رغم تضييق الخناق.. «نيويورك تايمز»: الدب الروسي يتوسع في إنتاجه الصاروخي ويتغلب على العقوبات
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
رغم تضييق الخناق على روسيا وفرض الغرب العقوبات وضوابط التصدير، إلا أنها تمكنت من توسيع إنتاجها الصاروخي إلى ما يتجاوز مستويات قبيل الحرب التي اندلعت أواخر فبراير من العام الماضي، بحسب مسئولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين.
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن توسيع الإنتاج الصاروخي في روسيا يجعل أوكرانيا مُعرّضةً بشكلٍ خاص لهجماتٍ مُكثفة في الأشهر المُقبلة من قبل كييف.
ونتيجة للعقوبات، يقدر المسئولون الأمريكيون أن روسيا اضطرت إلى إبطاء إنتاجها للصواريخ والأسلحة الأخرى بشكلٍ كبير مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022 لنحو 6 أشهر على الأقل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع حلول نهاية عام 2022، استعاد التصنيع الصناعي العسكري في موسكو عافيته مرة أخرى، وفق مسئولين أمريكيين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم.
ولفتت "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أنه خلال أقل من عام منذ بدء العملية العسكرية، أعادت روسيا بناء التجارة في المكونات الحيوية للصناعات العسكرية من خلال توجيهها عبر دول مثل أرمينيا وتركيا.
ويحاول المنظمون الأمريكيون والأوروبيون العمل معًا للحد من تصدير الرقائق إلى روسيا، لكنّهم يُعانون لوقف التدفق للمرور عبر البلدان التي لها علاقات مع موسكو.
ووفق الصحيفة فإن المسئولين الروس أعادوا تشكيل اقتصادهم بحيث أصبح يركّز على الإنتاج الدفاعي، ونتيجة لذلك، لم يتعاف الإنتاج العسكري فحسب، بل ارتفع أيضًا. قبل الحرب، قال أحد كبار مسئولي الدفاع الغربيين، كان بإمكان روسيا أن تصنع 100 دبابة سنويًا؛ الآن باتت تنتج 200 دبابة.
ويعتقد المسئولون الغربيون أيضًا أن روسيا تسير على الطريق الصحيح لتصنيع مليوني قذيفة مدفعية سنويًا، وهو ضعف الكمّية التي قدرتها أجهزة المخابرات الغربية قبل العملية في أوكرانيا.
إنتاج روسيا من الذخيرة
وبحسب الصحيفة فإن روسيا، اليوم، تنتج ذخيرة أكثر من الولايات المتحدة وأوروبا. وبشكلٍ عام، قدّر كوستي سالم، وهو مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإستونية، أن إنتاج روسيا الحالي من الذخيرة أكبر 7 مرّات من إنتاج الغرب.
وقال سالم، إن تكاليف الإنتاج في روسيا هي أيضًا أقل بكثير من تكاليف الإنتاج في الغرب. على سبيل المثال، تكلف الدولة الغربية ما بين 5000 إلى 6000 دولار لصنع قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، في حين تكلف روسيا نحو 600 دولار لإنتاج قذيفة مدفعية مماثلة عيار 152 ملم.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء الماضي، أن روسيا تعمل على تصنيع سلاح "غير مسبوق" بخصائص فيزيائية مُتميّزة وباستطاعته ضمان الأمن في أيّ بلد، وتشمل هذه الأنواع أسلحة الليزر والأشعة فوق الصوتية والترددات الراديوية وغيرها.
وفي وقتٍ سابق، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو إن إنتاج أسلحة الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرّعة والطائرات المسيّرة في روسيا تطوّر"، لافتًا إلى أنّ "الحاجة إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية والذخيرة، من جراء العقوبات الغربية، أعطت زخمًا إضافيًا لتطوير إحلال الواردات في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري في روسيا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا الدب الروسي عقوبات الغرب فی روسیا
إقرأ أيضاً:
تآكل مخزون الدفاعات الصاروخية الأمريكية يثير قلقاً في أوساط البنتاغون
يمانيون |
كشفت شبكة “CNN” الأمريكية في تقرير استقصائي أن الحملة العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد إيران خلال يونيو/حزيران 2025، أدّت إلى استنزافٍ كبير في مخزون صواريخ الدفاع الجوي، حيث تم استخدام نحو ربع صواريخ منظومة “ثاد” خلال أيام محدودة من القتال.
وبحسب مصادر عسكرية شاركت في العمليات، فقد أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 100 صاروخ اعتراض من طراز “ثاد” للتصدي لهجمات صاروخية إيرانية، ما دفع العديد من المسؤولين والخبراء إلى التحذير من خطورة هذا الاستنزاف على الجاهزية العسكرية الأمريكية في مسارح أخرى.
وتُعد منظومة “ثاد” واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً في الترسانة الأمريكية، إلا أن إنتاجها السنوي يظل محدوداً، حيث لم يتجاوز 11 صاروخاً في العام الماضي، ومن المتوقع إنتاج 12 صاروخاً فقط خلال العام المالي الحالي، بحسب ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026.
مصادر دفاعية أكدت أن اثنتين من أصل سبع بطاريات “ثاد” تم نشرهما في إسرائيل خلال الحملة، بينما امتنعت الجهات الرسمية عن تقديم أرقام دقيقة حول حجم المخزون المتبقي لأسباب أمنية.
في الأوساط العسكرية، يتصاعد القلق من أن قدرة الولايات المتحدة على تعويض هذا الاستنزاف في وقتٍ سريع تبدو محدودة، في ظل بطء وتيرة الإنتاج وتعقيدات سلاسل الإمداد. وأكد مسؤولون عسكريون سابقون أن ما جرى يُعد إنذاراً مبكراً بضرورة تسريع وتيرة الإنتاج وإعادة تقييم مستوى الجاهزية.
وأشار أحد الضباط السابقين إلى أن بعض الوحدات فوجئت بانخفاض مستويات الاستعداد، مضيفاً أن ما تبقى من المخزون “لا يكفي لمواجهة تهديدات متعددة أو طويلة الأمد”.
ويأتي هذا القلق في سياق حديث متصاعد داخل الأوساط الدفاعية الأمريكية حول التحديات اللوجستية التي قد تواجه واشنطن في حال نشوب صراعات متعددة في آن واحد، خاصة مع اتساع رقعة الالتزامات العسكرية وتزايد احتمالات التصعيد في عدة مناطق من العالم.