السّيدةُ الجليلةُ توجّهُ كلمةً بمناسبة يوم المرأةِ العُمانية
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
العُمانية/ وجّهت السّيدةُ الجليلةُ حرمُ جلالةِ السُّلطان المُعظّم /حفظهَا اللهُ ورعاهَا/ كلمةً بمناسبة يومِ المرأة العُمانية الذي يوافق الـ17 من أكتوبر سنويًّا، هنّأت خلالها المرأةَ العُمانية والمُقيمةَ في الوطن العزيز بهذه المناسبة.
وقد نصّت الكلمةُ على ما يأتي:
//بسم الله الرّحمن الرّحيم
الأمّهات والأخوات العزيزات، الإخوة الكرام، الأبناء الأعزّاء،
السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه،
لقد أثبتت المرأةُ العُمانية، عبر تاريخها، أنها معينُ الحِكمة، ومنبعُ العطاء، فهي الأمُّ المُربّية التي تغرس القيمَ في القلوب، والجدّةُ الحكيمةُ التي تحفظ الإرثَ وتنقلُه نقيًّا للأحفاد، والابنةُ البارّةُ التي تمضي بثقةٍ في دروب العلم والرّيادة.
وإنه ليسرُّنا في هذا اليوم المبارك، الذي يوافق السابع عشر من أكتوبر، يوم المرأة العُمانية، أن نبعث بأسمى التّهاني وأصدق الأمانِي لكلِّ امرأةٍ عُمانيّة، ولكلِّ مُقيمةٍ في خدمة هذا الوطن العزيز. إنّهُ يومُ الاعتزاز بنساء عُمان جميعًا، يومٌ نقدّر فيه ما تنسجُه المرأةُ بحكمةٍ وصبرٍ، وتزيّنُه بالولاء والإخلاص، فغدت ركيزةً أساسيّةً للنهضة، وحارسةً للقيم، وصانعةً للأجيال.
ونحن في سلطنة عُمان إذ نحتفي اليومَ بالمرأة العُمانية، فإنّنا نكرّمُها تكريمًا يليقُ بمقامِها، ويعكسُ ما حقّقتهُ من إنجازاتٍ مُشرقةٍ في التّربية والتّعليم، في الإدارةِ والقيادةِ، في الاقتصادِ والإبداعِ، وفي خدمةِ المجتمع وبناءِ الوطن. وما هذا التكريمُ الذي نالتهُ نخبةٌ من المُجيدات إلّا رمزٌ صادقٌ يشمل جميع نساء عُمان، في كل موقعٍ ومجالٍ، تقديرًا لعطائهنّ المُتواصل، وإجلالًا لعزيمتهنّ التي لا تعرف التوقّفَ.
أبناء الوطن العزيز: إننا ندركُ جميعًا ما تواجههُ المرأةُ والأسرةُ والنشءُ من تحدّياتٍ في هذا العصر المتسارع، حيث تتبدّلُ المعارفُ، وتتنوّعُ التقنياتُ، وتتشابكُ القضايا. ومع هذه التحدّيات، فإنّنا في سلطنة عُمان، بقيادة مولانا جلالةِ السُّلطان المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/، نولي الأمر عنايةً كبرى، ونؤمن بأن المرأة العُمانية قادرةٌ على تجاوز الصّعاب، متسلّحةً بقيمِها وثوابتِها، مدعومةً بقيادتِها ومجتمعِها، وشريكةً صادقةً للرّجل الذي يقف سندًا لها في رسالتها. فحين يُعين الرجل المرأة، فإنه يُعين وطنًا بأسره، ويصُون مجتمعًا بأكمله.
أبنائي وبناتي الأوفياء:
إنّ تربيتَكم على الدّين والقيم، وحمايتَكم من مخاطر العصر، ورعايتَكم بالعلم والمعرفة، أمانةٌ عظيمةٌ لا تحتمل التفريط. فكونوا قدواتٍ صالحةً، وأسوةً حسنةً، وكونوا سفراء لعُمان في العلم والعمل، ولتعلموا أن للحقّ وجهًا واحدًا لا يلتبسُ، وأن للأمانة دربًا مستقيمًا لا يضلُّ.
الإخوة والأخوات الكرام: ستظلُّ المرأة العُمانية، بعونِ اللهِ، شعلةً مُضيئةً في حاضر الوطن، وركنًا راسخًا في مُستقبله، تسير بخُطًى واثقة نحو آفاق أرحب، مُحافظةً على أصالتها، مُنفتحةً على مُعطيات العالم، وفيّةً لعُمان وقائدِها المُفدّى حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/.
نسألُ اللهَ أن يحفظ عُمان آمنةً مُزدهرةً، وأن يُديم على نسائِها ورجالِها المجدَ والعزَّ والفخرَ، وكلُّ عامٍ وأنتمْ جميعًا في خيرٍ ورفعةٍ//.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرأة الع مانیة
إقرأ أيضاً:
المرأة العُمانية.. "استثناء"
ريم الحامدية
reem@alroya.info
في صباح من صباحات عُمان المشرقة، حين انبثقت الشمس من جبال مسندم لتداعب قمم ظفار، وبينما تختلط رائحة القهوة باللُبان العُماني العطر، فتملأ البيوت دفئًا وطمأنينة كانت الحياة تسير بهدوئها الخاص: الأم تجهز أولادها للمدرسة وتلملم كتبهم وحقائبهم بخفة وحب، والأخت تعد الإفطار للعائلة ورائحة الخبز والشاي تملأ المكان، والمعلمة تلم دفاترها استعدادًا للحصة الأولى، والطبيبة تفتح باب مكتبها لتباشر مُقابلة المريض الأول بابتسامة تواسيه في بداية يومه… وبينما ينساب روتين اليوم في صمته المُعتاد، ظهرت المذيعة على تلفزيون سلطنة عُمان لتُعلن النطق السامي، بتخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العُمانية، احتفاءً بها، وبمساهماتها، باختلاف مناصبها وصفاتها ومسمياتها.
كان ذلك اليوم لحظة فرح صامتة تخترق تفاصيل كل يوم، لحظة قالت لكل امرأة عُمانية: لقد رُصد عطاؤك، وقُدِّرت جهودك، وأصبح الآن للمرأة صوتٌ مسموع، ولحضورها اعتراف رسمي ووفاء يليق بمن صنعت وما صنعت؛ بل كان إشراقة فرح لكل امرأة عُمانية، لحظة اعتراف بما تمنحه من عطائها بلا انتظار، وبحضورها الصامت الذي يضيء كل مكان تمر فيه.
المرأة العُمانية لم تكن تنتظر التكريم، ولم تكن تبحث عن الأضواء؛ فهي الأم التي تحمل الحنان في قلبها، وتزرع الأمل في أعين أطفالها، وهي الأخت التي تشارك أسرار الحياة والضحكات والدموع، وهي الصديقة التي تقف بجانبك في كل منعطف، وهي ربة البيت التي تصنع من كل ركن صغير عالمًا كاملًا من الحنان والجمال والنظام. وهي العاملة، والفنانة، والمعلمة، والطبيبة، والرياضية، والمبدعة، والقيادية… كل خطوة تخطوها، كل قرار تتخذه، وكل إنجاز تحققه هو شهادة صامتة على قوتها وعزيمتها، وعلى قدرتها أن تحوّل كل تحدٍ إلى فرصة، وكل حلم إلى حقيقة ملموسة.
وإذ أغنتم هذه الفرصة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- رمز الحكمة والتقدير، وجوهرة هذا الوطن، التي يضيء حضورها كل مناسبة، ويلمس تأثيرها كل قلب، ويشهد لها الجميع بالعطاء والرقي والكرامة. كما أخصّ بالذكر والتهنئة أمي الحبيبة، القائدة والقدوة والمُلهِمة، التي جلست في البيت، ترفع يدًا بالدعاء وتمد أخرى بالعطاء، تُعلِّمُنا الصبر، تمنحنا الحب، وتزرع فينا الإيمان، وتسهر على أن يكون لنا مستقبل مشرق… هي القلب الكبير، والنبع الدافئ، والمثل الأعلى في كل يوم من حياتنا، ولكل النساء اللاتي صنعن إشراقة هذا الوطن، من نور صحرائه إلى بحاره وجباله. كل عام وأنتن بخير، وكل عام والمرأة العُمانية في أعظم حالاتها من العطاء والحضور والإبداع، نبراسًا للحياة، إشراقة لا تنطفئ
إلى كل نساء عُمان الماجدات.. أنتنّ عظيمات ومُلهمات في كل مجال، ونفخر ونُفاخر بكنَّ، ونحتفي بعطائكنّ الذي لا ينضب، وبنوركنّ الذي يضيء كل زاوية من حياتنا ومجتمعنا.