أزمة بين الحكومة والنواب في اليمن
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
لم تكن مستغربة تلك الضجة التي أحدثها تقرير مجلس النواب اليمني عن ثلاث قضايا تهم الرأي العام، ووجه فيه الاتهامات إلى الحكومة بعدم الالتزام بالقواعد القانونية في منح ترخيص للحصول على حق تشغيل شركة اتصالات وبيع النفط والعجز في قطاع الكهرباء.
وكان من الطبيعي جداً أن يلقى التقرير اهتماماً كبيراً لدى المواطنين الناقمين على أداء الحكومة ويحملها، وهذا أمر مفهوم، كل السلبيات التي يعانونها في كل قطاعات الخدمات، وإذا كان لدى الحكومة ما تقدمه كمبررات للعجز في قطاع الكهرباء وطريقة بيع النفط بغير الطرق القانونية نظراً إلى التهديدات الحوثية فإنها عجزت عن إقناع الأغلبية بمشروع اتفاق مع شركة خارجية تأخذ غالبية أسهم شركة اتصالات جديدة، مما سيعطيها حق السيطرة على قطاع الاتصالات في المحافظات الواقعة خارج نطاق نفوذ جماعة "أنصار الله" الحوثية، وحاز الجدل حوله على الاهتمام والمتابعة بالتأييد أو بالرفض أو بالتحفظ.
في واقع الأمر تأخرت الحكومات المتعاقبة منذ 2015 في معالجة موضوع الاتصالات، وظلت شبكة الاتصالات وما يسمى بالبوابة الدولية في صنعاء، ومعهما الدخل الكبير الذي كان يرفد خزانة "الجماعة" بمبالغ ضخمة، وليس مفهوماً عدم معالجة الأمر والمماطلة لسنوات لإعادة الأمور للوضع الطبيعي، كما تزايدت الشكوى والشكوك من اختراق الشبكات من أجهزة "الجماعة" مما يعطيها القدرة على مراقبة الاتصالات كافة.
وعلى رغم جدية الموضوع وخطورته من حيث تحكم جهة غير خاضعة لسلطة "الشرعية"، إلا أن معالجة هذا الخطأ لا يجوز أن تكون مقبولة بإجراء خاطئ آخر، فالاتصالات يجب أن تكون خاضعة لسلطة الدولة وحدها، حتى وإن جرى منح الترخيص لشركات تشغيل أجنبية تحت أي مبرر، وفي هذا السياق كانت إحدى نقاط الضعف غموض الاتفاق، وأن الشركة المذكورة غير معروفة وغير متخصصة في الاتصالات وليس لها أية خبرة أو مواقع تشغيل سابقة.
اقرأ أيضاً الكشف عن السبب الحقيقي للانخفاض المفاجئ في أسعار ‘‘الجمبري’’ بصنعاء كتاب جديد ينفي علاقة جزيرة سقطرى باليمن.. ومستشار بن زايد يعلق!! تفاصيل رحلة شاهد قبر من اليمن إلى الإمارات إلى إسرائيل السعر الجديد للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني إصابة أم وطفلها وانهيار منزل إثر انفجار اسطوانة غاز منزلي مليشيا الحوثي تعلن مصرع 4 قيادات في جبهات القتال (الأسماء) مناهج السعودية هي الأفضل يا أغبياء السلالة شاهد .. أحد مشايخ قبيلة سنحان يشعل عرس ”آل الاحمر” بقصيدة ثورية تعهد فيها بالدفاع عن الجمهورية رئيس مجلس السيادة السوداني: ”مرتزقة من اليمن” يقاتلون مع قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم! للهروب من صرف الرواتب.. جماعة الحوثي تنشر وثيقة مزورة وتنسبها للرئيس العليمي شاب يقتل ابن عمه بسبب تسجيله هدف في مرماه بأحد الملاعب في ”الروضة” بشبوة الكشف عن سبب إغتيال شقيق زعيم المليشيا ”إبراهيم الحوثي” في أحد المنازل بصنعاءووجه المنتقدون جام غضبهم تجاه رئيس الحكومة، ولكن العجيب هو أن كثيراً من المدافعين عن اتفاق الاتصالات صوروا الأمر على أنه مؤامرة من "الشماليين" لمنع إصلاح منظومة الاتصالات في "الجنوب" وإبقائها تحت سيطرة "الجماعة" في صنعاء، وهو تفسير فيه سذاجة مفرطة وتسطيح للمسألة لأن معظم الذين عملوا على تمرير الاتفاق شماليون.
وحين أتناول بحديثي قضية الاتصالات تحديداً فذاك لأهميتها ولأنها تفتح مجالاً واسعاً لتناول قضايا أخرى تثير الشكوك لدى الناس ويمكن إسقاط جميعها بالشفافية والوضوح، ومن الممكن الإسراع في تجنيب البلاد مزيداً من الشقاق والصراعات البينية الدونكشوتية التي جمدت حركة الحياة، ولن يتحقق ذلك إلا بأن يقوم مجلس القيادة الرئاسي بالانعقاد الدائم وليتذكر أعضاؤه الثمانية أنهم لم يحققوا أياً من المهمات التي أنيطت بهم فجر السابع من أبريل (نيسان) 2022، كما لم يبذلوا الجهد المطلوب لإقناع المواطنين بمشروعيتهم الوطنية، واكتفوا بتبادل المساومات حول التعيينات والسفريات التي لا تعود بالنفع على المواطنين.
سيبقى حال إدارة البلاد مرتبكاً لأن الأسلوب الذي يدار به مجلس القيادة الرئاسي لا يمكن أن ينجح في حلحلة القضايا الوطنية الكبرى التي من المفترض أنه جاء لمعالجتها، ويكفي العجز المعيب والفاضح في عدم القدرة على عقد اجتماع لكامل الأعضاء إلا خارج البلاد، وهنا يجب تسجيل إيجابية تمكن رئيس الحكومة من إنجازها في انتظام انعقاد جلسات مجلس الوزراء في عدن، على رغم ما تعرض له من تصرفات غير مفهومة من جماعات مسلحة غير منضبطة وغير مستوعبة لأصول العمل الحكومي.
إنني على قناعة كاملة أن مجلس القيادة الرئاسي في حاجة ماسة وعاجلة إلى تغيير أسلوب إدارة أعماله، فليس من المعقول أن يبقى نشاطه مقتصراً على نشر صور وبيانات بمفردات مملة وزيارات ليست ذات جدوى للبلاد، ومن الضروري تنشيط أدوار أعضاء المجلس جميعهم وتكليفهم بمهمات سياسية وإدارية، لأن المشهد الحالي لم يعد يظهر فيه إلا رئيس "المجلس" وعضو المجلس عيدروس الزبيدي الذي يتحرك بحيوية أكثر بصفته رئيساً للمجلس الانتقالي.
ومن الخطر الشديد ألا يدرك "المجلس" ورئيسه بصفة خاصة أن حنق الناس وغضبهم وإحباطهم لا تعالجه التصريحات والوعود ما لم يلحقها جدية في الأداء ونزاهة في المقصد وابتعاد عن التظاهر بالعمل، لأن المواطنين يمتلكون قدرة فائقة في التمييز بين الغث والسمين.
وحسناً فعل مجلس النواب أن تجاوز محاولات إفشال انعقاده التشاوري أول من أمس الأحد، وأثبت أنه قادر بتفاهم هيئة الرئاسة والنواب المقتنعين بأهمية العمل النيابي على استعادة دوره الدستوري، وأنه يستطيع ضبط أعمال مؤسسة الرئاسة والحكومة ضمن إطار الدستور الحالي واللوائح المعمول بها من دون الحاجة إلى الدخول في صراع يكلف البلد أكبر من قدرتها، وأخفق الذين حاولوا تعطيل الجلسة لأن موقفهم كان غير متوافق مع ممارساتهم السابقة في الإخلال بالدستور والقواعد.
اليوم يقف اليمنيون ليراقبوا المشهد الجديد وكيف سيديره مجلس النواب الذي يستطيع استعادة الإمساك بزمام دوره الدستوري كاملاً، وسيتابعون كيف سيتعامل أعضاؤه مع كل القضايا التي أثارها التقرير مؤملين ألا تقتحمها المساومات، وفي الوقت نفسه عليه أن يمد يد التعاون مع الحكومة لإنقاذها من عثراتها وتصحيح ما قد ترتكبه من أخطاء. أما رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي فإن رصيد شرعيتهم المهتزة أصلاً تآكل بسرعة فاقت ما كان يأمله من وضعوا فيه قليلاً من التفاؤل، وهذا نذير خطر داهم على البلاد.
*إندبندنت عربية
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی
إقرأ أيضاً:
رئيس جمهورية اليمن الأسبق يكشف تفاصيل مشروع فندق عدن وخيارات التطوير الاقتصادي في الجنوب
استعاد علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، تفاصيل مشروع بناء فندق عدن، الذي وصفه بأنه أكبر فندق في المدينة ويقع في أفضل موقع مطل على البحر، لافتًا إلى أن تمويله جاء عبر قرض فرنسي من شركة مرتبطة بالحزب الشيوعي الفرنسي، نُفّذ عبر الحزب الشيوعي اللبناني.
وقال ناصر خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الفندق كان "الأطول في عدن" وإن بعض الإخوة أطلقوا عليه اسم "قلعة الرأسمالية" في انعكاس لحالة التطرف الفكري آنذاك، موضحًا أن الخلاف الحقيقي كان صراعًا على السلطة بينما استُخدم البعد الفكري كغطاء.
وأضاف ناصر أنه في إطار التحديث الاقتصادي، واجه خيارًا بين شراء طائرات روسية من طراز "Tu-154" أو طائرات أمريكية من طراز "بوينج"، ورغم جودة الطائرة الروسية، فإن تكلفتها كانت أعلى، كما أن طاقمها يتكوّن من خمسة أفراد، بينما تحتاج البوينج إلى طاقمين فقط، إضافة إلى أن استهلاك الوقود في الطائرة الروسية أكبر، ومحطات صيانة البوينج أكثر توفرًا في المنطقة، لذلك — كما قال — اختار شراء طائرات البوينج لأسباب اقتصادية بحتة، رغم ظهور أصوات اتهمت القرار بأنه "انحراف"، مؤكدًا احترامه لوجهات النظر المختلفة، معتبرًا أنها تعكس تباينًا طبيعيًا في الآراء.
اقرأ أيضا:
بدء تحصيل تذاكر ركوب لأتوبيسات النقل الداخلي بالعاصمة الإدارية يناير المقبل
الصحة: غلق 18 مركزًا لعلاج الإدمان في المقطم للعمل بدون ترخيص
أمطار على القاهرة.. تنويه عاجل من الأرصاد بشأن طقس الساعات المقبلة
نقيب البيطريين يكشف مفاجأة عن السعر العادل لكيلو اللحمة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الأسبق مشروع فندق عدن برنامج الجلسة سريةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
رئيس جمهورية اليمن الأسبق يكشف تفاصيل مشروع فندق عدن وخيارات التطوير الاقتصادي في الجنوب
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية