أزمة سكان غزة “الهروب للأمام.. أم الثبات في القطاع ؟”
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بقلم: لواء دكتور/ شوقي محمد صلاح
القاهرة (زمان التركية)- إلحاقا لمقالنا السابق المحرر في اليوم الأول للعملية العسكرية للمقاومة الفلسطينية بغزة، ويحمل عنوانه: رؤية أمنية تحليلية لعملية “طوفان الأقصى”، والذي تم نشره على هذه المنصة المحترمة في اليوم الثاني مباشرة للعملية، وقد أشرنا من خلاله إلى نقاط أساسية أهمها: – أن عملية “طوفان الأقصى” كانت ضربة استباقية للمقاومة تحسبًا لعمليات توعدت بها حكومة إسرائيل، الأكثر تطرفا في التاريخ الإسرائيلي؛ – أكدت العملية فشلا استخباراتيًا وعسكريًا تاريخيًا لإسرائيل؛ – كما تحدثنا عن خطورة توسع دائرة الصراع.
. – وأكدنا على أن المسئولية السياسية عن هذا الإخفاق تقع على عاتق الحكومة الصهيونية، وبصفة خاصة نتنياهو؛ – وأشرنا لجود بصمات روسية على مسرح الأحداث؛ – كما أن هناك مؤامرة تستهدف سيناء، وعلى مصر إعلان “سيناء خط أحمر“.
* هل ستستدرج إسرائيل حزب الله وإيران لدخول الصراع ؟
– بداية أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنه؛ لا مؤشرات عن تورط إيران لدفع المقاومة الفلسطينية للقيام بهذه العملية.
– الرئيس الإيراني أكد في تصريح علني أن إيران “لا ناقة لها ولا جمل” في عملية طوفان الأقصى.
– صرح مسئولون بالإدارة الأمريكية أن المخابرات الأمريكية لم يكن لديها معلومات عن العملية!
– أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كانت خارج الخدمة، وهو أمر يثير الريبة والشكوك..!
* ووفقا للمعطيات السابقة، يأخذنا التحليل المبدئي إلى أن: أمريكا وأوروبا لديهما قناعة كاملة بأهمية “تحييد إيران بأي ثمن” حيث لا استغناء عن بترولها وغازها خلال الفترة القادمة، كما أن اشتراكها فيه مخاطر عالية على أمن القوات الغربية وإسرائيل.. وتحسبا لخطورة مشاركة إيران فقد تم إرسال حاملات طائرات وسفن هجومية أمريكية وبريطانية، بجانب الدعم اللوجيستي العسكري واسع النطاق لتل أبيب.
-وجدير بالذكر في هذا الصدد، ووفقا لسوابق تاريخية عديدة، فالمرجح ألا تسعى إيران للاشتراك في الصراع، كما أنها ستؤكد على حزب الله عدم اتخاذ إجراءات انفعالية للرد على الاستفزازات الإسرائيلية.. بينما سيجدها نتنياهو فرصة تاريخية للاصطدام بإيران في ظل معطيات الموقف الراهن، لإجهاض مشروعها النووي، وقد ناضل مع إدارات أمريكية متعاقبة سابقة لتحقيق هذا الحلم وفشل، وربما تعد هذه فرصته الأخيرة.. لذا سيسعى بكل السبل إلى توريط الولايات المتحدة والغرب لمواجهة إيران.
– هذا، ونتساءل: هل غاب عن نتنياهو أن توسيع دائرة الصراع ليشمل إيران سيترتب عليه حتمًا، هجرة أكثر من مليون إسرائيلي على الأقل، خاصة وأن قدرات إيران العسكرية بعد دعمها المؤثر جدًا لروسيا في حربها لمواجهة الناتو بأوكرانيا قد اختلفت.. فمن المؤكد أن إسرائيل أصبحت لا طاقة لها ولا لداعميها تحييد الصواريخ الإيرانية.. وإن كانت للولايات المتحدة القدرة العسكرية على إجهاض مشروعها النووي، إلا أن صواريخ الأخيرة – الفرط صوتية بعيدة المدى- ستنجح غالبًا في استهداف مفاعلات إسرائيل النووية، ناهيك عن استهداف حاملات الطائرات النووية الأمريكية والبريطانية، إن أرادت.. .
– هذا، وإن كانت الولايات المتحدة خلال العامين السابقين قدمت مساعدات مادية وعسكرية طائلة لكييف.. إلا أنه، وبعد أيام من عملية “طوفان الأقصى” تتحرك أمريكا عسكريا تمهيدا لدخولها الحرب دفاعًا عن إسرائيل.. وبهذا تدفع أمريكا فاتورة أخطاء نتنياهو بدماء الأمريكيين قبل أموالهم.. فهل المصالح الانتخابية ستطغى على أداء بايدن السياسي في هذا المواجهة ؟
ما أؤكده، أن كل نقطة دم أمريكية ستسقط.. سيحاسب عليها بايدن سياسيا أمام شعبه، وما زال لديً بعض الأمل في مواقف أمريكية تتسم بالحكمة، خاصة مع وجود وليام بيرنز رئيسا للمخابرات الأمريكية، وجاك سوليفان مستشارًا للأمن القومي بالبيت الأبيض.
– والآن، آن لبوتين أن ينام قرير العين فرحًا بانتصاره على الناتو في أوكرانيا.. ولسان حاله يقول للولايات المتحدة “انتهى الدرس يا …” – أقصد نتنياهو بالطبع، وليذهب زيلينسكي ليحارب مع إسرائيل، باعتباره يهوديا قبل أن يكون أوكرانيا.
* معضلة سكان غزة المدنيين إلى أين ؟؟؟
– ظهر منذ يومين المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الصهيوني، يأمر سكان وادي غزة وعددهم يفوق المليون، بإخلاء المنطقة.. رغم أن هذا يمثل انتهاكًا صارخ للقانون الدولي الإنساني، فتهجير المدنيين قسرا جريمة دولية.. لذا لا يجب أن ينفذ السكان هذا الأمر، ومع كل الألم والخزي لدول الغرب التي تؤيد هذه الانتهاكات، بينما رفض رئيس وزراء فلسطين، وكذا قادة من حماس هذا التهجير القسري وأدانوه.. .
– وحذرت مصر من تداعيات الحرب الدائرة الآن، وأنها لن تسمح بتهجير المدنيين من غزة لسيناء، حتى لا يتم تصفية قضيتهم، فما حدث سابقًا من تهجير سواء للدولة المصرية أم للأردن وغيرهما، أعتقد أنه لن يتكرر. ونشير في هذا السياق، إلى أن جوزيب بوريل المنسق العام للسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي عارض بقوة فرض حصار على ٢.٥ مليون فلسطيني بغزة، وهكذا صرحت منظمة الأمم المتحدة.
– وتتطور الأوضاع الآن في الضفة الغربية، فهناك حركات جهادية بدأت تُشعل هذه الجبهة، وتعلن عن تحركات عسكرية وجماهيرية موجهة للداخل الإسرائيلي.. فهل يمكن أن تتحرك جماهير الضفة الغربية وغزة، خاصة الأطفال والنساء، في عمليات نزوح جماعي للمستوطنات وللداخل الإسرائيلي، وهو ما نطلق عليه “الهروب للأمام” ؟ كما قد يكون خيار اللاجئين المدنيين الفلسطينيين الهروب إلى أوروبا.. وهذا حقهم. ولتعلم إسرائيل أنه حتى البلطجة على المستوى الدولي لها أصول.. وإذا أردتم فرض أمر واقع لدفع أهالي غزة للنزوح لسيناء، فأرى من منطلق رأي شخصي، أن مصر ستطبق نظرية “الخسارة للجميع” وبكل اليقين أؤكد؛ أن إسرائيل ستكون أكبر الخاسرين، والأمر لا يحتاج لمزيد من الشرح.. .
* استشراف واقع ومستقبل المنطقة في ضوء حرب عملية “طوفان الأقصى”
– إن مشهد استدعاء إسرائيل لأعوانها من الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين، بكل قدراتهم العسكرية التقليدية والنووية.. لحماية إسرائيل “قاعدتكم العسكرية” في الشرق الأوسط، فإنني أزعم – من منطلق رأي شخصي- أن كثيرًا من الدول العربية قد تجد نفسها مضطرة لعقد اتفاقيات للدفاع المشترك مع روسيا أو الصين بعد هذه الحرب.. فوفقًا لتجربة حرب أوكرانيا؛ التزمت مصر بعدم تصدير أي أسلحة أو ذخائر لأي من طرفي الصراع، رغم مطالبات من روسيا وأخرى من الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن التحالفات العسكرية التي نجحت فيها إسرائيل الآن ستكون نموذجًا يمكن أن تسترشد به بعض دول المنطقة، فالأوضاع العسكرية في منطقتنا ستفرض بلا شك سياسات جديدة في المستقبل القريب.
– وجدير بالذكر أن سياسة التحالفات ستفرضها – من جانب آخر- استهداف إسرائيل لبعض المشروعات القومية التي تتطلع إليها دول المنطقة من أجل التنمية.. بينما يراها الكيان الصهيوني تهدد أمنه القومي.. ومصر لا تحتاج من تلك التحالفات أن يدافع عنها أحد كما هو الحال الآن بالنسبة لإسرائيل، كل ما في الأمر أن نحصل على تكنولوجيا ردع عسكري أكثر تطورًا، ونقدم في مقابلها بعضًا من الامتيازات للطرف الآخر.. فمصر بكل تاريخها النضالي وعزيمة وتضحيات أبناءها ترفض أن يدافع عنها أحد…
كلمة ختامية:
– من المؤكد أن الدول العربية التي طبعت مع المحتل الإسرائيلي سوف تراجع موقفها من هذا التطبيع، خاصة حال استمرار الجيش الصهيوني في اعتداءاته على المدنيين من أبناء غزة.
– ترددت مؤخرًا أنباء استخباراتية عن سحب مرتزقة من أوكرانيا للمشاركة مع إسرائيل في الاجتياح البري لغزة، وذلك للحد من خسائر الجنود الإسرائيليين في هذه العمليات، وبهذا فإن التحالف الصهيوني يعلنها صراحة “إسرائيل أولى وكمان أولاً” – مع الاعتذار للفنانة أنغام- لذا فلا تستغرب، بل “وأؤكد لسادتك..” – مع اعتذار آخر للفنانة الراحلة زينات صدقي- أن رد الفعل المرتقب لتجنيدكم للمرتزقة سيتمثل في؛ تكليف مرتزقة آخرين للقيام بأعمال إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية حول العالم، وهنا سيكون لحرب المعلومات دور رئيسي في المستهدفات، واختيار الأهداف والأماكن، وأسلوب التنفيذ.. .
– اللهم اهدي قادتنا وقادة المجتمع الدولي لما فيه خير الإنسانية.
*لواء دكتور/ شوقي محمد صلاح- خبير مكافحة الإرهاب وأستاذ القانون بأكاديمية الشرطة المصرية
Tags: أعلام فلسطينتهجير سكان غزةغزةفلسطينالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أعلام فلسطين تهجير سكان غزة غزة فلسطين الولایات المتحدة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
4205 مستفيدين من “حافز” في القطاع الحكومي و6470 في الخاص
صراحة نيوز-بلغ عدد المستفيدين من برنامج “حافز” في مجال تفعيل الهوية الرقمية في القطاع الحكومي 4205 مستفيدين حتى نهاية 2024، في حين بلغ إجمالي المستفيدين في القطاع الخاص 6470 مستفيدا على حساب البرنامج حتى نهاية 2023.
وأكدت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، إن برنامج “حافز” فرص العمل المؤقتة في القطاع الرقمي والريادي، أطلق في آب 2021، بهدف توفير فرص عمل مؤقتة لمدة 6 أشهر، وقد اختتم بعد استكمال مدته المحددة وتحقيق أهدافه.
وأضافت إنها قامت من خلال البرنامج بدعم 50 بالمئة من الراتب الشهري وبحد أقصى 200 دينار شهريا لكل متدرب، مضاف لها بدل الاشتراكات الشهرية في مؤسسة الضمان الاجتماعي عن المستفيدين في البرنامج بنسبة استثنائية قيمتها 5.25 بالمئة تشمل تأمينات إصابات العمل والأمومة والتعطل والعجز والوفاة.
وكان مجلس الوزراء قد قرر أخيرا الموافقة على تقسيط مديونية الشركات المستفيدة من برنامج دعم فرص العمل المؤقتة في القطاع الرقمي والريادي “حافز” وما ترتب عليه من فروقات في الاشتراكات الشهرية وغرامات تأخير بأثر رجعي عن العام 2023 لمدة 5 سنوات.
وقال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن، المهندس هيثم الرواجبة، إن قرار مجلس الوزراء يعد خطوة إيجابية في اتجاه دعم بيئة الأعمال في القطاع الرقمي والريادي.
وأضاف إن القرار يحقق توازنا بين حماية حقوق الضمان الاجتماعي من جهة، وضمان استمرارية البرامج الحكومية الهادفة للتشغيل من جهة أخرى.
وبين الرواجبة، أن القرار يدعم تخفيف الأعباء المالية عن الشركات الريادية، حيث يوفر فرصة حقيقية للشركات المتعثرة ماليا للاستمرار في عملها دون التعرض للملاحقة أو التجميد، كما يعمل على الحفاظ على حقوق مؤسسة الضمان الاجتماعي، وذلك عبر التقسيط، حيث تتم استعادة المبالغ المستحقة دون إعفاء أو إضرار بأموال المؤسسة.
من جهته، قال المدير الإقليمي لشركة “كونسينتركيس” المتخصصة في خدمات التعهيد الخارجي وتجارب الزبائن وعد الحوامدة، إن قرار مجلس الوزراء يعد داعما رئيسيا لبيئة الاستثمار الجاذبة ولنمو القطاع الخاص، ومساهما فاعلا في الناتج المحلي في الأردن.
وأضاف أن القرار ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي في عدة محاور، لما له من آثار مباشرة في استحداث فرص عمل جديدة في السوق الأردني، إلى جانب تعزيز تنافسية الشركات المحلية على المستويين الإقليمي والعالمي في مجالات تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد الخارجي.
وأكد أن “كونسينتركيس”، بصفتها شركة أجنبية عاملة في الأردن، وفرت خلال السنوات الماضية أكثر من 3000 فرصة عمل جديدة ومستدامة، وتثمن الشراكة الحقيقية مع توجهات القطاع العام، ممثلا بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة مع القطاع الخاص.
يشار إلى أن برنامج “حافز” فرص العمل المؤقتة في القطاع الرقمي والريادي، هو أحد مبادرات وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ويتضمن التشغيل من خلال برنامجين رئيسيين: “دعم رواتب الخريجين في شركات القطاع الخاص” ويهدف الى دعم شركات القطاع الخاص وتوفير فرص عمل مؤقتة للخريجين في الشركات.
كما يشمل كذلك “مشروع التحول الرقمي” والذي يهدف إلى توفير فرص عمل مؤقتة للخريجين للعمل على المنصات الرقمية للخدمات الحكومية الإلكترونية لتفعيل الهوية الرقمية والخدمات الحكومية الإلكترونية.