انتشر مقطع لاعتداء بعض الأتراك على سائح سعودي وعائلته بمنطقة إيدر في شمال تركيا.
وأظهر المقطع لحظة قيام عدد من الأتراك بالاعتداء على شاب سعودي وعائلته في أحد المزارات السياحية التركية.
بلا شك أن ما حدث أمر مستهجن في حق سائح سعودي، قد تكبد عناء السفر ليستمتع هو وعائلته بإجازته الصيفية؛ ويعود بذكريات جميله؛ ولكن ماحدث لم يكن في الحسبان! والاعتداء الذي تعرض له قد أضر به وبعائلته.
ولكن يتبقى سؤال مهم.. من المسؤول في هذه الحادثة.. وهل الخطأ يقع على عاتق الأتراك فقط؟!
أم أن السائح السعودي يتحمل جزءاً من الخطأ؟! وهذا أمر لايمكننا البت فيه، فله جوانبه القانونية التي تحكم على الحادثة.
في الواقع، إن الكثير من السياح للأسف لا يملكون ثقافة السفر، ويتعاملون مع الغرباء بدون احتياط ولا يحسنون التصرف عند وقوع أي مشكله.! (وهنا لا أقصد أحداً بعينه، إنما انتقد واقع ثقافة السفر).
ولقد سافرت إلى عدة دول أجنبية من ضمنها تركيا، ولم نتعرض لأي مواقف بل العكس تماماً.. لمسنا منهم حسن التعامل والتقدير والاحتفاء.
وكل ذلك لأننا كنا نختار الأماكن بعناية. نذهب لأماكن تشبهنا في الرقي، ولم نذهب لأماكن نائية تحمل مزيجاً سكانياً متفاوتاً.
إن السفر يتطلب منا الكثير حتى لا نتعرض للمشاكل! لا بد من معرفة تامة للأماكن التي نذهب إليها؛ خصوصاً القرى والأرياف؛ لأنها تضم شريحةً مختلفةً من السكان الذين يتفاوتون في صفاتهم وسلوكياتهم! وقد يحملون من الغلظة الشيء الكثير؛ما قد يؤدي بهم إلى تصرفات خطيرة قد تصل إلى القتل.
لذلك كما ذكرت لابد أن يحسن السائح اختيار الأماكن التي ينوي السفر إليها، ولا يحتك بالسكان وأن تكون ردة فعله متزنةً عند أي تصادم! وإذا تعرض لأي موقف فعليه أن يتواصل مع السفارة أو أي جهة مساعدة، أو الاتصال برقم الطوارئ الموحد في البلد، الذي يوجد فيه، أو الاتجاه لمركز الشرطة.
ودائمًا يبقى حسن التصرف والذكاء الاجتماعي منقذاً في جميع المواقف والظروف! أما اللجوء للعنف والجدال فقد يؤدي إلى أمور سيئة ومهلكة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
صفقة القرن في عالم الألعاب.. استحواذ سعودي على شركة EA بقيمة 55 مليار دولار
في خطوة تاريخية تعيد رسم ملامح صناعة الألعاب العالمية، أعلنت شركة "إلكترونيك آرتس" (EA)، أحد أعرق مطوري ألعاب الفيديو في العالم، عن موافقتها على صفقة استحواذ ضخمة بقيمة 55 مليار دولار، تقودها مجموعة من المستثمرين بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، إلى جانب شركتي "سيلفر ليك" و"أفينيتي بارتنرز".
وبموجب الصفقة، ستتحول EA من شركة عامة مدرجة في البورصة إلى شركة خاصة لأول مرة منذ 35 عامًا.
وتُعد هذه الصفقة، بحسب وكالة بلومبرج، أكبر عملية استحواذ بالاستدانة (Leveraged Buyout) في التاريخ، متجاوزةً جميع الصفقات السابقة في قطاع التكنولوجيا والترفيه.
وتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أكدت EA في بيان رسمي أن الاتفاق يمثل "مرحلة جديدة" في مسيرتها الطويلة، ويعكس الثقة الكبيرة في قوة علامتها التجارية ومكانتها في سوق الألعاب العالمية.
وقال أندرو ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة EA، في بيان صادر عن الشركة: "لقد تمكنت فرقنا الإبداعية من تقديم تجارب مذهلة لمئات الملايين من اللاعبين حول العالم، وبنينا من خلال عملهم الشغوف بعضًا من أكثر العناوين شهرة في صناعة الألعاب". وأضاف: "هذه اللحظة تمثل تقديرًا لإنجازاتنا على مدار العقود الماضية، وخطوة جديدة نحو مستقبل أكثر طموحًا".
ورغم هذا النجاح التاريخي، فإن السنوات الأخيرة لم تخلُ من التحديات بالنسبة للشركة الأمريكية العملاقة. فقد واجهت EA ضغوطًا مالية وإدارية في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها صناعة الألعاب، بما في ذلك ارتفاع تكاليف التطوير وتراجع مبيعات بعض السلاسل الشهيرة. وفي عام 2024، أعلنت الشركة عن تسريح أكثر من 650 موظفًا ضمن خطة وُصفت بأنها محاولة لـ"تبسيط الأعمال وتحسين الكفاءة التشغيلية". كما قامت هذا العام بإلغاء مشروع لعبة "بلاك بانثر" المنتظرة، وأغلقت الاستوديو المسؤول عنها، بالإضافة إلى تأجيل إطلاق سلسلة "نيد فور سبيد" إلى أجل غير مسمى.
وبينما يرى بعض المحللين أن هذه التغييرات كانت مؤشرات مبكرة على بحث الشركة عن مخرج مالي أو شريك استراتيجي قوي، جاءت الصفقة الجديدة لتؤكد هذا الاتجاه. فصندوق الاستثمارات العامة السعودي يواصل توسيع محفظته في قطاع الترفيه والتكنولوجيا الرقمية ضمن رؤيته الطموحة 2030، التي تستهدف جعل المملكة مركزًا عالميًا في مجالات الابتكار والترفيه والألعاب الإلكترونية.
ومن المتوقع أن تُغلق الصفقة رسميًا خلال الربع الأول من عام 2027، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية من الجهات الرقابية الأمريكية والدولية. وأكدت الشركة في بيانها أن المقر الرئيسي لـEA سيبقى في مدينة ريدوود سيتي بولاية كاليفورنيا، وأن أندرو ويلسون سيستمر في قيادة الشركة خلال المرحلة المقبلة، لضمان انتقال سلس نحو الملكية الجديدة.
وفي تصريح موازٍ، قال إيغون دوربان، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "سيلفر ليك"، إن الصفقة تمثل "فرصة استراتيجية فريدة" لتوسيع نطاق تأثير EA عالميًا، موضحًا أن المجموعة تعتزم ضخ "استثمارات ضخمة في التطوير والابتكار"، لتعزيز مكانة الشركة في صناعة الألعاب الإلكترونية المتنامية. وأضاف أن هذه الشراكة تُمهد الطريق لمرحلة جديدة من التوسع العالمي، خصوصًا مع صعود أسواق الألعاب في الشرق الأوسط وآسيا.
وتأتي مشاركة "سيلفر ليك" في الصفقة بالتزامن مع دورها البارز في صفقات تكنولوجية كبرى أخرى، أبرزها مشاركتها في إعادة هيكلة النسخة الأمريكية من تطبيق "تيك توك" وتحويله إلى كيان مملوك أمريكيًا، ما يعزز مكانة الشركة كشريك استثماري رئيسي في قطاع التكنولوجيا التفاعلية.
ويرى خبراء الصناعة أن هذه الصفقة قد تعيد تشكيل خريطة القوى في سوق الألعاب، خاصة أن EA تمتلك بعضًا من أشهر السلاسل في العالم مثل "فيفا" و"باتلفيلد" و"ذا سيمز"، إضافة إلى تراخيص رياضية ضخمة تجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق يحقق عائدات تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا.
وبينما ينتظر المجتمع التقني ما ستسفر عنه هذه الخطوة، يبدو أن دخول صندوق الاستثمارات العامة السعودي بثقله في مجال الألعاب يعزز التوجه العالمي نحو دمج الاستثمار المالي بالابتكار التكنولوجي، ويفتح الباب أمام عصر جديد من المنافسة في صناعة الترفيه الرقمي التي أصبحت من أكثر الصناعات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي.