ناسا تعلن عن خطة جريئة بقيمة مليار دولار لإعادة المحطة الفضائية إلى الأرض في عام 2030
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
كشفت وكالة ناسا عن خطة تبلغ كلفتها مليار دولار لإحالة محطة الفضاء الدولية (ISS) إلى التقاعد وإعادتها إلى الأرض.
ومن المقرر أن تقوم وكالة الفضاء بإيقاف تشغيل المختبر المداري في عام 2031 بسبب الضغوط التي تراكمت على الهيكل بمرور الوقت.
إقرأ المزيدوقدم مركز جونسون لرحلات الفضاء التابع لناسا طلبا للحصول على تصميمات لمركبة US Deorbit Vehicle ، أو اختصارا USDV، والتي كان يشار إليها سابقا باسم "قاطرة الفضاء"، لإزالة محطة الفضاء الدولية من مدارها في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.
وستدفع وكالة ناسا المال لأي شركة تبتكر تصميم "قاطرة الفضاء"، والتي ستكون مركبة قوية بما يكفي لسحب محطة الفضاء الدولية من مدارها وإرسالها نحو كوكبنا.
وتخطط الوكالة لاستخدام مركبة USDV لتوجيه محطة الفضاء الدولية من مدارها على ارتفاع يتراوح من 460-370 كم، بأمان إلى الغلاف الجوي للأرض.
وستستمر المحطة في الاقتراب من الأرض، لتصل إلى "نقطة اللاعودة" على ارتفاع 175 ميلا فوق السطح.
والتي ستدفع المحطة من ارتفاع 280 كم (175 ميلا) فوق سطح الأرض إلى نحو 120 كم (75 ميلا)، حيث ستبدأ هبوطها النهائي في المحيط الهادئ، في بوينت نيمو، وهي منطقة بين نيوزيلندا وأمريكا الجنوبية تستخدم غالبا كمقبرة للمركبات الفضائية، وقد تم دفن ما لا يقل عن 260 مركبة هناك.
وإذا سارت الأمور وفقا لخطة ناسا، فبعد انتهاء برنامج محطة الفضاء الدولية، ستستمر الرحلات الجوية والأبحاث التجارية في محطات فضائية يقودها رواد الصناعة، والتي هي الآن في مراحلها الأولى من التطوير.
.@NASA requests proposals from U.S. industry for a spacecraft to safely deorbit the International Space Station as part of its planned retirement. https://t.co/UFKbED7LPJ
— International Space Station (@Space_Station) September 21, 2023ومن المقرر تقديم مقترحات إنشاء مركبة USDV في 17 نوفمبر، وتتوفر المزيد من التفاصيل حول المتطلبات على موقع الحكومة الأمريكية.
إقرأ المزيدوكتب مسؤولو ناسا في تدوينة يوم 20 سبتمبر للإعلان عن طلب تقديم المقترحات: "في ختام برنامج محطة الفضاء الدولية، سيتم إخراج المحطة من مدارها بطريقة خاضعة للرقابة لتجنب المناطق المأهولة بالسكان". وأضافوا أن مركبة الشحن الروسية Progress، والتي تُستخدم عادة لتعزيز مدار محطة الفضاء الدولية بشكل دوري، لن تكون كافية لهذه المهمة. وعلى هذا النحو، فإن "الحل الجديد للمركبة الفضائية من شأنه أن يوفر قدرات أكثر قوة لإخراج المدار بشكل مسؤول".
وأكدت ناسا أن مركبة USDV ستكون مسؤولة عن إخراج الجزء الأمريكي من المدار، لكنها لم تقدم تفاصيل حول كيفية قيام الشركاء الدوليين الرئيسيين الآخرين بإزالة أقسامهم من المدار. وأشار مسؤولو ناسا: "إن مساهمات الشركاء تعتمد على نسبة الملكية الجماعية للوكالة"، معتبرين أن مدار محطة الفضاء الدولية هو "مسؤولية مشتركة" بين الشركاء.
وتعد محطة الفضاء الدولية أكبر هيكل فضائي بناه البشر على الإطلاق، ويديرها اتحاد يضم خمس وكالات فضائية من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا. وقد ساهمت جميعها باستثناء كندا بوحدات في المحطة على مدار الـ 24 عاما الماضية، والتي تم استخدامها في التجارب العلمية ومراقبة الفضاء وأماكن المعيشة والتخزين، وغيرها.
وخططت ناسا في الأصل لإخراج محطة الفضاء الدولية من الخدمة بعد 15 عاما من بدء التشغيل، ولكن تم تجاوز هذا الجدول الزمني منذ ذلك الحين. لكن المختبر المداري أظهر تآكلا يجعل من الضروري إنتهاء خدماتها.
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الفضاء المحطة الفضائية الدولية روس كوسموس مركبات فضائية معلومات عامة معلومات علمية ناسا NASA وكالة الفضاء الأوروبية محطة الفضاء الدولیة من
إقرأ أيضاً:
خطر كوني.. فيروسات قادمة من الفضاء| ما القصة؟
مع تزايد المهمات الفضائية وتوسع نطاق استكشاف الكون، عاد سؤال طالما اعتُبر خياليا إلى الواجهة العلمية هل يمكن أن يحمل الفضاء فيروسات قادرة على إصابة البشر؟.
ورغم عدم وجود أي دليل مباشر حتى الآن على وجود حياة ميكروبية أو فيروسية خارج الأرض، إلا أن أبحاث علمية حديثة بدأت تتعامل مع هذه الفرضية بجدية متزايدة، مدفوعة بمنطق علمي يشير إلى أن البيئة الفضائية لا تُستبعد تماما كمصدر محتمل لكائنات دقيقة قادرة على النجاة في أقسى الظروف.
فرضيات علمية و سيناريوهات محتملةدراسة نُشرت عام 2022 في قاعدة بيانات PubMed Central تحت عنوان "علم الفيروسات الفلكي: الفيروسات في علم الأحياء الفلكي"، تؤكد أن الفيروسات، رغم بساطتها، تمتلك قدرة مدهشة على البقاء في ظروف قاسية كالحرارة المرتفعة، الإشعاع، والجفاف، ما يرشحها للبقاء على قيد الحياة خلال انتقالها بين الأجرام السماوية.
وتُعد هذه الخصائص حجر الأساس لفرضية علمية تُعرف بـ"Virolithopanspermia"، أو انتقال الفيروسات عبر الصخور الفضائية، حيث يُعتقد أن الفيروسات قد تنتقل عبر النيازك مختبئة داخل شقوقها الصخرية.
وفي السياق ذاته، استعرضت مجلة علم الأحياء الفلكي والتواصل العلمي سيناريو يفترض فيه أن الفيروسات قادرة على النجاة من صدمة الإطلاق من كوكب ما، والصقيع القارس في الفضاء، والهبوط على كوكب آخر، وهي ظروف سبق أن أثبتت كائنات دقيقة أرضية قدرتها على تحملها في تجارب مخبرية.
تهديد لجهاز المناعة البشريوفي تطور مقلق، أشارت ورقة بحثية نشرت عام 2024 على موقع SciTech Daily إلى أن جهاز المناعة البشري، الذي تطور لمواجهة مسببات الأمراض المعروفة على الأرض، قد لا يكون مؤهل للتعامل مع أي كائنات ميكروبية فضائية محتملة.
ويعني ذلك أن الفيروسات الفضائية، إن وُجدت، قد تتجاوز الدفاعات المناعية للإنسان بسهولة، لأنها ببساطة خارج نطاق التعرف المناعي التقليدي.
بروتوكولات لحماية الأرض والفضاءاستعدادا لهذه الاحتمالات، تضع وكالات الفضاء الكبرى، وعلى رأسها "ناسا"، هذا الخطر المحتمل في حسبانها، فقد طُورت بروتوكولات صارمة ضمن إطار "حماية الكواكب"، تشمل تعقيم المركبات الفضائية، وعزل العينات العائدة من الفضاء في بيئات معقمة، ومراقبتها لفترات طويلة قبل التعامل معها خارج المختبرات.
وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الأرض من ملوثات فضائية محتملة، وأيضا إلى منع نقل ميكروبات أرضية إلى بيئات قد تحتوي على حياة أصلية.
دروس من الماضي المتجمدولتقريب الصورة، يمكن الاستفادة من دراسات تناولت فيروسات قديمة اكتشفت داخل الجليد الدائم في سيبيريا، بعضها نشط رغم مضي عشرات الآلاف من السنين على تجمده.
هذه النتائج، التي أوردتها صحيفة ذا جارديان مطلع 2024، تقدم نموذجا واقعيا لكيفية تصرف فيروسات غير مألوفة بيولوجيا، حتى وإن كانت من أصل أرضي.
استباق الخطر بالعلمورغم أن احتمال وجود فيروسات فضائية معدية لا يزال في نطاق الفرضيات العلمية، يرى باحثون أن التعامل مع هذا الخطر المحتمل يجب أن يتم وفق مبدأ "الوقاية خير من العلاج".
كما يقترح الخبراء إنشاء قنوات تنسيق مع الجهات المعنية بالسلامة البيولوجية، كوزارات الصحة والدفاع، تحسبا لأي سيناريو غير متوقع، بما يضمن جهوزية علمية ولوجستية أمام خطر قد لا يكون خيالياً تمامًا في المستقبل القريب.