توقعات بارتفاع سعر البرميل إلى 100 دولار.. هل ستدفع حرب غزة السعودية إلى تغيير سياستها النفطية؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
سلطت الكاتبة، تسفيتانا باراسكوفا، الضوء على تداعيات تصاعد التوتر في الشرق الأوسط جراء حرب غزة على السياسة النفطية للمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حكومة المملكة أعلنت، في بداية أكتوبر/تشرين الأول، أنها ستبقي على خفض إنتاجها الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.
وذكرت باراسكوفا، في مقال نشرته بموقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية تجري محادثات مع الولايات المتحدة، التي كانت تتوسط في اتفاق بشأن تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل، لكن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول والانتقام الإسرائيلي اللاحق الذي استهدف غزة، قلب المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط مرة أخرى، وهو أكبر منطقة مصدرة للنفط الخام في العالم حيث تقع أكبر نقطة اختناق لعبور النفط.
وأضافت أن السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، قد تكون على استعداد لزيادة إنتاجها النفطي الذي يبلغ حاليًا حوالي 9 ملايين برميل يوميًا، في أوائل العام المقبل، وذلك إذا ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير للغاية.
وأشارت إلى أن السوق النفطية تتساءل الآن عن ما إذا كان ينبغي تسعير إمدادات أقل إذا شددت الولايات المتحدة تطبيق العقوبات على صادرات النفط الإيرانية.
ويقول محللون إن إمدادات النفط من إيران، والتي ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى أعلى مستوى لها في عام 2018 بسبب ما يبدو أنه تطبيق أضعف للعقوبات الأمريكية، قد تبدأ في الانكماش مرة أخرى.
وتبدي السعودية، التي استعادت للتو علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، تأييدا للقضية الفلسطينية في أحدث صراعاتها، إلى جانب الدول الإسلامية الأخرى في المنطقة، وهي من أكبر منتجي النفط في الشرق الأوسط والعالم.
وفي أعقاب هجوم حماس، دعت السعودية إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس"، لكن المملكة ألمحت أيضاً إلى إسرائيل إذ "تذكر بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته."
وقالت مصادر مطلعة لـ "رويترز"، الأسبوع الماضي، إن هناك إعادة تفكير سريعة في السياسة السعودية بالمنطقة، كما تم تجميد خطط الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل.
اقرأ أيضاً
السعودية تعلن مواصلة خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023
وفي الأسبوع الماضي، تلقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مكالمة هاتفية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، هي الأولى من نوعها، أكد فيها ولي العهد "موقف المملكة الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق شامل وعادل".
وبعد القصف المميت الذي وقع هذا الأسبوع على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، استضافت السعودية اجتماعا طارئا لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي ألقى اللوم بشكل مباشر على إسرائيل.
وأدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي "العدوان الإسرائيلي السافر وغير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمجازر البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة"، وأدانت بشدة "الاستهداف السافر من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة".
سياسة إنتاج النفط
وتشير باراسكوفا إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية توترت في عهد الرئيس جو بايدن، وأدى تخفيض الإنتاج السعودي ضمن تحال "أوبك+" إلى "استقرار السوق"، لكنه في الواقع يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، ما يعني تعميق الصدع بين المملكة وإدارة بايدن، التي كانت تكافح لاحتواء الأسعار المرتفعة بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.
وقال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن شركة النفط السعودية العملاقة تمتلك حاليا طاقة إنتاجية فائضة تبلغ 3 ملايين برميل يوميا.
وأضاف أن أكبر شركة نفط في العالم يمكنها زيادة الإنتاج "في غضون أسبوعين" إذا لزم الأمر.
وحتى الآن، لم يلمح السعوديون ولا اتفاق "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا، إلى أي تغيير في السياسة الحالية لحجب الإمدادات عن السوق، على الرغم من الطلب القوي ودعوة إيران يوم الأربعاء لفرض حظر نفطي على إسرائيل.
وقالت مصادر في "أوبك+" لرويترز يوم الأربعاء إن المجموعة لا تخطط لاتخاذ أي إجراء فوري أو عقد اجتماع استثنائي في أعقاب الدعوة الإيرانية لفرض حظر نفطي على إسرائيل بسبب الحرب في غزة.
وفي ظل الفوضى الجيوسياسية الحالية في الشرق الأوسط، قد ترتفع أسعار النفط إلى 95 دولاراً مرة أخرى وحتى إلى 100 دولار للبرميل، ولكن "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتمد على السعودية لاحتواء ارتفاع الأسعار"، حسبما ترى باراسكوفا، مشيرة إلى أن "السعوديين والروس يحتاجون إلى أسعار نفط مرتفعة لتغطية الإنفاق على مشاريع محمد بن سلمان الضخمة وحرب بوتين في أوكرانيا".
اقرأ أيضاً
أويل برايس: مقامرة السعودية النفطية تؤتي ثمارها بوصول سعر برنت 95 دولارا
المصدر | تسفيتانا باراسكوفا/أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية النفط أوبك غزة الشرق الأوسط فی الشرق الأوسط على إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
هولندا تحظر دخول بن غفير وسموتريتش وتدعو إسرائيل لـ تغيير مسارها
في أول رد فعل، علّق إيتمار بن غفير، على القرار الهولندي قائلًا إنه سيواصل العمل من أجل إسرائيل "حتى لو مُنعت من دخول كل أوروبا"، على حد وصفه. اعلان
أعلنت الحكومة الهولندية، مساء الإثنين، حظر دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى أراضيها، على خلفية مواقفهما بشأن الاستيطان وتصريحاتهما المتعلقة بقطاع غزة، وفق ما نقلته وسائل إعلام هولندية وإسرائيلية، من بينها صحيفة "جيروزاليم بوست".
وفي بيان رسمي، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب إن مجلس الوزراء قرر تصنيف الوزيرين الإسرائيليين "شخصيتين غير مرغوب فيهما"، والبدء بإجراءات إدراجهما في نظام شنغن للممنوعين من الدخول.
وأوضح فيلدكامب أن القرار يعود إلى "تحريضهما المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ودعوتهما المستمرة لتوسيع المستوطنات غير القانونية، فضلًا عن التصريحات التي تضمنت دعوات للتطهير العرقي في غزة"، بحسب تعبيره.
استدعاء السفير الإسرائيلي
وأضاف الوزير أن سفير إسرائيل لدى لاهاي سيتم استدعاؤه رسميًا، لإبلاغه بضرورة "دعوة حكومة نتنياهو إلى تغيير مسارها الحالي في غزة"، واصفًا الوضع القائم بأنه "لا يُحتمل ولا يمكن الدفاع عنه". كما أشار إلى توافق أوروبي على "مواصلة الضغط على حركة حماس من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
Related خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطينبين التجويع والإنكار: إسرائيل تصعّد تهديداتها وتنفي حدوث مجاعة في غزةبسبب الوضع الكارثي في غزة.. المفوضية الأوروبية تقترح تعليق تمويل الشركات الإسرائيلية الناشئةرد بن غفير
وفي أول رد فعل، علّق إيتمار بن غفير، صباح الثلاثاء، على القرار الهولندي قائلًا إنه سيواصل العمل من أجل إسرائيل "حتى لو مُنعت من دخول كل أوروبا"، على حد وصفه.
وكتب بن غفير: "سأواصل المطالبة بتفكيك حماس ودعم جنودنا. القتلة والمغتصبون هم أعداؤنا، ولكن في أوروبا، كما هو معتاد، يُلقى اللوم على الضحية". وأضاف في منشور على وسائل التواصل: "في مكان يُستقبل فيه الإرهابيون بحرارة، يُمنع وزير يهودي من إسرائيل من الدخول، بينما يُطلق سراح الإرهابيين ويُقاطع اليهود".
بدوره، قال سموتريتش تعليقًا على القرار: "أوروبا لم توفر الأمان لليهود في الماضي ولن تفعل ذلك مستقبلًا".
توتر بين هرتسوغ ورئيس وزراء هولندا
وفي سياق متصل، شهدت العلاقات بين الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف توترًا علنيًا، بعد نشر الأخير بيانًا حادًا حول الوضع الإنساني في غزة وتلويحه بإجراءات أوروبية ضد إسرائيل.
وقال شوف، في منشور عبر منصات التواصل، إنه عقد اجتماعًا طارئًا مع نائبيه ووزيري الخارجية والدفاع لمناقشة "الوضع الكارثي في غزة"، مؤكدًا دعم بلاده لتقديم مساعدات إنسانية فورية ودون قيود للقطاع.
وأشار رئيس الوزراء الهولندي إلى أن بلاده ستدعم تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "أفق أوروبا" للبحث والابتكار، إذا خلص الاتحاد الأوروبي إلى أن إسرائيل تنتهك الاتفاقات الإنسانية. كما لمّح إلى إمكانية فرض إجراءات تجارية إضافية أو خطوات وطنية مستقلة "لتعزيز الضغط".
وردّ الرئيس هرتسوغ على التصريحات بتغريدة قال فيها: "عذرًا، دولة الرئيس، مع كامل الاحترام، هذه التغريدة لا تعكس روح أو مضمون مكالمتنا الهاتفية"، مضيفًا: "كما أنها لا تعكس موقفي الواضح تمامًا: سيكون خطأ جسيمًا أن يتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذه الإجراءات، خاصة في ظل الجهود الإنسانية التي تبذلها إسرائيل وتعمل على تعزيزها".
وكانت حكومة سلوفينيا قد أعلنت، في وقت سابق من هذا الشهر، اتخاذ إجراءات لمنع بن غفير وسموتريتش من دخول أراضيها.
وبحسب البيان الصادر عن الحكومة حينها، فإن الويزيرين الإسرائيليين سيعلنان شخصين "غير مرغوب فيهما" بسبب "تصريحاتهما الداعية إلى الإبادة والتي تشجع عنفا متطرفا وانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية للفلسطينيين".
ونددت الحكومة السلوفينية بتأييد الوزيرَين لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتشجيعهما على "التطهير العرقي" هناك، كما يحدث في قطاع غزة، بحسب البيان.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة