لبنان يتعرّض لضغوط دولية لفكّ ارتباطه بالحرب في غزّة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": يتزعّم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، الضغوط التي تُمارس على لبنان للنأي به عن الانخراط في الحرب الدائرة بين «حماس» وإسرائيل، وعدم الانزلاق نحو فتح الجبهة الشمالية، لأن أوضاعه الاقتصادية والمالية لا تتحمّل التدخّل في الحرب، وأن هناك ضرورة لضبط النفس للإبقاء على الحدود اللبنانية المتاخمة لإسرائيل تحت السيطرة، والتقيُّد بقواعد الاشتباك بين «حزب الله» وتل أبيب منذ انتهاء حرب تموز 2006.
وتبلغ الضغوط الأميركية والأوروبية ذروتها مع مجيء مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف إلى بيروت، الأسبوع المقبل، في مهمة تتعلق بضرورة تجنيب لبنان الانزلاق نحو الحرب لما يترتب عليها من تداعيات ومفاعيل أمنية وسياسية تتطلب من لبنان اتخاذ الإجراءات والتدابير لمنع الحرب الدائرة بين «حماس» وإسرائيل من أن تتمدد إلى الجبهة الشمالية.
وتؤكد مصادر وزارية ونيابية، لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان لم يتلقَّ تهديدات لثنيه عن الانجرار إلى الحرب، وتقول إن ما ينقله سفراء الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إلى رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يبقى تحت سقف إسداء النصائح المقرونة بارتفاع منسوب القلق لدى سفراء هذه الدول من التورُّط في حرب ستكون لها انعكاساتها على الوضع الداخلي في لبنان.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا لم تنقطع عن التواصل مع رئيسي البرلمان والحكومة ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، انطلاقاً من دعوة واشنطن للسعي لتحقيق فك ارتباط بين الجبهة الشمالية والحرب في غزة.
وتلفت المصادر الوزارية والنيابية إلى أن مهمة السفراء تأتي تحت سقف منع تمدُّد الحرب إلى لبنان، رغم أن إسرائيل بادرت إلى خرقها، وهذا ما أثاره الرئيس بري لدى استقباله السفيرة شيا، في إشارة إلى قصفها أطراف بلدة الريحان الواقعة على تخوم جبل صافي وتتبع قضاء جزين.
وتؤكد أن قصف إسرائيل أطراف الريحان لم يتسبب بإحداث أضرار، وتقول إن الرئيسين بري وميقاتي يصران على تطبيق القرار 1701 ومنع إسرائيل من خرقه بقصفها المناطق التي لا تخضع لمنطقة جنوب الليطاني.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: الرئيس السيسي وفّر شبكة أمان دولية للسلام.. كلمة ترامب تحذيرًا لنتنياهو
قال إسلام عوض، المحلل السياسي، إن الاتفاق الذي تمّ بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي لا يملك ضمانات حقيقية سوى ضمانات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء مصر وقطر، مشيرًا إلى أن هذه الضمانات تمثل الركيزة الأساسية لاستمرار الهدوء في المنطقة.
وأضاف «عوض»، خلال لقاءه مع الإعلامية مروة عبدالجواد، ببرنامج «حوار الساعة»، أن إسرائيل لا أمان لها وقد تتراجع في أي لحظة عن الاتفاق وتشعل الأوضاع من جديد، وهو ما استدعى تحركات حكيمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لإشراك عدد كبير من دول العالم في الاتفاق والتوقيع عليه، بهدف إيجاد مظلة دولية ضاغطة على تل أبيب تضمن التزامها ببنوده.
وأوضح أن هذا التوجه الدولي هو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى زيارة الكنيست الإسرائيلي، في محاولة لرفع معنويات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يدرك أن إنهاء الحرب سيقوده إلى مرحلة حرجة داخل إسرائيل، تتعلق بمحاكمته في قضايا الفساد.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست كان بمثابة رسالة تحذيرية واضحة لنتنياهو بعدم العودة إلى إطلاق النار أو تنفيذ اعتداءات جديدة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ترامب شدّد على ضرورة احترام الاتفاق والبناء على ما تحقق من نجاحات.
وختم بأن ترامب طالب خلال كلمته الرئيس الإسرائيلي بالنظر في العفو عن نتنياهو ووقف محاكمته، في إشارة إلى رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على استقرار الحكومة الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب، واستثمار الهدنة في فتح صفحة جديدة نحو السلام الدائم.