هل يجوز أداء العمرة مرتين خلال سفر واحد؟.. «الإفتاء» تحسم الأمر
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
«هل يجوز أداء العمرة مرتين خلال سفر واحد؟».. سؤال يطرحه كثيرون من المسلمين، لا سيما الراغبون في أداء أكثر من عمرة خلال رحلة سفر واحدة، إلا أنهم يتشككون في مدى جوازها وقبولها، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي.
هل يجوز أداء العمرة مرتين خلال سفر واحد؟وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على سؤال «هل يجوز أداء العمرة مرتين خلال سفر واحد؟»، موضحًا أنه بالفعل يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد أو في اليوم الواحد، وذلك في حال كان الحاج متمتعًا وراغبًا في أداء أكثر من عمرة خلال رحلته وزيارته لبيت الله الحرام.
وجاء تشكك كثيرين من مدى جواز أداء العمرة مرتين في السفر الواحد، نتيجة لاختلاف العلماء حول هذا الأمر، بحسب الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدار الفروع الفقهية بـ دار الإفتاء المصرية، الذي أوضح أن العلماء في هذه القضية انقسموا إلى رأيين: «سبب اختلاف العلماء في هذا الأمر هو اختلاف الفهم في حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح أنها، قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع نوافي هلال ذي الحجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد منكم أن يهل بعمرة فليهلل، فلولا أني أهديت، لأهللت بعمرة. قالت: فكان من القوم من أهل بعمرة، ومنهم من أهل بحج، فكنت أنا ممن أهل بعمرة».
سبب اختلاف الفريقينوأضاف «عبد السميع»: «وقالت عائشة رضي الله عنها: فخرجنا حتى قدمنا مكة، فأدركني يوم عرفة وأنا حائض، لم أحل من عمرتي، فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دعي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي، وأهلي بالحج، قالت: ففعلت، فلما كانت ليلة الحصبة، وقد قضى الله حجنا، أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأردفني وخرج إلى التنعيم، فأحللت بعمرة، فقضى الله حجنا وعمرتنا، ولم يكن في ذلك هدي، ولا صدقة، ولا صوم».
واستكمل «عبد السميع» قائلًا: «ذهب فريق من العلماء إلى أن تكرار العمرة في حديث عائشة – رضي الله عنها - خاص بها فقط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أو أي أحد ممن حج معه لم يأتوا بهذه العمرة، وقالوا: وإنما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لها تطييبا لقلبها، بينما رأى الفريق الثاني أن حديث عائشة – رضي الله عنها - هذا عام في حق كل أحد، فيجوز لأي أحد أن يكرر العمرة خلال سفرة واحدة، وأن العمرة فعل خير، وأنه قد وردت الأحاديث الكثيرة بالترغيب فيها والحث عليها»، وأن الفريق الثاني يرى أنه برغم جواز تكرار العمرة في سفر واحد، إلا أن الأولى أن ينشئ لكل عمرة سفرًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أداء العمرة مناسك الحج دار الإفتاء دار الإفتاء المصرية الإفتاء صلى الله علیه وسلم رضی الله عنها
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الجماعة في المسجد .. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجلٌ مغترب يقيم مع رفقائه، وقد اعتادوا على أداء الصلاة المفروضة في المسجد، إلا أنَّهم في بعض الأحيان يصلونها معًا في المسكن، ويسأل أحدهم: هل ننال بذلك أجر صلاة الجماعة، وهل هناك أفضلية بين أداء الجماعة في المسجد وبين أدائها في غيره من الأماكن؟
وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأن أداء الرجل المذكور بعضَ الصلوات المفروضة مع رفقائه في المَسكَن الذي يقيمون فيه هو أمرٌ تتحقق به صلاة الجماعة، وينالون بذلك أجرَها، ويحصلون عظيم ثوابها.
وتابعت دار الإفتاء: إلا أن المستحب والأكمل ثوابًا والأتم أجرًا في حقهم أن تكون في المسجد؛ لِمَا في ذلك من مزيد خصوصية وفضائل زائدة مستقلة عن فضل ثواب الجماعة وحدها، والتي منها: إظهار شعيرة الجماعة بإقامتها في المسجد وإعماره، وبركةِ المكانِ وعلُوِّ شرفهِ، فضلًا عن أجرِ الخطوات إليه ذهابًا وإيابًا، والمكث فيه، وانتظار الصلاة، وصلاة الملائكة واستغفارهم للمصلي، وكثرة أعداد المصلين، وما كان أكثر فهو أحبُّ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وأقربُ إليه.
وأوضحت دار الإفتاء أنه إن كان المصلي معذورًا في تركها لمرض ونحوه فإنه يحصل له ثوابها كاملًا ما دام معتادًا ومحافظًا على أدائها في المسجد حال السعة والاختيار.
فضل صلاة الجماعةوقالت دار الإفتاء إن صلاة الفرض في جماعة شعيرةٌ من أعظم شعائر الإسلام، أَمَرَ بها ورغَّب في أدائها بمضاعفة المثوبة عليها وتعظيم أجرها عن صلاة المنفرد.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه، وفي روايةٍ: «بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» أخرجها الإمام البخاري من حديث أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه.
وأكدت أنه من المقرر شرعًا أن الجماعة تنعقد صحيحةً في غير صلاة الجمعة والعيدين باجتماع اثنين فأكثر، سواء كان ذلك الانعقاد في المسجد أو في غيره كالبيت والسوق ونحوه، والأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» أخرجه الإمامان: البخاري -واللفظ له- ومسلم من حديث مالك بن الحُوَيْرِث رضي الله عنه.
قال الإمام النَّوَوِي في "شرح صحيح الإمام مسلم" (5/ 175، ط. دار إحياء التراث العربي): [الجماعة تصح بإمام ومأموم، وهو إجماع المسلمين] اهـ.