الحوثيون يقلقون إسرائيل.. لماذا تدخلوا بحرب غزة وما ترسانة سلاحهم؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الثلاثاء، أنها وراء إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وتوعدت الجماعة، التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن منذ 2014، مواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف "العدوان" على قطاع غزة.
وأكد رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور قائلاً: "نحن جزء من محور المقاومة"، مضيفاً: "إننا نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيّرات".
وللمرة الأولى، أعلن الحوثيون بشكل رسمي شنّ ثلاث عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. بينما قال الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، "انتصاراً للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنّحة وطائرات مُسيّرة على أهداف للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".
القلق من فتح جبهة جديدة
عقب إعلان البنتاغون أن مدمرة أمريكية كانت "تجوب شمال البحر الأحمر" أسقطت ثلاثة صواريخ أرض-أرض ومسيّرات عدة أطلقها الحوثيون في اليمن على أهداف في إسرائيل، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الهدف من وراء هذه الرشقات التي نفذها الحوثيون هي محاولة فتح جبهة أخرى في القتال ضد إسرائيل وتهديد النقب وإيلات.
ونقلت شبكة سي إن إن عن مصدر مطلع قوله إن وابل الصواريخ هذا قد أطلق من السواحل اليمنية لمدة تسع ساعات. إذ تحركت الصواريخ والطائرات من دون طيار شمالاً على طول البحر الأحمر، ومسارها "لم يدع مجالاً للشك" بأن الهدف هي إسرائيل. وأضاف المصدر بأن إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار نحو إسرائيل إحدى الإشارات المثيرة للقلق لأنها تدل على إمكانية توسيع الحرب وتصعيدها.
بينما حذرت معاريف في تقرير آخر من انتشار الصراع في المنطقة وجذب المزيد من اللاعبين المعادين لإسرائيل مع تفاقم الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة. مشيراً إلى أن جزءاً من هذه المخاوف يبدو أنها قد تحققت في 19 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قال الجيش الأمريكي إن إحدى مدمراته في البحر الأحمر اعترضت صواريخ كروز وطائرات من دون طيار أطلقها الحوثيون على إسرائيل.
الحوثيون يستهدفون إسرائيل
بحسب موقع ماكو العبري، فقد حظيت جماعة الحوثي بدعم من الحرس الثوري الإيراني منذ تأسيسها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبات واضحاً خلال السنوات الأخيرة أن قوتها زادت بشكل كبير، وتجهزت بأسلحة متطورة للغاية، ومن بينها صواريخ قادرة على ضرب أهداف في إسرائيل.
وعقب تبنيهم رسمياً لثلاث عمليات إطلاق ضد أهداف في إسرائيل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة مسيّرة انطلقت من اليمن، فوق البحر الأحمر قبل وصولها إلى إسرائيل.
كما أفادت إذاعة الجيش باعتراض صاروخ أطلق من منطقة البحر الأحمر، وقال الجيش في بيان: "أُطلق صاروخ أرض-أرض باتجاه الأراضي الإسرائيلية من منطقة البحر الأحمر، واعتُرض بنجاح بوساطة نظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ آرو (السهم)"، الذي يستخدم للمرة الأولى في الحرب.
وتأتي هذه التطورات مع إعلان الجماعة، الأحد الماضي، عن بدء سلسلة مناورات عسكرية باسم "طوفان الأقصى"، وهو الاسم ذاته الذي أطلقته "كتائب القسام" على عمليتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ترسانة صاروخية ومسيّرة
بحسب تقرير الصحفي أور هيلر، فإن الصاروخ الذي انطلق من شمال اليمن واستهدف إسرائيل هو صاروخ أرض-أرض إيراني يزيد مداه على 1000 كيلومتر، ويزن رأسه الحربي مئات الكيلوغرامات. وهو ما يكفي لوضع إسرائيل في نطاق الاستهداف.
وبقدر ما هو معروف، يمتلك الحوثيون صاروخاً واحداً قادراً على ضرب إسرائيل، وفقاً لما ذكره تال عنبار، وهو زميل باحث كبير في تحالف الدفاع الصاروخي والخبير في برامج الصواريخ الإيرانية والمنطقة. وهذا هو صاروخ "طوفان" الذي كشف عنه الحوثيون قبل شهر فقط في عرض عسكري باليمن، ويتراوح مداه بين 1700 و1800 كيلومتر، ويقول عنبار: "هذا صاروخ إيراني بالكامل".
وسبق أن أشار "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" الإسرائيلي "ITIC" إلى أن الحوثيين يمتلكون صواريخ باليستية فعالة من طراز "قدس 2″ و”قدس 3" يتراوح مداها بين 1300-2000 كيلومتر، ويمكنها بشكل فعال إصابة أهداف في إسرائيل، التي تبعد عن اليمن أكثر من 1500 كيلومتر، وفقاً لما نقله موقع ماكو العبري.
كما يمتلك الحوثيون ترسانة ضخمة من الطائرات من دون طيار التي قد تكون فعالة وتصل إلى إسرائيل، مثل: "صماد 3" التي يصل مداها بين 1500-2000 كيلومتر، وطائرات "صماد 4" التي يزيد مداها على ألفي كيلومتر، وكذلك طائرة "وعيد" التي يتراوح مداها بين 2000-2200 كيلومتر.
بالإضافة إلى ذلك، لدى الحوثيين أيضاً طائرات إيرانية انتحارية من دون طيار من طراز "شاهد 136"، تشبه تماماً تلك التي يستخدمها الجيش الروسي لمهاجمة أوكرانيا، وهذه الطائرة قادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 2200 كيلومتر.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحوثي اسرائيل صواريخ غزة أهداف فی إسرائیل البحر الأحمر من دون طیار
إقرأ أيضاً:
ضجيج كبير وردع قليل.. لماذا فشلت ضربات إسرائيل بتحييد جبهة اليمن؟
تواصل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تنفيذ ضرباتها الصاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية، في إطار معركة "إسناد غزة"، وهو ما يثير تساؤلات بشأن فشل تل أبيب في تحييد هذه الجبهة رغم ضرباتها المكثفة على اليمن.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل باتت تعاني اختلالا في مفهوم الردع والدفاع، إذ اعتادت تاريخيا أن تكون ضرباتها أكثر ردعا وأثرا وأقل تكلفة، لكن بالأعوام الـ30 الأخيرة باتت تقوم بعملية ردع عبر الاحتلال.
ووفق حديث جبارين لبرنامج "مسار الأحداث"، فإن إسرائيل تنفذ عمليات في اليمن ذات ضجيج إعلامي وبتكلفة كبيرة، لكن بأثر ردع قليل.
وبناء على ذلك، فإن إسرائيل عالقة بين البعد الإستراتيجي الاستخباراتي، وبين كل ما يريده وزيرا المالية والأمن القومي الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للحفاظ على توليفة الحكومة.
وأمس الأحد، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حيوية بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيّرة، مؤكدا أنهم يعملون على فرض حظر كامل على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد النجاح في فرض حظر جزئي.
المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية نوعية استهدفت مطار #اللد بمنطقة #يافا المحتلة، ونعمل على فرض حظر كامل للملاحة فيه#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/Vk8FqTvwZu
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 1, 2025
بدوره، يقول الخبير العسكري العميد عابد الثور إن الحوثيين يرسلون رسالة مفادها بأنهم "يمتلكون القوة الكافية لتوجيه ضربات للاحتلال طالما استمر بارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة".
إعلانواستبعد الخبير العسكري ما يدعيه الاحتلال بإسقاط الصواريخ اليمنية، مشيرا إلى تقدم الصناعات العسكرية للحوثيين، وأنها "ستثير رعبا، وستصل إلى مستوى إفشال قدرة الاحتلال في اعتراضها".
أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فأكد أن ضربات الحوثيين تعد إحدى المشكلات التي تواجهها إسرائيل في غزة، لكنها ليست الوحيدة.
وحسب مكي، فإن هذه الضربات "لا تسبب صدمة لإسرائيل في منظومة الردع فحسب، وإنما بقدرتها في التعامل مع المحيط الخارجي".
وأعرب عن قناعته بأن صواريخ اليمن "سببت أزمة لإسرائيل في نظرتها لنفسها كدولة متفوقة في المنطقة".
وبشأن تداعياتها، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إن عمليات الحوثيين "تزيد تكاليف العدوان على غزة، وتجعل من الزمن عدوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومخططه الكبير".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الحوثيين أطلقوا 43 صاروخا باليستيا من اليمن على إسرائيل، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة، منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
الجيش الإسرائيلي يصرح باعتراضه صاروخا أطلق من #اليمن، والشرطة الإسرائيلية تقول إنها تقوم بعمليات بحث ميدانية في أعقاب تفعيل صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب والوسط والقدس#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/ZZgzMO4pUn
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 1, 2025
فشل إسرائيليوأعرب عابد الثور عن قناعته بأن إسرائيل "فشلت في ضرباتها ضد منشآت مدنية واقتصادية وحيوية يمنية"، مؤكدا أن هذه الضربات تعد جريمة واضحة.
وأضاف "لو كانت إسرائيل قادرة على فرض حظر بحري وجوي على اليمن لنفذته منذ بداية طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن "الحوثيين يعلمون بنتائج إسناد غزة، وأصروا على ذلك للرد على المجازر".
وعلى مدار الأشهر الماضية، شنت إسرائيل غارات عدة على اليمن، إحداها في السادس من مايو/أيار الماضي، وألحقت أضرارا كبيرة بمطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة على البحر الأحمر.
إعلانوأطلق الحوثيون 17 صاروخا منذ الثاني من الشهر الماضي، أي بمعدل صاروخ كل يومين تقريبا، مما يعطل حركة الطيران ويحدث إرباكا مستمرا في الحركة الطبيعية للإسرائيليين.
من جانبه، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي أن ذهاب إسرائيل إلى تصعيد مع الحوثيين يعني تصعيدا مع إيران، "لذلك تبقى عالقة في جبهة اليمن، دون أي قدرة بسبب العمى الاستخباراتي وغياب الردع الحقيقي".
وجدد تأكيده على أن ضربات الحوثيين لديها تكلفة اقتصادية واجتماعية على إسرائيل.
إستراتيجية واشنطن
ويشأن الدور الأميركي، قال الخبير العسكري إن واشنطن خرجت عسكريا من البحر الأحمر، لكن إسنادها الاستخباراتي واللوجستي لا يزال مستمرا مع إسرائيل.
ولا يمكن للإستراتيجية الأميركية -وفق عابد الثور- أن تتخلى عن إسرائيل، التي "لا تتجاوز قدرتها الإستراتيجية العسكرية بما لا يتخطى فلسطين المحتلة بألف كيلومتر".
في المقابل، قال مكي إن الولايات المتحدة لم تبدِ أي رد فعل سياسي أو عسكري واضح باتجاه ضربات اليمن، مشددا على أن واشنطن يهمها وجود ضغوط على نتنياهو، و"ألا يشعر بالأمان المطلق".
ووفق مكي، فإن المفاوضات بين واشنطن وطهران لن تنعكس على ضربات الحوثيين باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتنع بعد ضربات واشنطن على اليمن بأنه "دخل مستنقعا ومغامرة خاسرة، مما سيعرضه لخسائر أخلاقية وعسكرية".