تقرير: طوفان الأقصى.. من غزة إلى العالم في شهر
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
العملية أسفرت عن أسر أكثر من 240 شخصا
يريدونك أن تظن أن الحرب بدأت من هنا، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أي من عملية طوفان الأقصى، لكن القارئ للتاريخ، الملم بالقضية الفلسطينية، يعلم أن الحكاية بدأت منذ 75 عاماً، بل قبل ذلك، منذ وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
اقرأ أيضاً : تطورات الأحداث في غزة وعدوان الاحتلال على القطاع لليوم الـ32
ومن ذاك والفلسطينيون يعيشون أسوأ أنواع الاحتلال والانتهاك والاستيطان والموت، وما تدفق الطوفان إلا رد فعل على أفعال وحشية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بسلب الفلسطينيين حقوقهم وأرضهم ومنازلهم، فالاعتقالُ والقتل، الفصل العنصري، انتهاك المقدسات خاصة المسجد الأقصى المبارك وشتى الممارسات التي تنتهك حياة البشر وإنسانيتهم.
في السابع من أكتوبر 2023، قلبت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس طاولة الحرب الطويلة على جيش الاحتلال الإسرائيلي ونسفت خرافة الجيش القوي، الذي كانت تل أبيب تصدّرها إلى العالم. هجومٌ صدم الجميع، العدو والصديق، أسفر عن أسر أكثر من 240 شخصا، وتسبب - والاشتباكات التي تلته في ذلك اليوم - بمقتل نحو 1400 آخرين في الكيان المحتل.. وفي اليوم الثلاثين من المعركة ارتفع عدد ضباط وجنود الاحتلال الذين قتلوا إلى 345.
خسارة هذه المعركة في الكيان أشعلت فتيل حقد حجمه 30 ألف طن قنابل ألقيت على قطاع غزة على مدار شهر، أظهرت للعالم الوجه الحقيقي لمن يزعم بأنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 10 آلاف شخص في القطاع، أي ما يشكل نحو نصف عدد الشهداء المسجلين في فلسطين المحتلة منذ عام ألفين،،، أكثر من أربعة آلاف منهم أطفال، فضلاً عن إصابة أكثر من 25 ألف جريح ونزوح مليون ونصف المليون شخص.
سلسلة ردود الأفعال الإقليمية والدوليةعلى وقع صدمة السابع من أكتوبر بدأت سلسلة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، وكما هو متوقع، عبر مواقف حذرة في المنطقة، وتأييد فجّ مطلق من معظم دول الغرب للاحتلال تجلّى في زيارات قيادية وعسكرية مكثفة إلى تل أبيب قبل أن تتحول إلى حراك دبلوماسي متواصل لا يزال حتى لحظة كتابة التقرير يبحث عن مخرج من إحراج القتل والدمار الذي خلفه الانتقام الإسرائيلي في غزة. وينشد وقف إطلاق نار أو حتى هدنة إنسانية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 15 عاماً لإدخال المساعدات التي هبت دول وشعوب عربية لتوفيرها.
أكثر من مرة حاول مجلس الأمن تحقيق ذلك دون جدوى بفيتو أقوى أقوياء العالم، ولم تستطع الأمم المتحدة الاجتماع إلا على قرار واحد غير ملزم يطالب بهدنة إنسانية، لا يزال الملايين من شعوب العالم ينتظرونها ويطالبون بها، بعد أن كشف القتل والدمار عن الوجه الحقيقي المنحاز خلف أقنعة الحكومات الغربية وأبواق إعلامه الموجه لدعم الكيان بشكل فاضح.
السابع من أكتوبر أعاد القضية الأكثر عدالة إلى مسرح العالم وسلط الضوء على معاناة بشرية امتدت لعقود، ورغم التنازلات التي قدمها الفلسطينيون من أجل السلام إلا أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة الحرب.... ورغم مبادرة المقاومة الفلسطينية حسَنة النية لإخراج ضيوفها الأجانب من غزة، إلا أن الاحتلال المتعنت - حتى على شعبه - رفض التعاون في هذا الإطار من خلال القصف الوحشي المتواصل ما أسفر عن قتل العشرات منهم، أما عرض المقاومة بإعادة أسرى الاحتلال مقابل تبييض سجونه من الفلسطينيين، فقوبل أيضاً بالرفض من قبل الكيان الذي يرفض حتى الاستماع إلى مطالب وضغوط مستوطنيه.
أمام صمت الأشقاء على الضفة الأخرى، والأخوة في الجوار.. هنا في أكبر سجن في الهواء الطلق على كوكب الأرض، تستباح الأرواح قبل الأجساد بألم الفقد العميق والحرمان من العيش، فما بالك بالفتك العسكري بأجساد الرضع والأطفال، النساء والرجال، البتر، التشويه، بسلاح لا يميز مدرسة أو مستشفى أو مسجد، وبأدوات تسمى مجازاً بشراً لا تعرف الرحمة منذ أن أخرج هذا الكيان أول فلسطيني من بيته، فجاء طوفان القضية ليلاحقه ليس على الأرض الفلسطينية فحسب بل في العالم أجمع عبر ضمائر إنسانية حية رفعت الراية الفلسطينية - التي يحظر رفعها على أرضها - في مختلف بقاع المعمورة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الحرب في غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير سويسري يحدد المدن الأغلى وعادات الإنفاق لدى أثرياء العالم
كشف تقرير صادر عن بنك "جوليوس باير" السويسري عن المدن الأغلى في العالم، وعادات الإنفاق لدى أثريا العالم، مشيراً إلى أن سنغافورة تصدرت القائمة وصُنفت أغلى مدينة للأثرياء.
ويتضمن التقرير الذي يصدر للسنة الرابعة على التوالي مكونين: مؤشر أسعار يتضمن تكاليف حوالي 20 منتجا وخدمة فاخرة في 25 مدينة رئيسية، وخدمات مثل رحلات رجال الأعمال، والساعات، والتعليم الخاص، والتكنولوجيا، واستطلاع رأي أُجري بين الأثرياء لفهم أولوياتهم فيما يتعلق بالاستهلاك والاستثمار.
ولفت التقرير إلى أنه في طاع الأسعار، يُظهر مؤشر "تكلفة المعيشة" للأثرياء لأول مرة انخفاضًا في الأسعار بالدولار بنسبة 2% - وهو رقم غير مألوف، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي والنزاعات التجارية.
ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار المنتجات (-3.4%)، وخاصةً المنتجات التكنولوجية، بينما انخفضت أسعار الخدمات بمعدل معتدل (-0.2%).
من حيث المدن، لا تزال سنغافورة تتربع على عرش أغلى مدن العالم للأثرياء، تليها لندن التي صعدت إلى المركز الثاني. يليها في الترتيب: هونغ كونغ، موناكو، زيورخ، ودبي التي تتقدم بثبات إلى المركز السابع. أما بانكوك وطوكيو، فقد برزتا بقفزتيهما ستة مراكز لكل منهما إلى المركزين الحادي عشر والسابع عشر على التوالي.
جغرافيًا، يقع أكثر من نصف أغلى عشر مدن في العالم فيما يُعرف بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA)، وهي اختصار لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتتصدّر لندن القائمة، لكن مدنًا مثل زيورخ وموناكو ودبي تتميز أيضًا بالفخامة. وشهدت باريس أكبر ارتفاع في الأسعار في المنطقة، مدفوعًا بتكاليف السفر والإقامة، كما ارتفعت تكلفة التعليم الخاص في لندن بعد التغييرات التنظيمية.
وكشف الجزء الثاني من استطلاع أسلوب الحياة عن توجه شبه عالمي: فالأثرياء لا يطمحون فقط إلى حياة كريمة، بل إلى إطالة أعمارهم.
وأفاد 87% من أثرياء أمريكا الشمالية و100% من أثرياء آسيا باتخاذهم خطوات ملموسة لإطالة أعمارهم، جسديًا وماليًا: بدءًا من تبني نمط حياة صحي ووصولًا إلى استكشاف تدخلات مبتكرة مثل العلاج الجيني والعلاج بالتبريد.
في الوقت نفسه، أصبح طول العمر المالي مصدر قلق بالغ، حيث أشار معظم المشاركين إلى أنهم سيغيرون استراتيجياتهم في إدارة ثرواتهم إذا ارتفع متوسط العمر المتوقع.
بشكل عام، يؤكد التقرير التحول المستمر من الاستهلاك المادي إلى التجارب. فبينما تراجع الإنفاق على السلع الفاخرة، لا يزال الطلب على المطاعم الفاخرة والسفر الفريد والتجارب الشخصية قويًا. ويعكس هذا تطورًا أوسع في تعريف الأفراد ذوي الثروات الكبيرة للرفاهية، مع تركيز متزايد على أسلوب الحياة والرفاهية والتجارب القيّمة بدلًا من الممتلكات.