لدور قطر في ملف الأسرى.. إسرائيل تتراجع عن خطة لإغلاق الجزيرة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
في أعقاب جهود بذلها وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارهي لإغلاق مكاتب شبكة "الجزيرة" القطرية في إسرائيل، قال مسؤولون رفيعو المستوى في تل أبيب إن دور الدوحة في مفاوضات طلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في غزة أدى إلى التخلي عن هذه الخطة، بحسب إيتمار إيشنر في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية (Yedioth Ahronoth).
وقالت شخصيات إسرائيلية بارزة، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "قرار إغلاق مكاتب الجزيرة قد تم وضعه جانبا؛ فالاعتبارات الاستراتيجية والأمنية طغت على الأمر".
وأوضحت المصادر أن الأمر "يرتبط ارتباطا وثيقا بالدور الحاسم الذي تلعبه قطر في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الذين يحتجزهم مقاتلو حماس في غزة، وتنظر قطر إلى قناة الجزيرة باعتبارها رصيدا بالغ الأهمية في هذه العملية، وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن إغلاق الشبكة سيؤثر سلبا على هذه المفاوضات".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وقال إيشنر إنه "على الرغم من أن قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل حظي بموافقة مبدئية من الحكومة وكان من المتوقع أن يخضع للتدقيق من مجلس الوزراء الأمني الموسع، إلا أن المسؤولين قرروا في نهاية المطاف تأجيل الخطة بأكملها".
وسمحت قطر في 2012 بفتح مكتب سياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الدوحة، بعد طلب من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لإقامة خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس.
اقرأ أيضاً
سفير قطر بواشنطن: وجود مكتب حماس بالدوحة لا يعني أننا نؤيدها
انقسام أمني
و"رأى كبار الخبراء القانونيين في (إسرائيل) أنه لا يوجد أي مبرر للإغلاق، مؤكدين أن شفافية الشبكة تتعارض مع الادعاءات التي تقول عكس ذلك. وامتنعت الجزيرة عن الكشف عن مواقع قوات الأمن الإسرائيلية، وكلما اقتربت منها، قامت على الفور بإزالة أي محتوى قد يعرضها للخطر"، كما تابع إينشر.
ونقل عن مسؤول حكومي قوله: "بعد أن قررت الحكومة إغلاق الشبكة، نشأ انقسام داخل الأجهزة الأمنية بشأن ما إذا كان بث الجزيرة من إسرائيل يشكل بالفعل تهديدا للأمن القومي".
وأردف: "لم يكن هناك إجماع حول هذه المسألة. وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي كان من المفترض أن يقدم توصية إلى الحكومة بشأن المضي قدما في الإغلاق، اختار عدم القيام بذلك".
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتل الاحتلال الإسرائيلي 12 فردا من عائلة مراسل "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح، بينهم زوجته ونجله وابنته وحفيدته، في غارة جوية استهدفت منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
ولليوم الـ26، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء غارات جوية مكثفة على غزة، وقتل إجمالا أكثر من 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلا و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 126 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.
فيما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، وذلك منذ أن أطلقت في 7 أكتوبر الماضي، هجوم "طوفان الأقصى"؛ ردا على لاعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة اللقدس الشرقية المحتلة.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يرفض تمرير قرار بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في إسرائيل
المصدر | إيتمار إيشنر/ يديعوت أحجرونوت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل الجزيرة إغلاق قطر الأسرى مفاوضات حماس
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: الاغتيالات لن تفكك حماس بل ستقسم قوتها فقط
أكد خبير إسرائيلي، اليوم الاثنين، أنّ الاغتيالات التي ينفذها جيش الاحتلال ضد مسؤولي حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، لن تفكك الحركة، بل ستقسم قوتها فقط.
وذكر الخبير الإسرائيلي جاكي خوري في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الاغتيال المحتمل لمحمد السنوار في الهجوم بخانيونس، ربما سيكون إنجاز رمزي، لكنه لن يؤدي إلى انعطافة"، مؤكدا أن "ثمن استئناف القتال سيدفعه الأسرى في غزة".
وتابع خوري: "منذ التقارير التي تحدثت عن اغتيال محمد السنوار، فإن مسؤولين في تل أبيب يغذون ويعززون الادعاء بأن الأمر يتعلق بانعطافة استراتيجية في المفاوضات حول دفع الصفقة قدما، ويقولون إنه يمنع التقدم في المفاوضات، وأن موته هو وقادة كبار في الذراع العسكري، سيؤدي إلى تفكك حماس وتليين مواقفها".
واستدرك قائلا: "لكن هذه الآمال سمعت مرارا وتكرارا منذ بداية الحرب ولم تتحقق، فحماس تعرضت لضربات قاسية في السنة والنصف الأخيرة، لكنها لم تغير مواقفها بشكل جوهري في كل ما يتعلق بالطلبات النهائية، والمتمثلة بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كشرط لإتمام صفقة تشمل جميع الأسرى".
وأشار إلى أن "هذه الانعطافة جرى الحديث عنها عند اغتيال يحيى السنوار الشخص المسيطر والأكبر في حماس. حتى بعد اغتيال محمد الضيف سُمعت أقوال مشابهة. أيضا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وابنا عائلته، لكن حماس استمرت في التمسك بنفس المبادئ".
ولفت إلى أنه "بالنسبة لحماس فإن هذه المبادئ ليست تكتيك أو استراتيجية بل هي مسألة بقاء، وأي صفقة تحت إطلاق النار ستبدو في نظرها وفي نظر الفلسطينيين استسلام صريح ومدخل لاستمرار الاحتلال وسيطرة إسرائيل على قطاع غزة".
وأردف قائلا: "لا يوجد أي زعيم في حماس يمكنه الموافقة على ذلك أيديولوجيا وجماهيريا"، مبينا أن "الاغتيال في الواقع استهدف الضغط على حماس من أجل تليين مواقفها، لكن حتى الآن الضغط لم يؤدي إلى أي مرونة، بل بالعكس، كلما ازداد استخدام القوة العسكرية فإن مواقف حماس تصبح متصلبة أكثر، وإذا بدأت العملية البرية الواسعة فإن الأسرى هم الذين سيدفعون الثمن".
ونوه إلى أن المسؤولين في إسرائيل تجاهلوا أكثر من مرة، بنية "حماس" الداخلية، موضحا أن "الاغتيالات قد تؤدي إلى انقسام في اتخاذ القرارات ومراكز السيطرة في قطاع غزة"، بحسب زعمه.
ورأى أن "هذا الانقسام سيصعب على عملية اتخاذ قرارات متفق عليها ومركزة، وسيصعب أيضا على إدارة صفقة تبادل"، مضيفا أنه "عندما تتشتت الصلاحيات فإن السيطرة على الأسرى تتشتت أيضا".
وحذر من مخاطر هذا السيناريو، الذي سيصبح فيه كل أسير إسرائيلي محتجز لدى خلية مختلفة، وليس بالضرورة بينها تنسيق مع الخلايا الأخرى، ما سيصعب التوصل إلى خطة شاملة للاتفاق.
وتابع بقوله: "من غير الواضح من الذي يسيطر الآن بالفعل على الميدان. القادة الميدانيون من المستوى المتوسط، الذين تمكنوا من النجاة من الهجمات يعملون الآن في ظروف خطيرة ولا يميلون إلى إظهار المرونة. بالنسبة لهم الصفقة الآن هي بمثابة "أن تكون أو لا تكون"، وهم لن يسارعوا إلى تحمل هذه المخاطرة".
واستدرك قائلا: "مع ذلك، حماس تتميز بقدر من الثبات، فرغم الصدمة والضربة التي تعرضت لها إلا أنها حافظت على الهرمية فيها والتزمت بالاتفاقات السابقة، بما في ذلك أثناء وقف إطلاق النار المؤقت وتبادل الأسرى".
وختم بقوله: "من يعلق الآمال على عمليات الاغتيال سيخيب أمله، فهي يمكن أن تشكل إنجاز رمزي وإعلامي، لكن ليس بالضرورة عملي"، مؤكدا أنه "إذا لم يحدث أي تغير جوهري في رؤية التسوية الإسرائيلية فلن تكون صفقة، ولا يهم كم هو عدد القادة الكبار الذين سيتم اغتيالهم".