عديدة هي أوجه الانتكاسة الإسرائيلية من هجوم طوفان الأقصى، منها ما كشف عنه، وكثيرة ما زالت طي الكتمان، لكن الجديد فيها أن المكان الأكثر أماناً للإسرائيليين وهو دولة الاحتلال فقدوا فيها أمنهم، وكشف الهجوم لهم ما اعتبروها "أهوالا" لم يعتقدوا أبدًا أنهم سيروها هنا، ومنذ تنفيذها لم تتوقف حقيقة أن الدولة تعرضت لأسوأ هجوم منذ حرب 1948.



ليلاخ سيغان الكاتبة في صحيفة معاريف، ذكرت أن "الكلمة الأكثر ملاءمة لما تشهده الدولة منذ تنفيذ الهجوم هي الفوضى السائدة في الجبهة الداخلية، والغضب الكبير على الحكومة الضعيفة، وحالة من الهشاشة، وشعور الجميع بأن الدولة على حافة الهاوية، لأننا جميعاً معرّضون للخطر، بعد أن تعرّضنا لضربة مروعة، وربما نفقد القدرة على التعافي منها، لأن يوم السابع من أكتوبر غيّر حياة العديد منا، فما كان ليس ما سيكون، ومن الجيد التفكير في سيناريوهات مستقبلية بين الحين والآخر".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "إعلان قادة الشاباك والجيش وأمان مسؤوليتهم عن الإخفاق، جاء عكس سلوك الحكومة، التي يدرك أعضاؤها أن إعلانهم هذه المسؤولية ستكون لها عواقب، رغم أنه ليس الوقت المناسب للتعامل معها الآن، ولذلك فإن الاستقالة المتوقعة لأولئك الثلاثة ستبقى معلّقة عندما يتحمل المستوى السياسي المسؤولية عن كل ما حدث هنا، لأن هذه الكارثة تتطلب اتخاذ قرار المسؤولية، وإذا تم السماح للمستوى السياسي أن يغادر دون أن يصاب بأذى، فسيكون تصرفاً غير مسؤول".

مائير عوزرئيل الكاتب في صحيفة معاريف، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أكد أنه "في لحظة واحدة من هجوم السبت تعلمت إسرائيل الدرس الأكثر إيلاماً في تاريخها، وأزالت الشاشة التي كانت تغطينا بالجحيم، وفي يوم واحد، ومنطقة واحدة، رأينا الواقع، والتقطنا الدرس الأكثر فظاعة وإيلامًا الذي تعلمناه، لأننا وقفنا أمام حقيقة فظيعة كارثية".

كالمين ليبسكيند الكاتب اليميني في صحيفة معاريف، أكد أن "هجوم السبت يأتي نتيجة لما حصل في اتفاق أوسلو، والانسحاب من لبنان، وفك الارتباط عن غزة، وقد حان وقت الاعتراف بأن التجربة السياسية الإسرائيلية فشلت، بزعم أن التراجعات تعطي دفعة للفلسطينيين، ومن يهرب من المقاومة، فسوف تلاحقه، لأن الساسة الإسرائيليين والأمنيين والإعلاميين مصابون بالمفاهيم القديمة التي قادت الاحتلال إلى الكارثة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ما حصل من انتكاسة في مستوطنات غلاف غزة جاء بسبب وزراء ومستشارين سخِروا من احتمال إطلاق صواريخ القسام بعد الانسحاب من غزة، وهم ذاتهم الذين أكدوا أن الانسحاب من لبنان سيزيل رغبة الأعداء في الهجوم، حتى دفعنا الأثمان الباهظة من خلال ثلاثة مستويات: أولاها يتعلق بالمسؤولية الشاملة للقيادة عن كل ما يحدث تحت إدارتها، وثانيها المسؤولية عن الفشل العسكري الذي سمح باختراق الحدود، واقتحام المستوطنات، وثالثها ما يتخذه رئيس الوزراء من قرارات بناءً على المعلومات التي يقدمها له الجهاز الأمني، والمعطيات الاستخبارية التي يتلقاها، والتقييمات المقدمة إليه".


وأشار إلى أنه "إذا لم يتخيل رئيس هيئة الأركان العامة إمكانية اختراق السياج، واختفاء الحدود، وعدم وجود الجيش في المنطقة، واحتلال قواعده كما لو لم تكن هناك دولة هنا، وأن المستوطنين والجنود سيتم أسرهم دون انقطاع، وإذا كان هناك خلاف حول مسؤولية نتنياهو عن الإخفاق الأمني، فلا يمكن أن يكون هناك خلاف حول الفشل الاستخباراتي والعملياتي الذي يقع بالكامل على رؤوس كبار المسؤولين في الجيش، وجهاز الأمن العام، وشعبة المخابرات الذين اعتقدوا أن كل ما تريده حماس كان الهدوء والاقتصاد، لكني أرفض ما أراه في الاستوديوهات تهاجم نتنياهو بسبب مسؤوليته عن الفشل الأمني، وتستثني كبار أعضاء المؤسسة الأمنية".

وأكد أن "ما حصل في هجوم السبت يعيد لأذهاننا ما حصل بعد الانسحاب من لبنان، حيث اندلعت انتفاضة الأقصى، وبات واضحا ربط الحدثين، كما اعترف به عاموس مالكا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، بقوله إن العالم العربي استوعب حقيقة أن إسرائيل تم إخراجها من لبنان، ولم تخرج من تلقاء نفسها، وهذا انتصار لفكرة العصابات والجهاد والأيديولوجية، ولذلك يمكن هزيمة إسرائيل على الساحة الفلسطينية أيضًا، وبالتالي فلا يوجد شك بأن الانسحاب شجّع الفلسطينيين على الاعتقاد بإمكانية هزيمتها، وطردها من الأراضي المحتلة، لأن النتيجة أتت واضحة، والرسالة التي بعثناها لأعدائنا من حولنا أن جيشنا ضعيف".

الخلاصة الإسرائيلية من هذه القراءات أن الفشل الحالي في مستوطنات غلاف غزة، بدأ منذ الانسحاب من غزة عام 2005، لأن الجنرالات الذين عارضوه آنذاك أكدوا أن رحيل الجيش ينطوي على إمكانية أن الوضع الأمني سيزداد سوءً، وعسقلان ستدخل على الفور في نطاق صواريخ المقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة دولة الاحتلال غزة الفشل غزة فشل دولة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانسحاب من من لبنان ما حصل

إقرأ أيضاً:

تحذير إسرائيلي من هجوم بملايين الطائرات الانتحارية في المواجهة القادمة

حذر ضابط إسرائيلي متقاعد من هجمات واسعة النطاق قد تجري باستخدام ملايين الطائرات المسيرة الانتحارية خلال السنوات القليلة القادمة، في ضوء التطور الكبير في هذه الصناعة.

 وفي مقال نشره العقيد المتقاعد "أفيف بار زوهار" في صحيفة معاريف، يشير إلى أن الحرب الأخيرة مع إيران كانت "إنجازًا دفاعيًا كبيرًا"، إذ تمكنت "إسرائيل" من اعتراض أكثر من 1000 طائرة مسيرة بنسبة نجاح تجاوزت 99%. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز يثير تساؤلات حول مدى جاهزية الأنظمة الدفاعية للتعامل مع التهديدات المستقبلية التي تتطور بوتيرة متسارعة.

ويلفت المقال إلى أن التهديد القادم يتمثل في أسراب ضخمة من الطائرات المسيرة الذكية والمنخفضة التكلفة، حيث أعلنت أوكرانيا عن خطط لإنتاج 5 ملايين طائرة مسيرة انتحارية سنويًا، وهذا الرقم الهائل يفرض تحديات جديدة على الأنظمة الدفاعية التقليدية، فمع تطور الذكاء الاصطناعي والقدرات الذاتية للطائرات المسيرة، تصبح المواجهة أكثر تعقيدًا.


يقول زوهار: "في الماضي، كانت الطائرات المسيرة تُستخدم بشكل محدود، كما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006، عندما تم التعامل مع ثلاث طائرات مسيرة فقط خلال 33 يومًا من القتال. أما اليوم، فقد أصبحت الطائرات المسيرة جزءًا رئيسيًا من ساحات المعارك، حيث تم استخدام أكثر من 1000 طائرة مسيرة خلال 12 يومًا فقط في الحرب الأخيرة. وفي المستقبل القريب، قد نشهد استخدام عشرات الآلاف من الطائرات يوميًا".

وشدد المسؤول الإسرائيلي السابق على أن الطائرات المسيرة أصبحت أكثر ذكاءً، حيث تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتطير على ارتفاعات منخفضة، وتتمتع بأجهزة استشعار متطورة. كما أن بعضها مزود بكابلات بصرية تمنحها حصانة ضد الحرب الإلكترونية.

ولفت إلى ان الأنظمة الدفاعية التقليدية، مثل القبة الحديدية، مصممة للتعامل مع الصواريخ والطائرات التقليدية، لكنها قد تكون أقل فعالية ضد الطائرات المسيرة منخفضة الارتفاع. وبالتالي، هناك حاجة لتطوير أدوات تحييد متطورة تتناسب مع هذه التهديدات.


يشير الضابط السابق إلى ضرورة تطوير أنظمة دفاع متعددة الطبقات، تشمل أجهزة استشعار متطورة، وتشويش إلكتروني، واعتراض الطائرات المسيرة باستخدام الشبكات أو الأسلحة الموجهة.

ويذكر أن منظومة التعامل مع هذا التهديد تتطلب تنسيقا بين الأجهزة الأمنية، القوات العسكرية، والمجتمع المدني، داعيا إلى تطوير شبكة معلومات متكاملة توفر تنبيهات فورية وتحديثات دقيقة عن التهديدات.

ويدعو إلى اتخاذ خطوات استباقية لمنع إنتاج الطائرات المسيرة أو وصول مكوناتها إلى "الأعداء"، سواءً عبر الهجمات الإلكترونية أو العمليات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 30 يوليو
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” للمكاتب التنفيذية في تعز
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 29 يوليو
  • إحباط إسرائيلي: التجويع في غزة وضغوط العالم لوقف الحرب تدفعنا للزاوية
  • تحذير إسرائيلي من هجوم بملايين الطائرات الانتحارية في المواجهة القادمة
  • عبد المسيح لسعيد: لا يمكن الاكتفاء بمشهد تحميل رياض سلامة وحده المسؤولية
  • تدّشين المرحلة الثالثة من دورات التعبئة في وزارة الكهرباء والمياه
  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 9 آخرين بهجوم في خانيونس
  • وزير إسرائيلي يشن هجومًا لاذعا على الرئيس ماكرون ويُشعل أزمة مع فرنسا