في غزة.. المأساة تتجاوز الخيال
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
محمد بن رامس الرواس
"مؤسسة غزة الإنسانية عبارة عن فخ موت مصمم لقتل أو تهجير السكان".. هكذا صرحت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، عن الوضع المأساوي في غزة.
أحداث تشبه أفلام الخيال السينمائي لكنها اليوم تجسد في غزة بطريقة أكثر دموية وأكثر وحشية. وعند متابعتنا للأحداث المأسوية بقطاع غزة التي تتكشف فصولها يوما بعد يوم، يتبادر إلى أذهاننا أنها تشبه ما حدث في أحد أفلام هوليوود والذي يحمل عنوان "صيادو الجوعى" (The Hunger Games) ولقد وثقت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز -المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة- في تقريرها الذي رفعته للأمم المتحدة هذا المعنى من خلال ما دونته من انتهاكات لاإنسانية في القطاع خلال توزيع المساعدات، قائلة: "فخ موت مصمم لقتل أو تهجير الناس" وهو صورة حقيقية فعلًا لما يحدث.
"البقاء للأسرع والأقوى".. هكذا الوضع في فيلم "صيادو الجوعى" الذي يُجبر فيه المشاركون على القتال حتى الموت في ساحة معركة مصممة بعناية، بينما يشاهد الجمهور الأحداث من بعيد عبر الشاشات، لقد تجلت هذه الديناميكية على الواقع ولكن بصورة أكثر وحشية منذ ظهور ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وهي توزع المعونات على الفلسطينيين، فيطالعنا مشهد صراع بين الفلسطينيين عند توزيع الغذاء، لأن هذه المؤسسة تقوم بحصار خانق خلال تقديمها المساعدات، فهي ترهق الفلسطينيين عند استلامهم المساعدات، وبعد استلامهم يأتي دور جنود الاحتلال الإسرائيلي فيقومون باصطياد الفلسطينيين الجوعى وهم يحملون الغذاء فيقتلونهم، ليبلغ عدد شهداء المساعدات ما يزيد عن ٦٠٠ شهيد فلسطيني، بينما المجتمع الدولي كله يشاهد ما يحدث عبر شاشات الأخبار بصمت وبدم بارد إلا من رحم الله، وكأن ما يشاهدونه ليس واقعيا.
"نشر الفوضى وإيجاد بيئة للموت".. تشابه كبير بين الفيلم الذي ذكرناه والواقع، ولا يقتصر التشابه على المشاهد البصرية للقتل عند التهافت على الغذاء وبعد الحصول عليه، بل يمتد إلى مشهد آخر وهو وجود طرف قوي يمتلك السيطرة المطلقة على الموارد والأسلحة ويفرض شروط البقاء على الطرف الأضعف.
إن ما نشاهده من أفعال يقوم بها جيش الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه يُعد واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث، وإن ما ذكرته فرانشيسكا ألبانيزي يعكس بوضوح طبيعة الصراع، حيث تسعى قوة عسكرية إلى تهجير وتصفية مجموعة سكانية، باستخدام كل الوسائل المتاحة، إنها عملية لا تختلف كثيرا عن لعبة يتم فيها إقصاء الضعفاء بلا رحمة.
ولقد أصبح موقع استلام المعونات بقطاع غزة فخًّا للموت الممنهج، وليس جزءًا من الحرب التقليدية، وهدفه أن يجعل الحياة مستحيلة مما يدفع السكان إلى الموت أو إلى التهجير القسري، والفارق بين الفيلم وما يقوم به جيش الاحتلال من اصطياد وقتل الجوعى يكمن في أن ما يحدث في غزة ليس خيالا سينمائيا، بل هو واقع مرير يعيشه آلاف البشر يوميا، إنها ليست قصة ترويها هوليوود بل هي مأساة إنسانية حقيقية تتطلب من المجتمع الدولي التحرك والمطالبة بوقف الحرب وبفرض حظر كامل على الأسلحة لإسرائيل وتعليق جميع الاتفاقيات التجارية والعلاقات الاستثمارية معها، وهذه ليست مجرد دعوات بل هي محاولات لوقف هذا الإجرام الوحشي، وإيقاف هذه المأساة المميتة.
إلى متى سيظل المجتمع الدولي في موقف المتفرج على نظام المساعدات العسكري القاتل؟ هؤلاء الفلسطينيون عند ذهابهم للحصول على كيس طحين يعيشون مأساة تتجاوز أسوأ كوابيس هوليوود.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
كشف أثري جديد.. العثور على نصف معبد للملك ني أوسر رع تتجاوز مساحته 1000 متر
كتب- محمد شاكر:
كشفت البعثة الأثرية الإيطالية بمنطقة أبو غراب في أبوصير، برئاسة كل من الدكتور ماسيميليانو نوتسولو والدكتور روزانا بيريللي من جامعتي تورينو ونابولي، عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" من عصر الأسرة الخامسة، وذلك خلال أعمال الحفائر الجارية بالموقع.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا الكشف موضحاً أن هذا المعبد أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة حتى الآن، كما أن البعثة نجحت لأول مرة في الكشف عن أكثر من نصف المعبد، حيث ظهر كمبنى ضخم تتجاوز مساحته 1000 متر مربع يتميز بتخطيط معماري فريد يجعله من أكبر وأبرز معابد الوادي في جبانة منف.
وأشار إلى أن عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدّد موقع المعبد عام 1901، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر به.
ومن جانبه، قال محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة كثيفة من طمي النيل بلغ ارتفاعها نحو 1.20 متر، بالإضافة إلى الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الجرانيت يُرجّح أنه كان جزءًا من الرواق الرئيسي للمدخل.
كما تم الكشف عن أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد، وعدد من العناصر المعمارية التي وُجدت في مواقعها الأصلية بالمعبد، بما في ذلك أعتاب وأبواب من الجرانيت.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور ماسيميليانو نوتسولو إلي أنه خلال موسم الحفائر السابق اكتشفت البعثة بوابة كاملة من حجر الكوارتزيت بحالة جيدة من الحفظ، إلى جانب بقايا درج داخلي كان يؤدي إلى السطح، في الجزء الشمالي الغربي للمعبد، وهو ما يرجّح وجود مدخل ثانوي.
وأضاف أن أعمال الحفائر الحالية كشفت أيضًا عن منحدر يُعتقد أنه كان يربط المعبد بالنيل أو أحد فروعه، وأن المؤشرات الأولية تؤكد امتداد المبنى شمالًا وفق الطراز المعماري لمجموعة معابد الأسرة الخامسة، ومنها معبد الوادي الخاص بهرم الملك "ساحورع" بأبوصير.
كما عثرت البعثة على مجموعة متميزة من اللقى الأثرية، من بينها قطعتان خشبيتان من لعبة "السنت" المصرية القديمة، والتي تشبه لعبة الشطرنج الحديث.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة روزانا بيريللي إلى اكتشاف عتبة حجرية ضخمة منقوشة بنصوص هيروغليفية تتضمن تقويمًا للاحتفالات الدينية الخاصة بالمعبد، إضافة إلى ذكر اسم الملك "ني أوسر رع". كما عُثر على شظايا حجرية منقوشة من الحجر الجيري الأبيض الفاخر، إلى جانب كميات كبيرة من الفخار تعود لفترات زمنية تمتد من أواخر الدولة القديمة وحتى بدايات الدولة الوسطى، ويعود معظمها إلى عصر الانتقال الأول.
وتشير الدراسات الأولية أن المعبد، بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية، تحول إلى منطقة سكنية صغيرة سكنها أهالي المنطقة خلال عصر الانتقال الأول، مما يوفر مصدرًا جديدًا لفهم الحياة اليومية لسكان منطقة منف خلال هذه الفترة قليلة التوثيق من تاريخ مصر القديم.
وتستعد البعثة لاستكمال أعمالها خلال المواسم القادمة لاستكشاف المزيد من عناصر هذا الموقع الأثري المهم وإزاحة الستار عن تفاصيل جديدة تضيف الكثير إلى فهم نشأة وتطور معابد الشمس في مصر القديمة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
عصر الأسرة الخامسة محمد إسماعيل خالد الملك ني أوسر رع المجلس الأعلى للآثار معبد الوادي أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
كشف أثري جديد.. العثور على نصف معبد للملك "ني أوسر رع" تتجاوز مساحته 1000 متر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية