم المتحركة "أبطال خارقون" (The Incredibles)، فيما يخص إطار العائلة الذي يجمع الأبطال، وإنجاب أطفال خارقين على الأرض بما يعنيه ذلك من أخطار على حياتهم، على الرغم من قواهم غير الطبيعية. ومن المعروف أن فيلم "أبطال خارقون" مستلهم من قصص "فانتاستيك فور" المصورة، ليشبه الأمر دائرة كاملة من تبادل الأفكار الفنية.

اختيار الزمن هنا لا يؤثر فقط على الأحداث أو ظهور التكنولوجيا، بل على الخيارات البصرية بالكامل، بداية من الديكورات، ودرجات الألوان المستخدمة، والأزياء وتسريحات الشعر وغيرها من التفاصيل، الأمر الذي أضفى على مرئيات الفيلم هوية مميزة، وجعله مختلفا في هذه الناحية عن أفلام "مارفل" المعتادة التي تمتاز بألوانها الزاهية واستخدام المؤثرات البصرية بإفراط.

إعلان

ويرتبط استخدام المؤثرات بشكل شبه دائم بمشاهد الأكشن، والتي جاءت هنا محدودة، وليس بكثرتها المعتادة في أفلام "مارفل"، غير أنها، على قلتها، مميزة في سياق الفيلم، وتُبرز قدرات كل فرد من أفراد فريق الفانتاستيك فور بشكل منفرد، وفي الوقت ذاته تحافظ على وحدة الفريق.

وبالإضافة إلى الهوية البصرية الممتازة للعمل، تميز أيضا بالتناغم بين النجوم الذين قدموا أفراد الفريق، وإظهار الفروقات الفردية والعيوب والهشاشة البشرية لدى هؤلاء الخارقين. فيقدم بيدرو باسكال هنا دور أب مختلف عما قدمه من قبل في "آخرنا" (The Last of Us)، هنا هو الرجل العقلاني للغاية، الذي يحاول وضع العالم في إطار منطقي ليستطيع فهمه، وتباغته الفوضى التي تربك حساباته، وتجعله يلجأ إلى مشاعر الأبوة كبديل.

بينما تظهر فانيسا كيربي كأول بطلة خارقة حامل بطفل ثم أم له، بطلة لا تخشى السفر إلى الفضاء وهي على وشك الوضع، وبالفعل تلد ابنها خلال مهمتها، وتستخدم غضبها وعاطفتها الأمومية في صنع جسر تواصل بينها وبين سكان الأرض الذين يطالبون فريق الخارقين بتقديم الطفل فرانكلين كقربان بديل عن تدمير الحياة على الأرض.

وعلى الرغم من استخدام المؤثرات البصرية لتقديم شخصية "ذا ثينغ" التي قدّمها إيبون موس باكراك، فإن الأخير جعل الكائن الحجري بشريا للغاية عن طريق الأداء الصوتي فقط.

فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" بالفعل هو الخطوة الأولى لبداية جديدة لعالم "مارفل" السينمائي الممتد، عالم أكثر هدوءا حتى في تعامله مع الأشرار، ويستبدل فوضى الأبطال الخارقين المعتادة بأساس قوي من العائلة والصداقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الخطوات الأولى غیر أن

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة قرة إنرجي

في إطار حرص الدولة المصرية على دعم قصص النجاح الوطنية وتعزيز بيئة الاستثمار في مصر، شارك حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في الاحتفال الذي نظمته شركة قرة انرجي بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها، وذلك خلال الفعالية التي أُقيمت في قصر عابدين، بحضور المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام والمهندس ايمن قرة، الرئيس التنفيذي لشركة قرة انرجي وقيادات الشركة وشركائها ومجموعة من كبار الشخصيات.

"مسرح الجنوب" يُطلق اسم المخرج عصام السيد على دورته العاشرة


تُعد شركة قرة انرجي إحدى الشركات الوطنية الرائدة في مجالات الطاقة والمرافق والبنية التحتية، حيث تقدم حلولًا متكاملة تشمل التصميم والتنفيذ والإشراف وإدارة المشروعات، إضافة إلى الشراكات الصناعية والتكنولوجية مع كيانات دولية كبرى.
وخلال الاحتفال، استعرضت الشركة أبرز محطات رحلتها منذ تأسيسها، وجهود فرق العمل التي أسهمت في بناء مكانتها بالسوق المصري ودورها في تنفيذ مشروعات كبرى في مجالات الطاقة والمرافق والإنشاءات ودعم توجه الدولة نحو الطاقة النظيفة والاستدامة، مما رسّخ مكانتها كأحد أبرز الشركات العاملة في هذه القطاعات الحيوية داخل السوق المصري، إلى جانب رؤيتها للمستقبل وخطط التوسع خلال السنوات القادمة.
وأكد السيد/ حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن استمرار شركة قِرّة انرجي على مدى ربع قرن يُعد مثالًا واضحًا على قوة القطاع الخاص المصري وقدرته على تحقيق نجاحات ممتدة، مشيرًا إلى أن قصص النجاح التي تقدمها الشركات الوطنية تمثل ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاقتصادية للدولة. 
وأعرب هيبة عن اعتزازه بوجود شركات مصرية رائدة قادرة على التطوّر والمنافسة عالميًا، مؤكدًا دعم الهيئة المستمر لهذه النماذج عبر الترويج المكثّف لتمكينها من التوسع والنمو وتخطّي الحدود إلى أسواق إقليمية ودولية جديدة.
وهنّأ السيد/ حسام هيبة، شركة قِرّة انرجي بمناسبة مرور 25 عامًا على مسيرتها المشرّفة، متمنيًا لها مزيدًا من التوفيق والازدهار خلال المئة عام القادمة، ومؤكدًا أن نجاحها يمثل نموذجًا ملهمًا لمسار التطور الصناعي والاستثماري في مصر.
وأكد المهندس أيمن قرة، الرئيس التنفيذي لشركة قرة انرجي، أن احتفال اليوم بمرور 25 عاماً على تأسيس الشركة يمثل قصة نجاح وبداية رحلة مستمرة، مشيراً إلى أن الشركة أصبحت رائدة ومتميزة في مجال عملها. كما أعرب عن شكره وتقديره لجميع شركاء النجاح المتميزين بالدقة والالتزام، مؤكداً استعداد الشركة لمواصلة هذا النجاح لمئة عام قادمة.

مقالات مشابهة

  • لماذا نجحوا؟
  • محمد رمضان: لم أطلق على نفسي لقب نمبر وان .. الجمهور اللي اعتمده
  • محمد رمضان: لم أطلق على نفسي لقب نمبر وان.. الجمهور من اعتمده
  • وزير البترول: التعاون مع الشركاء ساهم في تعزيز إمدادات الطاقة
  • الإداراتُ الأكاديميّةُ و متلازمةُ النجاحِ أو الفشلِ!
  • رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة قرة إنرجي
  • بعد نجاح الجزء الأول .. موسم جديد لـ "ورد وشوكولاتة" | تفاصيل
  • أتلانتا يحقق فوزًا تاريخيًا ويعزز حظوظه في التأهل المباشر ويقترب من صدارة دوري الأبطال
  • عالم فلك: مذنب 3I/ATLAS الغريب قد يمتلك ذيلين
  • حكم بالانجليزي عن النجاح والمثابرة