من الإعارات إلى قمة هدافي فرنسا.. قصة توهج المصري مصطفى محمد
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
ن يتربع النجم كيليان مبابي على صدارة ترتيب هدافي الدوري الفرنسي لكرة القدم أمر طبيعي؛ لكن وجود المصري مصطفى محمد في المركز الثاني بعد رحلة إعارات بالجملة أوصلته إلى مركز أساسي مع نادي نانت، فهو رحلة صعود تشكّل علامةً مضيئةً في مسيرة مهاجم منتخب "الفراعنة".
كان مصطفى -الذي سيتم عامه السادس والعشرين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل- على وشك الرحيل من نانت والعودة إلى الدوري التركي، بعد أن قضى الموسم الماضي معارًا من غلطة سراي التركي لفريق غرب فرنسا، إلّا أن الأخير فعّل بند الشراء البالغ 5.
بعد تسجيله 8 أهداف خلال 36 مباراة في الدوري الفرنسي، احتاج المصري سبع مباريات فقط كي يهز الشباك 5 مرات في انطلاقة الموسم الحالي، بينها ركلة حرة رائعة بعيدة المدى أمام لوريان الشهر الماضي، فارضًا نفسه نجمًا للفريق الأصفر وخيارًا أساسيًّا للمدرب بيير أريستوي.
وعلّق محمد على هدفه: "النجاح لا يتحقق بسهولة أو بالصدفة، كل شيء بالتدريب والعمل. بعد كل مران، أتدرب على تسديد الكرات الثابتة وركلات الجزاء".
لكن رحلة المهاجم الصلب البنية لم تكن سهلة، وقبل أن يصنع لنفسه اسمًا مع "الفارس الأبيض" الزمالك ومنتخب بلاده، مرّ بمسيرة لم تخلُ من الصعوبات والعقبات.
وكان يحيى فارس، رئيس نادي البطل الأولمبي الذي يلعب ضمن القسم الرابع حاليًا، ومدرب الناشئين بنادي وادي دجلة سابقًا، من أوائل المدربين الذين اكتشفوا موهبة مصطفى في وقت مبكر.
اقرأ أيضاً
بتفعيل بند الشراء.. المصري مصطفى محمد باق مع نانت الفرنسي
يقول فارس لوكالة فرانس برس: "في عام 2008 انضمّ مصطفى إلى وادي دجلة وهو في سن الحادية عشرة، بعد أن بدأ مشواره في مدرسة الكرة بنادي مزارع دينا. منذ البداية لفت انتباه الجميع بقدرته على اللعب في كل مراكز الهجوم، وكان يجيد اللعب كظهير أيمن كذلك".
شارك اللاعب مع فريق مدرسة الكرة بوادي دجلة عام 2010 في بطولة ودية بإسبانيا، ضمّت أندية أياكس الهولندي وسانتوس البرازيلي وغيرها، وأضاف فارس: "لفت مصطفى الأنظار بموهبته الكبيرة، وتوقعنا له الاحتراف رغم أن عمره لم يتجاوز الـ 12 عامًا وقتها".
ترك مصطفى محمد وادي دجلة في 2013 والتحق بناشئي الزمالك وقال عن ذلك: "آنذاك كان هناك الكثير من التغييرات في قطاع الناشئين ورحل محمد مجانًا. عرفتُ لاحقًا أنه خاض اختبارات الناشئين في الزمالك وانضم إليهم على الفور".
أراد كل من مدير قطاع الناشئين وقتها أحمد حسام (ميدو) ومدرب فريق تحت 18 سنة مدحت عبد الهادي إشراكه في مركز الظهير الأيمن، إلّا أن اللاعب رفض الأمر، وكاد يرحل لولا تدخل بعض المدربين بالقطاع، حتى اقتنع الثنائي ميدو وعبد الهادي، فأصبح محمد هدافًا لفريقه. لكن الأمور مجددًا لم تسر بالشكل الذي حلم به مصطفى.
صعّده ميدو إلى الفريق الأول عام 2016 في أثناء فترة تدريبه للزمالك، دون أن يحصل على أي فرصة للمشاركة، وبنهاية الموسم قررت الإدارة إعارته إلى الداخلية حتى يحصل على فرصته.
سجّل "الأناكوندا"، كما يُطلَق عليه في مصر، 4 أهداف في 17 مباراة مع الداخلية في موسم 2017 قبل أن يعود إلى الزمالك؛ لكن إدارة النادي أعارته من جديد، وهذه المرة إلى نادي طنطا.
يروي خالد عيد، نجم غزل المحلة المخضرم ومدرب طنطا آنذاك لفرانس برس، قائلًا: "منذ حضوره (مصطفى) إلى طنطا كان واضحًا أنه يرغب في تقديم كل شيء. اتفقنا على أن يخوض تدريبات منفردة عقب مران الفريق، وتحديدًا على ضربات الرأس والمواقف داخل منطقة الجزاء". علمًا أن اللاعب سجل مع طنطا 6 أهداف في 23 مباراة.
أضاف عيد: "لم يتجاوز عمره العشرين؛ لكن الجميع كان يتنبأ له بالتألق، بل وبدأ البعض يُشبّهه بمحمد صلاح الذي كان يتألق في موسمه الأول مع ليفربول وقتها؛ لكنه تعرض لإصابة قوية في وقت كنّا ننتظر منه المزيد".
ثم أصيب في فبراير/ شباط 2018 في الركبة وابتعد حتى نهاية الموسم، ثم عاد إلى الزمالك، وخرج معارًا مرة أخرى، وهذه المرة نحو طلائع الجيش. بدا تطوّره لافتًا هذه المرة، مع 12 هدفًا وصناعة خمسة في 29 مباراة مع الفريق العسكري، فعاد إلى الزمالك مرة أخرى في يوليو/ تموز 2019.
سجّل محمد هدفًا في مباراته الأولى مع الزمالك بدوري أبطال أفريقيا، قاد الفريق الأبيض إلى نهائي نسخة 2019-2020 التي خسرها أمام غريمه التقليدي الأهلي في المباراة التي أطلق عليها إعلاميًّا "نهائي القرن".
سجل محمد 17 هدفًا في كل المسابقات بموسمه الأول مع الفريق العاصمي، وبدأت العروض الأوروبية تنهال عليه، خاصةً بعد تألقه في كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة التي استضافتها مصر وتُوّجت بلقبها في نوفمبر 2019.
للمرة الأولى، ترك محمد الدوري المصري في فبراير 2021، نحو غلطة سراي على سبيل الإعارة مقابل مليونَي دولار، مع بند أحقية شراء للنادي التركي مقابل 4 ملايين دولار.
بعد أن سجل 9 أهداف، فعّل غلطة سراي بند الشراء واستمر معه لموسم آخر، سجل خلاله 8 أهداف وصنع 5 في مختلف المسابقات، قبل رحلته الفرنسية الواعدة، علمًا أنه يواجه حاليًا إيقافًا صارمًا بعد طرده إثر انفعاله المفرط خلال الخسارة الأخيرة على أرض رين والتي وضعت نانت في المركز الثالث عشر.
المصدر | أ ف بالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصطفى محمد نانت الدوري الفرنسي مصطفى محمد
إقرأ أيضاً:
الرئيس المصري يحذّر من أزمة ديون عالمية
رام الله - دنيا الوطن
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من احتمال اندلاع أزمة ديون عالمية جديدة تهدد الاقتصادات النامية وتفاقم الفجوة التنموية، في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
جاء ذلك، ضمن كلمة الرئيس السيسي، خلال مشاركته عبر تقنية (الفيديو كونفرانس)، في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.
وأكد السيسي، أن المؤتمر يأتي في توقيت دقيق، يشهد تزايد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع معدلات الحماية والتدابير الأحادية، إلى جانب التباطؤ في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتنامي تداعيات تغير المناخ، والتغيرات المتسارعة في خريطة التجارة الدولية، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية عالمية تؤثر على جميع الدول، وتحد من قدرة الدول النامية على النمو وتحقيق التنمية.
وأوضح الرئيس المصري، أن المجتمع الدولي توافق عام 2015 على أهداف التنمية المستدامة كإطار شامل للنهوض بالشعوب وتحقيق مستقبل أفضل، غير أن الفجوة التنموية والتمويلية شهدت خلال السنوات الأخيرة اتساعًا خطيرًا، قد يجعل من بلوغ هذه الأهداف بحلول عام 2030 أمرًا بعيد المنال، ما لم تُتخذ خطوات فعالة وسريعة لمعالجة هذا الخلل.
ودعا السيسي إلى أن يخرج المؤتمر بمخرجات طموحة وملموسة تعكس الإرادة الجماعية في التحرك العاجل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مصر تتطلع إلى تحقيق تقدم فعلي في ثلاث أولويات رئيسية خلال أعمال المؤتمر.
وأوضح أن الأولوية الأولى تتمثل في صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية إلى التمويل الميسر منخفض التكلفة، مؤكدًا ضرورة معالجة الاختلالات الهيكلية في النظام المالي العالمي وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية.
كما شدد على أهمية التوافق حول خطوات عملية لمواصلة إصلاح الهيكل المالي العالمي، واستحداث آليات مبتكرة، مثل مبادلة الديون ووضع أطر تمويلية تحفز استثمارات القطاع الخاص، مع تعزيز الترابط بين تنفيذ "خطة عمل أديس أبابا" وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن الأولوية الثانية، تتعلق برفع سقف الطموح في إصلاح هيكل الديون العالمي ووضع خطوات عملية لاحتواء تنامي الديون السيادية في الدول النامية، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، التي تضم نحو ثلثي فقراء العالم. وأكد الرئيس السيسي أن عدم التوصل إلى حلول ملموسة في هذا الشأن قد يؤدي إلى اندلاع أزمة ديون عالمية جديدة تهدد استقرار اقتصادات الدول وتفاقم من حدة الفجوة التنموية.