الخليج الجديد:
2025-07-30@03:28:45 GMT

حرب غزة.. وغاز المتوسط

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

حرب غزة.. وغاز المتوسط

حرب غزة.. وغاز المتوسط

باندلاع حرب غزة، حدثت تطورات خطيرة تهدد بتوسع الحرب لتشمل المنطقة بكاملها، خصوصاً بعد حشد كبير للأساطيل البحرية الأميركية والأوروبية.

مع تطورات حرب غزة، عاد الحديث لبنانيًا عن تنفيذ تهديد سابق بضرورة وقف العمل في حقل «كاريش» الإسرائيلي، مقابل وقف الحفر بحقل «قانا» اللبناني.

مصادر مواكبة لأعمال الحفر شككت بذرائع «هاليبرتون» الأميركية، مؤكدةً أن «هناك مَن يستخدم التنقيب عن النفط أداةً لابتزاز لبنان حاليا نتيجة تطور أحداث حرب غزة».

تلقت شركة «توتال» صدمة من «هاليبرتون» الأميركية بإعلانها وقف الحفر في بلوك رقم 9 بحقل «قانا» المحتمل (جنوب لبنان)، لانعدام كميات تجارية في البئر، وتفكيك منصة الحفر.

* * *

لم يتفاجأ المراقبون الذين يتابعون الموقف الأميركي منذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر 2022، والتي جعلت من واشنطن «وصيا مطلقا» على تنفيذها ومسيطرا على استثمار الغاز، بـ«الصدمة» التي أحدثتها شركة «هاليبرتون» الأميركية المتعهدة لدى شركة «توتال» بالحفر في البلوك رقم 9 في مكمن «قانا» المحتمل (جنوب لبنان)، بإعلانها وقف الحفر، لعدم وجود كميات تجارية في البئر، وبأنها ستفكك منصة الحفر وتنقلها إلى قبرص.

وهذا مع العلم بأن الرخصة الرسمية تعطي «توتال» الحق بالحفر في موقع آخر بموجب قرار صادر عن وزارة الطاقة اللبنانية في سبتمبر الماضي لأسباب فنية، ولتجنب الصخور التي اصطدمت بها الحفارة في الموقع الأول.

لكن مصادر مواكبة لأعمال الحفر شككت في ذرائع الشركة الأميركية، مؤكدةً أن «هناك مَن يريد أن يستخدم التنقيب عن النفط أداةً لابتزاز لبنان في الظروف الحالية نتيجة تطور أحداث الحرب بين غزة وإسرائيل».

وربط المراقبون بين قرار وقف الحفر والموقف الأميركي الذي سبق أن أعلنه الوسيط أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة للبنان بدعوة الأطراف السياسية إلى الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قوية وكاملة الصلاحيات، تستطيع أن تؤمن الاستقرار السياسي والأمني، وأجواء جاذبة للاستثمار، ومشجعة للشركات الأميركية والعالمية، لتقديم عروضها للاشتراك في جولة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز، وأن تدير دولةً تحظى بثقة المجتمعين العربي والدولي.

ورغم ذلك بقي التفاؤل مسيطراً، لا سيما لدى الحكومة اللبنانية التي كانت تنتظر بفارغ الصبر تحقيق حلم تحوّل لبنان إلى بلد نفطي، ليحل كل مشاكله المالية والاقتصادية والاجتماعية.

ولتأكيد تفاؤله، تَقدم التحالف القائم بقيادة الشركة الفرنسية، والذي يضم شركتي «إيني» الإيطالية و«قطر للطاقة»، بطلب رسمي للمشاركة في جولة التراخيص الثانية، لاستثمار البلوكين 8 و9.

وبرز التفاؤل بشكل كبير لدى وزير الطاقة وليد فياض الذي أعلن قبل أيام من «صدمة توتال» بأن لبنان يشهد المرحلة الأخيرة في عملية الاستكشاف الحالية «وسندخل في تماس مع طبقات المكمن المحتمل، ونتوقع وجود صخور هيدروكاربونية ذات اعتبار، ننتقل بعدها إلى مرحلة الاستخراج التجريبي، بناءً على النتائج الأولية المتوقع صدورها أواخر أكتوبر الحالي».

ثم استدرك الوزير قائلاً: «في حال سارت الأمور من دون أي معوقات تقنية تتصل بواقع الأرض وطبيعة الطبقات الجوفية، نكون قد خطونا خطوة جبارة باتجاه حل أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية».

لكن مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة، حدثت تطورات خطيرة تهدد بتوسع الحرب لتشمل المنطقة بكاملها، خصوصاً بعد حشد كبير للأساطيل البحرية الأميركية والأوروبية.

وهو ما اضطر وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى تعليق الإنتاج في حقل غاز «تمار» الذي يقع في البحر المتوسط قرب مدينة عسقلان، وتستثمره شركة «شيفرون» الأميركية التي أوقفت التصدير عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.إم.جي) مع مصر.

وكانت تدرس إقامة منشأة عائمة لمعالجة الغاز الطبيعي المسال، على أمل أن يفتح هذا الاستثمار الطريقَ أمام شركات الطاقة الدولية الكبرى للاستثمار. لكن بسبب القتال العنيف الدائر هناك، وهروب بعض الشركات الاستثمارية، فهي تتخوف من إبطاء وتيرة الاستثمار في حقول الغاز في المنطقة، الأمر الذي يعرقل تحقيق طموح إسرائيل بأن تصبح مركزاً لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا والعالم.

والأخطر من ذلك أنه في خضم تطور الأحداث الحربية، عاد الحديث في بيروت عن تنفيذ تهديد سابق بضرورة وقف العمل في حقل «كاريش» الإسرائيلي، مقابل وقف الحفر في حقل «قانا» اللبناني.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في القضايا الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان إسرائيل حرب غزة غاز المتوسط حقل قانا شركة توتال وقف الحفر جنوب لبنان الحفر فی حرب غزة فی حقل

إقرأ أيضاً:

فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)

الجديد برس| خاص| تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، مقاطع فيديو ، رصدها الجديد برس” تكشف ما وصفوه بفضيحة مدوية تتعلق بالمساعدات الإماراتية المقدمة لقطاع غزة، حيث أظهرت المقاطع عبور شاحنات تحمل لافتات “مساعدات من دولة الإمارات” نحو القطاع وهي فارغة تمامًا. ووثّقت المقاطع التي التُقطت من عدة زوايا، دخول الشاحنات عبر المعابر المؤدية إلى غزة دون أي حمولة في صناديقها، في مشهد أثار موجة استنكار وسخط واسع، وسط اتهامات للإمارات وبعض الدول العربية بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في تشديد الحصار وتجويع السكان المحاصرين. وكانت الإمارات قد أعلنت يوم أمس ، دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، ضمن ما اسمته “عملية الفارس الشهم3” الإنسانية. ورأى نشطاء ومراقبون أن هذا المشهد لا يمثل فقط خداعًا للرأي العام، بل يكشف عن استخدام “المساعدات الإنسانية” كأداة دعائية لتمرير مواقف سياسية تتماهى مع سياسات الاحتلال، على حساب المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. وتأتي هذه الفضيحة وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق، ما يجعل أي تلاعب بالمساعدات قضية إنسانية وأخلاقية كبرى تستدعي تحقيقًا دوليًا ومساءلة علنية، بحسب نشطاء حقوقيين. https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2025/07/فضيحة-اماراتية-في-غزة-شاحنات-بدون-مساعدات.mp4

مقالات مشابهة

  • دائرة الطاقة في أبوظبي تنظم جلسات توعية حول إجراءات السلامة
  • مطلق النار الذي قتل 4 في مانهاتن لاعب سابق كان يستهدف رابطة كرة القدم الأميركية
  • عقود الغاز الطبيعي الأمريكي ترتفع بسبب الحرارة
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • مصر تستهدف 5 مليارات دولار صادرات سنوية من البترول والغاز بحلول 2030.. خطة طموحة لتعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات
  • مصر تعزز إنتاج الغاز.. بئر جديدة في «حقل ظهر» تدخل الخدمة الشهر المقبل
  • مصر تستهدف 5 مليارات دولار صادرات من البترول والغاز بحلول 2030.. خبير يوضح فرص النجاح
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • وزير البترول ورئيس «إنرجين» يبحثان تعزيز التعاون بمجالات الغاز والتقاط الكربون
  • سوريا والسعودية تطلقان شراكة استراتيجية.. شركة أردنية تعتزم تزويد سوريا بـ 40 ألف أسطوانة غاز يومياً