معهد واشنطن: حرب غزة تشكل اختبارا لقدرة واشنطن على دعم حليفين في آن واحد
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تتمثل وجهة نظر إدارة بايدن في كَوْن دعمها الدفاعي لإسرائيل كافياً في ظل المستوى الحالي من الأعمال العدائية، لكن ذلك قد يتغير مع تقدم الحرب وربما توسعها.
هذا ما يراه المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط غرانت روملي، وهو زميل أقدم في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".
يشير روملي في التقرير الذي نشره معهد واشنطن إلى أن حرب أوكرانيا استنفدت المخزونات الأمريكية من قدرات معينة واختبرت قدرة القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية على زيادة الإنتاج.
في المراحل الأولى من الحرب ركزت الولايات المتحدة دعمها الدفاعي في إطار جهود بذلتها ضمن مجالين هما: المساعدة الأمنية والدعم العسكري المباشر. ويستند كلاهما على افتراضين، أولهما هو أن واشنطن ستكون قادرة على دعم "إسرائيل" بالإمدادات العسكرية مع الاستمرار في تقديم الدعم لأوكرانيا ومساندة القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وفق روملي.
ويشير روملي إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين بهذا الصدد، حيث أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة قادرة على دعم أوكرانيا و"إسرائيل" مع الحفاظ على "التأهب العالمي".
لكن على المدى الطويل، أبدى مسؤولون آخرون تحفظاً بشأن قدرة واشنطن على تقديم الإمدادات لكلٍ من أوكرانيا و"إسرائيل" في ظل الصلاحيات الحالية: فقد حذّرت وزيرة الجيش الأمريكي من أن تقديم الإمدادات للبلدين "في وقت واحد" سيتطلب تمويلاً إضافياً من أجل "زيادة قدرتنا على توسيع الإنتاج، ومن ثم دفع ثمن الذخائر نفسها أيضاً". ووفقاً لبعض التقارير يخطط مسؤولو البيت الأبيض لطلب سلطات تمويل إضافية من الكونغرس ربما عن طريق ربط الطلب بدعم أوكرانيا وتايوان والتمويل الحدودي.
وفيما يتعلق بالدعم العسكري المباشر، تحركت الإدارة الأمريكية بسرعة لإعادة تموضع "مجموعة الناقلات الضاربة" (حاملة الطائرات الهجومية) "يو إس إس فورد" (USS Ford) من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى مكانٍ أقرب من "المياه الإقليمية الإسرائيلية". و"يو إس إس فورد" هي حاملة الطائرات الأمريكية الأحدث والأكثر تقدماً والأكبر في العالم. وقد دخلت "مجموعة الناقلات الضاربة" إلى البحر الأبيض المتوسط في حزيران/يونيو، وتضم طرادة صواريخ موجهة من فئة "تيكونديروغا" (Ticonderoga) وأربع مدمرات صواريخ موجهة من فئة "أرلي بيرك" (Arleigh Burke). وهي قادرة على القيام بمجموعة واسعة من العمليات، بدءً من المهمات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع وإلى الهيمنة البحرية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى، وربما الأكثر أهمية، الدفاع الصاروخي.
اعتبارات الدعم الأمريكي المستقبلي
في ظل المستوى الراهن للأعمال العسكرية، تبدو الإدارة الأمريكية مرتاحة لمستوى الدعم الدفاعي، وطالما تبقى الحرب مقتصرة على قطاع غزة، فمن المرجح جداً أن تُواصل واشنطن تأدية هذا الدور. ولكن إذا اتسعت رقعة الصراع مع انضمام جهات فاعلة أخرى متحالفة مع إيران مثل "حزب الله"، فسيتعين على إدارة بايدن دراسة احتمال التدخل العسكري من ثلاث وجهات نظر، بحسب روملي، أولاً: كيفية تقييم الإدارة الأمريكية لقدرة "إسرائيل" على التعامل مع حربٍ متعددة الجبهات بمفردها. ثانياً: ما إذا كانت القوات الأمريكية أو إذا كان المدنيون الأمريكيون الموجودون حالياً في المنطقة معرضين للتهديد. ثالثاً: ما إذا كان بايدن يواجه ضغوطاً شعبيةً كبيرةً للتدخل عسكرياً.
كما ستؤثّر مدة الحرب وتوسعها الأفقي المحتمل في قدرة واشنطن على مواصلة تقديم الإمدادات لإسرائيل. وحالياً يصرّ المسؤولون الأمريكيون على أن المخزونات كافية لدعم كلٍ من أوكرانيا و"إسرائيل"، وأحد الأسباب لذلك هو أن جزءاً كبيراً مما قدّمته الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى الآن (منصات المدفعية والقذائف المرتبطة بها) لا يتداخل إلى حدٍ كبيرٍ مع ما طلبته إسرائيل (صواريخ اعتراضية من طراز "القبة الحديدية" وذخائر موجهة بدقة تُطلق من الجو). وإذا تغير ذلك، فقد يزداد الضغط على المخزون العالمي الأمريكي.
وبحسب روملي فقد ظهرت بالفعل تكهنات حول حالة مخزون الأسلحة الأمريكية في "إسرائيل"، أي "مخزون احتياطي الحرب من الذخيرة لإسرائيل"، الذي استخدمته الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي لنقل الإمدادات إلى أوكرانيا (تجدر الإشارة هنا إلى أنها سحبت أيضاً من مخزون مماثل في كوريا الجنوبية). وقد أشار المسؤولون الأمريكيون في الشؤون الدفاعية إلى أن الصناعة تعمل على تكثيف الإنتاج لتجديد هذه المخزونات والقدرات الأخرى، لكن ذلك لا يزال قيد التنفيذ. وفي أي صراع طويل الأمد، من المرجح أن تحتاج الولايات المتحدة إلى تمويل إضافي من الكونغرس ليس فقط لتزويد إسرائيل بمناهج العمل القائمة، بل لتعزيز خطوط الإنتاج المحلية أيضاً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية امريكا سلاح طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تراجع الأسهم الأمريكية مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
شهدت الأسواق المالية تراجعًا ملحوظًا، بينما سجلت أسعار النفط والذهب ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الاثنين، متأثرة بتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتبادلت القوتان الاقتصاديتان الاتهامات بانتهاك الهدنة التجارية الأخيرة، ما انعكس سلبًا على أداء العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأسواق العالمية.
في بداية تداولات شهر يونيو، انخفضت العقود الآجلة لمؤشرات “داو جونز” و”S&P 500” و”ناسداك” بأكثر من 0.3%، وذلك بعد أن أنهت الأسواق الأمريكية شهر مايو بأفضل أداء شهري لها منذ عام 2023، على الرغم من ضغوط الأنباء المتعلقة بالتعريفات الجمركية وتفاوت نتائج الشركات.
وفي أسواق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل طفيف، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الصادر عن “وول ستريت جورنال”، في حين صعدت عملات اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني أمام الدولار.
من جهة أخرى، ارتفعت العقود الآجلة لخام النفط بنحو 3%، كما صعدت أسعار الذهب بنسبة 2%، في ظل لجوء المستثمرين إلى الأصول الآمنة في أوقات تصاعد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية.
أما في الأسواق الآسيوية والأوروبية، فسجلت الأسهم تراجعًا طفيفًا، وكانت أسهم قطاعي الصلب والسيارات من بين الأكثر تضررًا، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50%، بدءًا من الأربعاء.
وفي سياق التصعيد، نفت الصين اتهامات ترامب بشأن خرق الاتفاق، مؤكدة أن واشنطن هي من “قوضت الهدنة بشكل خطير” من خلال فرض قيود وإجراءات تمييزية، شملت ضوابط على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي وسحب تأشيرات طلاب صينيين.
ورغم التصعيد، أعرب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن ثقته في أن الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ سيتواصلان قريبًا، مشددًا على أن “الأزمة قابلة للحل”.