سفراء المحاصصة.. لا سفراء العراق!
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
آخر تحديث: 14 أكتوبر 2025 - 12:06 م بقلم: سمير البياتي مرةً أخرى، يُباع الوهم للشعب العراقي بنفس الكلمات المكررة: “إصلاح”، “مهنية”، “شفافية”، “إنهاءالمحاصصة” — بينما في الواقع تُدار البلاد بنفس عقلية الغنيمة والولاء الحزبي. يتحدثون عن الدولة وكأنها مشروع وطني، لكنها في الحقيقة مزرعة يتقاسمونها فيما بينهم.
آخر فصول هذه الفضيحة: قائمة السفراء الجديدة، التي لم تُبنَ على أساس الكفاءة أو المهنية، بل على قاعدة الولاء والانتماء الحزبي. سفراء تم اختيارهم لا لأنهم مؤهلون لتمثيل العراق، بل لأنهم أبناء هذا الحزب أو أتباع ذلك الزعيم أو مقرّبون من كتلة دفعت ثمن المقعد في سوق المحاصصة. إنها ليست دبلوماسية دولة، بل دبلوماسية سوق ومزاد سياسي رخيص. وعود كاذبة ووجوه مكشوفة خرج علينا زعماء الكتل، ومعهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بوجوهٍ متصنعة يتحدثون عن “اختيار مهني نزيه” و”قائمة من الأكفاء”، لكنهم — كالعادة — كذبوا على الشعب بوقاحة. الكذب أصبح جزءًا من نظام الحكم، والخداع صار أداة سياسية مشروعة. تم تمرير القائمة في ليل الصفقات، لا عبر القانون ولا عبر الكفاءة، بل عبر “اتفاقات المحاصصة” التي داست على كل معايير العدالة والدستور. بعض الأسماء لم تطأ وزارة الخارجية يوماً، ولا تعرف معنى العمل الدبلوماسي، ولا تفقه شيئاً في القانون الدولي أو البروتوكول أو العلاقات الخارجية، ومع ذلك أصبحوا “سفراء العراق”! فهل يُعقل أن يُمثل العراق في الخارج من لا يملك أدنى مؤهلات تمثيله؟ القانون يُداس… والدبلوماسية تُباع قانون الخدمة الخارجية العراقي واضح: السفير يجب أن يكون من ذوي الخبرة، خريج معهد الخدمة الخارجية، يتقن لغة أجنبية، حسن السمعة والسيرة. لكنهم داسوا على القانون كما يدوسون على ضمائرهم. وضعوا أسماء من خارج السلك، واستبعدوا الأكفاء، وأقصوا المكونات الوطنية — كالتركمان — في استمرار فاضح لنهج التهميش والإقصاء. النتيجة: قائمة سفراء مشبوهة، مطعونة قانونياً، ومرفوضة شعبياً. تواطؤ من القمة إلى القاع ما حدث لم يكن خطأً عفويًا ولا نتيجة صدفة، بل هو تواطؤ سياسي ممنهج يمتد من القمة إلى القاع. رئيس الوزراء الذي وعد بالإصلاح تراجع عن وعوده، ووزير الخارجية الذي كان من المفترض أن يحفظ مهنية وزارته، حوّلها إلى سلعة في سوق الولاءات والمحاصصة. أما الكتل السياسية، فقد تعاملت مع السفارات كما تتعامل مع الوزارات والمناصب، مقسّمة إياها وفق مصالحها. المحكمة الاتحادية، التي يفترض بها أن تكون الحارس الأمين للدستور، التزمت الصمت إزاء الطعون، لتتحول من هيئة قضائية إلى شريك في التجاوزات. والمفارقة الأكبر أن هذه الأحزاب، التي طالما ادعت محاربتها للنظام البعثي، تعيد اليوم البعثيين إلى مواقع حساسة كمنصب السفير الجميع اشترك في جريمة واحدة: بيع صورة العراق في المزاد الحزبي، وتشويه مفهوم الوطنية. سفارات للبيع… والولاء ثمن القبول السفارة لم تعد منصباً دبلوماسياً، بل مكافأة سياسية. تُمنح لمن بايع الحزب لا لمن خدم الوطن. الدبلوماسية في عراق اليوم تُدار بعقلية “من يدفع أكثر” أو “من يرضي الزعيم”. فكيف يمكن لدبلوماسي كهذا أن يقف في الأمم المتحدة ممثلاً للعراق؟ بأي وجه سيخاطب العالم وهو لا يمثل إلا حزبه أو طائفته؟ إهانة للوطن قبل أن تكون فضيحة السفير يجب أن يكون وجه العراق وصوته، لا ظل حزبه ولا أداة زعيمه. ما حدث إهانة صريحة لكل موظف كفء في وزارة الخارجية، ولكل عراقي يؤمن بأن الوطن أكبر من الأحزاب. إنهم لا يبنون دولة، بل يقتسمونها كما يُقتسم الإرث. الشعب أمام مسؤولية تاريخية السؤال اليوم ليس “من أخطأ؟” بل من سيحاسب؟ من سيقف بوجه هذا الانحراف السياسي؟ الشعب هو الجهة الوحيدة القادرة على المحاسبة. الصندوق الانتخابي هو سلاحكم الوحيد. هؤلاء الذين خانوا الثقة وكذبوا عليكم مرارًا لا يستحقون أصواتكم مرة أخرى. كل من شارك في هذه الجريمة يجب أن يُعاقب بالعزل الشعبي — بأن يُرمى خارج دائرة القرار عبر مقاطعتكم لهم في الانتخابات القادمةلا تمنحوهم فرصة جديدة ليخدعوكم بشعارات “الإصلاح” و”الدولة الجديدة”. إنهم نفس الوجوه التي دمرت الدولة القديمة، ولا تريد بناء أي دولة. كفى خيانة. كفى نفاقًا. كفى صمتًا. من يريد عراقًا حراً، عليه أن يبدأ برفض هؤلاء في صناديق الاقتراع.فمن يسكت اليوم عن جريمة المحاصصة، سيستيقظ غدًا في وطن بلا دولة ولا كرامة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: لا تملك أي دولة منع وصول المياه إلى دولتي المصب
قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، إن مصر تضع الأولوية البحث والتطوير في مختلف أبعاد قضايا المياه على ضوء الوضعية المائية الدقيقة التي نعيشها.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه، اليوم الأحد: "كما تعلمون فنحن نعيش تحت خط الفقر المائي، فمصر كما تعلمون أيضًا دولة صحراوية حباها الله نهر النيل لكي يكون مصدر الحياة فيها وحامل الخير والنماء، لها ولسائر دول حوض النيل الشقيقة، ولا تملك أي دولة أيًا كانت أن تعرقل أو تمنع وصول هذه المياه إلى دولتي المصب".
وتابع وزير الخارجية: لقد شكلت علاقاتنا مع الأشقاء في نهر النيل ركيزة أساسية في دوائر السياسة الخارجية المصرية منذ الأزل، وبُنيت هذه العلاقات على التعاون والتآخي لتحقيق المنفعة المشتركة والمصالح المشتركة وعدم الإضرار بأي من الدول المشاطئة.
وواصل الدكتور بدر عبد العاطي: لمصر سجل ممتد من التعاون مع الأشقاء في حوض النيل لتطوير المشروعات التنموية في شتى المجالات، ومنها إدارة الموارد المائية وإنشاء السدود لتحقيق الفوائد دون الإضرار بمصالح أي طرف، وكان آخر الجهود توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باستحداث آلية تمويل من الموازنة المصرية للمشروعات التي يتم تنفيذها في دول حوض النيل بما في ذلك إنشاء السدود في دول حوض النيل الجنوبي.
اقرأ أيضًا:
اليوم.. المترو يغير مواعيده ويمد ساعات العمل استعدادًا لمباراة المنتخب
أجواء خريفية وأمطار خفيفة.. تعرف على طقس اليوم الأحد
وفد فني مصري يشارك في إعادة تأهيل جسور الخرطوم المتضررة من الحرب
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية وصول المياه دولتي المصب أحدث الموضوعاتفيديو قد يعجبك:
أخبار مصر ضمن قائمة المعينين.. د. مهاب مجاهد عضوًا بمجلس الشيوخ منذ 20 دقيقة
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
وزير الخارجية: لا تملك أي دولة منع وصول المياه إلى دولتي المصب
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
30 21 الرطوبة: 41% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك