لبنان ٢٤:
2025-12-11@11:58:56 GMT
محاذير سيواجهها لبنان ما لم ينزع سلاح الحزب..شكوى ضد بناء الجدار الفاصل
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
أعلنت رئاسة الجمهورية أن لبنان سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد إسرائيل لبنائها جداراً إسمنتياً على حدود لبنان الجنوبية "يتخطى الخط الأزرق".
وقالت الرئاسة إن الرئيس جوزاف عون طلب "من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لإقدامها على بناء جدار إسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000".
وكتب سمير تويني في" النهار": تتوقع الولايات المتحدة وحلفاؤها أزمة حتمية قد تواجهها لجنة "الميكانيزم" خلال المحادثات بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي. فالاعتداءات الإسرائيلية ستتصاعد ما لم تتخذ السلطات اللبنانية خطوات جدية لتقويض القوة العسكرية لـ"حزب الله". وتشير مصادر غربية إلى انتقادات إسرائيلية للدولة اللبنانية لأنها لا تنزع سلاح الحزب. وتتمثل الأولويات الإسرائيلية وفق هذه المصادر بالمحافظة على الضغط العسكري عبر غارات جوية مركزة على مواقع للحزب. في المقابل، لا تبدو الحكومة اللبنانية راغبة في اتخاذ مزيد من الخطوات التي قد تزيد احتمال التصعيد مع الحزب. حتى إنها تتجاهل التزاماتها المتفق عليها بموجب اتفاق وقف النار، وتستخدم كلمة "احتواء" بدلاً من "نزع السلاح"، وهي "سياسة استرضاء" فاشلة تبنتها الحكومات اللبنانية المتتالية تجاه الحزب.
وتلاحظ المصادر أنه في حال انتهاء المهلة حتى نهاية السنة من دون تغيير كبير، من المحتمل أن يواجه لبنان واقعاً مختلفاً، أي مزيداً من التصعيد العسكري باغتيالات قادة عسكريين وسياسيين وعمليات إخلاء مناطق سكنية لبيئة الحزب. وتوازياً، سيقرر المسؤولون الأميركيون سحب التمويل والدعم للقوات المسلحة اللبنانية. وإذا لم تتصرف الحكومة بحزم فقد تجد نفسها قريباً أقل قدرة على ممارسة سيادتها. وتضيف المصادر أن الحزب لا يزال يشكل تهديداً لإسرائيل، وعلى القوى الصديقة العمل على مسارين لإنقاذ وقف النار ومنع اندلاع حرب جديدة بين الطرفين: أولاً، نزع السلاح، وثانياً، على المدى الطويل، إرساء شروط السلام بين إسرائيل ولبنان. كذلك على الدولة منع تهريب الأسلحة إلى لبنان عن طريق البحر أو الجو أو البر، ومنع عمليات التهريب عبر الحدود اللبنانية – السورية، وحماية المنافسين للحزب خلال الانتخابات البرلمانية من خلال إنشاء مراكز اقتراع في أماكن محايدة لضمان اقتراع أكبر عدد ممكن من الناخبين دون خوف أو ترهيب، وترتيب المفاوضات برعاية أميركية وفرنسية. ك
وكتب ابراهيم حيدر في" النهار": لا يخفى أن إسرائيل وفق وسائل إعلامها تصر على استمرار حربها على "حزب الله" وتهدد الدولة ما لم تسحب السلاح في جنوب الليطاني، أنها ستنزعه بالقوة، إن عبر حرب أو عمليات موسعة قد تطال البنية التحتية للدولة.
التفاوض في لجنة الميكانيزم، لا يعني حسم الملفات خلال فترة وجيزة تؤدي إلى اتفاقات أو ترتيبات على الحدود. خطر الحرب يبقى مخيماً على لبنان.
الأجواء الإسرائيلية ترى أن لبنان يقف فعليًّا أمام خيارين فقط، الحرب أو الحرب، مع اختلافٍ في توقيت اندلاعها.
ستشتد الضغوط على لبنان ما يعني أن التفاوض في الميكانيزم لا يلغي الحرب انما يؤجلها. وهذا ما يجب أن يدفع الدولة إلى تحصين موقعها ودورها انطلاقاً من الثوابت التي أعلنها رئيس الجمهورية في كلمة الاستقلال. مواضيع ذات صلة "الخارجية" قدمت شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لبنائها جدارين داخل الحدود اللبنانية Lebanon 24 "الخارجية" قدمت شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لبنائها جدارين داخل الحدود اللبنانية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحدود اللبنانیة إلى مجلس الأمن الأمم المتحدة بناء الجدار على الحدود ضد إسرائیل لنزع سلاح حزب الله
إقرأ أيضاً:
خصوم حزب الله في دائرة الضوء.. مواقف القوات اللبنانية نموذجًا!
في ظلّ التصعيد المتواصل على الجبهة الجنوبية، ورفع إسرائيل وتيرة تهديداتها بحرب واسعة ضدّ لبنان في المرحلة المقبلة رغم فتح باب، أو ربما "نافذة" للتفاوض من خلال لجنة "الميكانيزم" التي صف تمثيل أوسع، مع الحضور المدني داخلها، تتّجه الأنظار في الداخل إلى مواقف القوى السياسية المعارضة للحزب، بوصفها جزءًا أساسيًا من النقاش الدائر حول موقع الدولة، وحدود القرار السيادي، وكيفية مقاربة التطورات العسكرية والسياسية الخطيرة.
ضمن هذا السياق، برزت في الفترة الأخيرة مواقف متقدّمة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ولا سيما تلك التي وجّهها إلى رئاستي الجمهورية والحكومة، داعيًا إيّاهما إلى “عدم تضييع الوقت” واتخاذ قرارات واضحة حيال ما يجري، عبر تنفيذ قرارات مجلس الوزراء القاضية بسحب السلاح. ويتقاطع هذا الموقف مع تعليقاته على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دعا إلى مقاربة سياسية مباشرة لنتائجها.
وإذا كان هذا الخطاب يجد من ينتقد، باعتبار أنّ جعجع بات يتغاضى عن كل ما ترتكبه إسرائيل من مجازر، ليلقي باللائمة على "حزب الله" ومن خلفه إيران في كل ما جرى ويجري، فإنّه يفتح في الوقت نفسه باب نقاش أوسع حول "وظيفة" مثل هذه التصريحات في هذه المرحلة، فهل تعبّر هذه المواقف عن مقاربة سيادية تهدف إلى تحصين الدولة ومؤسساتها، أم أنّها تندرج في سياق السجال السياسي الداخلي المستمر حول دور حزب الله وموقعه في المعادلة اللبنانية؟
وجهة نظر "القوات اللبنانية"
تنطلق “القوات اللبنانية” في مقاربتها من مبدأ ثابت تعلنه منذ سنوات، يقوم على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وضرورة إخضاع القرارين الأمني والعسكري لمؤسساتها الدستورية فقط. وفي هذا الإطار، ترى أن التطورات الجارية على الحدود الجنوبية أعادت طرح هذا الملف بصورة أكثر إلحاحًا، نظرًا لما يترتّب على أيّ مواجهة عسكرية من انعكاسات مباشرة على الداخل اللبناني سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
وتعتبر "القوات" أن مسؤولية السلطات الرسمية تكمن في الخروج من دائرة إدارة الأزمة بالحدّ الأدنى، والانتقال إلى مقاربة سياسية واضحة تُعيد الاعتبار إلى دور الدولة ومؤسساتها. وعلى هذا الأساس، تضع مواقفها في خانة الضغط السياسي المشروع من أجل تصحيح الخلل البنيوي في الدولة، وليس "التنظير" مثلاً على رئيسي الجمهورية والحكومة وغيرهما، معتبرة أن أيّ تأجيل لهذا النقاش إنما يعني ترسيخ الواقع القائم، لا الخروج منه.
وفي ما يتّصل بالضربات الإسرائيلية، تؤكد "القوات" في خطابها العلني، وبحسب ما يؤكد المحسوبون عليها، أن أيّ اعتداء على الأرض اللبنانية مُدان ويُشكّل انتهاكًا للسيادة، لكنها في الوقت نفسه ترى أن معالجة هذه الاعتداءات لا يمكن أن تنفصل عن أصل المشكلة المتمثّل بوجود قرار عسكري خارج الإطار الرسمي. لذلك، تدعو إلى استثمار هذه اللحظة لإطلاق مسار سياسي يضع حدًّا لهذا الواقع، بدل الاكتفاء بإدارة ارتداداته.
مواقف "القوات" في مرمى الانتقادات
في المقابل، ترى قوى سياسية أخرى أن خطاب خصوم "حزب الله"، ومن ضمنهم "القوات اللبنانية"، يتّسم بحدّة عالية، ويأتي في توقيت بالغ الحساسية، ما يستوجب قدرًا أكبر من التريّث في الخطاب السياسي، حرصًا على عدم تعميق الانقسام الداخلي في لحظة مواجهة خارجية مفتوحة، وهناك من يشير إلى مشكلة خطاب خصوم "حزب الله" أنّ بعضهم لا يتردّد في القفز فوق المراحل، وإعلان التحالف مع إسرائيل، ليس اقتناعًا بنهجها، ولكن نكاية بـ"حزب الله".
ويشير منتقدو “القوات” إلى أن التركيز على الصراع الداخلي بالتوازي مع الضربات الإسرائيلية قد يُضعف موقع الدولة اللبنانية في الدفاع عن نفسها أمام المجتمع الدولي، ويُظهرها منقسمة على ذاتها في لحظة تحتاج فيها إلى حدّ أدنى من التماسك السياسي. كما يلفت هؤلاء إلى أن السيادة، وإن كانت هدفًا جامعًا من حيث المبدأ، فإن مقاربتها لا يمكن أن تتمّ من زاوية سياسية واحدة، ولا عبر خطاب يُعلي من منسوب المواجهة الداخلية.
وفقًا لهؤلاء، فإنّ السيادة لا يمكن أن تتحقق عمليًا إلا عبر مسار وطني تدريجي يعالج تعقيدات الواقع اللبناني بكل تشابكاته الإقليمية والداخلية، وهو ما يسري على خطاب "القوات" المتسخفّ بهاجس الحرب الأهلية. ويرى أصحاب هذا الرأي أن تحميل التطورات الجارية بُعدًا داخليًا صرفًا قد يتجاهل طبيعة الصراع الأوسع في المنطقة، ويُغفل حجم الضغوط الخارجية المفروضة على لبنان بمختلف مكوّناته، وليس على طرف واحد دون سواه.
بين مقاربة “القوات اللبنانية” التي تطرح أولوية القرار السيادي وحصرية السلاح، وبين مقاربة منتقديها الذين يدعون إلى التخفيف من حدّة الاشتباك السياسي الداخلي في هذه اللحظة المفصلية، يقف لبنان مرة إضافية أمام معادلة شديدة التعقيد: كيف يمكن تحصين السيادة من دون تعميق الانقسام؟ وكيف يمكن إدارة الخلاف حول الخيارات الاستراتيجية للدولة من دون أن يتحوّل إلى عامل إضافي من عوامل الضعف في مواجهة الأخطار الخارجية؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة