منظمات المجتمع المدني تدين ترحيل الاحتلال 32 متطوعًا دوليًا
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
رام الله - صفا
دانت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، احتجاز وترحيل سلطات الاحتلال الإسرائيلي 32 متطوعًا دوليًا يوم الخميس الماضي، أثناء مرافقتهم للمزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون السنوي.
وقالت المنظمات في بيان أصدرته اللجنة الوطنية العليا لحملة زيتون 2025، يوم الخميس، إن المتطوعين كانوا يشاركون في نشاطات سلمية بطلب من المجتمعات المحلية، تتمثل في مرافقة العائلات إلى أراضيها الزراعية، والمساعدة في قطف الزيتون، وتوثيق اعتداءات المستعمرين.
وبحسب المنظمات المنسقة والفريق القانوني، فقد استُكملت إجراءات ترحيل المتطوعين الـ32 يوم الثلاثاء، 21 تشرين الأول/أكتوبر. ويشمل هؤلاء متطوعين من المملكة المتحدة، فرنسا، اليونان، إيرلندا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية. ويأتي هذا القمع ضمن نمط أوسع تعمل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون بالتوازي لاستهداف المجتمعات الفلسطينية الريفية، ومنع وصول المزارعين إلى أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون، وقمع الشهود الدوليين، لا سيما في المنطقة المسماة (ج)، حيث يشتد خطر الاستيلاء على الأراضي والتهجير القسري. وقد أفاد المحتجزون بأنهم استُهدفوا تحديدًا بسبب دورهم في توثيق ومنع الاعتداءات.
وذكر البيان، أن موسم قطف الزيتون لعام 2025 يأتي وسط تصعيدٍ حاد في هجمات المستعمرين وقيود الوصول، وهي انتهاكات موثقة بشكل متكرر من قبل وكالات الأمم المتحدة وجهات رقابية مستقلة.
وأكد، أن حق المزارعين في قطف محاصيلهم والوصول إلى أراضيهم حق أساسي يرتبط بمعيشتهم وثقافتهم وسيادتهم الغذائية. ويؤدي تعطيل الاحتلال لهذا الموسم عبر العنف والإغلاقات العسكرية والاعتقالات إلى آثار اقتصادية وإنسانية مباشرة، تشكّل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية منهجية تستهدف مصادر رزق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن المتطوعين الدوليين يلعبون دورًا محوريًا في توفير المرافقة الحمائية والتوثيق الذي يردع العنف ويكشف الانتهاكات، مؤكدا أن احتجاز وترحيل هؤلاء المتطوعين يقوّض حماية المدنيين ويُخفي الانتهاكات المستمرة عن أعين المجتمع الدولي.
كما أن استهداف هذا النوع من المرافقة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التنظيم والتعبير، والالتزام بحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، بحسب البيان.
وطالبت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، وضمان وصول المزارعين الفلسطينيين الآمن وفي الوقت المناسب إلى أراضيهم طوال موسم القطف، بما في ذلك الأراضي القريبة من المستعمرات ووراء جدار الفصل والتوسع العنصري، مع اتخاذ تدابير فعّالة لمنع عنف المستعمرين.
كما طالبت بفتح تحقيقات مستقلة في جميع الاعتداءات على المزارعين والمتطوعين، ومحاسبة مرتكبي عنف المستعمرين والمسؤولين الذين يسهّلون أو يمتنعون عن منع تلك الجرائم، وتمكين المراقبين الدوليين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان من الوصول دون عوائق لدعم وتوثيق الأوضاع خلال موسم القطف، واتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الدول الثالثة لمراقبة الإساءات والإبلاغ عنها وفرض العقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات المنهجية، انسجامًا مع التزاماتها القانونية بعدم المساعدة أو الاعتراف بالأوضاع غير القانونية.
وأكد البيان، أنه ورغم هذه الاعتقالات والترحيلات، ستواصل منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والمجتمعات المحلية، إلى جانب المتضامنين الدوليين، موسم قطف الزيتون، مشيرا إلى أن "المزارعين ما زالوا في أراضيهم، ولا يزال عشرات المتطوعين الدوليين يرافقون العائلات في جني المحصول بأمان. ومن المقرر أن تتوسع الحملة خلال الأيام المقبلة كما هو مخطط لها".
وكان نائب رئيس حكومة الاحتلال ياريف ليفين قد أعلن أنه أصدر مع "وزير الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير تعليماتهما بترحيل 32 ناشطا أجنبيا، بدعوى أنهم خالفوا "أمرا عسكريا"، إلى جانب ارتباطهم بـ"اتحاد لجان العمل الزراعي" الذي تصنفه إسرائيل كـ"منظمة إرهابية".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: منظمات المجتمع المدنی موسم قطف الزیتون
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لفصل المزارعين عن أراضيهم
البلاد (نيويورك)
أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونجاي، أن الاعتداءات المتصاعدة على موسم قطف الزيتون تمثل واحدة من الانتهاكات الإسرائيلية العديدة التي تهدف إلى فصل الفلسطينيين عن أرضهم وضمها، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وتيسير توسع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح سونجاي أن عنف المستوطنين تصاعد بشكل غير مسبوق في السنوات الثلاث الماضية بموافقة ودعم، وفي كثير من الحالات بمشاركة، قوات الاحتلال الإسرائيلية، ودائمًا دون مساءلة أو محاسبة.
وقال:”إن الحواجز والبوابات الحديدية الإسرائيلية الجديدة تسببت بفصل المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم؛ ما كان له تداعيات كارثية، ففي عام 2023، تركت 96,000 دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون دون حصاد؛ ما أدى إلى خسائر تجاوزت 10 ملايين دولار للمزارعين الفلسطينيين، واستمر النمط ذاته في موسم 2024″.
وأفاد رئيس مكتب حقوق الإنسان أن الضفة الغربية تشهد تداعيات الإفلات من العقاب وتجاهل حياة البشر في غزة، محذرًا من أن العواقب ستكون ملموسة في العالم أجمع ما لم تُتخذ إجراءات لضمان المساءلة ومسار عادل نحو السلام.