زيلينسكي يعتزم زيارة الاحتلال لـ حشد الدعم الدولي وإظهار التضامن
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
يعتزم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "زيارة إسرائيل لإبداء تضامن بلاده" مع دولة الاحتلال، في ظل تواصل العدوان على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين وإسرائيليين، إن مكتب الرئيس الأوكراني أرسل طلبا رسميا إلى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطلب تنسيق الزيارة، لافتا إلى أن "المحادثات حول هذه القضية أولية ولا يوجد حتى الآن موعد محدد للزيارة".
وأضاف الموقع أن زيارة زيلينسكي في هذا التوقيت تهدف إلى " تعزيز الدعم الدولي للهجوم المضاد الذي تشنه إسرائيل ضد حماس في غزة"، بحسب تعبيره.
ومنذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، قدم زيلينسكي لإسرائيل دعما واسعا، مقارنا عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة "حماس"، باجتياح الجيش الروسي بلاده في مطلع العام الماضي.
والأربعاء، دعا زيلينسكي بعد اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، قادة العالم إلى زيارة الاحتلال الإسرائيلي لإظهار دعمهم، مستذكرا بدء الحرب الروسية على بلاده.
وقال الرئيس الأوكراني: "في الأيام الأولى للغزو الروسي، كان من المهم بالنسبة لأوكرانيا ألا تشعر بالوحدة وأن الدعم الدولي ساعدها كثيرا"، مشيرا إلى أن هذا السبب الذي يدعوه إلى التضامن مع الاحتلال وحث قادة دول العالم إلى زيارة إسرائيل.
وأوضح الموقع أن زيلينسكي كان من أوائل القادة الذين هاتفوا نتنياهو وأعربوا عن دعمهم لإسرائيل. كما أصدر بيانا بعد وقت قصير من بدء عمليات المقاومة زعم خلالها أن للاحتلال "الحق الكامل في الدفاع عن نفسه ضد الإرهاب".
وفي وقت سابق، نشر الجيش الأوكراني مقطع فيديو يظهر فيه جنود أوكرانيون يعبرون عن تضامنهم مع "إسرائيل" في أعقاب إطلاق المقاومة في غزة عملية "طوفان الأقصى" التي ألحقت بالاحتلال خسائر تاريخية وكشفت عن فشل استخباراتي كبير في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية شهد توترا متصاعدا خلال الأشهر الأخيرة بسبب رفض رئيس وزراء الاحتلال مد كييف بالإمدادات العسكرية لتعزيز قدراتها القتالية في مواجهة روسيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال الإسرائيلي حماس حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي اوكرانيا طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
قراءة في زيارة الرئيس الأمريكي للخليج
د. أحمد بن علي العمري
زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث بدأ زيارته بالمملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له منذ توليه الرئاسة في فترته الثانية.
وخلال هذه الزيارة، اجتمع بقادة دول المجلس في القمة الخليجية الأمريكية، لكن لم يُذكر اسم غزة الملتهبة إلا في كلمة سلطنة عُمان، ولم تتم الإشارة، ولو بإيجاز، إلى المبادرة العربية المطروحة على الطاولة منذ عقود، والتي تبناها الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله-. حتى خلال القمة العربية الـ34 في بغداد، لم يرد أي ذكر لهذه المبادرة، وكأنها أصبحت طيّ النسيان، شيئًا من الماضي مع "كان" وأخواتها.
ثم انتقل ترامب إلى دولة قطر، ليختتم زيارته للمنطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد كنا نأمل ونتطلع إلى أن يعترف بالدولة الفلسطينية، كما اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل خلال فترته الأولى، ولكن ذلك لم يحدث. وكنَّا نرجو أن يضع حدًا للحرب الجائرة والظالمة على غزة، ويفك حصارها المخجل، وينقذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أنه كان يلوّح بالسلام منذ خطاب تنصيبه، ولكن هذا أيضًا لم يتحقق.
لقد قدم ترامب غصن الزيتون للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنه لم يقدمه لغزة أو فلسطين أو للعرب، حتى ولو غصن زعتر. صحيحٌ أنه لم يزر إسرائيل كما جرت العادة في فترته الأولى ومع جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين، وصحيحٌ أنه أكد بأنه سيرفع العقوبات عن سوريا بجهد متميز من صاحب السمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وله كل الشكر والتقدير. هذا خبر يثلج الصدر، لكننا نأمل ألا يكون ذلك مقدمةً لاتفاقيات تجر سوريا إلى الاتفاقية الإبراهيمية، كما يحلو له تسميتها، والتي قد تنتهي بالتنازل عن الجولان وضمها لإسرائيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه بعد هذا العناء الطويل.
إن الرجل يفكر بعقلية التاجر، وهي مهنته التي تجري في شرايينه؛ فهو يحسب الأمور بدقةٍ متناهية وبأرقامٍ ثابتةٍ لا شك فيها. لربما فكّر أن إسرائيل تستنزف منَّا المليارات، بينما نحن من يدعمها دائمًا، حتى في حروبها المستمرة التي لا تهدأ. في المقابل، العرب يُقدمون التريليونات، ونحن المستفيدون. وصحيحٌ أن ترامب أبدى تعاطفًا ملحوظًا مع العرب، وأشاد كثيرًا بقادة الدول التي زارها، وصرّح بأنَّ زيارته للمنطقة تاريخيةٌ وممتازة؛ بل وتحدث عن الحضارة العربية ومكنونها، وأبدى انبهاره وإعجابه بها بشكلٍ ملفت.
وصحيحٌ أنه أعاد تركيز الولايات المتحدة على المنطقة بعد فترةٍ من التراجع، حيث قال: "أمريكا غابت عن الشرق، ولكننا سنعوض ذلك"، وهذا يُحسب من مكاسب الزيارة. لقد حصل الرجل على التريليونات المُذهّبة، وباشر هوايته المفضلة في عقد الصفقات، فأبرم العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات الدفاعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، وعاد بسلةٍ مليئةٍ بالأموال وبما لذَّ وطاب، ناهيك عن الهدايا المجزية التي فاقت كل التوقعات وتجاوزت حدود الخيال.
والآن، بعد مُغادرته المنطقة وعودة الفكرة بعد زوال النشوة، لو حكمنا عقولنا، ألا يتضح لنا بعض الاندفاع المغلّف بالحماس والعاطفة؟ ألا يبدو أننا وضعنا بيضنا في سلة واحدة؟ أليس من الأفضل لو أبقينا بعض البيض للصين وروسيا، فقد نحتاج إليهما يومًا ما إن دعت الحاجة؟
إنَّ الرئيس الأمريكي يتغير كل أربعة أعوام، وقد يأتي من يقلب الطاولة رأسًا على عقب. لقد علمتنا الأيام والتجارب أن أمريكا، عند بوادر أي خلاف، تتجه مباشرةً إلى تجميد الأصول وحجز الأموال، كما حدث مع العديد من الدول من قبل، أبرزها ليبيا وإيران والصين وروسيا. فهل ستتردد في الحجز على أموالنا إن تطلب الأمر؟ بإمكانها اختلاق الأعذار، وما أسهل ذلك عليها.
فهل تسرّعنا بالاندفاع تحت وطأة النشوة والحماس والعاطفة؟ وهل استجبنا لعواطفنا على حساب عقولنا؟
ربنا يحفظ ويستر، ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر