آسياد هانغجو.. مشاركة ممتعة جدا لفلبينية بعمر التاسعة
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
ربما كان ينبغي عليها أن تكون في المدرسة الابتدائية، ولكن بدلاً من ذلك شاركت الفلبينية مازيل باريس أليغادو، البالغة من العمر 9 سنوات، الاثنين، في مسابقة سكايت بورد في دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغجو الصينية.
وتأهلت أليغادو التي يُعتقد أنها أصغر رياضية في دورة الألعاب في هانغجو، إلى نهائي مسابقة "السيدات" وحلّت سابعة بين 8 مشاركات.
وفازت اليابانية هينانو كوساكي، وهي من المخضرمات في سن 15 عاما، بالميدالية الذهبية.
وقالت أليغادو التي بلغت التاسعة من عمرها في مارس/آذار الماضي وذكرت تقارير أنها جاءت من كاليفورنيا، إنها بدأت ممارسة رياضة سكايت بورد عندما رأت شقيقها يفعل ذلك أثناء وجودهما في منزل أحد أبناء عمومتها.
وأضافت "وكنت أقول: هل يمكنني المحاولة؟ وصعدت على اللوحة وأحببتها".
وفي معرض حديثها عن مشاعرها بخصوص المشاركة في مسابقة دولية كبرى، قالت أليغادو: "كنت متحمسة جدا لأنني كنت على وشك التزلج في دورة الألعاب الآسيوية وقد فعلت ذلك للتو، لذلك كان الأمر ممتعا جدا".
وعندما سئلت عما إذا كان شقيقها لا يزال يتزلج، أجابت: "لا لأنه كان يقول: يا إلهي، إنها أفضل مني الآن، لذلك توقف".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصيدة المساعدات: فخ التهجير أو الموت جوعا
غزة بين أنياب الجوع ووجه الإبادة الممنهجةفي إطار التدمير المنهجي للبنية المجتمعية في قطاع غزة، ظهرت في عام 2023 شركة "الإنسانية أولا للخدمات اللوجستية" (Humanity First Logistics) ومقرها في سويسرا، كواجهة إنسانية تُقدم المساعدات. لكن الوقائع الميدانية تشير إلى أن تأسيسها جاء ضمن خطة استخباراتية إسرائيلية مدعومة من مؤسسات أمنية غربية، تهدف إلى إدارة الجوع كسلاح ناعم لإخضاع السكان ودفعهم نحو التهجير القسري تدريجيا، عبر آليات مدروسة تُخضع الحاجات الإنسانية لمعادلات أمنية واستعمارية.
التمويل والدعم الحقيقي
رغم تسجيل الشركة في سويسرا، تقود شركة أغرو فود لوجيستيكس الإسرائيلية (Agro Food Logistics) المتخصصة في توزيع الأغذية، العمليات على الأرض، بدعم مباشر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجيش. التمويل يأتي من تحالفات مؤسسات غربية، أبرزها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووكالات أوروبية، تقدم مساعدات مشروطة تتيح لإسرائيل التحكم الكامل في توجيه الإغاثة وتوظيفها كأداة لإخضاع السكان.
سرقة المساعدات والتواطؤ الميداني
في 27 مايو/ أيار 2025، وصلت شاحنات المساعدات إلى القطاع عبر شركة الإنسانية أولا، لكن الجيش الإسرائيلي استولى على محتوياتها علنا أمام كاميرات الصحافة ووسط سخرية من الجنود، الذين تعمدوا إذلال المحتاجين وتصوير معاناتهم في مشهد لا يختلف عن عقوبات جماعية تُمارس ضد مجتمع بأكمله.
تصريحات نتنياهو مجرم الإبادة
كشفت صحيفة هآرتس (Haaretz) عن تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مغلق قال فيه: "غزة ليست في مجاعة، ولاحظنا ذلك من تعرية السكان للتفتيش والتنقيب عن مقاتلي حماس بل الغالبية بدينون لأنهم لا يتحركون". هذا التصريح، الذي يلخص عقلية الاستخفاف بالحياة الإنسانية، يمثل قمة الانحدار الأخلاقي الذي تُدار به المجازر، حيث يتحول الجوع إلى مادة للسخرية، والمأساة إلى أداة بروباغندا.
مراكز توزيع المساعدات: الفخ
تمر المساعدات عبر أربعة مراكز رئيسية في غزة، مزودة بأنظمة تسجيل بيومتري وكاميرات مراقبة، تُستخدم لتقييد حركة السكان وتحويلهم إلى مجموعات مُراقبة داخل ما يشبه الحظائر الإنسانية. هذه المراكز لا تهدف فقط إلى توزيع الخبز، بل إلى إعادة تشكيل علاقة الفلسطيني مع أرضه، وتفكيك روابطه الاجتماعية وتحطيم أي بنية قادرة على المقاومة.
الأدوار العربية الساقطة في خدمة الاحتلال
تظهر الإمارات بوضوح في تنفيذ هذا النموذج من الاحتلال غير المباشر. عناصر يتحدثون اللهجة الخليجية ظهروا في عمليات توزيع المساعدات، ما يثبت شراكة علنية في إدارة منظومة التحكم الإمارات.
لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل ساهمت في التنسيق الميداني، والتغطية على الجرائم تحت شعار "الدعم الإنساني"، في الوقت الذي تتحول فيه هذه المساعدات إلى خيوط تُخنق بها غزة يوميا.
إذلال عربي ممنهج
بموازاة آلة القتل، يمر المشهد بصمت عربي رسمي، لا يمكن وصفه إلا بالخيانة الكاملة. أنظمة تقايض المواقف بالقروض، وتُكمم أفواه شعوبها كي لا تصرخ في وجه المجازر؛ تواطؤ يُمنح عبره الضوء الأخضر لإسرائيل كي تُكمل جريمتها بلا مقاومة تذكر.
القصف والدمار الدموي
منذ بداية العام، أُلقيت على غزة أكثر من 15,000 قنبلة وصاروخ. مدينة رفح سُويت بالأرض بالكامل، ولم يتبقَ فيها حجر على حجر. شمال القطاع لم يسلم أيضا من الاجتياح والتدمير، ما خلف مئات الآلاف من النازحين في ظروف بالغة القسوة. إنها حرب إبادة تُمارس تحت غطاء محاربة الإرهاب، لكن حقيقتها تفضح نية التفريغ الكامل للسكان الأصليين.
المخطط الإسرائيلي: إبادة وتهجير
السياسة الإسرائيلية لا تهدف فقط إلى السيطرة، بل إلى استبدال السكان الأصليين، وطمس كل أثر لهم عبر القتل والتشريد، مدعومة بخطط أمنية وإعلامية تُشوه الضحية وتُجمّل المجرم، إنها محاولة لتحويل فلسطين إلى مجرد جغرافيا بلا شعب.
تحت عباءة "الإغاثة" وشعار "القضاء على حماس"
تُخاض حرب إبادة كاملة، تتجاوز حدود التنظيمات والمقاومة، لتكشف المفهوم الأمريكي المعاصر للبلطجة الدولية: أن من حق واشنطن، وشريكتها إسرائيل، نزع ملكية أوطان بأكملها، وقلع شعوبها من جذورها، بكل ما تملكه آلة الحرب من فظاعة ووحشية، طالما أن ذلك يخدم مشروع التفوق الإمبراطوري.
في هذا المنطق الكولونيالي الحديث، المدن تُدك، والأطفال يُبادون، والنساء يُسحقن تحت الركام، بينما تُسوّق المجازر على أنها "عمليات تحرير"، وتُغسل جرائم الحرب بمفردات إنسانية باردة. أمريكا لا تكتفي بدعم الاحتلال، بل تمارس دور "الرب المتعالي" الذي يُصدر أحكام الطرد والقتل من على عرشه الحديدي، غير مكترث بصرخات الأمهات ولا بأشلاء الأطفال. إنها إمبراطورية تستمد مجدها من رماد المحارق، وتجد لذتها في سحق الشعوب الفقيرة تحت جنازير هيمنتها، كما فعل أسلافها من الغزاة والمستعمرين.
أشلاء الأطفال على مذبح "الرب المتعطش للدماء"
وفي خلفية هذا المشهد الدموي، تتربع منظومة الهيمنة العالمية التي تغتذي على المذابح وتتنفس من رئة تجارة السلاح المليارية. آلة قتل تعمل بلا توقف، تديرها مؤسسات لا تعرف الرحمة، وتُغذّيها مصالح اقتصادية تستثمر في موت الأبرياء كما لو كانوا أسهما في بورصة لا تعرف الخسارة.
كل ذلك يُدار تحت سقف إعلام ضخم، لا وظيفة له سوى شرعنة الفاشية وتبرير الإبادة، وتحويل القاتل إلى "مُخلّص"، والمقتول إلى "هدف مشروع". ماكينة إعلامية لا تتحدث عن الحق، بل عن القوة، ولا ترى الإنسان، بل "العائق الأمني"، تُخدّر الضمير العالمي وتُزيّن جرائم الحرب بألوان الحياد والموضوعية الزائفة..
وما يحدث في غزة ليس معزولا، بل يُشكل النموذج الأوضح لسياسات البطش العالمي تجاه كل من يجرؤ على رفع صوته خارج جوقة الطاعة الأمريكية. فلسطين هنا تُضرب لتُفهم غيرها، ويُسحق أهلها ليُرهب سائر المارقين، إنها نسخة محدثة من مقولة "اضرب المربوط يخاف السايب"، حيث يُستخدم الدم الفلسطيني كرسالة رادعة لكل من يحلم بالاستقلال أو يرفض الركوع.