«منّ نجا من الرصاص قتله المرض»| الصحة في السودان.. بين مطرقة العجز وسندان الانتهاكات
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
تتواصل نداءات واستغاثات المؤسسات الطبية السودانية بضرورة تجنيب المستشفيات والمراكز الصحية لأعمال العنف الدائر بين طرفي الصراع في السودان؛ إلا أن طلقات الرصاص وقذائف المدفعية لم تستثن المراكز الدوائية.
ومُنذ الساعات الأولى لاندلاع الصراع المسلح في السودان؛ وسيطرة الدعم السريع على الصندوق القومي للإمدادات الطبية؛ تزداد أوجاع المرضى في ظل نقص الأدوية واختفاء بعض الأصناف وارتفاع الأسعار لـ أثمان باهظة.
مطلع أغسطس 2023، دق المركز القومي لأمراض الكلى بالسودان ناقوس الخطر بشأن توقف الخدمات بسبب انقطاع الامدادات الطبية لمرضى الغسيل الكلوي؛ إذ يواجه نحو 8 آلاف مرضى كلى ويتلقون العلاج بـ105 مراكز أزمة كارثية منذ اندلاع الصراع؛ ويحتاجون لنحو 70 ألف عملية غسيل في الشهر، مناشدون بتوفير 2.5 مليون دولار، لشراء حاجة المرضى الغسيل الكلي والأدوية لوصول المراكز لحالة العجز الكامل. ولكن وزارة الصحة السودانية ردت في بيان رسمي تؤكد توفير إمدادات طبية لهذه المراكز كل 3 أشهر بتكلفة تبلغ نحو 2.5 مليون دولار.
من نجا من الرصاص قتله المرضوأما عن الاعتداء على المستشفيات والمراكز الطبية في زمن الحرب فحدث ولا حرج؛ ففي الأسبوع الأول من أغسطس 2023، أعلنت نقابة أطباء السودان سقوط قذيفة بالمستشفى الكويتي للأطفال والاعتداء على المستشفى وسرقة سيارات المستشفى وخزينة المالية وترويع المرضى والمرافقين مما أدى إلى خروجه عن العمل خلال تلك المواجهات؛ أما مستشفى النو في مدينة أم درمان رفعت حوجتها العاجلة لكوادر جراحية وطبية والتبرع بالدم لإسعاف المصابين وضحايا الحرب.
100 يوم على حرب السودانوفي الربع الأخير من يوليو؛ كشف تقرير للجنة أطباء السودان عن أوضاع القطاع الصحي في السودان بعد 100 يوم من الصراع؛ وأوضح التقرير أن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق النزاع توقفت عن الخدمة من أصل 89 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات و27 مستشفى يقدم خدمة الإسعافات أولية فقط ومهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والانقطاع شبه الكامل للماء والكهرباء.
وأشار البيان إلى ارتفاع عدد المستشفيات التي تم قصفها منذ بداية الاشتباكات 19 مستشفى وتعرض و22 مستشفى للإخلاء القسري والاعتداء على 15 عربة إسعاف منذ بداية الحرب وحتى نهاية يوليو.
أما نقابة أطباء ولاية القضارف فأصدرت بيانًا استنكاريًا بسبب الوضع الطبي الكارثي الذي تشهده المستشفيات في الولاية وسط صمت وزارة الصحة والجهات المانحة؛ أكد البيان على عجز الهيئة عن تحمل الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المستشفيات حيث تعمل بأقل من 50% من كوادرها نسبة لعجزهم التام وفقرهم المدقع الذي يهدد بالانهيار الكامل لقطاع الصحة وبدأ الانهيار بالتسلل فعليًا لبعض الوحدات.
خروج ثلثى المستشفيات عن الخدمةعن انتشار الأمراض والأوبئة في السودان في زمن الحرب، قالت منظمة الصحة العالمية بـ 100 يوم من الحرب: إن الأزمة الصحية فى السودان وصلت لمستويات خطيرة للغاية بعد خروج ثلثى المستشفيات عن الخدمة؛ مؤكدة التحقيق في وقوع 51 هجومًا مسلحًا على المرافق الصحية ووفاة 10 أشخاص وإصابة 24 آخرين منذ اندلاع الصراع وحتى 24 من يوليو 2023.
وأفادت المنظمة بأن 3.4 مليون شخص اضطروا للنزوح من مناطق النزاع للحدود والبلدان المجاورة، ويجرى تحديد حالات الملاريا والحمى الصفراء بين حوالي 17 ألف شخص لجأوا لأفريقيا الوسطى، بينما تم الإبلاغ عن تفشي الكوليرا وتزايد الإسهال المائي الحاد والحصبة بين الأطفال النازحين إلى جنوب السودان وارتفاع الوفيات بين أكثر من 176 ألف شخص فروا لجنوب السودان. مطالبة بتلبية نداء الطوارئ لـ 145 مليون دولار لم تتلق المنظمة منه سوى 10% فقط.
دعم أممي لـ مرضى الإيدز والسلوفي الأسبوع الأول من سبتمبر 2023، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن وصول إمدادات طبية تكفي لـ مدة 12 شهرًا من أدوية فيروس الإيدز والسل المنقذة للحياة بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لبورتسودان والأدوية الأساسية الأخرى ومن بينها الأنسولين؛ ومن المتوقع أن تكفي 11 ألف شخص من فيروس نقص المناعة وعلاج 2 ألف حالة سل سيتم توزيعهم على المستشفيات العامة ومراكز الصحة.
أكثر من 3 آلاف مصاب بـ"الحصبة" في 8 ولايات ووفاة 58 شخصًاوبدوره، قال هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة السوداني في تصريحات صحفية: إنه تم تسجيل أكثر من 3 آلاف مصاب بـ الحصبة في 8 ولايات ووفاة 58 شخصًا؛ وتزايد الأعداد في ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق بشكل خاص؛ فلافتًا إلى أن مسببات انتشار الملاريا منتشرة في كل ولايات السودان وحمى الضنك في 10 ولايات، ويتطلب مكافحتها تحريك مجتمعي عاجل لارتباطها بالبيئة والكثافة السكانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حرب السودان الصحة في السودان المرضى في السودان مستشفى السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
ستة قتلى بقصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مستشفى في السودان
الخرطوم- قصفت قوات الدعم السريع الجمعة مستشفيين وأحياء سكنية في مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وفق ما أورد مصدر عسكري وشهود.
وأفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس أن "المليشيا قصفت مستشفى الضمان بمسيرة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى وجرح 12، وفي ذات الوقت قصفت بالمدفعية الثقيلة احياء المدينة"، مشيرا إلى أن القصف استهدف مستشفى آخر.
وأكّدت إدارة مستشفى الأبيض الدولي للضمان الحصيلة مضيفة "نعلن لجميع المواطنين بالولاية أن المستشفى الآن خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر".
وفي شباط/فبراير، كسر الجيش السوداني حصارا فرضته قوات الدعم السريع قرابة عامين لمدينة الأبيض الواقعة عند تقاطع استراتيجي يربط العاصمة الخرطوم (400 كيلومتر) بمنطقة دارفور الشاسعة.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، في حين تحذّر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس سيطرتها على بلدتين استراتيجيتين في كردفان.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وكان الجيش السوداني تمكن من استعادة السيطرة على مدينة الخوي التي تقع على مسافة نحو 100 كيلومتر من الأبيض وتعد مفترق طرق استراتيجي بين الخرطوم ودارفور، لفترة وجيزة قبل نحو عشرة أيام قبل أن تسقط مرة أخرى في أيدي قوات الدعم السريع الخميس.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس سيطرتها على الدبيبات، وهي بلدة رئيسية تربط ولايتي شمال وجنوب كردفان. وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن البلدة أصبحت الآن تحت سيطرة هذه القوات.
- تفشٍ للكوليرا -
ومع دخول الصراع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب.
وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم.
وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب.
وأعلنت الحكومة المرتبطة بالجيش الأسبوع الماضي أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة معظم أنحاء العاصمة. ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل.
وأُجبر حوالى 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك، بحسب نقابة الأطباء، فيما تم اقتحام المنشآت الصحية بشكل دوري وقصفها ونهبها.
وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن "السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة".
وأضافت أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى".
ونزح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34 ألف شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكان للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية.
وأعلن مسؤولو الصحة في السودان الخميس أن 70 شخصا قضوا خلال يومين جراء تفشي الكوليرا في البلاد.