هناك كلمات تم ابتذالها في حياتنا واستخدمت بشكل مبالغ فيه حتى فُرغت من محتواها مثل كلمة «تمكين الشباب»، لدرجة أني شاهدت منذ مدة إعلاناً لشركة تدعي أنها الأولى في تمكين الشباب.
لعل السلّم الذي وضعه روجر هارت، هو أشهر ما تم وضعه للحكم على عملية تمكين الشباب هو سلم المشاركة والذي يتكون من ثمانية مستويات للحكم على مدى تمكين الشباب من عدمه، وفي ما يلي عزيزي القارئ مستويات سلم المشاركة وتمكين الشباب:
المستوى الأول: الكتبية صامدة والمغرب بخير.
التلاعب، يحدث هذا حين يستخدم المسؤولون والشركات الشباب لدعم القضايا ويتظاهرون بأن الشباب هم من ألهموهم بهذه القضايا.
أو كتابة بيان أو خطاب للمسؤولين في الدولة باسم الشباب وتوقيعهم لتحقيق الأثر المرجو.
المستوى الثاني:
التزيين، يُستخدم الشباب في نشاطات مخططة مثل التوقيع على عريضة أو ارتداء قمصان تحمل شعارات أو تواجدهم في صورة جماعية مع المسؤول، دون إتاحة الفرصة لهم لفهم حقيقة ما يرمي البرنامج إليه.
المستوى الثالث:
المشاركة الاسمية، ويظهر الشباب هنا وكأن لهم صوتا ولكنهم في الواقع لا يتمتعون سوى بخيارات محدودة ولا يتم إشراكهم في العملية وربما سُمح لأحدهم بأن يكون واجهة المشروع أو المتحدث الرسمي.
المستوى الرابع:
تكليف الشباب مع إعلامهم، تكليف الشباب بدور معين وإعلامهم كيف ولماذا يتم إدخالهم في العملية، ولكن مشاركتهم مازالت بتوجيه من الكبار في الشركة أو المشروع.
المستوى الخامس:
استشارة الشباب مع إعلامهم، هنا يُشارك الشباب وتبدو آراؤهم في المشاريع والبرامج التي يصممها الكبار، ويتم إعلامهم كيف ستتم الاستفادة من إسهاماتهم وما هي نتائج القرارات التي يتخدها الكبار.
المستوى السادس:
مبادرة الكبار وقرارات مشتركة، يحدث هذا حين تنشأ المشاريع والبرامج بمبادرة من الكبار لكنهم يشتركون مع الشباب في صنع القرار.
المستوى السابع:
مبادرة وقيادة الشباب، يحدث هذا حين تنشأ المشاريع أو البرامج بمبادرة من الشباب ثم يقومون بتوجيهها بأنفسهم ويكون دور الكبار مقتصراً على الإشراف، وتوفر هذه المشاريع التمكين للشباب وتقربهم من خبرة الكبار ومعارفهم وتجعلهم يتعلّمون منها.
المستوى الثامن:
مبادرة الشباب وقرارات مشتركة مع الكبار، يحدث هذا حين تنشأ المشاريع والبرامج بمبادرة من الشباب ويكون صنع القرار مشتركاً بينهم وبين الكبار... وهنا يكون التمكين الشبابي.
عزيزي القارئ، عندما تسمع أي مسؤول في الدولة، أو أي شركة خاصة أو جامعة تدعي أنها تمارس «تمكين الشباب» فاعرض ما يقومون به على هذا السلم وسوف تعرف تحديداً عن أي تمكين يتكلمون، لأن هناك فرقاً بين تمكين الشباب وبين تسكين وتخدير الشباب. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@
المصدر: الراي
كلمات دلالية: تمکین الشباب
إقرأ أيضاً:
ضيافة ملكية جمعت الكبار: الملك خالد يستقبل الشيخ زايد في البر .. فيديو
خاص
أظهر مقطع فيديو نادر، استقبال الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في ضيافة ملكية تقليدية أقيمت في إحدى صحارى المملكة، بعيدًا عن الرسميات، وبحضور عدد من كبار رجال الدولة.
وخلال اللقاء الذي وثّقته عدسات أرشيفية نادرة، ظهر الشيخ زايد ضيفًا عزيزًا في خيمة الملك خالد، وإلى جواره الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – حين كان وليًا للعهد، وكذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وعدد من الأمراء، بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، في جلسة ودية جمعت القيادة الخليجية في لحظة أخوية صادقة.
اللقاء، الذي يعتقد أنه جرى خلال زيارة الشيخ زايد للمملكة في أبريل 1977 أو خلال موسم حج في أواخر السبعينات، عكس متانة العلاقة السعودية الإماراتية آنذاك، وحرص قادتها على ترسيخ دعائم التعاون والتضامن في ظل الظروف الإقليمية المتسارعة آنذاك.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_p1LzfgEl8hJSNcPB_1024p.mp4