استقالات وخلافات في هيئة الأسرى الإسرائيليين.. هآرتس: سياسة نتنياهو في إدارة الملف تفاقم الأزمة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
الجديد برس:
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن مسؤولين إسرائيليين في هيئة الأسرى، استقالوا بسبب خلافات حول التعاون مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بشأن قضية الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد مؤسسي الهيئة، دودي زلمانوفيتش، أعلن استقالته، بعد اتهامه بالتعاون مع مكتب نتنياهو.
كما اتخذ المسؤول السابق عن إعادة الأسرى والمفقودين، دافيد ميدان، ورئيس “الشاباك” السابق، يعقوب بيري، الخطوة نفسها، إذ قدما استقالتهما من فريق التفاوض في الهيئة للأسباب نفسها، وفق الصحيفة.
ومن القضايا الأخرى، التي أكدت الصحيفة أنها أثارت الخلافات والانقسام في هيئة الأسرى الإسرائيلية، هي الانتقادات التي يجب توجيهها إلى المستوى السياسي. ففي الوقت الذي انتقد فيه ميدان نتنياهو، لرفضه مقابلة عائلات الأسرى ضمن منتدى واسع، سعى زلمانوفيتش إلى الحفاظ على خط تواصل مع رئيس حكومة الاحتلال.
أما المشاكل الأخرى في هيئة الأسرى، فكان أبرزها مسألة تشكيل فريق لتمثيل عائلات الأسرى في التفاوض، حيث هيمن رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، على الاتصالات، و”هو حالياً على اتصال مع جهات مختلفة في دول الخليج”، فيما كان من المفترض أن يمثل فريق تفاوض المفاوضات مع “حماس”، بحسب “هآرتس”.
ومن ناحية أخرى، لم يشارك أحد من هيئة عائلات الأسرى، في تحديد المسؤولين الإسرائيليين الذين نابوا عن نتنياهو، في اجتماع العائلات مع مكتب رئيس الحكومة.
يُشار إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، بدأوا بتحركات للضغط على الحكومة ورئيسها لتنفيذ صفقة تبادل وعدم تعريض حياتهم للخطر، في ظل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاولات التسلل البرية لجيش الاحتلال.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت الماضي، بأن ممثلي العائلات طالبت نتنياهو، بـ”صفقة تبادل الكل مقابل الكل”، وتظاهرت في الشوارع لتحقيق هذه المطالب.
وأعربت العائلات، في بيان، عن “غضبها الهائل من أن أحداً في كابينت الحرب لم يكلف نفسه عناء لقائها”، كي يشرح إذا كان التوغل البري “سيعرض سلامة الأسرى للخطر”.
ويوم الإثنين، وجهت 3 أسيرات إسرائيليات لدى كتائب القسام، رسالة إلى نتنياهو طالبن فيها بالعمل على إطلاق سراحهن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وفي مقطع فيديو نشرته كتائب القسام على تطبيق تليغرام، ظهر فيه ثلاث أسيرات، ناشدت إحداهن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي العمل على إطلاق سراحهن، وقالت: “بنيامين نتنياهو، نحن محتجزون في أيدي حركة حماس لمدة 23 يوماً، في الأمس كان هناك مؤتمر صحفي لعائلات المختطفين، نحن نعلم أنه كان من المفترض أن تحدث تسوية، كان يجب أن تطلق سراحنا جميعاً”.
وتابعت: “نحن مواطنون بريئون، نحن مواطنون يدفعون الضرائب لدولة إسرائيل، نحن في الأسر في ظروف صعبة، أنت تريد أن تقتلنا جميعاً، أطلق سراحنا الآن، وأطلق سراح أسراهم لديكم الآن (في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين)، وأعِدنا إلى عائلاتنا الآن، الآن”.
مترجم
اسيرات صهيونيات في ايدي كتائب القسام يهاجمن نتنياهو . pic.twitter.com/iVd7CsxW0C
— مجتهد نجران (@Mojtahed_najran) October 30, 2023
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی هیئة الأسرى عائلات الأسرى
إقرأ أيضاً:
حماس تفعل بروتوكول الموت | هل بدأ العد التنازلي للأسرى الإسرائيليين؟
في تطور أمني لافت، أعلنت مصادر من داخل "أمن المقاومة" في قطاع غزة عن تفعيل ما وصفته بـ"بروتوكول التخلص الفوري" في وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين، في ظل وجود تقديرات تشير إلى احتمال قيام إسرائيل بعمليات خاصة تهدف لتحريرهم.
هذا القرار، الذي لم تكشف تفاصيله، يعد إشارة واضحة إلى أن المقاومة الفلسطينية تستعد لسيناريوهات قصوى قد تشمل تصفية الأسرى في حال اقتحام مواقعهم.
وقد نقلت منصة "الحارس"، المعنية بمتابعة أخبار أمن المقاومة، عن ضابط أمني دعوته المواطنين في غزة إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، سواء لأشخاص أو مركبات، كجزء من خطة الاستعداد لمواجهة أي محاولة تسلل أو عملية إنزال جوي مفاجئة.
ردود فعل إسرائيلية: تحذير من “تصفية الأسرى”
الإعلان عن هذا البروتوكول أثار ردود فعل غاضبة ومذعورة في إسرائيل، حيث حذرت وسائل إعلام عبرية وخبراء عسكريون من أن فصائل المقاومة، خصوصا وحدة "الظل" المكلفة بحماية الأسرى لدى الجناح العسكري لحركة حماس، قد تنفذ عمليات تصفية فورية بحق الأسرى الإسرائيليين إذا شعرت بأي تهديد حقيقي.
الخبير العسكري الإسرائيلي أور بيالكوف علق على التطورات عبر منصة "إكس" قائلا: "إذا تمت أي محاولة إنقاذ، فهناك أمر واضح بقتل الأسرى". هذا التصريح يعكس حجم القلق الإسرائيلي من أن تتسبب أي عملية تحرير غير مدروسة بكارثة أمنية وسياسية.
جمود في المفاوضات وسحب للوفود
في خضم التصعيد، أعلنت كل من واشنطن وتل أبيب عن سحب وفديهما المفاوضين من الدوحة، عقب تقديم حماس ردها على المقترح الأخير بشأن اتفاق تهدئة وتبادل أسرى. ورغم أن واشنطن وصفت الرد بأنه "غير جاد"، أكدت مصادر إسرائيلية أن المفاوضات لم تنهَر بعد، بل إن استدعاء الوفود جاء لأغراض "إجراء مشاورات".
وقد علقت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغضب على هذا التطور، معتبرين أن "تضييع فرصة جديدة" يمثل فشلًا سياسيًا وأمنيًا متكررا، في سلسلة من الإخفاقات التي تعكس ارتباك الحكومة الإسرائيلية وعدم قدرتها على حسم الملف.
تصعيد في اللهجة الأمريكية: ترامب يدخل الخط
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دخل بدوره على خط الأزمة، بتصريحات شديدة اللهجة ضد حماس، متهما الحركة بإفشال مفاوضات التبادل، ومؤكدا أن القتال ضدها "بات ضروريا". وقال ترامب: "أعتقد أن حماس تعرف ماذا سيحدث بعد استعادة كل الرهائن، ولهذا لا تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمر سيء للغاية".
وأعرب ترامب عن قناعته بأن إبرام صفقة جديدة أصبح أصعب بكثير، مشيرًا إلى أن حماس لم تعد تملك أوراق مساومة حقيقية بعد إطلاق عدد كبير من الأسرى في مراحل سابقة.
"حماس" ترد: موقفنا مرن.. ونستنكر تصريحات ويتكوف
في رد مباشر على الانتقادات الأمريكية، أصدرت حركة حماس بيانا عبّرت فيه عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مشددة على أنها تعاملت بمرونة عالية ومسؤولية وطنية في جميع مراحل المفاوضات، وحرصت على تقديم ردود تعكس رغبتها في الوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
وأكدت الحركة أن الوسطاء الإقليميين والدوليين أبدوا ترحيبهم برد حماس، واعتبروه بناء، متهمة الجانب الأمريكي باستخدام خطاب يهدف إلى الضغط الإعلامي والسياسي بدلاً من دعم الجهود الدبلوماسية.
الوضع الإنساني في غزة: المجاعة تفتك بالأطفال
وسط هذا التوتر السياسي والعسكري، تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق. وفق إحصائيات صادرة عن وزارة الصحة، ارتفع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 124 فلسطينيًا، من بينهم 84 طفلا. وتشير التقارير إلى وجود أكثر من 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حذر من "مقتلة جماعية وشيكة" تهدد حياة 140 ألف طفل رضيع، مؤكدا أن بعض الأمهات باتت ترضع أبناءها المياه بسبب فقدان الحليب، وسط صمت دولي وصفه البيان بـ"التواطؤ الصريح".
أطباء غزة: الموت الجماعي بدأ بالفعل
الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، قال في تصريحات تلفزيونية إن الوضع في غزة "لا يحتمل التأخير". وأوضح أن المستشفيات تستقبل يومياً مئات الحالات الجديدة من سوء التغذية، في وقت انهار فيه القطاع الصحي بالكامل تقريباً، مؤكدا أن "الأطفال لا يستطيعون الصمود طويلا".
في المقابل، يلجأ بعض الأهالي لاستخدام الأعشاب لمكافحة الجوع، فيما وصف الوضع بأنه الأسوأ منذ أكثر من 22 شهراً.
تحركات عسكرية إسرائيلية: خطة تطويق واستنزاف
في ظل الجمود السياسي والمفاوضاتي، تسارعت التحركات العسكرية الإسرائيلية على الأرض. ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، قدمت الأجهزة الأمنية خطة تهدف إلى تقسيـم غزة إلى مناطق معزولة، في محاولة لاستنزاف حماس والسكان في آنٍ واحد، مع الإشارة إلى أن إسرائيل ما زالت تتجنب أي عملية برية في مناطق يُعتقد أن فيها أسرى إسرائيليين.
وقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشاورات أمنية لبحث تنفيذ الخطة، وسط تصاعد الضغط الداخلي من عائلات الأسرى التي تطالب بإجراءات حاسمة وسريعة.