«خسرنا كل شيء على الإطلاق ولم نخرج سوى بأنفسنا فقط»؛ بتلك الجملة بدأت الفتاة الغزاوية سلمى القدومي حديثها لـ البوابة نيوز عن أهوال القصف الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 19 على التوالي مُخلفا آلاف الشهداء والجرحى ونزوح مئات الآلاف، حتى باتت غزة أشبه بـ«مقبرة جماعية» ومُخيمات للنازحين جراء دك الاحتلال أحياء سكنية بأكملها.

في الشمال الغربي لـ قطاع غزة وتحديدًا في أبراج حرس الرئيس بشارع المُخابرات كانت تسكن الفتاة الغزاوية رفقة أسرتها وحياتها اليومية كانت تسير كالمعتدات قبل الـ 7 من أكتوبر من الشهر الجاري؛ بعد أن تحولت حياتها لجحيم مثل الآلاف من الشعب الغزاوي؛ لتُصبح في بضع ساعات نازحة مُشردة من مكان لآخر بعد أن أخبرهم جهاز الشباك الإسرائيلي بإخلاء منزلهم في غضون سويعات قبل دكه بالطائرات والمتفجرات، في خضم العقاب الجماعي الذي ينفذه جيش الاحتلال على أكثر من 2 مليون مواطن في غزة ردًا على عمليات طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. 

الفتاة الفلسطينية سلمى القدومي

وتقول «القدومي» لـ «البوابة نيوز» بعد 4 من بدء العدان الإسرائيلي على غزة، طالبهم الاحتلال بإخلاء منزلهم في أبراج حرس الرئيس في غزة قبل استهدافه بالطائرات والمتفجرات، ولم يكن أمامنا شيء سوى الهروب من الجيم الكبير الذي يشنه جيش الاحتلال في أسرع وقت ممكن لنترك كل شيء محاولين النجاة بأنفسنا. 

وتضيف الفتاة الغزاوية النازحة بمستشفى القدس؛ سُويعات قليلة ونفذ الاحتلال تهديداته وقصف منزلنا ومنزل أخي وأباد المنطقة بأكملها بغارة جوية عنيفة، لنقف عاجزين أمامه نبكي حسرتنا بعد خسرنا كل شيء وأصبحنا مُهجرين نازحين مُشردين من منطقة لأخرى، مؤكدة أن «جميع الأماكن التي طلب الاحتلال منا التوجه إليها تم قصفها.. وكأن جيش الاحتلال يُجمع النازحين من أهالي غزة لقتلهم مرة واحدة». 

ابراج حرس الرئيس التي تم إبادتها

وتُكمل «القدومي» قائلة: «لم يعد في غزة بأكملها مكان واحد آمن.. فالقصف المتواصل ليل نهار جعل من غزة قطعة من الجحيم وملأت الدماء كل شبر فيها وتحولت بيوت المدنيين العُزل لأطلال فوق رؤوس سُكانها جراء المجازر التي يُنفذها الاحتلال بين كل ساعة»؛ مشيرة إلى أن حتى المُستشفيات ودور العبادة والمقابر لم تسلم من القصف الإبادي للاحتلال. 

وتضيف، كل الأماكن في غزة قصفت وغُرقت بدماء الجرحى وأشلاء الشهداء، ولم يكن أمامنا سوى النزوح لمستشفى القدس منذ 15 يوما تقريبًا، مؤكدة أن المستشفى يستقبل الآلاف يوميا من النازحين حتى بلغ العدد ما يزيد عن 12 ألف نزاح بطرقات وممرات مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. 

وبين هول الدمار مرورًا بالنزوح، تروي «القدومي» لـ «البوابة نيوز» مأساة ما بعد النزوح قائلة: «رغم تهجيرنا وقصف منزلنا ونزوحنا لأكثر من مكان، إلا أن الاحتلال يتعقب أرواحنا حتى داخل مستشفى القدس، إذ قصفت طائرات الاحتلال عدة مرات مُحيط مستشفى القدس وطالب إدارة المستشفى بإخلاء النازحين والمرضى، قبل قصف المستشفى على غرار مستشفى المعمداني». 

وتضيف رغم نزوحنا داخل مستشفى القدس ومُجاورة المرضى وجثث الموتى ودماء الجرحى والمُصابين، يُمارس الاحتلال ترهيب الضعفاء والنازحين بقصف محيط القدس فـ«نعيش الرعب حقا.. لا ماء لا كهرباء لا طعام، ننام في الطرقات وعلى الأرض.. ننتظر في كل لحظة الشهادة.. حقا لا أحد منا يعلم موعد وفاته، ولكن نرى الموت بأم أعيننا كل لحظة، ولا نسمع سوى أصوات الصراخ ولا نرى سوى الجثث والدماء». 

وتختتم الفتاة التي لا تزال تعيش ويلات القصف ومأساة النزوح تحت غارات الاحتلال، قائلة: «نعتقد في غزة أننا نعيش أهوال يوم القيامة.. ما نراه الآن من المؤكده أنه لا يمكن أن يمت للحياة بأي صلة». 

أهالي غزة

وأبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي إدارة مستشفى القدس بالإخلاء عدة مراتب، وقصف الاحتلال مرتين محيط مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر خلال العشرة أيام الماضية. 

وفي وقت سابق، أكد الدكتور أحمد جبريل المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني؛ في تصريح خاص لـ البوابة نيوز؛ أنه لن يتم إخلاء مستشفى القدس في تل الهوا بمدينة غزة والتي تحتوي على أكثر من 400 مريض وما يزيد عن 12 ألف من اللاجئين من المواطنين النازحين إلى المستشفى. جاء ذلك ردًا على تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى القدس والمطالبة بالإخلاء الفوري للمستشفى.

وقبل أسبوع، قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي العربي المعمداني، في واحدة من أبشع المجازر بقطاع غزة مما أدى لاستشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة العشرات غالبيتهم نساء وأطفال. 

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف المؤسسات الصحية بشكل مباشر وعمد إلى تهديد كل المستشفيات بالقصف إذا لم يتم إخلاءها واخرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود.

وأكدت في بيان لها أن استهداف المنظومة الصحية أدى إلى  تضرر 57 مؤسسة واستشهاد 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.

كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف مساء اليوم الأربعاء آخر الإحصائيات لجرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمستمر لليوم 19 تواليًا.

وبلغ عدد الشهداء 6546 شهيدًا منهم: 2704 طفلًا و1584 سيدة وفتاة، و364 مسنًا، يضاف إليهم 1600 شهيدًا مفقودًا تحت الأنقاض منهم 900 طفلًا، فيما أصيب 17439 مواطنًا.

وأوضح البيان أن الاحتلال  ارتكب أكثر من 688 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، ارتقى خلالها نحو 4807 شهيدًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي النازي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الجاري.

وأشار  إلى أن أكثر من 183 ألف وحدة سكنية جرى حصرها تضررت بفعل العدوان المستمر، ونسبة 50% من الوحدات السكنية في القطاع، منها أكثر من 28500 وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكل كامل أو باتت غير صالحة للسكن. وأمثر من 77 مقرًا حكوميًا وعشرات المرافق العامة والخدماتية دمرها الاحتلال وألحق فيها الضرر الكبير، فيما تعرّضت 188 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 35 مدرسة خرجت عن الخدمة.



 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 7 اكتوبر دولة فلسطين الضفة الغربية حرب غزة 2023 الصحة في غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين مستشفى القدس سلامة معروف حكومة غزة الهلال الأحمر المساعدات غزة تحت القصف الاحتلال الإسرائیلی مستشفى القدس البوابة نیوز جیش الاحتلال قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسلم إخطارات هدم قرية فلسطينية في بيت لحم

رام الله (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الصليب الأحمر»: الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار «اليونيفيل»: يجب انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة في الجنوب اللبناني

سلمت القوات الإسرائيلية، أمس، إخطارات هدم جديدة تطال جميع منازل قرية «النعمان» الواقعة شرق بيت لحم، وعددها 45.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن رئيس المجلس القروي جمال درعاوي قوله إن «قوات الاحتلال اقتحمت القرية، ووزعت الإخطارات على المنازل كافة»، موضحاً أن «هذه هي المرة الثانية خلال بضعة أشهر التي يتلقى فيها الأهالي هذه الإخطارات الجماعية».
وأضاف درعاوي: «أبلغنا جيش الاحتلال بشكل شفهي بأن الإخطار القادم سيكون الأخير، وسيتبعه تنفيذ فعلي للهدم، نحن نتحدث عن كارثة تهدد وجود قرية بأكملها، يعيش فيها أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء». 
وأوضح أن «الإخطارات طالت منازل شيدت منذ أربعينيات القرن الماضي، ما يعني أن الحديث لا يدور عن بؤر جديدة أو بناء عشوائي، بل عن بيوت قائمة منذ ما قبل الاحتلال، لكن الاحتلال يمنع منذ أكثر من 25 عاماً أي عمليات بناء أو ترميم أو توسعة في القرية». 
ووفق الوكالة، «أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 26 يناير الماضي، بهدم جميع منازل قرية النعمان شرق بيت لحم».  
ولفت درعاوي إلى أن «سياسة الاحتلال تهدف إلى تهجير سكان القرية وضمها إلى حدود بلدية الاحتلال في القدس».

مقالات مشابهة

  • ترامب يتوعد إيران بـهجمات أكثر وحشية: أسلحة فتاكة في طريقها إلى الكيان الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: إيران تخطط لغزو بري من عدة جبهات والمواجهة بلغت نقطة اللاعودة
  • عاجل| الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً جوياً واسعاً على طهران ويعلن بدء عملية الأسد الصاعد
  • الأمم المتحدة تحذّر: النزوح القسري يصل إلى 122 مليون شخص بسبب النزاعات المتفاقمة
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك السيادة السورية
  • أكثر من 13 شهيدًا و200 إصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي وسط غزة
  • حكاية صبية فلسطينية اسمها غريتا
  • مسؤولة أميركية تحذر: العالم أقرب إلى حافة الإبادة النووية
  • إسرائيل تسلم إخطارات هدم قرية فلسطينية في بيت لحم
  • اليمن يقصف تل أبيب ويتوعد بتصعيد الهجمات داخل العمق الإسرائيلي.