اجتباح إسرائيلي بري لغزة يشكل هدية لحماس وإيران
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
حذر الكاتب دان بيري من أن غزواً إسرائيلياً برياً واسعاً لغزة سيكون هدية لحماس وإيران.
يجب أن تواصل إسرائيل اغتيال قادة حماس واحداً تلو الآخر
وكتب في مقال في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أنه في 7 أكتوبر الجاري بينما كان لا يزال إرهابيو حماس يقتحمون جنوب إسرائيل، كانت إحدى القنوات الأمريكية الجديدة تجري مقابلة معه كي تحصل على صوت تحليلي من تل أبيب حيث يقيم.
ويقول: "بعد نحو ثلاثة أسابيع لا نزال ننتظر، وسأكون أكثر سعادة إذا ما انتظرنا قليلاً بعد". حتى لو نجح الإسرائيليون...
وعن موقفه هذا، قال: "لنكون واضحين. حماس هي مافيا إجرامية تحمل أفكاراً خاطئة. وسبب وجودها منذ التسعينات هو نسف عملية السلام بواسطة التفجيرات الانتحارية، وكذلك جعل إسرائيل تتجه نحو اليمين القومي وتمنع تقسيم فلسطين. وهي حركة إسلامية متشددة تتخذ مليوني نسمة في غزة رهائن، وتجعل حياتهم بائسة وسط الفساد والتعصب الديني، وتستخدمهم دروعاً بشرية، وعندما يتعرضون للقتل، تبتهج لأن إسرائيل تبدو سيئة".
An Israeli Ground Assault Would Be a Gift to Hamas and Iran https://t.co/7BgmwTF7ol
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) October 26, 2023
وبالنسبة لإسرائيل، فإن اطاحة حماس بواسطة غزو بري سينجم عنه مزيد من الإصابات في الجانب الإسرائيلي أكثر مما حدث في 7 أكتوبر نفسه. وامضت حماس 16 سنة وهي تستعد لهذه اللحظة، وهي ستعمل على تفخيخ كل ما تبقى واقفاً بعد الحملة الجوية الإسرائيلية. وسيواجه الإسرائيليون مقاومة شرسة من انتحاريين وربما من متعاطي مخدرات سيقفزون من كل نفق ويصوبون بنادقهم عن الأسطح.
وحتى لو نجح الإسرائيليون، ومن الممكن أن ينجحوا، فإن التمرد سيستمر لسنوات، كما اكتشف الأمريكيون في العراق. ومن الممكن أن يتم اعدام 200 رهينة أخذتهم معها حماس إلى داخل القطاع، مما سيزيد غضب إسرائيل.
وفي رأيه أن حجم الموت والدمار لمثل هذه العملية سيزيد من احتمال دخول حزب الله في النزاع، وأن يؤدي إلى انتفاضة أخرى في الضفة الغربية، وحتى احتمال اندلاع أعمال شغب دامية بالنسبة لبعض العرب الإسرائيليين داخل البلاد, إن رد إسرائيل على كل ذلك سيصير الحدث، ويحجب أهوال المجزرة، التي سيتم تناسيها تدريجياً.
كذلك، سترفع معاهدة سلام مع المملكة العربية السعودية، والتي كانت متوقعة على نطاق واسع قبل المجزرة، عن الطاولة. واقتصاد إسرائيل، الذي كان محل حسد في المنطقة إلى أن قرر بنيامين نتنياهو تحويل البلاد على طريقة فلاديمير بوتين، سيتضرر بشدة.
كل ذلك لن يكون عقاباً لحماس وداعميها في إيران، الذين من المؤكد أنهم أعطوا الضوء الأخضر للهجوم، وكانوا يتوقعون أن تنفذ إسرائيل هجوماً برياً في المقابل. إنهم يسعون إلى الفوضى التي ستنجم عن ذلك ويريدون من إسرائيل أن تمضي نحو احتلال مدمر، وان تتعرض للانتقاد في أنحاء العالم بسبب الخسائر المدنية. إنهم يريدون أن تكون إسرائيل والضفة الغربية وغزة كياناً واحداً نصف سكانه من العرب. إنها هدية لحماس وإيران.
أما الذي لا يمكن أن يشكل جائزة لحماس وإيران، فهو في رأيه التالي:
يتعين على إسرائيل والسعودية وضع معاهدة السلام على مسار سريع. وعلى الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن يحظرا على نحو إيجابي أي دعم لحماس، بما في ذلك القادم من قطر. وحتى الاتصالات غير المباشرة مع حماس، يجب أن ينتج عنها حظر سفر وتجميد حسابات، ومسؤولية جنائية وما شابه. ويجب معاودة فرض العقوبات على إيران بكل قوة.
وفي الوقت نفسه، يجب جمع صندوق ضخم من دول العالم والمنطقة-ليس بوعود فقط، وليس على مدى سنوات، ووضع نصف تريليون دولار على الطاولة-لمساعدة غزة، بعد أن تقوم حماس بتسليمها سريعاً للسلطة الفلسطينية.
ويجب أن تواصل إسرائيل اغتيال قادة حماس واحداً تلو الآخر، حيثما وجدوا. ويتعين تشديد الحصار على غزة من جهتي إسرائيل ومصر، مع منح ممر آمن للفلسطينيين الذين يرغبون في الانتقال إلى الضفة الغربية مع مساعدة اقتصادية.
ويمكن إسرائيل أن تحاول التفاوض لإطلاق الرهائن. ويمكن دول أخرى أن تفعل الأمر نفسه. وإذا ما أخفق كل ذلك، فإن غزة ستبقى هناك في انتظار الغزو. يمكن الدبابات أن تتحرك في وقت آخر، ربما مع عنصر المفاجأة. وحماس ستكون عندها أضعف، وأكثر انقساماً، وحتى أقل شعبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة استنفدت نحو 25% من مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي “ثاد” (THAAD) خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي، واستمرت 12 يومًا.
ووفقاً للتقرير، أطلقت القوات الأمريكية المشاركة في الدفاع عن إسرائيل أكثر من 100 إلى 150 صاروخ “ثاد” لاعتراض وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما شكل استنزافاً كبيراً لأحد أهم أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية وأكثرها تكلفة.
وتملك واشنطن حاليًا سبعة أنظمة “ثاد”، وقد استخدم اثنان منها في الصراع الأخير، بحسب التقرير. وأكد مسؤولون عسكريون سابقون وخبراء في الدفاع الصاروخي أن هذا الاستخدام المكثف كشف عن ثغرات كبيرة في الجاهزية الدفاعية الأمريكية، كما أثار قلقًا واسعًا بشأن قدرة وزارة الدفاع على تعويض هذا الاستنزاف في الوقت المناسب.
وفي الوقت الذي استخدمت فيه القوات الأمريكية ما يعادل ربع المخزون، لم تشترِ الولايات المتحدة في العام الماضي سوى 11 صاروخًا جديدًا فقط من طراز “ثاد”، وتخطط للحصول على 12 صاروخًا آخر فقط خلال العام المالي الحالي، بحسب بيانات الميزانية الفيدرالية لعام 2026.
وصرّح مسؤول دفاعي للشبكة أن البنتاغون “يدرس بعناية مستويات مخزون زمن الحرب من الذخائر الأساسية، ويعمل على توسيع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير”، مشيراً إلى أن ميزانية عام 2026 تتضمن 2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر، و1.3 مليار دولار إضافية لتحسين سلاسل التوريد الدفاعية.
أشار التقرير أيضًا إلى أن الاستنزاف السريع لنظام “ثاد”، الذي تصنعه شركة “لوكهيد مارتن” وتبلغ تكلفة كل صاروخ منه نحو 12.7 مليون دولار، يأتي في وقت يشهد فيه الدعم الشعبي الأمريكي للدفاع عن إسرائيل تراجعًا كبيرًا، وهو ما يفرض ضغوطًا إضافية على صناع القرار في واشنطن.
على صعيد آخر، ذكر التقرير أن تقييمًا استخباراتيًا أوليًا أفاد بأن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر البنية التحتية الأساسية للبرنامج النووي، بل ربما أعادت تأخيره لبضعة أشهر فقط. لكن وكالة المخابرات المركزية (CIA) رفضت هذا التقييم، مؤكدة أن البرنامج تعرض لأضرار جسيمة.
رغم تأكيد وزارة الدفاع الأميركية على الجاهزية والقدرة على الرد على التهديدات، فإن الاستنزاف غير المسبوق لمنظومة “ثاد” خلال صراع إقليمي محدود نسبياً، يطرح أسئلة جدية حول الجاهزية الاستراتيجية الأمريكية في أي مواجهة أوسع، خصوصاً في ظل تنامي التوترات مع الصين وروسيا.