دراسة: عقار ميرك المضاد لكوفيد-19 يساهم في ظهور طفرات فيروسية
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أفادت مجموعة من الباحثين بأن العلاج المضاد لكوفيد-19 الذي ابتكرته شركة "ميرك"، يساهم في ظهور طفرات من الفيروس، مع احتمال ظهور متحورات خطيرة، علما أن هذه الفرضية لا تزال نظرية.
وخلصت دراسة نشرت نتائجها الاثنين الماضي مجلة "نيتشر" إلى أن "العلاج باستخدام المولنوبيرافير ترك أثرا واضحا في قواعد بيانات التسلسل العالمية" لـ"مجين الفيروس".
وعقار الـ"مولنوبيرافير" (Molnupiravir) علاج طورته شركة الأدوية الأميركية العملاقة "ميرك" (المعروفة عالميا باسم "إم إس دي").
وعرض العقار في السوق عام 2021، وكان أول قرص مضاد لكوفيد-19، في تقدم ملحوظ على صعيد العلاجات الصيدلانية التي كانت حتى ذلك الحين تتكون فقط من لقاحات وعلاجات أخرى تتطلب إدارة معقدة عن طريق الوريد.
لكنّ عقار مولنوبيرافير -الذي يباع تحت اسم "لاجيفريو"– سرعان ما أصبح موضع انتقادات طالت ما وُصفت بأنها فعاليته المحدودة، لا سيما بالمقارنة مع منافسه الرئيسي، "باكسلوفيد" من شركة "فايزر" الذي انضم إليه بسرعة في السوق.
وأثار أسلوب عمل عقار مولنوبيرافير الكثير من التردد. فعلى عكس الأدوية المضادة للفيروسات الأخرى، مثل باكسلوفيد، يعمل "لاجيفريو" من خلال الاندماج مباشرة في جين الفيروس.
ويكمن الهدف في إثارة سلسلة طفرات بشكل غير منظم تؤدي في النهاية إلى استئصال الفيروس من الجسم. لكن باحثين حذروا منذ إطلاق هذه الآلية من أنها قد تعزز ظهور فيروسات متحورة يمكن أن تنتقل من فرد إلى آخر.
فعالية منخفضةوساهم هذا الخطر في بعض التردد من جانب السلطات الصحية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) التي وافقت على عقار مولنوبيرافير بأغلبية صغيرة فقط، أو الهيئة العليا للصحة الفرنسية التي رفضته تماما.
وفي هذا السياق تندرج الدراسة التي نشرت نتاجها الاثنين، في حين تلاشى وهج عقار "ميرك" نظرا لفعاليته المنخفضة، لكنه لا يزال يُوصف على نطاق واسع في بعض البلدان، لا سيما النامية منها.
ودرس الباحثون قاعدة بيانات واسعة، تسمى "جيسايد" (Gisaid)، تجمع جينات الفيروسات التي جُمعت من مرضى كثيرين حول العالم.
وبنظر الباحثين، فإن الاستنتاج واضح، وهو أن استخدام مولنوبيرافير يرتبط بظهور طفرات محددة.
وأوضح عالم الوراثة ثيو ساندرسون -أحد الباحثين المشاركين في الدراسة- أن هذا العلاج "يمكن أن يؤدي إلى ظهور فيروسات تحورت بشكل كبير وتبقى قابلة للحياة، أو حتى قابلة للانتقال في بعض الحالات".
رد فعل الشركةورفضت شركة "ميرك" هذه النتائج، فوفق هذه المختبرات الأميركية، تسلط الدراسة الضوء فقط على وجود ارتباط بين علاجها والطفرات المذكورة، من دون التمكن من تأكيد علاقة سببية بين الأمرين.
وقالت المجموعة لوكالة الصحافة الفرنسية إن معدّي الدراسة يعتمدون على "ارتباطات ظرفية".
ليس هناك خطر فوريغير أن النتائج أقنعت باحثين كثيرين لم يشاركوا فيها، مثل عالم الفيروسات ستيفن غريفين الذي أشاد في تصريحات أوردها مركز الإعلام العلمي البريطاني (إس إم سي) بما قال إنه عمل بحثي "تم تنفيذه بشكل جيد وله أهمية استثنائية".
ومثل معدي الدراسة، يشدد غريفين على نقطة واحدة، وهي أن الطفرات التي تم تحديدها لا تبدو، في حد ذاتها، خطيرة أو معدية بشكل خاص. ويحذر غريفين من أن "هذه النتائج لها آثار مهمة على مسار الجائحة المستقبلي".
والواقع أن أي ظاهرة تسرّع ظهور طفرات فيروسية من شأنها التسبب في نهاية المطاف بنشوء متغيرات أكثر خطورة، أو أكثر قابلية للانتقال بشكل ملحوظ من سابقاتها كما حصل مع المتحورة أوميكرون عند ظهورها لأول مرة.
وفي هذا السياق، هل يجب التوقف عن وصف عقار مولنوبيرافير؟
حرص القائمون على الدراسة على عدم الحسم في هذه المسألة، حاصرين نطاق عملهم بعلم الوراثة وداعين السلطات الصحية إلى تحمل مسؤولياتها في هذا المجال.
وبالنسبة لبعض الباحثين، إذا كانت هذه النتائج تذكّر بضرورة عدم وصف دواء مولنوبيرافير طوال الوقت، فلا ينبغي في المقابل التخلي عنه تماما.
ويقول مختص الأمراض المعدية كريس بتلر في تصريحات أوردها مركز "إس إم سي" "بالطبع، لا ينبغي تناول عقار مولنوبيرافير بشكل منهجي عند الإصابة" بفيروس كورونا، "لكن في بعض الحالات الصعبة، هو دواء يمكن أن يكون مفيدا للغاية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بعض
إقرأ أيضاً:
دراسة لـ «تريندز»: زيارة ترامب شراكة استراتيجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت دراسة صادرة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 13 إلى 16 مايو الجاري، مثلت تحولاً استراتيجياً في العلاقات الخليجية - الأميركية، وأعطت دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
وحللت الدراسة، التي أعدتها إدارة البحوث في المركز، تحت عنوان «قراءة تحليلية في مضامين ونتائج زيارة الرئيس ترامب الخليجية»، المضامين الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية للزيارة، مشيرة إلى أن الزيارة تضمنت مناقشات معمقة حول ملفات حيوية للطرفين، من بينها تعزيز الشراكة الاقتصادية الخليجية-الأميركية، وتنسيق سياسات الطاقة، ومستقبل المفاوضات النووية الأميركية-الإيرانية، وتوقيع صفقات دفاعية ضخمة، إضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية ملحة مثل حرب غزة، والملف السوري، والاتفاقيات الإبراهيمية، وتداعيات حرب أوكرانيا على المنطقة.
وسلطت الدراسة الضوء على الصفقات الاقتصادية الضخمة التي أُعلنت خلال الزيارة، مؤكدة أنها تعكس عمق الروابط الاقتصادية الخليجية-الأميركية، وتؤكد التطلعات التنموية الطموحة للدول الخليجية في قطاعات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة.
وخلصت الدراسة إلى أن زيارة ترامب تمثل فرصة تاريخية لتعزيز التحالف الاستراتيجي الخليجي-الأميركي، وتطوير القدرات التكنولوجية للدول الخليجية، ومواجهة التحديات العالمية المشتركة، بما في ذلك التحديات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية.
وأكدت الدراسة أن الشراكة الخليجية-الأميركية تمثل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي والدولي، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في المنطقة والعالم.