صحيفة الأيام البحرينية:
2025-05-28@18:22:19 GMT

الاستثمار في السياحة البحرية

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

الاستثمار في السياحة البحرية

لعب البحر دورًا رئيسيًا في حياة الشعوب منذ القدم، وتاريخيًا هناك سجلًا حافلًا في تاريخ البحرين عن اللؤلؤ، ربما يعتقد البعض أن ارتباط اللؤلؤ فقط من فترة الثلاثينات، بل اشتهر الدلمونيون بتجارة اللؤلؤ وقد أوضحت إحدى الرقم الطينية المكتشفة في بلاد الرافدين أنها كانت تستورد اللؤلؤ من دلمون، وقد اكتشفنا خلال التنقيبات الأثرية مجموعة من اللآلئ في إحدى مدافن فترة دلمون، وعندما أزحنا التراب عنها وجدناها ما زالت محافظة على بريقها منذ 4000 سنة، بعضها معروض في المتحف الوطني.

‏ وقد أطلق الدلمونيون على اللؤلؤ آنذاك اسم «عيون السمك» وفي عصر الإسكندر المقدوني 2500 سنة ق.م أطلق عليها اسم جزيرة اللؤلؤ، في فترة الثلاثينات وما قبلها كان اللؤلؤ مصدر الدخل الأول للبحرين حتى اكتشاف النفط 1932م وكانت معظم حياة الناس قائمة عليه. ‏ وإن موضوع استثمار الجزر والشواطئ كان محط اهتمام المواطنين منذ عدة سنوات، بل تم طرحه تحت قبة البرلمان تأكيدًا على رغبات العائلات كمتنفس ترفيهي أسوة بالحدائق العامة. ‏وجاء مشروع شركة الجنوب للسياحة التي تمتلك إدارتها وطاقمها خبرة وتجربة في شئون البحر ليحقق هذه الآمال كمشروع استراتيجي متكامل تبنته حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في استثمار تلك الجزر والشواطئ التي ظلت مهجورة لسنين طويلة، لذلك تم تجهيز الشواطئ وبناء الشاليهات والمرافق العامة الأخرى. ‏ ومن خلال جولتنا الاستطلاعية على مرافق الشركة شاهدنا القوارب السياحية ذات التصاميم العصرية مجهزة بأحدث أجهزة الاتصالات ولوازم السلامة والإنقاذ وتشييد المرافئ الحديثة منها ما يتوافق مع ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أعدت إدارتها دورات لتطوير مهارات الطاقم البحري ولا ننسى أيضا دور إدارة خفر السواحل التي تنظم تسجيل الركاب والتأكد من جاهزية الرحلة ومراقبة سيرها في البحر حسب البرنامج المعد لها، وجميع تلك العناصر هي أولويات في مقدمة اشتراطات الشركات الدولية التي تستقطب السياح. ‏ إن إعادة تجهيز خدمات جزر حوار السياحية والبيئية من شاليهات ومواصلات وخيام تقليدية هي رغبات تحدث عنها الكثير من السياح إلى المرشدين السياحيين خلال الجولات السياحية، حيث يرغب بعض السياح الذهاب إلى الجزر بعيدًا عن ضوضاء فنادق المدينة وهنا تكون فرص الاستثمار في وجود مطاعم تقدم الأكلات البحرية الشعبية و حفلات الشواء ليلًا قرب مياه البحر فتعطى للسائح تجربة شرقية فريدة لا تنسى. ومن جهة أخرى، القرار السابق الذي أصدره معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة السماح بتمديد فترة الرحلات البحرية يساهم في تنوع برامج السياحة الداخلية وخاصة العائلات البحرينية والخليجية طوال العام، كما أن القرار يتيح فرصة أكبر للاستثمار في مرافق المشروع، إن عشاق البحر لا يستطيعون مقاومة ارتياد مثل هذه الخدمات السياحية الراقية، وهكذا عندما يوجد التخطيط السليم يوجد النجاح. ‏ في الحقيقة أن أول تجربة للرحلات البحرية المبرمجة قامت بها شركة المشاريع السياحية في سنة 1988 من خلال تدشين البانوش «شمسان» وكانت الرحلات ناجحة إلى جزر الدار ثم تلاها الباص المائي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سنة 2022م بالقرب من المرفأ المالي. وبالرغم من أن اللؤلؤ البحريني له شهرة عالمية إلا أنه لم يحظى بتلك المكانة في المعارض التجارية أو السياحية العالمية، وهو في الحقيقة منتج سياحي اقتصادي من الطراز الأول ومثل هذا المنتج يجب أن يستثمر كمشروع عالمي قائم بذاته تنفرد به مملكة البحرين يحتاج إلى المزيد من التسويق تدعمه وتحميه الأنظمة والقوانين، نقترح أن يكون لشركة الجنوب جناح في المعارض الدولية التي تشارك فيها وزارة السياحة لتسويقه كمنتج سياحي وبيئي وترفيهي، مثل جناح طيران الخليج وحلبة البحرين، لأن لا تستطيع جهة أخرى غيرها تتقن الترويج لهذا المشروع. كانت تجربة فريدة لأصدقاء دلمون المرشدين السياحيين في تونس سنة 2016 حيث أخذنا معنا 500 محارة وتجهيزها بالتعاون مع طيران الخليج، وخلال فعالية «الأمسية البحرينية» بحضور معالي وزير السياحة تم فتحها من قبل مرشدين بحارة أمام الجمهور التونسي الذي اندهش وهو يشاهد لأول مرة كيف يتم استخراج اللؤلؤ الحي من المحار، وتم نشر هذه الفعالية في الصحافة التونسية والفرنسية. يكفي لنا كمرشدين أن نثير دهشة السياح نقول لهم أن رجل الأعمال الفرنسي جاك كارتيه جاء إلى البحرين في الثلاثينات خصيصًا ليشتري اللؤلؤ البحريني، وإن الملكة البريطانية إليزابيث كانت دومًا تفتخر في مقابلاتها أنها ترتدي عقدًا من لآلئ البحرين. ‏ إن رحلات استخراج اللؤلؤ هي ليست جديدة لكنها ستكون أكثر تنظيمًا و احترافية ومتعة بالتنسيق مع «دانات» التي تمتلك رصيدًا مهنيًا في علوم فحص اللؤلؤ وأنواعه، وهذه التجربة التكاملية ما بين شركة الجنوب (الرحلات البحرية) ودانات (رحلات اللؤلؤ) سوف تخلق فرص حقيقية تساهم في الدخل الوطني. ‏‏ وبهذه المشاريع الاستراتيجية الطموحة قد أنهت المقولة السائدة عن البحرين «جزيرة بلا شواطئ»
* رئيس المرشدين السياحيين أصدقاء دلمون جمعية تاريخ وآثار البحرين

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

ميناء الدوحة القديم يطلق رسميا خدمة إلكترونية تتيح استكمال إجراءات الدخول إلى الدولة دون الحاجة لمغادرة الوسائط البحرية

أعلن ميناء الدوحة القديم، عن تطوير خدمة "ميناكم" الرقمية وإطلاقها رسميا، لتتيح لمالكي اليخوت والقوارب الخاصة استكمال إجراءات الدخول إلى دولة قطر، كإجراءات الجوازات والجمارك، بدون الحاجة إلى مغادرة وسائطهم البحرية.

وتمكن الخدمة، التي كان الميناء قد أطلقها تجريبيا خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مالكي اليخوت والقوارب من الحصول على التصاريح الجمركية وتصاريح الجوازات والموافقات المطلوبة لدخول الميناء، بشكل إلكتروني بالكامل.

وقال المهندس محمد عبدالله الملا الرئيس التنفيذي لميناء الدوحة القديم، خلال مؤتمر صحفي اليوم، إن الخدمة تمثل نقلة نوعية في رقمنة تجربة الإبحار والملاحة، وترسخ ريادة ميناء الدوحة القديم في المنطقة، حيث تجمع بين الموروث البحري العريق والابتكار الرقمي المتقدم، كما تضع دولة قطر في مكانة متقدمة كوجهة بحرية رائدة تتبنى التحول الرقمي كركيزة لتطوير قطاعاتها الحيوية، بما في ذلك السياحة والنقل وخدمات الموانئ.

وأضاف: كل ما ينبغي القيام به هو تعبئة نموذج عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لميناء الدوحة القديم، وسيتولى وكيل لوجستي معتمد من قبل الميناء استكمال كافة الإجراءات اللازمة مع الجهات الحكومية المعنية.. وتعد هذه الخدمة سابقة في دولة قطر وواحدة من الأوائل في المنطقة في مجال الخدمات الحكومية والإلكترونية المتاحة للوسائط البحرية".

وأشار إلى أن تفعيل خدمة "ميناكم" بشكل مرحلي خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وكمرحلة إطلاق تجريبية، أتاح اختبار النظام وتحسينه ضمن ظروف تشغيل على أرض الواقع.

وتابع:" على مدى العامين الماضيين، تم تطوير الخدمة بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية لضمان توافقها مع أعلى معايير الكفاءة والأمان. ويجسد الإعلان الرسمي اليوم جاهزية ميناء الدوحة القديم لتوسيع نطاق هذه الخدمة الرقمية وترسيخ مكانة قطر في طليعة أنظمة الدخول البحري الذكية".

وذكر أنه منذ إطلاق خدمة "ميناكم" بشكل أولي خلال العامين الماضيين، تم استكمال إجراءات الدخول والخروج لأكثر من 250 وسيطة بحرية رقميا، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تحسين تجربة الزوار وتطوير الآلية بناء على ملاحظات مستخدمي الخدمة التي ساهمت في رفع وتحسين الخدمة بحالتها الأخيرة التي تم الإعلان عنها لتساهم في تعزيز تجربة الزوار والسياح.

واعتبر أن خدمة "ميناكم" تشكل نقلة نوعية محورية في مسيرة التحول الرقمي لدولة قطر، وتدعم بشكل مباشر مستهدفات رؤية قطر الوطنية 2030، لا سيما في ركيزتي التنمية الاقتصادية وتطوير البنية التحتية، حيث تسهم هذه البوابة الرقمية عبر رقمنة إجراءات الوصول البحري، في تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية وتجسد التزام دولة قطر بتبني بنية رقمية ذكية متكاملة.

وحول النسخة الثانية من معرض قطر للقوارب المزمع تنظيمها بين 5 و8 نوفمبر المقبل، أوضح المهندس الملا أن هذه النسخة ستتميز بعدة مفاجآت وإضافات من شأنها المساهمة في نجاح المعرض، مبينا أن استضافة الميناء مجموعة متنوعة من الأحداث والفعاليات خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك معرض قطر للقوارب وإطلاق معرض المينا للقوارب المستعملة، ومعرض الصيد البحري، ساهمت جميعها في تحويله إلى مركز إقليمي نابض بالحياة في مجال السياحة البحرية.

يشار إلى أن ميناء الدوحة القديم يضم مرسى من طراز عالمي يشمل أكثر من 450 موقعا للرسو، بالإضافة إلى أكبر منزل وسائط بحرية في البلاد، كما يحتضن مساحات خضراء تمتد على أكثر من 250 ألف متر مربع، ومناطق نابضة بالحياة، بما في ذلك حي الميناء وساحة الكونتينرات، وقد شهد تحولا من دوره التاريخي كميناء تجاري ليصبح مركزا نابضا بالخدمات البحرية، والبرامج الثقافية، والرياضات المائية، والفعاليات المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • استعراض التحديات التي تواجه المؤسسات الصحية الخاصة بشمال الباطنة
  • مهرجان سباق دلما التاريخي يواصل نجاحاته بمشاركة 14 راعياً
  • حرس الحدود بعسير ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • إنقاذ مواطن تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • ميناء الدوحة القديم يطلق رسميا خدمة إلكترونية تتيح استكمال إجراءات الدخول إلى الدولة دون الحاجة لمغادرة الوسائط البحرية
  • وزير المالية والسفير البحريني بدمشق يناقشان إجراءات استعادة أموال المصرف التجاري السوري في بنوك البحرين
  • بعد قضمها عشرات الأمتار.. انسحاب القوة الإسرائيلية التي توغلت إلى أطراف ميس الجبل
  • إقليم البترا وعدد من مكاتب السياحة الوافدة يناقشون تطوير المنتجات السياحية وتعزيز التسويق للبترا
  • بنك “إلى” يحصد جائزة “أفضل بنك رقمي للأفراد في البحرين” ضمن جوائز مجلًّة يوروموني للتميُّز لعام 2025
  • أطلق فريق من العلماء في جامعة مانشستر مشروعا يهدف إلى استكشاف إمكانية استخدام تفتيح السحب البحرية كوسيلة مؤقتة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. مشروع طموح لتبريد الأرض باستخدام السحب البحرية صورة ارشيفية / ria.ru يُموَّل المشروع من قبل وكالة البحوث والابتك