بينت دار الإفتاء حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب في الصلاة، حيث أوضحت أن الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في الصلاة، وكأن المؤمِّن يستجير بالله تعالى من العذاب إذا مرَّ بآية وعيد؛ فقد اختلف فيها الفقهاء. 

الاستعاذة من العذاب

فقد ذهب الحنفية والمالكية، وهي إحدى الروايات عن الحنابلة في حكم الاستعاذة من العذاب: إلى كراهة الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في صلاة الفريضة، وإلى جوازه في غير الفريضة، وزاد الحنفية الاستحباب للمنفرد.

ذهب الشافعية، والحنابلة في رواية: إلى أنَّ ذلك مستحب لكل قارئ مطلقًا، سواء في الصلاة وخارجها وسواء الإمام والمأموم والمنفرد.

قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (1/ 198-199، ط. دار المعرفة): [قال: (وإذا مرَّ المصلي بآية فيها ذكر الجنة فوقف عندها وسأل، أو بآية فيها ذكر النار فوقف عندها وتعوذ بالله منها فهو حسن في التطوع إذا كان وحده)... فأمَّا إذا كان إمامًا كرهت له ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله في المكتوبات، والأئمة بعده إلى يومنا هذا، فكان من جملة المحدثات، وربما يملّ القوم بما يصنع وذلك مكروه، ولكن لا تفسد صلاته؛ لأنه لا يزيد في خشوعه، والخشوع زينة الصلاة، وكذلك إن كان خلف الإمام، فإنه يستمع وينصت] اهـ.

سبب لقبول عملك ونجاتك من العذاب.. خطيب المسجد النبوي يوصي بهذا العمل حفظ القرآن واجب على الجميع ويأثم من يتكاسل عنه.. هل صحيح

وقال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرع) قال في المسائل الملقوطة: إذا مرَّ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام فلا بأس للمأموم أن يصلِّي عليه، وكذلك إذا مرَّ ذكر الجنة والنار فلا بأس أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، ويكون ذلك المرة بعد المرة] اهـ.

وقال الإمام النووي في "المجموع" (2/ 165، ط. دار الفكر): [ويستحبُّ إذا مرَّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشَّرِّ ونحو ذلك، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله تعالى نزَّه، فقال: "تبارك الله" أو "جلَّتْ عظمة ربنا" ونحو ذلك، وهذا مستحبٌ لكلِّ قارئ سواء في الصلاة وخارجها، وسواء الإمام والمأموم والمنفرد] اهـ.

وقال الإمام المرداوي في "الإنصاف" (2/ 109-110، ط. دار إحياء التراث): [قوله: (وإذا مرَّت به آية رحمة أن يسألها، أو آية عذاب أن يستعيذ منها) هذا المذهب، يعني يجوز له ذلك وعليه الأصحاب. ونص عليه، وعنه: يستحب.. وعنه: يكره في الفرض، وذكر ابن عقيل في جوازه في الفرض روايتين، وعنه: يفعله وحده، وقيل: يكره فيما يجهر فيه من الفرض، دون غيره] اهـ.

وأوضحت الإفتاء في بيان حكم الاستعاذة من العذاب أن المختار للفتوى: استحبابه مطلقًا على ما قرَّره فقهاء الشافعية والحنابلة في رواية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى مسلم في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 62، ط. دار إحياء التراث): [قوله: "يقرأ مترسِّلًا إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ" فيه استحباب هذه الأمور لكلِّ قارئ في الصلاة وغيرها] اهـ. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة الفقهاء قال الإمام عند المرور فی الصلاة الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

مواقيت الصلاة في القاهرة اليوم الخامس من ذو الحجة

يكثر البحث في العشر الأوائل من ذي الحجة على مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات المصرية، نظرا لأن البعض يكثر من الصيام في هذه الأيام المباركات ويهتم بمعرفة مواقيت الصلاة وخاصة صلاتي الفجر والمغرب.

مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الجمعةمواقيت الصلاة في القاهرة.. احرص على أفضل الأعمالمواقيت الصلاة في القاهرة

ويتم يتم حساب مواقيت الصلاة في القاهرة، في مصر باستخدام طريقة الهيئة العامة المصرية للمساحة.

وتحين مواقيت الصلاة في القاهرة اليوم الأحد الخامس من شهر ذي الحجة - 2025-06-01، وفقا لما يلي:

الفجر: 4:10 AM    
الظهر: 12:53 PM    
العصر: 4:29 PM    
المغرب: 7:52 PM    
العشاء: 9:23 PM

مواقيت الصلاة في القاهرة 6 ذو الحجة

الفجر: 4:10 AM    
الظهر: 12:53 PM    
العصر: 4:29 PM    
المغرب: 7:52 PM    
العشاء: 9:24 PM

مواقيت الصلاة في القاهرة 7 ذو الحجة

الفجر: 4:10 AM    
الظهر: 12:53 PM    
العصر: 4:29 PM    
المغرب: 7:53 PM    
العشاء: 9:25 PM

مواقيت الصلاة في القاهرة 8 ذو الحجة

الفجر: 4:09 AM    
الظهر: 12:53 PM        
العصر: 4:29 PM    
المغرب: 7:53 PM    
العشاء: 9:25 PM

مواقيت الصلاة في القاهرة 9 ذو الحجة

الفجر: 4:09 AM    
الظهر: 12:54 PM    
العصر: 4:29 PM    
المغرب: 7:54 PM    
العشاء: 9:26 PM

مواقيت الصلاة في الإسكندرية

الفجر: 4:11 AM    
الظهر: 12:58 PM    
العصر: 4:37 PM    
المغرب: 8:00 PM    
العشاء: 9:33 PM

مواقيت الصلاة في أسوان

الفجر: 5:02 AM    
الظهر: 1:22 PM    
العصر: 4:43 PM    
المغرب: 8:08 PM    
العشاء: 9:32 PM

مواقيت الصلاة في العريش

الفجر: 3:56 AM    
الظهر: 12:43 PM    
العصر: 4:21 PM    
المغرب: 7:44 PM    
العشاء: 9:17 PM

دعاء الصائم عند الإفطار

حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الصائم على الدعاء عند الإفطار كما ورد في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ»، رواه أبو داود مرسلًا، وفي حديث آخر عن ابن عمر-رضي الله عنهما- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». أخرجه أبوداود والحاكم والبيهقي.

دعاء الصائم عند الإفطار قليل ما نجد البعض يردده، وهو من السنن التي حرص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومعنى «ذهب الظمأ» أي: انتهى الشعور بالعطش «وابتلت العروق» أي: رطبت بزوال اليبوسة الحاصلة من العطش. «وثبت الأجر» أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه. «إن شاء الله» قول متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة الإلهية.
 

طباعة شارك مواقيت الصلاة في القاهرة مواقيت الصلاة العشر الأوائل من ذي الحجة مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات دعاء الصائم عند الإفطار

مقالات مشابهة

  • متى تبدأ؟.. موعد تكبيرات عيد الأضحى المبارك 2025 في مصر
  • نصائح تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الإفتاء توضحها
  • مواقيت الصلاة في القاهرة اليوم الخامس من ذو الحجة
  • حكم سب الرياح وماذا نقول لحفظ النفس منها؟ .. بما علق الفقهاء
  • فضل أداء الصلاة على وقتها فى العشر من ذى الحجة؟.. الأزهر يوضح
  • الشيباني: عقد ليبيا انفرط.. فهل من فارس يعيد لها هيبتها؟
  • سنن يوم الجمعة.. ما يستحب فعله قبل الصلاة وبعدها
  • متى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
  • الإفتاء الأردنية: التكبير الجماعي في العيد سنة مستحبة لا إنكار فيها