طرح مناقصة تنفيذ برنامج تمكين لبناء القدرات في القطاع الحكومي -

«مكين»: إعداد الشباب لسوق العمل في المجالات الرقمية ومهارات التسويق وعلوم البيانات والشبكات وإدارة المنتجات الرقمية -

التحول الرقمي يرفع كفاءة الأداء الحكومي.. وطموح يتشابك مع أولويات توفير فرص العمل ودعم المواهب العمانية -

يتسع دور التقنيات في الحياة والعمل بشكل متزايد ليشمل ما هو أوسع نطاقا من مجرد التطبيقات والحلول التي تفيد المستخدمين، إذ أصبحت التقنيات المتطورة تسهم في نقلة نوعية كبيرة في تسهيل الخدمات الحكومية ورفع كفاءة الأداء في القطاعات الحكومية وإتاحة مؤشرات لقياس جودة الخدمات ومدى رضا المستفيدين عن الخدمات الحكومية الرقمية، كما أصبحت قواعد البيانات الضخمة التي يمكن الحصول عليها عبر التطبيقات والبرامج الإلكترونية الحديثة آلية أساسية لتوفير البيانات والإحصائيات الدقيقة حول كافة القطاعات والمؤسسات وبالتالي تحديد نهج السياسات المالية والاقتصادية وتوجهاتها، وصنع القرار الاقتصادي بما يتوافق مع المتطلبات والمتغيرات الآنية والمستقبلية.

وحتى الآن، قطعت سلطنة عمان شوطا جيدا في تحقيق استراتيجيتها الوطنية للتحول الرقمي وينعكس ذلك في المدى المتزايد من الخدمات والحلول والمنتجات الرقمية الجديدة التي يتم تقديمها في القطاع الحكومي ومختلف قطاعات الاقتصاد.

لكن في الوقت ذاته ومنذ انطلاقة الرؤية المستقبلية، تستهدف استراتيجية التحول الرقمي طموحات أكبر وتسعى إلى مواكبة الأولويات الوطنية الاستراتيجية للرؤية المستقبلية عمان 2040، حيث التحول الرقمي هدف استراتيجي في حد ذاته لرفع كفاءة الأداء الحكومي وتسهيل الخدمات، لكنه يتشابك أيضا مع مستهدفات وأولويات استراتيجية أخرى للرؤية المستقبلية من أهمها توفير فرص العمل وتمكين الكفاءات الوطنية ودعم المواهب العمانية ووضعهم ركيزة أساسية للتحول لمجتمع المعرفة وتسريع التحول الرقمي سواء في القطاع الحكومي أو مختلف قطاعات الاقتصاد وأوجه الحياة في المجتمع، ويعد عام 2023 فارقا في جهود التحول الرقمي في سلطنة عمان، في ظل تطورات مهمة وتسارع تنفيذ الأهداف الاستراتيجية للتحول في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بهدف تلبية احتياجات كافة المستفيدين من خلال تحسين جودة ونوعية أفراد المجتمع وإتاحة المعرفة للجميع.

ويأتي تمكين وتأهيل الكفاءات الوطنية وبناء القدرات كواحد من أهم التطورات التي تستهدف تعزيز التحول الرقمي والوصول إلى مجتمع المعرفة، ولذلك يتم التطوير المستمر لجهود التدريب والتوعية المجتمعية في مجال تقنية المعلومات على مستويات متعددة منها زيادة وعي المجتمع وتعريف طلبة المدارس بأسس تقنية المعلومات، واستغلال الشراكات العالمية في تزويد العاملين في صناعة تقنية المعلومات ببرامج تدريب متقدمة ودورات متخصصة بهدف الحصول على الشهادات المعتمدة، فيما يسهم التطور في البنية الأساسية للاتصالات في زيادة وصول أفراد المجتمع وجميع المناطق في سلطنة عمان لشبكة الإنترنت وتسهيل كافة الخدمات بما في ذلك الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

وفي القطاع الحكومي، نُفّذ خلال الفترة الماضية العديد من البرامج التي تستهدف تعزيز التحول الرقمي الحكومي عبر تنمية مهارات الكوادر في قطاعات العمل الحكومي، وتنظيم العديد من حلقات العمل حول القيادة والتحفيز لتسريع التحول الرقمي الحكومي، بهدف دعم دور القيادة في تمكين التحول الرقمي ومواكبة التوجهات العالمية في التقنيات المتقدمة ورصد مجالات تطبيقها، كما طرحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤخرا مناقصة تنفيذ برنامج تمكين الكفاءات الوطنية وبناء القدرات في القطاع الحكومي(التحول الرقمي)، وستقدم الشركات المتخصصة عروضها لهذه المناقصة الاثنين المقبل الموافق 18 من شهر سبتمبر الجاري.

كما شهد العام الجاري وتيرة متسارعة في تنفيذ حلقات العمل وبرامج التدريب التقنية وجرى طرح عدد من المناقصات الجديدة التي تدعم جهود التدريب وترفع جودة الخدمات الحكومية وتسرع التحول الرقمي، حيث طرحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤخرا مناقصة «المتسوق الخفي» لقياس جودة الخدمات الحكومية الرقمية، وفي مايو الماضي طرحت مناقصة الخدمات الاستشارية لتطوير استراتيجية إدارة التغيير الرقمي لبرنامج التحول الرقمي الحكومي، وتتضمن الشركات المتقدمة للمناقصات تلك المتخصصة والمسجلة في الخدمات لدى الأمانة العامة لمجلس المناقصات بما في ذلك الشركات من كافة الدرجات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وفي جانب جهود التأهيل والإعداد لسوق العمل، يجري تنظيم عدد من الدورات والبرامج التدريبية ضمن المبادرة الوطنية لتأهيل الكفاءات الوطنية «مكين» لتزويد الشباب بالمهارات العملية في مجالات تقنية متعددة منها الثورة الصناعية الرابعة.

ويستهدف برنامج مكين للشهادات الرقمية المتقدمة تدريب وتأهيل آلاف العمانيين في مجالات المهارات الرقمية والعمل الحر من خلال تطوير مهاراتهم في التسويق الإلكتروني وعلوم البيانات وتطوير شبكات الإنترنت وإدارة المنتجات الرقمية، وتندرج المبادرة الوطنية لتأهيل الكفاءات الرقمية (مكين) ضمن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي لتطوير وتنمية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كقطاع أساسي مسهم في نمو الناتج المحلي، وفي إطار جهود دعم ريادة الأعمال، يتم التعاون بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهدف إيجاد شراكة استراتيجية وتعاون مؤسسي بين مشروع البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية ومراكز سند للخدمات.

وكان من أهم التطورات خلال العام الجاري ارتفاع معدلات التقدم في برنامج التحول الرقمي، فبنهاية النصف الأول من العام الجاري، حقق برنامج التحول الرقمي الحكومي 42 بالمائة من مستهدفاته، ومن المتوقع ارتفاع النسبة إلى 60 بالمائة بنهاية هذا العام، كما تم خلال هذا العام تبسيط عدد من إجراءات الخدمات الحكومية ورقمنة بعض الخدمات ضمن نتائج مختبرات منجم، كما تتطور البنية الأساسية للتحول الرقمي في سلطنة عمان بشكل مستمر عبر منصة التكامل الحكومي، وهي نظام مركزي يتيح تبادل مجموعات البيانات بين الأنظمة الإلكترونية لوحدات الجهاز الإداري بشكل آلي، ومنذ إنشائها وحتى النصف الأول من العام الجاري تم تبادل 800 مليون طلب بيانات عبر المنصة، فيما ارتفع عدد الطلبات التي تم تقديمها عبر المنصة بشكل ملموس خلال النصف الأول من هذا العام مسجلا 100 مليون طلب وهو ما يظهر تسارع وتيرة التحول الرقمي، ووفق ما تم إعلانه مؤخرا، توفر 32 جهة من جهات الجهاز الإداري للدولة خدماتها عبر منصة التكامل الحكومي في حين يبلغ عدد الجهات المستفيدة من الخدمات 64 جهة منها 60 جهة من وحدات الجهاز الإداري للدولة و4 من مؤسسات القطاع الخاص.

ويهدف الربط الإلكتروني بين المؤسسات الحكومية إلى تحقيق التواصل الفعال والآمن لبناء مجتمع عمان الرقمي، كما يعمل على رفع مستوى الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية من خلال تسهيل التواصل والتنسيق بينها، كما تدعم شبكة التواصل الحكومية الإلكترونية تبادل البيانات والصور والمقاطع المرئية مع الالتزام بشروط ومعايير اتفاقيات مستوى الخدمة لتوفير الخدمات بسلاسة.

ويضمن تصميم الشبكة قدرتها على تغطية المتطلبات المستقبلية بما يتيح تقديم خدمات حكومية إلكترونية متكاملة وتسهيل عملية التواصل والتنسيق بين الجهات الحكومية وتوفير الوقت والجهد للجهات الحكومية في تخليص المعاملات فيما بينها، فضلا عن دعم مشروع عمان الرقمية وتسهيل التحول للحكومة الإلكترونية وتحقيق التوجهات الاستراتيجية لعُمان الرقمية والتي تتضمن عددا من المحاور الاستراتيجية التي تتكامل معًا لتنفيذ رؤية عُمان الرقمية من خلال مجموعة من الأهداف الرئيسية تتضمن المبادرات والمشروعات اللازمة لدعم طموحات الرؤية المستقبلية نحو إنجاح الوصول لاقتصاد متنوع قائم على المعرفة ومواكبة التقدم التقني العالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التحول الرقمی الحکومی فی القطاع الحکومی الخدمات الحکومیة الکفاءات الوطنیة وتقنیة المعلومات تقنیة المعلومات العام الجاری سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

جهود متكاملة تُوَفِّرُ خدمات نوعية لـ 1.6 مليون حاج

من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، اجتمعت جهود استثنائية، لتقدم أنموذجًا فريدًا من الخدمات الراقية لأكثر من 1.6 مليون حاج، في تناغم يتكرر كل عام، وتنسيق دقيق يعكس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وجسدت أعظم صور التنظيم والتناغم بين القطاعات المشاركة في مشهدٍ يعكس تفعيل أهداف رؤية المملكة 2030، لتنفيذ أكبر خطة خدمية شاملة في تاريخ الحج.

وأظهرت الاستعدادات الصحية التي نفذتها وزارة الصحة والقطاعات المشاركة فاعليتها في الحفاظ على صحة الحجيج وجودة حياتهم من خلال تنفيذ خطة شاملة ارتكزت على أعلى المعايير الوقائية والعلاجية والإسعافية، وبدأت الوزارة في التنسيق المبكر مع الجهات الدولية وتحليل المخاطر الصحية وفرض التطعيمات الالزامية مثل الحمى الشوكية، والصفراء، وشلل الأطفال، والإنفلونزا، إلى جانب تقديم أكثر من “50” ألف خدمة صحية عبر “14” منفذًا ضمن مبادرة “طريق مكة”، شملت عمليات جراحية معقدة “قلب مفتوح، قسطرة”، وقدّمت الوزارة أرقى الخدمات الصحية لضيوف الرحمن بتوفير أكثر من “900” سيارة إسعاف و”11″ طائرة إخلاء، و”71″ نقطة طوارئ، وعززت الكوادر بأكثر من “7500” مسعف، وفعلت “مستشفى صحة الافتراضي” للاستشارات الطبية عن بُعد ومتابعة الحالات المزمنة بأجهزة استشعار متقدمة، وعقدت الشراكة مع القطاع الخاص عبر تشغيل 3 مستشفيات كبرى في المشاعر لزيادة الطاقة الاستيعابية وتقديم خيارات علاجية إضافية.

وشاركت هيئة الهلال الأحمر السعودي بـ”71″ نقطة انطلاق للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة في الحج، وشارك أكثر من “7000” مسعف و”500″ آلية أسهمت في الوصول إلى الحاج قبل أن طلب الخدمات الإسعافية، مستعينًا بأحدث التجهيزات والوسائل الإسعافية البرية والجوية في مشهد يعكس الدقة العالية، والروح الإنسانية، والتكامل المؤسسي.

وبدأت وزارة الداخلية تفعيل دورها في خدمة ضيوف الرحمن عبر إطلاق مبادرة طريق مكة أحد برامج رؤية المملكة 2030، ومشاركة الجهات ذات العلاقة في تقديم أرقى الخدمات عبر “12” مطارًا في “8” دول شملت المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار، وجمهورية المالديف، وبلغ عدد المستفيدين من المبادرة “314,337” حاجًا وحاجة, وعملت المديرية العامة للجوازات من خلال فرق الخدمات الإلكترونية المتنقلة على التحقق من هوية التائهين في مراكز إرشاد التائهين، والمنومين في مستشفيات المشاعر المقدسة من ضيوف الرحمن، من خلال أجهزة التحقق من الخصائص الحيوية “البصمة”، ومباشرة البلاغات الواردة من الجهات المختصة والشريكة ومعالجتها في حينها، وقدّم رجال المرور جهودًا في تنظيم حركة المركبات والمشاة بانسيابية عالية، وضمان وصول الحجاج إلى مواقعهم في الوقت المحدد، بما يسهم في الحفاظ على سلامتهم، وعزز من سلاسة التنقل في المشاعر المقدسة، وباشرت قوات الدفاع المدني مهامها في الإشراف على سلامة المواقع والمخيمات وتقديم الخدمات الإنسانية وتنفيذ أهدافها الرامية إلى حفظ سلامة الحجيج، وشارك المتطوعون في مساندة قوات الدفاع المدني من خلال البرنامج التنفيذي للعمل التطوعي بالحج، الذي يُنفّذ في مناطق متعددة منها مسجد نمرة وجبل الرحمة، واشتملت مهامهم في المشاركة في عمليات الإخلاء والإنقاذ، والتوعية الوقائية والصحية لضيوف الرحمن، من خلال تقديم نموذج رائد في التعامل مع المواقع ذات الكثافة العالية، وأسهمت الخطط والتقنيات الحديثة في تيسير أداء المناسك، وتوفير بيئة آمنة ومطمئنة لحجاج بيت الله الحرام.

ودشّن الأمن العام، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست” منصة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي، لدعم أصحاب القرار في إدارة الحشود وتأمين سلامة الحجاج، واعتمد على تقنيات متطورة تجمع بين الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية لتحليل الصور الفضائية بدقة عالية.

وفي جانب آخر، نفذت وزارة الدفاع منظومة من الخدمات الشاملة لخدمة ضيوف الرحمن، وشاركت القوات الجوية الملكية السعودية بفاعلية من خلال منظومة طيران متقدمة دعمت المهام الأمنية واللوجستية والإنسانية في المشاعر المقدسة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، من خلال طائرات حديثة ومتطورة مزوّدة بأحدث الأجهزة والتقنيات، عملت على مراقبة الأجواء، ومتابعة الحركة المرورية، ودعم الجهات الميدانية، عبر تنفيذ المهام الجوية المتخصصة، مثل الإخلاء الطبي، ونقل الفرق والمعدات، والمراقبة والاستطلاع الجوي، وتأمين خطوط الإمداد.

وقدّم مركز الإسناد الطبي للقوات المشتركة خدماته الطبية لحجاج ذوي الشهداء والمصابين من القوات المسلحة السعودية، واليمنية، ودول التحالف، المشاركين في عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، عبر فرق طبية ميدانية ونقاط إسعافية وعيادات متنقلة مجهّزة.

وبدأت وزارة الحج والعمرة في ترتيباتها الأولية منذ نهاية موسم الحج للعام الماضي، مرورًا بالاجتماعات التحضيرية وتوقيع أكثر من “670” اتفاقية، وعملت على خطط الاستعداد وتطبيقها منذ وصول ضيوف الرحمن إلى مكة المكرمة ثم تصعيدهم إلى منى وعرفات والإشراف على نفرة الحجيج من صعيد عرفات ثم مشعر مزدلفة إلى رمي الجمرات وطواف الإفاضة، في مهمة قام على تنفيذها أكثر من “94” ألف مشارك.

وأشرفت من خلال مركز “امتثال” على جاهزية المساكن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عبر “62” ألف جولة ميدانية وتفتيشية على مساكن الحجاج، للتأكد من مطابقتها للمعايير والاشتراطات، وبلغت نسبة الامتثال من شركات مقدمي الخدمة “97%” وأسهمت بالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في رفع جاهزية صحن المطاف لتبلغ الطاقة التشغيلية “107” آلاف طائف في الساعة، وعززت الوزارة تجربة الحاج عبر تقديم خدمات مراكز “نسك عناية” الميدانية في المشاعر المقدسة خلال أيام التشريق لتوفير الدعم الإنساني واللغوي والصحي في مختلف مراحل رحلة الحج وذلك من خلال “239” مركزًا ثابتًا ونقطة تجوال ميدانية تعمل على مدار الساعة بأكثر من “11” لغة، وبلغ عدد الخدمات المقدمة أكثر من “800” ألف خدمة، وقدم مركز الاتصال “1966” أكثر من “310” آلاف خدمة، بمعدل سرعة رد بلغت “3 ثوانٍ” للإجابة على الاستفسارات والتساؤلات.

وكثّفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جهودها في خدمة ضيوف الرحمن عبر المناشط التوعوية والمحاضرات والندوات في المساجد والحملات لتعزيز مفاهيم الشريعة في الحج، وبثت أكثر من “34” مليون رسالة تضمنت مفاهيم شرعية مبسطة بسبع لغات، أسهمت في تيسير أداء المناسك ونشر الوعي بين جموع الحجيج، إلى جانب نشر “20” كبينة توعوية متفرقة في المشاعر، وفعّلت خدمة الاتصال المرئي المباشر مع الدعاة لتوسيع دائرة الإفتاء الشرعي، إضافة إلى تفعيل “350” شاشة إلكترونية في المشاعر المقدسة، بثّت عبرها أكثر من “1.5” مليون رسالة توعوية وإرشادية بلغات متعددة.

ووظفت الوزارة مترجمين متخصصين للتوعية الدينية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، بعدد من اللغات العالمية، شملت الإنجليزية، والفرنسية، والتايلندية، والصربية، والأوردية، والهولندية، والفلبينية، والأمهرية، والإندونيسية، والألمانية، والتركية، إلى جانب لغات أخرى يتم توفيرها حسب الحاجة، بما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن القادمين من أكثر من “100” دولة.

وعملت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على ترجمة خطبة يوم عرفة لهذا العام إلى “35” لغة عالمية، ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة، بهدف إيصال مضامينها إلى المسلمين حول العالم بلغاتهم الأم، وبثت الخطبة عبر منصة “منارة الحرمين”، وصفحة الهيئة على موقع يوتيوب، إضافة إلى إتاحتها عبر تطبيق “توكلنا”، وموقع رئاسة الشؤون الدينية وصفحتها على يوتيوب، مما مكّن المسلمين من متابعتها بسهولة ويسر من أي مكان في العالم، وشارك في تنفيذ تلك الجهود “86” موظفًا، تولوا مهام الترجمة الفورية والإرشاد والتوجيه، وخُصصت فرق إضافية لتوزيع البطاقات التعريفية في المسجد الحرام ومسجد نمرة، بهدف نشر مضامين خطبة عرفة وتيسير الوصول إليها.

وهيأت شركة كدانة للتنمية والتطوير “مسار المشاعر” بمساحة تتجاوز “170” ألف م2 من خلال مواد مطاطية صديقة للبيئة بمساحة “103.000م2″، لتخفيف درجات الحرارة والإجهاد البدني ومخاطر الانزلاق على الحجاج، وعملت على كساء “15” ألف م2 بالمسطحات الخضراء، وتهيئة مسارات مخصصة لسيارات الجولف والعربات المتحركة وتركيب “385” كرسيًا للجلوس، و”780″ مشرب ماء، و”240″ وحدة شحن للجوالات، و”241″ عمود رذاذ، و”12″ مظلة، إضافة إلى توزيع “70” لوحة توعوية وإرشادية وتثقيفية ومناطق استراحة للحجاج بمساحة “28” ألف م2 تتضمن “60” كرسيًا، و”15″ كشكًا تجاريًا، و”25″ مروحة رذاذ، و”29″ مظلة، وأرضيات مطاطية بمساحة “7,900م²”، ومساحات خضراء، وأنشأت “72” مركزًا للتوزيع الخيري لتنظيم الخدمات الخيرية أثناء الموسم مما يسهم في تيسير أداء مناسك الحج وضمان سلامة ضيوف الرحمن، وعملت على توزيع أكثر من مليون مطوية توعوية مترجمة إلى “9” لغات مختلفة لتعزيز الوعي بالإرشادات والتعليمات خلال رمي الجمرات.

وحرصًا على سلامة الحجيج، راقبت “كدانة” قوة وصلاة البنية التحتية لمنشأة الجمرات والممرات التي تتوافد إليها حشود الحجيج عبر تقنيات BMS المعروفة بمهام نظام إدارة المراقبة والتحكم بالمباني، ونظام المراقبة والتحكم بالعمليات SCADA، التي توظفها شركة كدانة للتنمية والتطوير، وأعادت تأهيل دورات المياه وتشغيل الشاشات التحذيرية في مداخل الجسور والأنفاق، إضافة إلى تلطيف المناخ بالساحات الشرقية لمنشأة الجمرات عن طريق مراوح الرذاذ، وتعمل على نقل الحصى من أحواض التجمع المخصصة عبر شاحنات إلى مناطق مجهزة لها.

ونفذت الفرق الرقابية التابعة لوزارة التجارة “5,298” زيارة تفتيشية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة للوقوف على وفرة السلع والمنتجات الغذائية والتموينية وجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن خلال أداء مناسك الحج، والوقوف على امتثال المنشآت التجارية وجميع منافذ البيع بأنظمة حماية المستهلك.

وباشرت الهيئة العامة للنقل “10” آلاف عملية فحص على المركبات، رصدت خلالها “1.770” مخالفة ميدانية، و”257″ مخالفة رصد آلي في منطقني مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأشرفت على مشاركة “18” ألف حافلة ذكية مكيفة ومزودة بشاشات إرشادية، ونقل قطار المشاعر أكثر من “800” ألف حاج بدقة توقيت بلغت “99.8%”.

وفعّلت وزارة الإعلام دورها في نقل مناسك الحج والجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن عبر وكالة الأنباء السعودية وهيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة تنظيم الإعلام، إلى جانب تنظيم النسخة الثانية من “ملتقى إعلام الحج” الذي أقيم بشراكة إستراتيجية مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، ضمن أعمال مركز العمليات الإعلامي الموحَّد للحج، وشارك فيه “10” آلاف إعلامي وزائر محلي ودولي.

وشاركت هيئة الإذاعة والتلفزيون في تغطية موسم الحج ونقله عبر الأقمار عبر برامج وأفلام تنقل الصورة الكاملة لهذا الحدث الإسلامي العظيم لحظة بلحظة، عبر بث حي ومباشر على جميع القنوات والإذاعات التابعة.

اقرأ أيضاًالمملكة“وزير الحج” يزور معرض “من كل فج عميق” في مشعر منى

وضخت الهيئة السعودية للمياه أكثر من 9 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة، ضمن الخطة التشغيلية التي تهدف إلى ضمان أمن الإمداد المائي واستدامته خلال موسم الحج.

ونفذت الشركة السعودية للكهرباء مجموعة من المشاريع الحيوية الكبرى، التي وفرّت طاقة كهربائية موثوقة دعمت مختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن خلال أدائهم مناسك الحج، وأنجزت توسعة محطات المشاعر وربطها بمحطة عرفات المركزية، وإعادة تأهيل عدد من المحطات القائمة في مكة المكرمة، وربط محطات الجهد العالي بشبكات التوزيع في المشاعر المقدسة.

ورفعت مجموعة stc جاهزيتها في المشاعر المقدسة بتشغيل “259” موقعًا يدعم شبكة الجيل الخامس المتقدم، وترقية أكثر من “83” موقعًا لشبكة الجيل الرابع، إلى جانب توفير “998” نقطة واي فاي موزعة في المناطق الحيوية، ما أسهم في تعزيز التغطية وتحسين سرعة الاتصال، ووظفت الذكاء الاصطناعي لمراقبة أداء الشبكة وتحليل البيانات لحظيًّا، بما يمكّن من الكشف الفوري عن أي مؤشرات لاضطراب في الخدمات، والتعامل مع بعضها قبل أن يشعر بها المستخدم.

وأجرى الذكاء الاصطناعي لدى stc أكثر من “10,000” تعديل تلقائي في الساعة على إعدادات الشبكة, وأسهمت هذه التعديلات المستمرة في رفع السرعة القصوى للتدفق بنسبة “10%”، وزيادة متوسط سرعة البيانات بنسبة تراوحت بين “20%” و”30%”، مما انعكس إيجابًا على تجربة الاتصال الرقمي لدى الحجاج في ذروة الاستخدام.

وكثّف المركز الوطني للأرصاد جهوده لدعم الجهات المعنية بإدارة حركة الحشود، وتوفير بيانات مناخية دقيقة تسهم في رفع مستوى الجاهزية، وتعزيز السلامة العامة عبر شبكة رصد متقدمة تشمل محطات أوتوماتيكية وثابتة ومتنقلة تغطي المشاعر المقدسة بنسبة “100?”، وتعمل على قياس عناصر الطقس من درجات حرارة ورطوبة وسرعة رياح وتحديثها بشكل لحظي مستفيدة من تقنيات الرصد الحديثة كصور الأقمار الصناعية، ورادارات الطقس، والنماذج العددية؛ لتوفير نشرات دورية، وتوصيات تدعم اتخاذ القرار المناسب ميدانيًا.

وتنوعت مبادرات الشباب السعودي في التطوع، ما بين تقديم الرعاية الطبية للحجاج بالتعاون مع مقدمي الخدمة، وإدارة وتنظيم الحشود في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وتوجيه ضيوف الرحمن وتنظيم تنقلاتهم بما يضمن أداء مناسكهم بيسر وسهولة.

وقدّم المشاركون في الأعمال التطوعية نماذج مشرفة في العطاء، أثبتت قدراتهم على المشاركة في دعم القطاعات المختلفة لخدمة الحجاج، وشاركت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بـ”1068” متطوعًا ومتطوعة من المتدربين والمتدربات، تمثلت في مشاركة “425” كشافًا ومرشدة يمثلون “26” فرقة كشفية، منها “19” فرقة للبنين و”7″ فرق للبنات، إلى جانب “51” قائدًا وقائدة، من مختلف الكليات التقنية للبنين والبنات والمعاهد الصناعية الثانوية بالمملكة، إضافة إلى مشاركة “643” متدربًا في مبادرة عون التقني في المنافذ الحدودية والمدن المؤدية إلى طريق الحج، وسخَّرت جمعية الكشافة العربية السعودية جهودها في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وواكبت مستجدات التقنيات وتوظيفها في مهامهم، فضلًا عن تطوير مهارات الكشفيين عبر برامج التأهيل والمهارات التخصصية، وأسهمت الخبرات المتراكمة في تكوين أسس عملية لإدارة وخدمة الحشود وإعداد قيادات كشفية محترفة.

وشارك أكثر من “5” آلاف متطوع صحي أسهموا في خدمة ضيوف الرحمن من خلال دعم الرعاية الصحية المقدمة للحجاج عبر ثلاثة محاور رئيسية الخدمات الوقائية والعلاجية، بالإضافة إلى الخدمات المساندة، في مواقع متعددة بالمشاعر المقدسة، شملت مكة المكرمة، ومنى، وعرفات، ومزدلفة، بالإضافة إلى مشاركتهم الفاعلة في المستشفيات والمراكز الصحية.

وتتجسد عناية المملكة بضيوف الرحمن في أبهى صورها، وتكاملت الجهود وتضافرت الطاقات، في موسمٍ أثبت فيه الوطن -قيادة وشعبًا- قدرته على تحويل المشاعر المقدسة إلى نموذج عالمي في إدارة الحشود، وتقديم الخدمات المتكاملة بجودة عالية، وبتقنيات متقدمة تعكس طموحات رؤية المملكة 2030.

وفي ظل هذا الإنجاز، تواصل المملكة تعزيز ريادتها في خدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم كل ما يضمن راحة ضيوف الرحمن، في رحلة إيمانية تملؤها الطمأنينة، وبيئة تحفها الرحمة، وتُدار بكفاءة ومهنية، تليق بمكانة الحرمين الشريفين، وتُبرز الصورة المشرفة للمملكة في خدمة الحجيج.

مقالات مشابهة

  • مقيمون: العيد في عمان دفء من المحبة وكرم الضيافة
  • مختصون لـ"الرؤية": تطوير القوانين ضروري لدفع عجلة التنمية.. و"السيادة الرقمية" تتطلب استحداث تشريعات جديدة  
  • القيادة الذكية في عصر التحول الرقمي
  • ضيوف الرحمن يغادرون مكة المكرمة.. والحجاج العمانيون ينهون مناسكهم بسلاسة وسهولة
  • سلطنة عمان تفوز بجائزة "الالتزام بالاستطاعة الصحية"
  • جهود متكاملة تُوَفِّرُ خدمات نوعية لـ 1.6 مليون حاج
  • عيد الأضحى موسم انتعاش للتجار الموسميين والحرفيين في سلطنة عمان
  • برلماني: إطلاق خدمات الجيل الخامس خطوة استراتيجية تعزز الاقتصاد الرقمي
  • ميناء خصب يواصل قيادته لنمو أنشطة إعادة التصدير في سلطنة عمان
  • العيون والإفلاج الكبريتية قيمة استثمارية مضافة في السياحة العلاجية