متخصص في الشأن الإسرائيلي: الحرب تُكلف تل أبيب 246 مليون دولار
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أكد سيد خميس، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن الشارع الإسرائيلي ليس أغلبه موافق على الحرب والعدوان على غزة أو غير موافق على توسيع فكرة الحرب، مشددًا على أن الشارع في إسرائيل الآن منقسم لـ3 جبهات رئيسية، إحدى هذه الجبهات يمثلها أهالي المحتجزين لدى حماس والذي عبروا عن رأيهم بأنهم ضد التصعيد أو الاقتحام البري.
وأشار "خميس"، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "القاهرة والناس"، إلى أن الجبهة الأخرى من الشارع الإسرائيلي تتمثل في المعارضة السياسية، والتي سانت الحكومة الإسرائيلي في بداية الحرب لكنها غيرت من وجهتها في التعامل مع الحرب الحالية، إذ ان زعيم المعارضة في إسرائيل طالب رئيس الوزراء نتيناهو بالاعتذار على ما تجاوزه وطالبه بوقف التصعيد الحالي.
وأوضح أن المعارض في إسرائيل تعي أن التصعيد هو غير ضروري وترفض أن يهرب نتنياهو من المسئولية السياسية من الحرب الجارية وما حدث في 7 أكتوبر، منوهًا بأن هناك الكثير من الصحف الإسرائيلية التي تطرقت إلى أن نتيناهو يتحمل المسئولية عن فشل الهجوم أمام شعبه.
وتابع: "الشارع مش مع نتنياهو الآن.. هناك حالة من التصعيد الكبيرة في الشاعر المصري"، كما أن هناك ارتباك في الشارع الإسرائيل حول التصعيد وتوسيع الهجمات البرية.
وأضاف أن هناك تأثير اقتصادي للحرب على إسرائيل، والتي تأتي بتكلفة مباشرة وأخرى غير مباشرة، إذ أن التكلفة المباشرة للحرب تقدر بمليار شيكل يوميًا، والتي تعادل 246 مليون دولار يوميًا، وهذه التكلفة ترتفع في حالة توسيع الحرب والهجوم البري، مشددًا على أن هذه التكلفة تتضاعف مع الاجتياح البري.
وأردف بأن وزير المالية الإسرائيلي سيعمل على تعديل الميزانية على حساب بنود أخرى كالتعليم والصحة لسد العجز في موازنة جيش الدفاع، موضحًا أن هناك تكلفة أخرى غير مباشرة للحرب على الاقتصاد.
واستهدفت المقاومة الفلسطينية دبابة وجرافة إسرائيلية توغلتا إلى منطقة مفتوحة في غزة، في حين أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أنه لا يوجد تقدم بري داخل الأحياء السكنية.
وقالت حركة حماس إن العملية البرية والتوغل بدبابات يشكلان خطرًا أكبر على الأسرى الإسرائيليين في غزة، لافتة إلى أن العدو يظن أنه بالقتل والقصف المتواصل يستطيع التأثير على ملف الأسرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل حماس نتنياهو وزير المالية الاسرائيلي العملية البرية غزة أن هناک
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يفشل في تبرير حربه على غزة أمام العالم.. رواية تل أبيب تنهار
في قلب الحرب على غزة، لا تزال هشاشة جهاز الدعاية الرسمي للاحتلال الإسرائيلي، المعروف بـ"الهاسبارا"، تتكشف بشكل متزايد، إذ يتعرّض اليوم لانتقادات حادة داخلية وخارجية، بعد أن فشل في بناء سرد واضح ومتماسك، رغم ميزانيات ضخمة واحتراف مواقع وعلاقات عامة.
ونشر مؤخرًا تقرير عبر موقع "واللا" العبري، وصف الواقع الإعلامي بأنه فشل متكرر ومقصود، لأن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تسعى لتبرير موقفها أخلاقيا، بل صار يقال فقط إنها "لم تقصد السيء"، وفي اللحظة التي يلتزم فيها مسؤولون بالإجابات الواقعية، يقف آخرون صامتين، تاركين الجمهور يملأ الفراغ بروايات بديلة.
وأضاف التقرير أنه خلال الأسبوع الماضي، أعاد الإعلام العبري بث مقابلة قيادية مع وزير الثقافة، عميحاي إلياهو، عبر قناة بريطانية شهيرة، بدا فيها الوزير مرتبكا ومترددا في الإجابة عن أسئلة بسيطة مثل: "ما الذي تفعلونه في غزة؟" و"لماذا يبدو كل شيء بهذا السوء؟"، في مشهد قيل إنه: "يشبه طالبا كاذبا أمام معلم عربي".
واعتبرت تصريحات إلياهو تصعيدا تحريضيا مثل قوله إنّ "كل غزة ستكون يهودية"، وإنه "لا يجب أن يهتم أحد بجوع سكان غزة"، حيث باتت تُترجم أثناء دقائق، فتنتشر في الإنترنت وتُستخدم كأدلة رسمية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى المنظمات الدولية.
إلى ذلك، طالت الانتقادات وزيرة الإعلام السابقة، غاليت ديستيل، التي استقالت بعد أيام من اندلاع الحرب، تقول إنها كانت دون سلطة كافية ولا ميزانية، ولم تستطع مواجهة خطاب التصعيد، ثم في مقابلة اعتذرت عن التحريض لكنها صوّتت لاحقًا لصالح الحكومة نفسها.
وكشف الموقع أن هناك محاولة مضنية لرد المعارك الرقمية، حيث قال خبراء مثل مايكل أورين وأستاذات العلاقات، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتمد رسائل معقدة لا تؤثر في العالم المنشغل بالمشاعر، وأدركت أن المعركة الإعلامية الجديدة هي في الأساس "حرب غير تقليدية للرأي العام"، لكن بدون قيادة واضحة أو أدوات فعالة.
كما كشفت خروقات بالغة في ممارسة الهاسبارا الرقمية، مثل روبوتات دعائية تعمل آليًا ثم تصدر محتوى مناهضًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، وهو ما أبرز فشل الأدوات في السيطرة على السرد الإعلامي.
واختتم التقرير بالقول إنّ: "الإعلام الرسمي الإسرائيلي لم يعد قادرا على احتواء المشهد، خاصة عندما يتصادم إفراط التصريحات مع غياب استراتيجية متماسكة، ومع تضخيم الميديا الغربية لقضايا إنسانية".
في ظل هذا التآكل المستمر للثقة، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، فقد بات فشل الهاسبارا ليس مجرد تهديد سياسي، بل جزءًا من أزمة شرعية كبيرة تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي في ساحات العدالة الدولية والرأي العام العالمي.