محادثات سرية بين دول عربية وإسرائيل.. هل اتفاقات أبراهام ما هي إلا حصان طروادة؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تمثل اتفاقات أبراهام إحدى المبادرات النادرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي تسعى إدارة الرئيس الحالي جو بايدن لتوسيعها وتعميقها، فإلى ماذا تطمح واشنطن من وراء ذلك؟
وتساءل برنامج "من واشنطن" (2023/10/5): إن كانت إدارة بايدن تسعى لكسب ورقة رابحة انتخابيا تعوّل عليها لكسب تأييد قطاعات واسعة من الناخبين للفوز بولاية رئاسية ثانية لبايدن؟ أو أنها تطمح لقطع الطريق على النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد نجاح الوساطة الصينية بين الرياض وطهران؟
ويشار إلى أنه في 15 من شهر سبتمبر/أيلول 2020 رعى الرئيس ترامب في البيت الأبيض التوقيع على اتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات من جهة أخرى، لينضم إليهما -لاحقا- المغرب ثم السودان، وصاحَب اتفاقات أبراهام شعور بأنها أُبرمت على حساب الفلسطينيين.
ومن بين المؤشرات على الأولوية الكبيرة التي توليها إدارة بايدن لملف اتفاقات أبراهام؛ تعيينها للسفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، مستشارا أولا للتكامل الإقليمي بوزارة الخارجية الأميركية.
وفي لقاء حصري للبرنامج أوضح شابيرو، أن التكامل الإقليمي فرصة للدول لتعمل معا في المنطقة، لتطبيع علاقات قد تكون موجودة حتى يصبحوا شركاء في تحديات مشتركة، وبناء فرص اقتصادية لمواطنيهم.
وقال شابيرو، إنه منذ توقيع اتفاقات أبراهام شهد التعاون الإسرائيلي مع شركائها العرب ارتفاعا مهما، وكذا زيادة ملحوظة في نسبة المعاملات التجارية بينهم، مشيرا إلى وجود رحلات سياحية بين هذه البلدان، الأمر الذي يعزز التواصل بين شعوب هذه الدول، ولكنه يرى أن كل هذه الإنجازات غير كافية لتعميق العلاقات بين إسرائيل وشركائها العرب.
وأشار إلى أن هناك دولا في الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق آسيا تجري محادثات سرية مباشرة مع إسرائيل، ومع الشركاء في منتديات التكامل الإقليمي، حول كيفية توطيد العلاقات مع تل أبيب، ولكنه تحفّظ على ذكر أسماء تلك الدول؛ نظرا لسرية تلك المعلومات حتى الآن.
وأوضح أن هناك نقاشا نشطا يدور حول إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وتعدّ أميركا شريكا رئيسا في تلك المناقشات، مبينا أنه إذا تحقق ذلك فسيكون تحولا كبيرا؛ بسبب النفوذ الكبير الذي تتمتع به السعودية في العالمين العربي والإسلامي.
أما عن التخوف الأميركي من النفوذ الصيني في المنطقة، رأى مدير مكتب الجزيرة في العاصمة الصينية ناصر عبد الحق، أنه منذ إعلان أميركا في عهد أوباما خطتها لتحويل سياستها إلى منطقة آسيا، فقد وجدت الصين في ذلك فرصة كي تسدّ الفراغ الأميركي في المنطقة.
ولكن يبدو أن أميركا عندما رأت التوسع والمشروعات الصينية، فقد شعرت بنوع من الخطر من هيمنة الصين على المنطقة، وهذا ما جعل بكين ترى أن إبرام أميركا لاتفاقات مع دول المنطقة، سيزيد من العبء الأميركي لأنه لن يكون بمقدورها السيطرة على كلّ من منطقتي الصين والشرق الأوسط، في الوقت ذاته.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت 6 مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في قطاع غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيّرة أميركية فوق غزة، كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في ملاحقة الأسرى الإسرائيليين ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال 5 من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل، بينما ذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة. ورفض المصدران تحديد متى اتُّخذ هذا القرار.
وجاء القرار مع تزايد مخاوف مجتمع المخابرات الأميركية بشأن عدد المدنيين الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) للأسرى الفلسطينيين.
وقال 3 من المصادر إن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وذكر مصدران أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
وأفادت المصادر بأن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية، وفقا لقانون الحرب.
إعلانوقال مصدر مطلع إن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
وذكر مصدر آخر مطلع أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
تبادل واسع للمعلومات المخابراتيةوأفاد مصدران بأن بايدن وقّع -بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- مذكرة توجّه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وقالت 3 مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) والمخابرات المركزية (سي آي إيه) التي أطلقت طائرات مسيّرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم. وساعد البث أيضا في جهود إطلاق أسرى إسرائيليين، حسب قولهم.
وجاء قرار وقف تبادل معلومات المخابرات بعدما قررت إدارة بايدن أن إرسال الولايات المتحدة لأسلحة ومعلومات مخابراتية لإسرائيل لا يزال قانونيا، رغم تزايد مخاوف بعض المسؤولين من أن الجيش الإسرائيلي انتهك القانون الدولي خلال عملياته في غزة.
وذكر عدد من المسؤولين السابقين أن محامي إدارة بايدن ظلوا يرددون أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي رغم تصاعد تلك المخاوف.
وقال مصدران مطلعان إن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف المصدران أنه كان من المقرر أن تنتهي شراكة تبادل معلومات المخابرات، وقال مسؤولو المخابرات إن مخاوفهم بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة زادت.
وذكر المصدران أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة الرئيس المقبل -آنذاك- دونالد ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وإن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وذكرت وكالة رويترز أن كل المصادر اشترطت عدم نشر أسمائها للحديث عن معلومات المخابرات الأميركية.