ما الذي دفع بـ طلاب سعوديين تقديم الإذاعة المدرسية باللغة الصينية؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
جذور الثقافة الأصيلة تأتي من منطلق اللغة التي تُنشر بها هذه الثقافة، ولعلنا كمستمعين ومشاهدين تأثرنا ثقافات مختلفة عما نألفه، وهذه الثقافة تحتاج لنوع من المعرفة والتعامل معها، ومنها استخدام ذه اللغة، ولهذا قد يثيرنا مشهد طلاب في الإذاعة المدرسية يقدمون فقرتهم الصباحية باللغة الصينية.
ما الذي دفع بـ طلاب سعوديين تقديم الإذاعة المدرسية باللغة الصينية؟ اليوم.. انطلاق أول رائدين سعوديين للفضاء رابط وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية
حدث عجيب تم تسجيله بالصوت والصورة، وتتابع بوابة الفجر ضمن ما تنشره من الشأن السعودي، بتقرير يوضح الأمر، وكيف تم ظهوره، وبخاصة أنه لم يكن عبثيًا، أو من باب المزاح.
ماذا تداول رواد التواصل الاجتماعي؟تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطلاب سعوديين أثناء الإذاعة المدرسية في الصباح بمدرسة الملك فهد بالباحة، ويظهر في الفيديو الطلاب وهم يقدمون الإذاعة المدرسية باللغة الصينية، وفي المقابل يقوم أحد الطلاب بترجمة كلامهم، وحاز هذا الفيديو على تفاعل وإعجاب من قبل المتابعين، كما أنهم أعجبوا بهذه الفكرة وأثنوا عليها.
شاهد.. تقديم الإذاعة الصباحية في مدرسة الملك فهد بـ #الباحة باللغة الصينية ????????#السعودية pic.twitter.com/SyjSU688J8
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) August 31، 2023 لماذا هذ الحدث؟وفي وقت سابق قد أعلنت وزارة التعليم السعودية تدريس اللغة الصينية في عدد من المدارس بواقع حصتين في الأسبوع دون نجاح أو رسوب، وأكد المشرف التربوي بمنطقة تعليم مكة المكرمة “على شويمي”، أن اللغة الصينية أصبحت منتشرة الآن على مستوى العالم، وإدراج اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية في المناهج يعد نقلة نوعية في التعليم.
وجاء قرار تدريس اللغة الصينية في المناهج السعودية خلال الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمدينة بكين عاصمة الصين، واتفق على وضع خطة من أجل إدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات بالمملكة.
رؤية وزارة التعليم في المملكة العربية السعوديةانضم لقناتنا على تليجرام لمتابعة أهم الأخبار لحظة بلحظة
انضم الآن للقناة الرسمية لبوابة الفجر الإلكترونية لمتابعة أهم وأبرز الأخبار المهمة والعاجلة لحظة بلحظة على تيليجرامتقوم رؤية وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية على بناء تعليم متطور ومتميز بكوادر تعليمية مؤهلة لبناء مواطن معتز بقيمه الوطنية ومنافس عالميًا.
رسالة وزارة التعليم في المملكة العربية السعوديةتقوم رسالة وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية على إتاحة التعليم للجميع ورفع جودة عملياته ومخرجاته، وتطوير بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والابتكار لتلبية متطلبات التنمية في المملكة، وتحسين حوكمة نظام التعليم وتطوير مهارات وقدرات منسوبيه، وتزويد المتعلمين بالقيم والمهارات اللازمة ليصبحوا مواطنين صالحين، مدركين لمسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع والوطن.
رابط وزارة التجارة في المملكة العربية السعودية رابط وزارة الطاقة في المملكة العربية السعوديةوتعتبر الخطوات السعودية في مجالات التعليم حاليًا، ملحوظة، ومشهود لها بالنجاح في السعي من اجل الانطلاق لتقديم كل جديد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإذاعة المدرسية المملكة العربية السعودية السعودية المملكة المدارس السعودية اللغة الصينية اللغة الصينية في السعودية اللغة الصینیة
إقرأ أيضاً:
تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
ووي وي يانغ **
قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت "المبادئ العشرة لباندونغ" الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية.
إن روح باندونغ، التي تتمحور حول " التضامن، التعاون، التنمية"، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية.
عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية.
حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية.
بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت "الحلول الصينية"، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي.
إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم "مجتمع المصير المشترك الصيني العربي" في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح.
وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة "الازدهار الذهبي". ومع التوافق العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية "عُمان 2040" في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة.
تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا.
وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة.
ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث.
رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل.
وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا.
وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد.
"الصديق وقت الضيق." ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي.
** باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة "صون يات سين" الصينية