أخبارنا المغربية- الرباط

كتبت مجلة "جون أفريك"، أمس الأربعاء، أنه "بفضل صموده وتماسك مجتمعه، خرج المغرب أقوى من الزلزال المروع الذي هز عدة أقاليم بالمملكة يوم 8 شتنبر".

وأوضحت المجلة في مقال تحت عنوان "زلزال المغرب: لماذا خرجت المملكة أقوى"، أن "الزلزال الذي دمر منطقة بأكملها، أثبت قدرة المملكة على رص صفوفها في مواجهة هذه المحنة الصعبة".

وأضافت أن "صمود ملك وشعب، هذا هو ما سوف نتذكره بمجرد انتهاء الضجة التي تحيط حتما بزلزال بهذه القوة، مثل ذلك الذي ضرب الجمعة 8 شتنبر الأطلس الكبير ومنطقة الحوز بالمغرب".

وتابعت "جون أفريك" بالقول ''في مواجهة صدمة أحد أعنف الزلازل في تاريخ البلاد، التحم جلالة الملك والمغاربة، كما حدث خلال الحلقات المؤلمة السابقة، في عرض واسع النطاق لقدرات المملكة على تدبير الأزمات الكبرى والخروج منها أكثر قوة".

وأشارت المجلة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته، منذ الساعات الأولى للمأساة، للجيش بالتدخل ونشر عناصر الإغاثة، كما أمر بإقامة صلاة الغائب في كافة مساجد المملكة على أرواح المفقودين.

وبحسب المجلة، فقد أظهرت هذه الكارثة الطبيعية بأن "المغرب يتوفر على مؤسسات فاعلة ومخططات فعالة وخبرة عملياتية واضحة في تدبير الكوارث الطبيعية، مع استراتيجية مدروسة طويلة الأمد تنفذها وزارة الداخلية".

وهو الأمر الذي انعكس على أرض الواقع بـ "مرونة وثقة وهدوء السلطات التي تولت مسؤولية هذه المأساة بسيادة كاملة"، وفقا للمصدر ذاته الذي سلط الضوء كذلك على "القدرات الهندسية والإنشائية للمملكة، حيث ظلت الغالبية العظمى من المرافق العامة صامدة أمام الزلزال".

من جهة أخرى، توقفت "جون أفريك" عند دينامية المجتمع المدني وتضامن الشعب المغربي، "الذي تحرك من طنجة إلى الكويرة لدعم الضحايا، وهو ما يبعث على الاطمئنان بشأن صمود المغرب وتماسك مجتمعه"، معتبرة أن المملكة "كانت قادرة من خلال هذه المأساة على قياس درجة قوتها الناعمة لدى الرأي العام الأجنبي".

وشددت المجلة على رغبة المملكة، التي تم التعبير عنها منذ الأيام الأولى للزلزال، في عدم التنازل عن أي التزام خارجي، سواء في مراكش، حيث ستعقد الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي كما هو مخطط له في أكتوبر، أو مشاركة المملكة في قمة الأحواض الثلاثة نهاية أكتوبر في برازافيل.

وخلصت إلى أن هذا الصمود "يوحي بأن المغرب، مثل ما حدث خلال جائحة كوفيد، سيخرج من هذه المأساة أقوى".

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: جون أفریک

إقرأ أيضاً:

في غزة.. المأساة تتجاوز الخيال

محمد بن رامس الرواس

"مؤسسة غزة الإنسانية عبارة عن فخ موت مصمم لقتل أو تهجير السكان".. هكذا صرحت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، عن الوضع المأساوي في غزة.

أحداث تشبه أفلام الخيال السينمائي لكنها اليوم تجسد في غزة بطريقة أكثر دموية وأكثر وحشية. وعند متابعتنا للأحداث المأسوية بقطاع غزة التي تتكشف فصولها يوما بعد يوم، يتبادر إلى أذهاننا أنها تشبه ما حدث في أحد أفلام هوليوود والذي يحمل عنوان "صيادو الجوعى" (The Hunger Games) ولقد وثقت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز -المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة- في تقريرها الذي رفعته للأمم المتحدة هذا المعنى من خلال ما دونته من انتهاكات لاإنسانية في القطاع خلال توزيع المساعدات، قائلة: "فخ موت مصمم لقتل أو تهجير الناس" وهو صورة حقيقية فعلًا لما يحدث.

"البقاء للأسرع والأقوى".. هكذا الوضع في فيلم "صيادو الجوعى" الذي يُجبر فيه المشاركون على القتال حتى الموت في ساحة معركة مصممة بعناية، بينما يشاهد الجمهور الأحداث من بعيد عبر الشاشات، لقد تجلت هذه الديناميكية على الواقع ولكن بصورة أكثر وحشية منذ ظهور ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وهي توزع المعونات على الفلسطينيين، فيطالعنا مشهد صراع بين الفلسطينيين عند توزيع الغذاء، لأن هذه المؤسسة تقوم بحصار خانق خلال تقديمها المساعدات، فهي ترهق الفلسطينيين عند استلامهم المساعدات، وبعد استلامهم يأتي دور جنود الاحتلال الإسرائيلي فيقومون باصطياد الفلسطينيين الجوعى وهم يحملون الغذاء فيقتلونهم، ليبلغ عدد شهداء المساعدات ما يزيد عن ٦٠٠ شهيد فلسطيني، بينما المجتمع الدولي كله يشاهد ما يحدث عبر شاشات الأخبار بصمت وبدم بارد إلا من رحم الله، وكأن ما يشاهدونه ليس واقعيا.

"نشر الفوضى وإيجاد بيئة للموت".. تشابه كبير بين الفيلم الذي ذكرناه والواقع، ولا يقتصر التشابه على المشاهد البصرية للقتل عند التهافت على الغذاء وبعد الحصول عليه، بل يمتد إلى مشهد آخر وهو وجود طرف قوي يمتلك السيطرة المطلقة على الموارد والأسلحة ويفرض شروط البقاء على الطرف الأضعف.

إن ما نشاهده من أفعال يقوم بها جيش الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه يُعد واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث، وإن ما ذكرته فرانشيسكا ألبانيزي يعكس بوضوح طبيعة الصراع، حيث تسعى قوة عسكرية إلى تهجير وتصفية مجموعة سكانية، باستخدام كل الوسائل المتاحة، إنها عملية لا تختلف كثيرا عن لعبة يتم فيها إقصاء الضعفاء بلا رحمة.

ولقد أصبح موقع استلام المعونات بقطاع غزة فخًّا للموت الممنهج، وليس جزءًا من الحرب التقليدية، وهدفه أن يجعل الحياة مستحيلة مما يدفع السكان إلى الموت أو إلى التهجير القسري، والفارق بين الفيلم وما يقوم به جيش الاحتلال من اصطياد وقتل الجوعى يكمن في أن ما يحدث في غزة ليس خيالا سينمائيا، بل هو واقع مرير يعيشه آلاف البشر يوميا، إنها ليست قصة ترويها هوليوود بل هي مأساة إنسانية حقيقية تتطلب من المجتمع الدولي التحرك والمطالبة بوقف الحرب وبفرض حظر كامل على الأسلحة لإسرائيل وتعليق جميع الاتفاقيات التجارية والعلاقات الاستثمارية معها، وهذه ليست مجرد دعوات بل هي محاولات لوقف هذا الإجرام الوحشي، وإيقاف هذه المأساة المميتة.

إلى متى سيظل المجتمع الدولي في موقف المتفرج على نظام المساعدات العسكري القاتل؟ هؤلاء الفلسطينيون عند ذهابهم للحصول على كيس طحين يعيشون مأساة تتجاوز أسوأ كوابيس هوليوود.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فتح باب الترشيح لانتقاء الفيلم الطويل الذي سيمثل المغرب في جوائز الأوسكار 2025
  • الأوقاف تُطلق منبر الإسلام بحلّة جديدة مع العام الهجري
  • شاهد بالفيديو.. في حفل أحيته بالقاهرة.. الفنانة هدى عربي تنفجر بالضحكات وتفشل في إكمال وصلتها الغنائية وتكشف عن السبب!!!
  • بيرقدار TB2 التركية تحقق إنجازًا غير مسبوق في أوروبا.. مجلة تعترف: من المستحيل هزيمتها
  • “ريد بوكس” تحتفل بتوصيل 10 ملايين شحنة وتكشف عن خطط توسعية طموحة في المملكة وخارجها
  • اتهامات للصين بالسعي لتقويض مبيعات طائرة رافال الفرنسية
  • في غزة.. المأساة تتجاوز الخيال
  • سوريا.. النيابة الفرنسية تطالب بتوقيف «بشار الأسد» ومروحيات تركية تشارك بإخماد الحرائق
  • ناجي غورور يحذّر: هزات أقوى قد تضرب إسطنبول قريبًا
  • إيكونوميست: خطة ترامب الاقتصادية تهدّد أسس الازدهار الأميركي