بهذه النصائح يمكنك التغلب على اضطراب الاكتئاب الموسمي
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
مع تغير الفصول وقصر النهار، قد يجد البعض أنفسهم غارقين في موجة من الكآبة والحزن دون سبب واضح. هذا ما يعرف بالاكتئاب الموسمي أو اضطراب الاكتئاب الموسمي (SAD). إنه ليس مجرد الشعور بالأسى بسبب الجو البارد والغائم أو الأيام القصيرة، بل حالة نفسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص.
وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة، قد تكون مصابًا بالاضطراب العاطفي الموسمي إذا كنت تعاني من أعراض معينة تبدأ وتتوقف خلال أشهر محددة، وتحدث لمدة عامين متتاليين على الأقل.
وقال الدكتور بول ديسان، الطبيب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل بالولايات المتحدة: "قد لا يقدّر الناسمدى خطورة تأثر الشخص المصاب بالاضطراب العاطفي الموسمي". وأضاف أنه بالنسبة لبعض الناس، "تتوقف حياتهم لمدة نصف العام".
إليك بعض النصائح للتغلب على الاكتئاب الموسمي:
فهم الاضطراب:
الخطوة الأولى للتغلب على الاكتئاب الموسميهي فهمه. يرتبط SAD بالتغيرات في الضوء الطبيعي، الأمر الذي يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، ومستويات السيروتونين والميلاتونين.
التعرض للضوء الطبيعي:
احرص على التعرض لأكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي. حتى في الأيام الغائمة، إذ يمكن للضوء أن يحسن المزاج.
ممارسة الرياضة:
النشاط البدني يحفز إفراز الإندروفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين الحالة المزاجية.
تغذية متوازنة:
تناول طعام صحي يدعم مستويات الطاقة والمزاج. وخصوصا الأطعمة الغنية بأوميغا 3 والأحماض الدهنية، وفيتامين د. بحسب ما نشره موقع (إنسايد هوك) الأمريكي.
استراتيجيات التأقلم:
تطوير استراتيجيات للتأقلم مثل اليوغا والتأمل وكتابة يومياتك.
تنظيم النوم:
الحفاظ على روتين نوم ثابت يمكن أن يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية وتحسين جودة النوم.
استشارة الطبيب:
في بعض الأوقات، قد تكون الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ضرورية. ولكن بإشراف الطبيب المختص.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الاکتئاب الموسمی
إقرأ أيضاً:
جندي على كرسي الطبيب
إسماعيل بن شهاب البلوشي
هذا المقال بمثابة قراءة في القيادة من سيرة العقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني وكتابه "عسكري على كرسي الطبيب".
في زمنٍ تتداخل فيه حدود الاختصاصات وتتجاذب فيه الأدوار ما بين الفني والإداري، يبرز كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" للعقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني، كوثيقة تتجاوز حدود السيرة الذاتية، لتقدم نموذجًا حيًّا لقيادة وُلدت من رحم التجربة، لا من قاعات المحاضرات من اختلاط الدم بتراب الوطن لا بحديث الراحة.
الكاتب، الذي بدأ حياته المهنية كممرض في الخدمات الطبية لقوات السلطان المسلحة، وجد نفسه لاحقًا على رأس إدارة المنظومة الصحية العسكرية، ليس بوصفه طبيبًا يتغنى بالشهادات، بل قائدًا تمرّس في إدارة الرجال والمؤسسات والموارد. وهنا تكمن المُفارقة التي يستند إليها هذا الكتاب ويُبنى عليها عنوانه.
الكتاب ليس فقط سردًا لمسيرة شخصية، بل هو خريطة لوجدان عُماني أصيل. تنقل بين أماكن تحمل في طيّاتها رمزية المكان والحدث؛ من أرض القرنفل إلى مسكن، ومن بيت الفلج إلى ظفار، مرورًا بمفاصل تاريخية وعسكرية كان الكاتب فيها شاهدًا ومشاركًا.
ولعل من أبرز ما أثار اهتمامي في هذا العمل هو الإشارات الدقيقة للرموز الوطنية، ومنها الفريق سعيد بن راشد الكلباني طيب الله ثراه والذي خصَّه الكاتب وفاءًا واخلاصًا بإهداء الكتاب إلى روحه حاملا وسام التكريم من الدرجة الأولى وكذلك اللواء الركن علي بن راشد بن محمد الكلباني وسام البسالة والذي يعد أرفع وسام ميداني للشجاعة والإقدام والفداء، والذي لا أخفي شخصيًا أنه قدوتي الشخصية في الحياة العسكرية، وهو واحد ممن تركوا بصمة صادقة في ذاكرة الخدمة لوطني الغالي عُمان، ليس فقط من خلال الرتب، بل من خلال ثبات المواقف وعمق الرؤية كان مهيبًا بكاريزما خاصة حللتها أنها كانت من قوة وفراسة معرفته وخبرته وشجاعته لأنَّ إجابته لا يمكن أن يكون هنالك أصوب منها.
ومن خلال سرد الوقائع، وبعيدًا عن الكتاب نذهب إلى سؤال مهم: هل التخصص الفني شرط لقيادة ناجحة؟
تجربة محمد بن علي الكلباني تجيب بـ"لا" واضحة وموثقة. لقد أثبت الرجل أن القيادة لا تُكتسب بالشهادة فقط، بل تُبنى بالحنكة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب.
وعلى الرغم من كونه لم يحمل لقب "طبيب"، إلا أن بصمته في الخدمات الطبية العسكرية كانت واضحة، وباعتراف المحيطين به بحسن إدارته وتميّز رؤيته، يجعل من سيرته نموذجًا يستحق التوقف عنده.
الكتاب يربط بين الجندية بمعناها الواسع: الانضباط، الالتزام، التفاني، وبين العمل الإداري الطبي، الذي يحتاج إلى حسّ إنساني وقدرة على التنظيم والتوجيه. وفي هذا التمازج، نجد أن الكاتب استطاع أن يقدّم صورة متكاملة لما يجب أن تكون عليه الإدارة الناجحة في أي مرفق حيوي، بعيدًا عن التصنيف الأكاديمي الضيق.
إنَّ كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" ليس مجرد مذكرات؛ بل هو شهادة حية عن مرحلة من تاريخ عُمان العسكري والاجتماعي. وهو دعوة لأن نعيد النظر في كثير من تصوراتنا حول من يجب أن يقود، ومن يستحق أن يكون في الواجهة.
لقد قرأتُ في هذا العمل ليس فقط تاريخ رجل، بل صوت وطنٍ يمضي إلى الأمام، بأبنائه الذين يجمعون بين الإخلاص لجلالة السلطان حفظه الله والبصيرة الوطنية وأنهم جبلوا كقادة مخلصين وكان الأجمل في قراءتي أنه مخلص لرفقة السلاح محبًا ومفتخرًا برفاق وشركاء التضحية والدم والعرق والجوع والعطش ولست أشك أبدًا في أنه لم يترك صورة توثق فخره بهم إلا كانت واجهة كتابه وهذا دليل قوي على السيرة العطرة التي تستحق التقدير والاحترام.
وعندما كنت بعد قراءة للكتاب أتبادل أطراف الحديث مع الرائد متقاعد عبد الرحيم البلوشي والذي لم يخفِ فخره به أن قصة طريفة للغاية في مجال اللغة حدثت لهما في واحد من شوارع لندن وهم في بداية الشباب كنت أتمنى أنها ضمن التوثيق لجمالها وذكرى الرفقة الرائعة ففضلت ذكرها عسى أن تكون في الطبعة الثانية. ولذلك أقدِّم نُصحي لمُحبي تاريخ عُمان المشرف، بقراءة هذا الكتاب المُهم "عسكري على كرسي الطبيب".
رابط مختصر