كيف نجح فيلم فانتاستيك فور في إعادة عالم مارفل إلى سكة النجاح؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
يبدو أن عالم "مارفل" الممتد منذ سنوات طويلة بات يعاني من داء "التوسع المفرط"؛ فقد تحول إلى عالم متشابك من الشخصيات والأفلام والمسلسلات التي يجب أن يشاهدها كل متفرج حتى يفهم حبكة العمل القادم. وبدت هذه الخطة في البداية كوسيلة عبقرية من "مارفل" و"ديزني" لإشباع توق المشاهدين للمزيد من أبطالهم الخارقين المفضلين، وبالطبع طريق لمكاسب تجارية هائلة، غير أن ذلك لم يقد في النهاية سوى إلى التخمة، وفقد الكثيرون الشغف، وبدأت الإيرادات في التراجع، وعدد المشاهدين في النقصان.
احتاج عالم الأبطال الخارقين إلى أكثر من فيلم بإيرادات ضعيفة، وعدة سنوات، للوصول إلى هذه الحقيقة، ليعود القائمون عليه عدة خطوات إلى الخلف، ويبدؤوا من جديد بأفلام لا تعتمد حبكتها على خبرة المتفرج في عالمها السينمائي ومشاهدته 35 فيلما و10 مسلسلات، وتميل "ديزني" مرة أخرى إلى البساطة، وتقدم أفلاما تذكرنا بخطوات "مارفل" الأولى. وأحدث الأفلام في هذا الاتجاه كان فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" (The Fantastic Four: First Steps) الذي طُرح في صالات العرض أواخر يوليو/حزيران المنصرم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحصارlist 2 of 2الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر المتكررةend of list"فانتاستيك فور".. فريق يحتاجه مارفل"فانتاستيك فور" (الخارقون الأربعة) هم فريق من الخارقين أبدعهم ستان لي وجاك كيربي في القصص المصورة منذ سنوات طويلة، وظهروا على الشاشة الكبيرة عدة مرات من قبل، غير أن أفلامهم لم تحقق طموحات صانعيها أو محبي القصص المصورة. في تلك الآونة لم تمتلك "ديزني" حقوق هذه الشخصيات، لذلك لم ينضموا إلى عالم "مارفل" سوى مؤخرا، ليتم إعادة إطلاقهم بممثلين جدد، ودمجهم مع هذا العالم من الخارقين.
يتكون فريق "فانتاستيك فور" من 4 شخصيات رئيسية: ريد ريتشاردز – مستر فانتاستيك (بيدرو باسكال)، وزوجته سو ستورم – المرأة الخفية/إنفزبول وومان (فانيسا كيربي)، وصديق العائلة بن غريم – الشيء/ذا ثينغ (إيبون موس باكراك)، وأخو الزوجة جوني ستورم – الشعلة البشرية/هيومان تورش (جوزيف كوين).
إعلانأعفى فيلم "فانتاستيك فور" مشاهديه من قصة بداية الشخصيات، واختصرها في فيديو قصير يُعرض على شاشات التلفزيون في العالم الفيلمي بمناسبة مرور 4 سنوات على ظهور الأبطال، وفيه نتعرف سريعا على ماضيهم عندما كانوا مجرد 4 من رواد الفضاء سافروا في مهمة انتهت بتعرضهم للأشعة الكونية، والتي منحتهم قواهم الخارقة التي يستخدمونها لحماية الأرض من الأخطار.
اختار صناع العمل كذلك التطرق لفكرة العوالم الموازية بخفة، فالأحداث تدور على "الأرض – 828″، أي كوكب الأرض في بُعد آخر، يتشابه مع كوكبنا، أو بالأحرى كوكب أبطال "مارفل" الخارقين الآخرين في العديد من التفاصيل، غير أنه يختلف في تفاصيل أخرى.
يعيش الأبطال في سلام، ويؤدون مهامهم في حماية الكوكب من وقت لآخر، وتنتظر سو ستورم إنجاب طفلها الأول الذي انتظرته وزوجها طويلا. غير أن هذه الطمأنينة لم تستمر طويلا، بعدما ظهرت بشكل مفاجئ امرأة معدنية برسالة واضحة: هذا الكوكب على وشك التدمير على يد الوحش الكوني غالاكتوس ملتهم الكواكب، ويصبح على الفانتاستيك فور البحث عن حل لهذا المأزق.
يقدم "فانتاستيك فور" أكثر شرير مميز في عالم "مارفل" الممتد منذ غياب ثانوس عن هذا العالم، فبينما قابل الأبطال الخارقون أشرارا متعدّدين، إلا أن أيّا منهم لم يستطع مضاهاة جاذبية ثانوس أو مدى التهديد الذي يمثله لعالم البشر. لكن "غالاكتوس" العملاق الذي يلتهم عوالم بأكملها وكواكب بمن عليها خطر مرعب، ويمثّل ضغطا على أبطالنا بطرق متعددة، فهو من ناحية قادر على إنهاء الحياة على كوكب الأرض، ومن ناحية أخرى يضع الأبطال في مأزق أخلاقي عندما يطالب بطفل سو وريد قربانا.
أخرج "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" مات شاكمان، الذي أسهم في عالم "مارفل" من قبل بمسلسل "واندا فيجن" (Wanda Vision)، أول مسلسلات "مارفل" على الإطلاق، والعمل الذي رفع توقّعات المشاهدين والنقاد تجاه مسلسلات "مارفل" بشكل عام.
يجمع بين الفيلم ومسلسل "واندا فيجن" رابط بصري قوي، فكلا العملين استلهم صورته من ماضي الولايات المتحدة، أو على وجه التحديد صورة الماضي في المسلسلات الأميركية. فتدور أحداث "واندا فيجن" مستلهمة كل حلقة من عقد من عقود المسلسلات التلفزيونية الماضية، بداية من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى بداية الألفية، بينما يقدم "فانتاستيك فور" ستينيات متخيّلة تشبه كثيرا عالم مسلسل "ماد مِن" (Mad Men) الشهير.
بينما استلهم شاكمان الحبكة الرئيسية من فيلم الرسوم المتحركة "أبطال خارقون" (The Incredibles)، فيما يخص إطار العائلة الذي يجمع الأبطال، وإنجاب أطفال خارقين على الأرض بما يعنيه ذلك من أخطار على حياتهم، على الرغم من قواهم غير الطبيعية. ومن المعروف أن فيلم "أبطال خارقون" مستلهم من قصص "فانتاستيك فور" المصورة، ليشبه الأمر دائرة كاملة من تبادل الأفكار الفنية.
اختيار الزمن هنا لا يؤثر فقط على الأحداث أو ظهور التكنولوجيا، بل على الخيارات البصرية بالكامل، بداية من الديكورات، ودرجات الألوان المستخدمة، والأزياء وتسريحات الشعر وغيرها من التفاصيل، الأمر الذي أضفى على مرئيات الفيلم هوية مميزة، وجعله مختلفا في هذه الناحية عن أفلام "مارفل" المعتادة التي تمتاز بألوانها الزاهية واستخدام المؤثرات البصرية بإفراط.
إعلانويرتبط استخدام المؤثرات بشكل شبه دائم بمشاهد الأكشن، والتي جاءت هنا محدودة، وليس بكثرتها المعتادة في أفلام "مارفل"، غير أنها، على قلتها، مميزة في سياق الفيلم، وتُبرز قدرات كل فرد من أفراد فريق الفانتاستيك فور بشكل منفرد، وفي الوقت ذاته تحافظ على وحدة الفريق.
وبالإضافة إلى الهوية البصرية الممتازة للعمل، تميز أيضا بالتناغم بين النجوم الذين قدموا أفراد الفريق، وإظهار الفروقات الفردية والعيوب والهشاشة البشرية لدى هؤلاء الخارقين. فيقدم بيدرو باسكال هنا دور أب مختلف عما قدمه من قبل في "آخرنا" (The Last of Us)، هنا هو الرجل العقلاني للغاية، الذي يحاول وضع العالم في إطار منطقي ليستطيع فهمه، وتباغته الفوضى التي تربك حساباته، وتجعله يلجأ إلى مشاعر الأبوة كبديل.
بينما تظهر فانيسا كيربي كأول بطلة خارقة حامل بطفل ثم أم له، بطلة لا تخشى السفر إلى الفضاء وهي على وشك الوضع، وبالفعل تلد ابنها خلال مهمتها، وتستخدم غضبها وعاطفتها الأمومية في صنع جسر تواصل بينها وبين سكان الأرض الذين يطالبون فريق الخارقين بتقديم الطفل فرانكلين كقربان بديل عن تدمير الحياة على الأرض.
وعلى الرغم من استخدام المؤثرات البصرية لتقديم شخصية "ذا ثينغ" التي قدّمها إيبون موس باكراك، فإن الأخير جعل الكائن الحجري بشريا للغاية عن طريق الأداء الصوتي فقط.
فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" بالفعل هو الخطوة الأولى لبداية جديدة لعالم "مارفل" السينمائي الممتد، عالم أكثر هدوءا حتى في تعامله مع الأشرار، ويستبدل فوضى الأبطال الخارقين المعتادة بأساس قوي من العائلة والصداقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الخطوات الأولى غیر أن
إقرأ أيضاً:
مهارات النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي.. خمس طرق لتجهيز الطلاب للمستقبل
الثورة /
مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم تَعُد طرق الدراسة التقليدية وحدها كفيلة بتهيئة الطلاب للتغيرات الكبيرة القادمة. فالآلات أصبحت قادرة على كتابة النصوص، وحلّ المعادلات، وتحليل البيانات بكفاءة عالية، لكن قدرتها تظل محدودة في التفكير الإبداعي، والذكاء العاطفي، والاستدلال النقدي، وهذه المهارات هي التي ستصنع فارق النجاح في السنوات المقبلة.
لذلك، أصبح بناء مهارات دراسة تتكامل مع التكنولوجيا ضرورة لكل طالب يسعى إلى الاستعداد بوعي لعصر مختلف. وفيما يلي أهم المهارات التي يمكن للطلاب التركيز على تطويرها للتفوق في عصر الذكاء الاصطناعي:
1 – الفهم العميق بدلًا من الحفظ
يستطيع الذكاء الاصطناعي استرجاع أي معلومة خلال ثوانٍ، وهذا يعني تراجع قيمة الحفظ وحده. والطلاب الذين يركّزون في فهم المفاهيم وليس مجرد حفظها يبنون روابط ذهنية أعمق، ويصبحون أكثر قدرة على تطبيق ما يتعلمونه بطرق جديدة وذات معنى.
لذلك، يجب تشجيع الطلاب على طرح أسئلة من نوع: «لماذا؟» و»كيف؟». على سبيل المثال: عند دراسة العلوم، لا يجوز الاكتفاء بالتعريفات، بل يجب اكتشاف أسباب التفاعلات وكيف ترتبط بالممارسات الحياتية، فهذا النوع من التعلّم يعزّز الفهم العميق ومهارات التفكير، وهي أمور لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها.
2 – تطوير مهارات حل المشكلات
يعتمد النجاح المستقبلي على الإبداع والقدرة على التفكير بطرق متعددة، وليس على إيجاد الحلول المناسبة فقط. فعندما لا تنجح طريقة معينة في حلّ مسألة أو فهم درس، فإن تجربة أسلوب جديد أو إعادة التفكير في خطوات الحل يطوّر مهارة التعلّم وحل المشكلات من زوايا مختلفة. والطالب الذي يطور هذه المهارات، ويركز في معالجة التحديات بإصرار وابتكار سيكون أقدر على مواجهة واقع مهني سريع التغيّر.
3 – استخدام الذكاء الاصطناعي بوعي
إن الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل: Gemini وChatGPT وتطبيقات التعلّم الذكية يمكن أن تكون وسائل قوية للمراجعة والتدريب. لكن جوهر التعلّم الحقيقي يبقى في قدرة الطالب على التفكير، والتحليل، والتحقّق.
لذلك، يجب على الطلاب استخدام هذه الأدوات لتطوير الفهم، لا للقيام بالتفكير نيابة عنهم. وعليهم أن يسألوا أنفسهم دائمًا: هل هذه الإجابة دقيقة؟ وعليهم تطوير مهارات البحث والتحقق من المعلومات التي يحصلون عليها من روبوتات الدردشة من مصادر موثوقة، فهذا يعزز الوعي الرقمي والقدرة على التمييز بين المعلومة الصحيحة وغير الصحيحة.
4 – مهارات التعلّم الذاتي
إن مهارات التعلّم الذاتي تُعدّ من أهم المهارات التي يحتاج إليها الطلاب في عصر الذكاء الاصطناعي؛ لأنها تمكّن الطلاب من التطور المستمر مهما تغيّرت الأدوات والتقنيات المتاحة. لذلك، يجب على الطالب فهم نمط التعلّم الخاص به، كأن يعرف متى يدرس بتركيز أعلى، وما الطرق التي تساعده في تذكر المعلومات، وكيف يستفيد من الأدوات الذكية الجديدة بطريقة مناسبة، وهذا يمنحه قدرة على التكيّف مع أي موضوع جديد بسهولة.
5 – تطوير المهارات الإنسانية
حتى مع التطور الكبير والمستمر للتقنية، ستظل المهارات الإنسانية مثل: التواصل، والعمل الجماعي، والتعاطف، والذكاء العاطفي هي أساس الإبداع والابتكار، وهذه القدرات تكمّل التفكير العقلي، وتساهم في بناء بيئات عمل وتعليم أكثر تعاونًا وفعالية.
ولتعزيز هذه المهارات، يجب على الطالب مشاركة الآخرين أفكاره، والاستماع إلى وجهات نظرهم، وتعلّم كيف يتفاعل مع الزملاء، فهذه خبرات لا يمكن لأي نظام ذكي أن يمتلكها.
نحو مستقبل يتكامل فيه الإنسان مع الذكاء الاصطناعي
قد يغيّر الذكاء الاصطناعي ملامح العالم، لكنه لن يحل محل الإبداع والإحساس البشري والقدرة على التفكير النقدي.
وكل طالب يستثمر اليوم في تطوير مهارات التعلّم الذاتي، والتفكير العميق، والوعي الرقمي، سيحصل على أفضلية في المستقبل الذي سيكون الذكاء الاصطناعي هو أساسه.